Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المجلس الشعبي , ومؤتمره الثاني!!

ذكرت وسائل الأعلام وبيانات المجلس الشعبي عن انعقاد المؤتمر الثاني للمجلس في أواخر العام الجاري دون الأفصاح عن جدول أعماله والأمور التي سوف يتداولها , في ظروف أنقسام شديد بين أبناء شعبنا المسيحي .
بدءا عليّ أن أسجل تقديري لبيان المجلس الشعبي الصادر يوم 16\9\2009 , الخاص بمأساة صوريا , حيث أنفرد بذكر شهداء فيشخابورأيضا ضمن شهداء شعبنا المسيحي في الوقت الذي أستغلّ البعض هذه المناسبة الأليمة لأغراض دعائية لتنظيماتها , لا بل أستغلها بغض الأنتهازيين للمتاجرة بها .
الجميع يعلم الظروف التي رافقت ما تمخض عنه مؤتمر عنكاوة الأول , على الأقل ما ترشح من تصريحات البعض من مؤسسيه الأوائل والذين أبتعدوا أو أُبعدوا عن تشكيلاته اللاحقة وسيطرة المجموعة الجديدة على مقاليد الأمور بدعم مباشر وقوي من عرّابه الأول السيد سركيس آغا جان ومن خلفه الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي ينتمي اليه , وكان من الطبيعي أن يكون معظم من أسندت اليهم المراكز المهمة في الوليد الجديد هم من الأعضاء في الحزب الديمقراطي الكردستاني , أومن مؤيديه , وكذلك من الأعضاء السابقين في الحزب الشيوعي الآفل نجمه في السنوات الأخيرة , وأيضا الذين جذبهم عطر الورقة الخضراء من الآشوريين وبعض من الكلدان المتأشورين , أو المغرر بهم لبعض الشعارات التي رفعها المجلس في بداية تشكيله , سرعان ما أنسحبوا لاحقا بعد ظهور الحقيقة لهم .
أعتقد مؤسسوا المجلس أنه بوضعهم في واجهة المجلس بعض من أبناء القومية الكلدانية حتى وأن كانوا منتمين للأحزاب الكردستانية , سوف يجعل الكلدان يهرولون نحوهم , غير أن العكس صار هو الواقع لا سيّما بعد أن أنكشفت أهداف المجلس ومن يقف وراءه بالدعوة الى ما سمى , الحكم الذاتي في المناطق التاريخية أولا ومن ثم الحكم الذاتي في منطقة سهل نينوى , ومن ثم صراحة الى الحكم الذاتي في منطقة سهل نينوى المرتبط بكردستان العراق !! وكان ذلك كارثة ,زرعت الشك في نفوس مواطني محافظة نينوى وأستحدثت شرخا بين العلاقات التاريخية بين المسيحيين في سهل نينوى والعشائر العربية التي تؤلف أغلبية مواطني المحافظة , وأستفحل الصراع بين أهالي نينوى وبين مجلس محافظة نينوى المسيطر عليه بأغلبية من الأحزاب الكردية آنئذ , فكان المتضرر الوحيد من ذلك الصراع هم المسيحيين في مدينة الموصل وما طالوه من قتل وتهجيرلم يسلم منه حتى الرموز الروحية وكان على رأسهم شهيد الكنيسة الكلدانية المثلث الرحمات مار بولس فرج رحّو, مما أدى الى أنسحاب التنظيمات والشخصيات الكلدانية التي كانت تعتقد ببعض من شعارات المجلس , لأنها أساسا تؤمن بالعراق الواحد جغرافيا , وبعراق قوي ديمقراطي ليس أقل شأنا من بقية دول العالم ومن بينها الدول المجاورة للعراق التي فيها من القوميات المختلفة أكثر عددا مما في العراق ومع ذلك فهي تعمل المستحيل في الحفاظ على وحدة أراضيها ,وتحترم كيانها وشعبها , وأقرب مثالين هما تركيا وأيران .
الأمر الآخر الذي سكت عنه المجلس أو شجّع عليه هو محاولة تهميش الكلدان من قبل السيد سركيس آغا جان سواء كان بأوامر من حزبه أو بضغط من الآحزاب الآشورية التي ينتمي الى قوميتها فكان أن أستبعد الكلدان عن جميع المراكز المهمة في أقليم كردستان , ومن أسندت اليه أحدى هذه الوظائف من الكلدان فهو الذي يسير في فلك السيد سركيس آغا جان ومن يمثلهم وألا فهو منبوذ , ونتائج الأنتخابات الأخيرة التي أجريت في أقليم كردستان العراق , خير دليل على ذلك !! وكذلك محاولة ألغاء القومية الكلدانية والمثبتة في دستور العراق من دستور أقليم كردستان المقترح والتي كانت قاب قوسين أو أدنى لولا الموقف الشجاع والمبدأي لسنودس كنيستنا الكلدانية المحترم .
المأخذ الآخر الذي يؤخذ على المجلس الشعبي هو ضمّه بين صفوفه الكثير من النفعيين الذين لا مبادىء لهم سوى الشهرة والمنفعة المادية ( مع أحترامي لأصحاب المبدأ من بعض الأصدقاء ) أضافة الى مجموعة من المطبلين من الأنانيين والأنتهازيين من المحسوبين على الأعلام ذوي الماضي المشكوك فيه والذين لفظهم شعبنا المسيحي لأنهم أعلاميي جميع العهود والمستفيدين من جميع الموائد , وخير وصف لهم هو ما جاء في مقالة للكاتب القدير عبد الأمير حسين علاوي في جريدة الأهالي العراقية , بعنوان " الأناني والأنتهازي أخطر أدوات الأرهاب " حيث يقول (( والأنانيون وأشقائهم الأنتهازيون نزلوا من صلب واحد وبطن واحدة , ولهذا السبب فهما متشابهان بالحامض النووي قبل أن يتشابها في المؤهلات الشمبانزية والحذلقة والخديعة والقدرة على تقمص أيّة شخصية )) . كلمة أخيرة للمجلس الشعبي وهو يتهيأ لمؤتمره القادم . أن الكلدان الذين هم أصل هذا البلد العريق مشهورون بالتسامح والتعاون قبل شهرتهم بالعلم والثقافة والأدب , هم موحدين ولكن لا يقبلون ألغائهم , لم يكونوا سابقا يعيرون أهمية كبيرة لقوميتهم لأنهم كانوا ولا يزالون يعتبرون الوطن أهم من القومية , متمسكين بكنيستهم مهما حاول من يحاول التهجم على هذا الصرح الأيماني العظيم , لأنها وأن لم تخلوا من بعض النواقص( فالكمال لله وحده ) الا أنه من يطّلع على أوضاع الكنائس الأخرى في مختلف أرجاء العالم فسوف يرى كنيستنا الكلدانية في القمة وهذا ما نعتبره فخرا لأبنائها الكلدان .
أتمنى لمجلسكم كل الموفقيّة في مؤتمره القادم , وأتمنى أن تؤخذ الأمور أعلاه بنظر الأعتبار ليخرج بقرارات يسودها الحرص على المسيحية في العراق بصورة عامة والحرص على هذا الوطن العريق الذي بغير وحدته وقوته سوف لن يكون هناك مكان لا للعدالة ولا للديمقراطية التي ينشدها ويسعى أليها الجميع .

بطرس آدم

Opinions