Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المجلس القومي الكلداني ونظرية الحزب القائد

طلع علينا المكتب الاعلامي لما يسمى بالمجلس القومي الكلداني بمنشور على موقع عينكاوة الموقر تظهر علامات التخبط على كاتبه من مطالعة بسيطة لهذا المنشور الزاخر بالتناقضات والمغالطات رغم صغر مساحته،فرغم انقطاع السبل بصاحب المنشور كما بدى،الا انه يصر على استخدام لهجة متعالية لا تليق مطلقا بما ينسبه الى نفسه كونه ينادي بحقوق المسيحيين،فالمسيحية كما يعرف الجميع لم تعلم ابناءها سوى المحبة والتواضع،ففخر فخر المسيحية شاول الطرطوسي الجسور الى حد الصلف بمحبة المسيح يعرف المسيحية بثلاث كلمات بسيطة الى حد السذاجة حيث يقول:المسيحية ايمان ورجاء ومحبة،الايمان والرجاء تنتفي الحاجة اليهما يوما ما ولا يبقى سوى المحبة،لان المحبة خالدة خلود السماء والارض،وحين نبحث بين سطور المنشور عن المحبة المسيحية لا نجد سوى عبارات مرتبكة تدلل على مدى تشنج كاتبها وانفعاله وخلوها ولو من إشارة بسيطة الى المحبة،وهذا يعني ان صاحب المنشور استخدم لفظة المسيحيين والمسيحية لمجرد استدرار عواطف بسطاء الناس الذين لا يهمهم من امر دنياهم سوى التحلى بما امرهم به الكتاب الشريف الخالي من شيه العيب.1
يوزع صاحب المنشور مسيحي العراق على ثلاثة مجموعات يعطي لكل منها اسما يستشف منه كونه اسم دلالة عرقية وليس دلالة دينية عقائدية،وبعد بضع سطور يسميهم بأمته الكلدانية وهو يستخدم هذا اللفظ للدلالة على الانتماء العرقي ايضا،ولاني لا اميل الساعة الى مناقشة صاحب المنشور عن مدى صلاحية استخدامه للفظة الكلدان،ولكني مجبر على التساءل عن كيفية إتساق الالفاظ سرياني واشوري مع تعبير الامة الكلدانية يا ترى؟اظن انه تخبط المفلسين.2
يتهم صاحب المنشور التنظيمات السياسية جميعا بأستثناء مجلسه بما يقترب من مفهوم الدكتاتورية دون وجه حق،لا بل انه ارتكب عيبا لا يليق ان يرتكبه من جعل هموم المسيحيين شغله الشاغل كما إدعى،يقول:ان تنظيمنا يختلف عن بقية تنظيمات شعبنا التي تقاد في غالبيتها من قبل نفر معين او مجموعة افراد،ولو غفرت لصاحب العبارة اسفافها اللغوي اجدني مضطرا الى سؤاله:كيف تقاد التنظيمات السياسية اذن يا سيدي المتواضع ان لم يكن من قبل نفر او مجموعة افراد كما سميتهم؟هل ينادى عليهم من فوق السطوح العالية؟ انه حقا امر محزن ان تؤول امور هذا الشعب المغلوب على امره الى هذا الدرك الواطيّ.3
يقول صاحب المنشور متفضلا على بقية التنظيمات السياسية:ان المجلس مستعد للتعاون(وردت عنده على التعاون)مع بقية شرائح المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري شريطة ان يكون للمجلس الدور الاساسي والقيادي في صياغة القرارات التي لها تأثير مباشر على حياة ابناء الشعب الكلداني.4
انها نفس النغمة التي فرضها حزب البعث العربي الاشتراكي على حلفائه في الجبهة الوطنية والقومية التقدمية،ولا غرو هنا ايضا ان يتكرر المشهد لان الناطق الاعلامي بأسم المجلس القومي الكلداني قد سبق له واصطف في صفوف الحزب المذكور لسنوات طويلة،وهنا يناظر بنفس النفس الذي كان يناظر به سياسة الحزب الذي تتلمذ على ادبياته وسلوكيات قادته الفاسدة،انها عين النظرة الاستعلائية التي سبق وتشبع بها مسؤول المكتب الاعلامي لهذا المجلس قبل ان يضطر الى النزوح من العراق لانهزام قادته ومعلميه على كل الجبهات،إنه نفس السلوك الشائن الذي لا يخجل منه حامله لانه تربى على ان يكون سيدا مطاعا في مدرسة البعث العروبية التي جاهدت ان تلغي وجود القومية الكلدانية التي يتبجح بصلف عنيد بالدفاع عن مصالح ابناءها،ما اشبه اليوم بالامس،ولو دققنا في العبارات التي اوردها المنشور سوف يصعب علينا واي كانت مقدرتنا اللغوية ان نفرق بينها وبين التقارير التي كان يرفعها مسؤول المكتب الاعلامي للمجلس القومي الكلداني وبقية النفر الضال امثاله الى اسيادهم عن تحركات الشرفاء من ابناء الشعب العراقي،لقد سجل حاكم العراق البعثي من اتى صاحب المنشور على ذكرهم ضمن خانة العرب في التعداد العام لسكان العراق وها هو مسؤول المكتب الاعلامي للمجلس القومي الكلداني يصر ان يسجلهم ضمن خانة الكلدان دون مسوغ قانوني او شرعي انما فعل ما فعل نتيجة انغراس الفكر الشوفيني الاحادي النظرة في ذهنه الانتهازي المريض،انها نظرية الحزب القائد التي تربى عليها هذا الدخيل على المسيحية وقيمها الفائقة السمو،لقد قيل في حكمة الاجداد:ان لم تستح افعل ما شئت وقل ما شئت.5
يقول صاحب المنشور ان القوى الاسلامية الاصولية تشن هجمة شرسة على الكلدان من اجل تخويفهم كونهم ابناء العراق الاصليين بغية طردهم من العراق
ولكي نوضح ما فات هذا الحكيم ان يذكره نود لو تواضع واجابنا على الاسئلة الساذجة التالية
اولا:كيف يقدر هذا السياسي المحنك ان يثبت لنا ان ما تعرض له المسيحيين كان من فعل الاسلاميين وليس فعل غيرهم ممن لهم مصلحة عليا بخلط الاوراق؟ لماذا لا يكون الفاعل قوى الشر التي استباحت الوطن برمته؟لماذا لا تكون هذه الافعال من ترتيب القيادات الكردية التي تحاول بشتى الطرق تشتيت الصوت المسيحي واخضاعه تحت سيطرتها ليتسنى لها تحقيق اجندتها المشبوهة؟ ولكي يتعلم هذا الحكيم كيف يدعم اتهامه للغير بالادلة والبراهين ننصحه ان يراجع قوائم اسماء المناضلين الشرفاء الذين تمت تصفيتهم من قبل اجهزة الحزب القمعية الذي كان يعمل في خدمته واسلوب تصفيتهم وحينذاك قد يتمكن من تحديد الجهة التي تسعى الى الحاق الاذى بالمسيحيين المسالمين
ثانيا:يقر صاحب المنشور دون ان يعي ان المسيحيين العراقيون ليسوا جميعا كلدانا،وقد اثبتت الاحداث ان الايادي الاثمة قد طالت الجميع دون تمييز بين كلداني اوغيره(اود ان اشير الى اني استخدم لفظ الكلدان فقط لتناسبه مع ما ورد في المنشور ليس الا)هل كان الاصوليون يا ترى يطرقون ابواب المسيحيين ويسألونهم فيما اذا كانوا كلدانا ام غيره؟
ثالثا:يدعي صاحب المنشور بعد ان ضاقت عليه البدلة الزيتونية كما ضاقت على غيره البدلة الحمراء فأضطروا الى تغيير الوانها لكي تتناسب والموسم التجاري وسوق الانتهازية والمساومات الرخيصة،ان الكلدان هم سكان العراق الاصليين،ومقولات مثل هذه كما هو معروف لا يقول بها سوى مجموعة محدودة من رجال الدين الكاثوليك حصرا دون ان يدعموا فتواهم هذه ولو بشبه الدليل العلمي الموافق لمنطق العقل،وكما قلنا، لان القائلين بهذه المقولة التي تقترب من البدعة هم رجال دين،ولان العقيدة المسيحية تفرض على ابنائها إطاعة رجل الدين دون التشبه بأفعاله،لذلك وجدت هذه البدعة مناخا مناسبا لانتعاشها بين البسطاء وخير ما نستدل به على زعمنا هو انتساب ملايين الهنود الملبار الاريين الى الكنيسة الكلدانية واول بطريك كلداني كان قد سيم على يد اسقفين اريين وليس ساميان بحسب سلالة النسب التي يدعي الكلدان انهم ينتسبوا اليها،والسؤال هو:ما الدليل العلمي الذي يثبت اصالة عراقية الكلدان؟ما الدليل على وجود قوم تسموا بالكلدان؟اتحدى ان يكون بمقدور صاحب المنشور ان يأتيني بمرجع واحد يعود الى القرون المسيحية الاولى يأتي على ذكر الكلدان كهوية قومية ونصيحتي له ان يعيد قراءة كتاب السيد عامر حنا فتوحي لعله يجد بعض ضالته الموسوم<الكلدان منذ بدء الزمان>فقد سبق وقرأه من استرشد برأيه واستأنس بمشورته وبحث بين صفحاته عله يعثر على الكلدان فلم يجدهم سوى في ذهن المؤلف،والمؤرخ الكبير السيد فتوحي هو الاخر يختم كتابه بالشتائم والانتقاص من شأن الغير ولصق بهم تهم لا تصلح ان تلصق سوى به شخصيا Opinions