المعلم في بغداد لأمرين: فتح حوار مباشر مع أمريكا وتدعيم المثلث العراقي السوري الإيراني
01/06/2011شبكة أخبار نركال/NNN/
فور وصوله إلى بغداد، تسربت معلومات من وزارة الخارجية العراقية تفيد بأن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي جاء في زيارة رسمية إلى بغداد هذا اليوم الثلاثاء 31- 5- 2011، بغية فتح حوار مع الإدارة الأمريكية بوساطة عراقية على خلفية تصاعد الإحتجاجات في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد والتي قوبلت بتصعيد أمريكي أوربي تمثل بفرض عقوبات على الرئيس بشار و كبار القادة السوريين.
و أفادت المعلومات الواردة إلى "مرصد عسس" بأن وليد المعلم يحمل معه رسالة شكر موجهة من الرئيس السوري شخصياً إلى رئيس وزراء العراق نوري المالكي وحكومته على موقفه الداعم لنظامه ضد سيل الإحتجاجات والتظاهرات المطالبة بتغيير النظام، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن المسؤولين العراقيين هم من بادروا إلى طرح فكرة الحوار المباشر مع الجانب الأمريكي في بغداد للوصول إلى تفاهمات مشتركة من شأنها أن تغير الخطاب الأمريكي تجاه نظام الأسد و تعمل على تخفيف حدة التوتر في سوريا مع إجراء اصلاحات فورية وشاملة وإرضاء المعارضة السورية وإشراكها في الحكم و بدون شروط مسبقة.
و فيما إذا كان المعلم يحمل رسالة أخرى بشأن البعثيين الموجودين في سوريا و ضرورة عقد صفقة مع الحكومة العراقية لاستيعابهم لكونهم صاروا أهدافاً للمحتجين و ربما ستشهد الساحة السورية عمليات انتقامية ضدهم في الفترة المقبلة وفقاً لشائعات انتشرت في دمشق والسيدة زينب تشير إلى ذلك، أوضح مصدر مقرب من القائمة العراقية قوله: "لا نعتقد بذلك رغم صحة تلك الشائعات وتداولها بين العراقيين في دمشق بصورة خاصة، ولكننا ننظر إلى الأمر بأنه عبارة عن إشارة إيرانية لتشكيل مثلث جديد تكون أضلاعه إيران و سوريا و العراق"، مستدركاً بالقول: "نحن ندعم بقوة بقاء نظام الرئيس بشار الأسد ولكننا ضد التخندق مع إيران و كذلك هناك من يتحسس من هذا الأمر و يفسر بأنه تخندق طائفي بوجه المحيط العربي الذي نؤمن بأنه امتدادنا الطبيعي نحن العراقيين" على حد قوله.
وكان وصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الثلاثاء، إلى بغداد في زيارة رسمية لبحث العلاقات المشتركة، وكان في استقباله على أرض مطار بغداد الدولي نظيره العراقي هوشيار زيباري.
وقال مصدر في وزارة الخارجية العراقية ، إن "وزير الخارجية السوري وليد المعلم وصل، صباح اليوم، إلى مطار بغداد الدولي على رأس وفد رفيع المستوى، في زيارة رسمية يبحث خلالها العلاقات بين البلدين مع عدد من المسؤولين العراقيين".
وأضاف المصدر أن "وزير الخارجية هوشيار زيباري استقبل المعلم في مطار بغداد الدولي".
وكان رئيس الحكومة السوري محمد ناجي العطري زار بغداد، في 15 كانون الثاني الماضي، على رأس وفد رفيع المستوى، حيث التقى بعدد من المسؤولين العراقيين وبحث معهم العلاقات الثنائية.
كما زار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بدوره، منتصف تشرين الأول الماضي، العاصمة السورية دمشق، في خطوة أدت إلى طي صفحة الخلافات التي استمرت لأكثر من سنة بعد اتهامات بغداد لدمشق بأنها تأوي بعثيين قاموا بتنفيذ تفجيرات بغداد الدامية عام 2009، والتقى نظيره محمد ناجي العطري والرئيس السوري بشار الأسد الذي بحث معه سبل تطوير علاقات التعاون بين البلدين وضرورة العمل على إزالة جميع العقبات التي تعترضها، والبحث عن آفاق تعاون جديدة تعزز العلاقات الثنائية وتخدم مصالح الشعبين المشتركة.
وفي تشرين الثاني الماضي وقع البلدان في ختام اجتماعات اللجنة الوزارية السورية العراقية المشتركة خمس مذكرات تفاهم للتعاون في مجال التجارة والصناعة وتنمية الصادرات، كما تم تأسيس مجلس رجال الأعمال السوري العراقي بهدف تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري وزيادة الاستثمارات بين البلدين.
وفي آب الماضي، وقعت وزارتا النفط في البلدين محضر اجتماع بشأن نقل النفط الخام والغاز العراقيين إلى ساحل البحر المتوسط عبر الأراضي السورية.
يذكر أن البلدين وقعا في ختام اجتماعات اللجنة العليا المشتركة في بغداد في نيسان 2009 تسع مذكرات تفاهم وبروتوكولات تعاون ومحضراً مشتركاً في المجالات الاقتصادية والصحية والثقافية والمالية والصناعية
* المصدر: مرصد عسس – العالمية