المحافظه المسيحية بين الطلب والرفض
قيل كلام كثير في هذه الايام عن موضوع المحافظه (المسيحيه) في سهل نينوى وكان للاجتماع الذي حصل بين احزاب شعبنا موأخرا اهمية في اعادة الفكرة الى الحياة ولو ان الفكره قديمة ولكن تبلورها ووضعها في قالب المطالب الملحه جاء بعد اجتماع هذه الاحزاب ووضع هذا الموضوع في اولويات مطالبهم.ولكن الذي يؤسفنا كثيرا ان المسؤلين في الدولة يحبون الكلام الكثير ولكنهم يكرهون التطبيق ، رئيس جمهورية العراق السيد جلال الطالباني كان قد ابدى عدم ممانعته في تشكيل محافظة مسيحيه، والسيد رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي كان قد ادلى بتصريحات كثيره بعد الحادث الاليم لكنيسة سيدة النجاة بخصوص حماية المسيحيين ومطالبة الدول الغربية بعدم تشجيع هجرة المسيحيين وتشكيل جهاز شرطه خاص من المسيحيين لحماية كنائسهم و... و...، و السيد اسامة النجيفي رئيس المجلس الوطني كان قد قال بانه سيفعل كل ما في وسعه لحماية المسيحيين، ولكن ما هو الملموس على ارض الواقع ؟
وماذا جنينا من هذه التصريحات والوعود؟ يبدو انه كان وكان كلام للتهدئة وتطييب جروح المسيحيين بمخدرات وقتية .
السيد رئيس الجمهورية وكانه قد وضع نفسه في موقف حرج باجابته الى سؤال الصحفي الفرنسي حين قال انه لا يمانع في اقامة محافظة مسيحية وسارع بدلا عن تلبية هذا الطلب الى تشكيل مكتب شؤون المسيحيين والحاقه بمكتبه (مكتب رئيس الجمهورية)
كما يقال تريد غزال خذ ارنب.
والسيد رئيس الوزراء سارع الى تكليف الناطق الرسمي باسمه لكي يصرح بان اقامة محافظة مسيحية ليست في اجندة الدولة، والسيد اثيل النجيفي محافظ نينوى والذي هو اخو السيد اسامة النجيفي رئيس مجلس النواب يصرح وبشدة بانه لا يوافق بان يستقطع اجزاء من سهل نينوى لتشكيل محافظة مسيحية.
قبل ان نأتي الى تحقيق هذا المطلب يجب ان نعرف هل صيغة التسمية بمحافظة مسيحية هي صيغة صحيحه؟ وهل يوافق مسيحيي العراق بان يرحلوا قسرا او اجبارا الي بقعة ارض في العراق بحجة جمعهم في محافظة باسمهم؟ وهل ان الطلب الذي تطالب به احزابنا الكلدانية الاشورية السريانة هو باسم محافظة مسيحية؟
لا اعتقد اي عاقل سيقبل بعزل الشعب المسيحي العراقي في بقعة واحده من العراق بحجة اقامة محافظة مسيحية. فان كانت تصريحات الرافضين لاقامة محافظة في المناطق التي يتواجد فيها اكثريه من ابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني بحجة انها ستكون محافظة مسيحية اما انهم متوهمون او انهم يصرون على تسميتها بمحافظة مسيحيه لكي يضعوا شعبنا في موقف اكثر صعوبة. وهل يوافق هؤلاء بان نسمي اية محافظة عراقية باسم المحافظة الاسلامية حتى لو كان نسبة المسلمين فها مئة في المئه؟
لكن يبدو ان شعبنا في سهل نينوى هو الضحية، حيث لا خدمات تصلهم بصورة صحيحة ولا هم يعيشون بأطمنان امني. وقد ضاعت(باذن من السيد ليون برخو في استعمال العباره) لحاياهم بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم بحجة المناطق المتنازع عليها فلا هوى يتلقى الخدمات من المركز ولا من الاقليم ولا ادري لما النزاع على مناطق شعبنا؟؟ لكن المثل الكردي يقول(مهوان شمهوان وخدان مال شهردوكان) والمثل العراقي يقول (لا حضيت برجيلها ولا خذت سيد علي) .
هل تستصعب الحكومة المركزية ترقية احد الاقضية التي في سهل نينوى الى محافظة وينتخب احد ابناء شعبنا من ابناء المنطقة ايا كان شرط ان يكون كفئ على رأس المحافظة للنهوض بالواقع الخدمي لجميع سكان المنطقة؟.
والله يبارك الجميع
نيسن
معنى المثل الكردي "الضيف من الضيف وصاحب الدار من الاثنان"
وتطييب جروح المسيحيين بمخدرات وقتية