Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المجتمع المدني ومؤتمر عينكاوة

من خلال قرائتنا لمفهوم المجتمع المدني اي دخول المواطنين في عضوية المنظمات المهنية الغير سياسية ,اي التي لا تتعامل مع السياسة مباشرة ,بل تعمل على مساعدة الحكومة دون مقابل في مجالات خدمة الناس ! وبناء خلفية مؤثرة في السياسة لصيانة وتطوير الحريات والديمقراطية " اذن ان الاحزاب السياسية الحاكمة ليست جزء من المجتمع المدني ! الا في حالة ان تكون صمام الامان للشعب ضد استبداد الدولة ! وهذا غير ممكن في الاحزاب السياسية الحاكمة , الا اذا تبنت بان يكون الانسان الفرد هو اساس الحداثة في العمل والتشريع والفكر ,وهذا ايضا عير وارد في فكر الاحزاب ,وخاصة الاستبدادية منها ! وبما ان الحزب السياسي يعبر عن منظمة جماهيرية للافراد في سياق اتماءاتهم الفكرية ,وحسب ايديولوجية موحدة , وتوفرالعمل المشترك في اطار المنافسة السياسية,وتبغي الوصول الى السلطة من اجل احداث تغيرات اجتماعية -سياسية - ثقافية وفق تصورات مستقبلية مدروسة ومرسومة " من هنا يميز الحزب السياسي الحديث بثلاث سمات اساسية : 1- هيكل تنظيمي دائم 2- تفويض بتمثيل المواطنين بغض النظرعن انتمائاتهم السياسية ,وبالاعتماد على انتخابات مفتوحة 3- المساهمة في الحكومة ,سواء بتشكيلها أو المشاركة فيها أو ممارسة دور المعارضة .
اما سماته الاساسية : هي :1- العمل كجسر يربط بين الحكومة والمواطنين 2- حل المشاكل والنتاقضات الاجتماعية ومناقشتها داخل البرلمان وخارجه 3- التخفيف من مركزية السلطة والانفراد بالقرار ,وخاصة اذا كانت سلطة الحزب الواحد 4- التغبيرعن طموحات المواطنين بالمشاركة وترشيد قرارات الحكومة 5- ممارسة دور مدارس للتثقيف السياسي والتربية الوطنية ,كل هذا يتطلب وجود احزاب فعلية على الساحة السياسية ,وان تكون هذه الاحزاب ديمقراطية ,عندها نقدر ان نقول ان الاحزاب السياسية تعتبر اعمدة رئيسية في ظل النظام الديمقراطي , وهذا يتطلب ايضا الفصل بين السلطات ووجود الرقابة الدائمة وتطبيق الانتخابات الحرة وفق الاقتراع السري ,وليس هناك نتائج مسبقة 99/99 % ! وتعددية الخيارات والقبول بنتائجها وعدم احتكار السلطة والتعددية الساسية وحرية التعبير ,والتأكيد على الديمقراطية والاستقلال ,وعليه في هذه الحالة ان يكون الحزب السياسي ديمقراطيا في افكاره واهدافه وبرامجه وعلاقاته الداخلية والجارجية ,ولضمان ذلك في الحزب :وجود شرعية حزبية بعيدة عن الانتماءات الشخصية والقبلية والطائفية والمذهبية ,ممارسة الانتخابات لاختيار العناصر الكفوءة وذوي الخبرة اي وضع الرجل او المرأة ( الانسان) المناسب في المكان المناسب ,والقبول بتعدد الاتجاهات داخل الحزب في اطار الفكر الواحد ,اي على اقل تقدير خضوع البرنامج والقرارات لمناقشة مفتوحة من قبل كافة اطراف الحزب ,مع تجنب الاتهامات والتخوين وعدم ممارسة الارهاب الفكري والابتعاد عن القرارات الفردية )
بمبدأ نقوله ونسجله في كثير من مواقفنا ومقالاتنا وهو عدم احتكار الحقيقة حيث نقول : اننا ( الحزب , الاتحاد , منظمة ,كنيسة , مؤسسة ,طائفة ,مذهب ) لا نملك الحقيقة كاملة وانما الاخر والاخرون يكملون الاجزاء الباقية , وتقاس النسبة لكل طرف من خلال ما يقدمه لاخيه الانسان والاخرون من حق بادراك سليم وخير بسلوك ملتزم باهدافه ووجدان الذي يشيع الامان والطمأنينة في نفوس الاخرين , وربما سائل يسأل ما علاقة كل هذا بمؤتمر عينكاوة ؟ نقول : هناك علاقة جدلية بين مفهوم المجتمع المدني وسماته وبين ما قام به مؤتمر عينكاوة من وضع اشارات المرور ودلالات في تقاطع الطرق ( اختلاف اراء ) في الفلك ( ساحة ) ( هذا ما قلناه في مقالنا السابق - مؤتمر عينكاوة وترويض الانتهازية ) وها نؤكده الان منطلقين من الاسس التالية : -
1- نعتبر ان موتمر عينكاوة وضع الحجر الاساس في الجسر الذي يربط بين الحكومة والمواطنين ( الشعب المسيحي ) , وبين المواطنين انفسهم , لذا اكد المؤتمر انه ليس بديل للأحزاب السياسية , لا نقول ان المؤتمر لم تتخلله ( قبل وبعد انعقاده ) سلبيات ( مثل التسرع , العلاقات الشخصية ,,,,) وهذا ليس بجديد ! وانه صحي كونه لن يكون الاول والاخير , انه فقط وضعنا على السكة وما على المجلس ان يكمل من خلال تعاون المنظمات والاحزاب والجمعيات والافراد اللذين يضعون مصلحة الشعب فوق مصلحتهم الخاصة , نعم هناك تباين وأختلاف الاراء ونتمنى أن لاتصل الى خلاف .
2- كان رأي أحزابنا السياسية بين مؤيد للفكرة وله ملاحظات على طريقة واسلوب العمل , ومنها من رفض المؤتمر قبل ان ينعقد ! منها من كان بين بين , أي انتظروا لحين معرفة النتائج وبعدها ينقسمون بين معارض ومع , حسب مصالحهم الخاصة والحزبية , ( وهذا ما اكدناه في مقالنا السابق المشار اليه اعلاه , حول وجود في كل مجتمع وحزب ومنظمة ثلاث فئات ) , الفئة الثالثة ( المصالح الخاصة والحزبية الضيقة وعلى حساب المصلحة العامة ,,,الخ ) ليست ضمن منظمات المجتمع المدني , كونها تعرقل العمل التطوعي , وفاقدة لسمات الحزب السياسي ومفهوم المجتمع المدني , لذا نكرر تحذيرنا من هؤلاء اللذين هم أخطر من مرض السرطان , اما الموقف الاول فسنستشهد به من موقف المنبر الديمقراطي الكلداني كمثال لا الحصر , حيث جاء في بيانه قبل المؤتمر باهمية العمل المشترك , والعمل الجاد والمخلص , والانفتاح والحوار ,,,, اضافة الى تشخيص السلبيات بكل وضوح وصراحة ,,, انها رؤية عقلانية وواقعية , قراءة للواقع بروح نقدية ! كونه لم يكتفي بالسلبيات فقط , وانما طرح الحلول وتمنى للمؤتمر بالنجاح , وهذا دليل على وعي قيادته وصواب منهجه , لست هنا من اجل تلميع صورة معينة وانما قول الحقيقة كما نراها , كوننا نؤمن بالواقعية والحرية والمساواة , ولتأكيد ما ذهبنا اليه هو حضور سكرتير المنبر في جلسة افتتاح المؤتمر بغض النظر عن موقف الاخرين وبعض من المشرفين على المؤتمر , وبعد المؤتمر حضوره في اجتماع لجنة التنسيق بين احزابنا في 18 / 3 ودعمهم الكامل لاي جهد قومي صادق , انه حقا العمل الجماعي والشخصاني الذي يتميز به اي حزب سياسي واية منظمة تؤمن بالحرية والديمقراطية والمساواة ( انظر المقدمة رجاء ) , والمثال الاخر هو الاستاذ حبيب افرام الذي اكد ايضا ( نحن سريان , لكن بدون تعصب , دون جنون , دون اوهام , لن نكتفي بالبكاء على اطلال ما اعطينا في السابق ( الماضي ) , صحيح أنا قليل عددا لكننا شعب كبير , نحن ننتمي الى لغة كما ننتمي الى وطن ) هذه الكلمات تعبر عن تعليم وثقافة فردية وجماعية عالية , قبول الاخر ( بدون تعصب ) , عدم الاتكاء على الماضي ! اي عيش الواقع , الوطنية الحقة , كلها هي من سمات القائد الذي يعرف طريقه بثبات خطواته وعمله الجماعي ومثابرته وقرائته للواقع وايمانه مع جماعته بالاخر وقبوله ( يكفي انه لحد الان لم نسمع احد من اخواننا السريان قد الغى كلداني او اشوري , او قال انني الاول وانتم الثاني والثالث , او قال : انا الكل وانتم الجزء , او قال : انا او نحن الوحيدون نملك الحقيقة , و و و ) اذن نحن امام خريطة بناء قصر ( مجتمع ) وحوله بساتين , وضع خريطة البناء مؤتمر عينكاوة ,بعد ان وضعوا الاساسات المؤتمرات التي قبله , والان المطلوب من كل حزب ومنظمة وجمعية ( من الكلدان والسريان والاشوريين ) ان يضعوا بصماتهم على الخرائط التي لم تنجز بعد ( الكهرباء , الماء والمجاري , الاثاث , الطرقات , ,,,الخ ) , اي كل حسب اختصاصه ورؤيته وخصوصياته , لانه لا يمكن ان نمزج , الحنطة والزوان والشعير وحمص وعدس وخضار والفاكهة كلهم في بودقة ( دستيثا ) واحدة , لسبب بسيط ان الطبخة تكون مرة , وغير قابلة للهضم , بل يكون حول القصر بساتين متنوعة واختصاص وخصوصية من كل نوع المشار اليه , يربطها جسور وسواقي مياه جارية وليست راكدة , انه نفس الماء الذي يسقي الكل , واخيرا عمل سياج للحفاظ على البستان الكبير من اللصوص والحيوانات البرية والارضة !!!!! نحن الان وصلنا ايها الاخوة والاخوات الى الخرائط ولم تكمل بعد لاسباب معروفة للجميع , والسؤال قبل الاخير هو متى نكمل خرائطنا لنبدأ بالعمل الجدي والحقيقي , وخاصة ان عجلة الزمن سريعة جدا بحيث يبقى كثيرين لا يقدروا ان يلحقوا بها , ليس كون عدم وجود مكان لهم فيها وانما تحوي كل مؤمن بالانسان وكرامة الشخص البشري وقبول الاخر والحرية والمساواة والديمقراطية , فالى تفعيل منظمات المجتمع المدني , دمتم
shabasamir@yahoo.com . Opinions