Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المصالحة الوطنية وسبل توصيلها إلى النجاح


كأي مصطلح من المصطلحات المهمة التي تتحول لتكون مواضيع الساعة يتناول معظم السياسيون والمثقفون العراقيون والعرب والأجانب المصالحة الوطنية العراقية في كل متناول سواء في الاجتماعات الرسمية والدولية المهمة التي تعقد بين حين وآخر ويحضره مسئولين وشخصيات رفيعة أو في الصحف اليومية وبرامج الإذاعات والتلفزيون المحلية والعالمية. بدون شك إنها أي المصالحة الوطنية العراقية أصبحت موضوع الساعة الذي يتحتم على الجميع تناوله والتطرق إليه لكثرة أهميته ومغزاه. فالمصالحة بحد ذاتها شي جميل وإنها ضرورية قبل كل شيء مع أنفسنا ومع الأفراد الذين يتواجدون حولنا ولنا مصالح مشتركة معهم. فلابد أن تكون لها شأن عظيم عندما تصبح هذه المصالحة وطنية وتهم مستقبل أوطان وشعوب. ولكنني الذي أراه بأن الكثيرين تناولوها ولازال الآخرون يتناولونها ببساطة للغاية ويتهمون الحكومة العراقية بالفشل في تحقيقها ناسين بأن الكيانات والشخصيات التي تشارك في مؤتمرات المصالحة الوطنية تزداد من مؤتمر إلى ثان، وناسين بأنه لكل كيان من الكيانات وشخصية من الشخصيات المشاركة في مؤتمرات المصالحة العراقية أفكار وروى وبرامج سياسية خاصة ومتباينة مع بعضها البعض. إنني ومن خلال نظرتي الشخصي إلى الوضع الحالي المتأزم المشحون والساخن الذي يمر به بلدنا الجريح أرى بأنه لنجاح المصالحة العراقية عوامل مهمة يجب الارتقاء إليها قبل الجلوس حول طاولة هذه العملية الجادة ومن هذه العوامل:



- عامل الوطن الواحد : فيجب أن يقتنع الجميع بأن العراق وطن واحد من زاخو شمالا وحتى الفاو جنوبا وعدم السماح لتجزئتها إلى كيانات أخرى مبتكرة من قبل العملاء المجرمين وبماركة الأمريكان والإنكليز والصهاينة. بدون شك هناك بعض الجهات السياسية دخلت العراق على ظهر الدبابات الأمريكية والإنكليزية بعد سقوط النظام العراقي السابق وتنفذ تلك الجهات العميلة مخططات الدول الاستعمارية الأعداء للعراق في تقسيم البلاد إلى كيانات مصطنعة جديدة عميلة لتلك الدول ولكن أوراق تلك الجهات باتت مكشوفة للعراقيين وشعوب المنطقة فلا مخرج لقادتها غير العودة إلى الطريق القويم أو الالتحاق بالطغاة السابقين في مزبلة التاريخ الذي لن يرحم أحدا أبدا.



- عامل الوطنية قبل الطائفة والعرق : أي يجب أن يؤمن الجميع بأن العراقية أكثر أهمية من بقية المصطلحات الطائفية والعرقية وخصوصا في هذه المرحلة الحساسة بالذات. الكل يعلم بأن العراق بلد إسلامي بنسبة 98% وفيها الشيعة والسنة والمسيحيين الكاثوليك والارثودوكس ويتكون شعبه من غالبية عربية وأكراد وتركمان وكلدان وآشوريين ويزيديين. ولكن الذي يتحتم الآن علينا جميعا بأن نكون عراقيون قبل أن نكون عرب وأكراد وتركمان وآخرون. أي تتغلب صفة العراقية في نفوسنا على بقية الصفات الطائفية والعرقية.



- عامل التحرر من الاحتلال والعبودية : أي أن نكون بأحرار. وكيف نكون بأحرار وبلدنا محتل من قبل الأمريكان والإنكليز؟ إذا علينا أن نوحد خطاباتنا السياسية في مطالبة قوات الاحتلال في ترك البلاد والعودة إلى دولهم التي قدموا منها، ومساندة ودعم كل السبل المتاحة ( بما فيها المقاومة الشعبية ) التي تجبر تلك القوات على الانسحاب الفوري من كل شبر عراقي دنسوها.



- عامل المصلحة العامة : أن نكون عصاميين وأن لا نفكر بمصالحنا الشخصية الفردية أو العائلية أو مصلحة فئة أو جماعة ونفضلها على المصلحة العامة للشعب العراقي العظيم. دائما أن نضع مصلحة ومستقبل شعبنا أمام قرة أعيننا ونحن نمضي في خدمة قضايانا العادلة التي جئنا من أجلها.



- عامل العدل والمساواة : أن نكون عادلين ونؤمن بالمساواة في الحقوق والواجبات ولا نفرق بين فئة وأخرى. أن لا نغتصب حقوق الضعفاء بالطرق الملتوية لكوننا أقوياء وأن نعيد جميع الحقوق المغتصبة لأصحابها الشرعيين وأن نزيل آثار الغش والتزوير والتلاعب والتهميش.



- عامل الظلم والعدوان :أن لا نسكت عن الظلم والعدوان وأن لا نكون طغاة جبارين مثلما كان السابقون الذين نالوا جزاءهم العادل بما ارتكبوه من الظلم في حق الشعب العراقي. ولا نسمح لجهة من دون الحكومة العراقية بأن تعقد صفقات تجارية مع شركات أجنبية وتسرق خيرات العراق وتبيعها إليهم.



بدون شك هناك عوامل أخرى مهمة تخطر على بال القراء الأعزاء تتحتم تواجدها أيضا لإنجاح مثل هذه المصالحات الوطنية التي تشارك فيها مئات الكيانات والشخصيات السياسية التي تدعي بأنها تعمل لإنقاذ العراق من محنتها الأليمة المحزنة وتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع البلاد وتوفير لحياة الحرة السليمة لأبناء وادي الرافدين الذي لم ينعموا بنور الحرية ليتخلصوا من ظلام الأنظمة الدكتاتورية الظالمة التي حكمت العراق عصور طويلة. أملنا ودعوانا الوحيد أن ينعم الله شعبنا المظلوم بحكومة عراقية نزيهة تعمل من أجل العراق الواحد الأحد بكل جد وإخلاص ، وأن لا نسمع بعد اليوم بأنه أولئك عرب أو كرد أو تركمان أو أولئك بسنة أو شيعة أو مسيحيين، وأن لا نسمع بالإرهابيين والتكفيريين والمجازر الدموية والمقابر الجماعية والاغتيالات والاختطافات والجثث المجهولة الهوية التي تعثر عليها في شوارع وأزقة بغداد وديالى والموصل والبصرة وغيرها من المدن العراقية.



أوميد كوبرولو

http://turkmendiyari.blogcu.com


Opinions