Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المفاوضات السياسية لتشكيل الحكومة العراقية

لا شك في ان العراق يمر هذه الايام بمرحلة مهمة في تاريخ حياته اذا لم تكن الاهم , حيث يحاول تشكيل حكومة تقوده في الاربع سنوات القادمة , والعراقيون الان بانتظارهم تشكيل هذه الحكومة التي خرجوا لانتخابها قبل ثلاثة اشهر تقريبا , وهي الحكومة التي ربما تخرجهم من اوضاعهم المتدنية بكل اشكالها عبر تنفيذ الوعود الانتخابية التي عرضها الفائزون عبر قوائمهم قبل الانتخابات .

هذا الانتظار من جهة المواطن العراقي يرافقه مفاوضات من قبل الجهات السياسية والكتل حول الاتفاق على شكل الحكومة وعناصرها , وهي تخضع للكثير من العوامل اهمها نتائج الانتخابات وعدد المقاعد التي حصلت عليها كل كتلة , بالاضافة الى عوامل اخرى منها الضغوطات خارجية من الدول المحيطة والغير محيطة , فضلا عن ضغوطات داخلية من كافة الجهات .

لو تطرقنا الى اهم وسائل تشكيل الحكومة العراقية , حيث موضوعنا اليوم , نجـد ان عمليـة التفاوض ابرز هذه الوسائل , فقد تختلف انواع التفاوض وعملياتها عـــن بعضها البعـض , فالباحثـون يعرفونهـا على انـها ( العلم الذي نحاول من خلاله تجنب تفجير الصراعات والجدل العقيم الذي يستنفد الوقت والجهد البشري في غير الصالح العام ولا يتناسب حاليا وسرعة إيقاع العصر ومتطلباته على جميع الأصعدة ) , اي بمعنى اخر انه العلم الذي نحاول من خلاله ان نرضي كل الاطراف وبالطرق السلمية لان استخدام العنف فيه يخرج من اطار المفاوضات , اما انواعها فهي بالشكل الاتي وكما يحددها الدكتور حسن محمد وجيه في كتابه مقدمة في علم التفاوض الاجتماعي والسياسي :.

· النوع الاول هو لصالح كل الاطراف : وهذا النوع من المفاوضات ما تتصف به العملية السياسية في العراق , فالكل يريد ان يربح ولا يخسر شيء حتى الخاسرين بالانتخابات يشاركون فيها ويطلبون مناصب , ويعرف هذا النوع بـ " اكسب واكسب " , ولكن لابد ان تقتنع كل الاطراف بأنه لا نتيجة ايجابية غير الوصول إلى حلول وسط في قضايا التفاوض المتعثرة , وهو باعتقادي من اصعب الانواع واعسرها .

· النوع الثاني وهو من أجل مكسب لأحد الأطراف وخسارة للطرف الآخر : هذا النوع من المفاوضات ما يصبوا اليه البعض , والتي هي تعرف نفسها بانها خاسرة فتحاول ان تتفاوض من الفائزين مقابل اعطاءهم جزء صغير من الكعكة الكبيرة , فــهو افضل مــن التنحي جانبا والاكتفاء بالنظر اليها فقط .

· اما النوع الثالث فهو الاستكشافي : حيث يتمثل بقيام بعض الدول او الجهات الخارجية وتكون على شكل الوسيط , حيث تحاول ان تقرب وجهات النظر بين الجهات المعنية في التفاوض , لكن غالبا ما يكون الوسيط يميل الى جهة ما , فمثلا تدخل تركيا الان والكل يعرف تركيا الى اي الجهات تميل , وايران وتدخلاتها ايضا معروفة الى اين تميل واين تصب توجهاتها ومن يمثلها .

· اما النوع الرابع فهو التسكيني أو الاسترخاء التفاوضي : والذي يتواجد عندما تكون هناك صعوبة بعملية التفاوض وكثرة التجاذبات السياسية , التي لو تركت فانها سوف لن تجلب اي نتيجة حتى على الامد البعيد , فتجد هناك جهة معينة تحاول جمع الاطراف كلها ليس للتفاوض كما في النوع الثالث وانما لاذابة الجليد الموجود بين الكتل السياسية , واكبر مثال على هذا النوع وهو ما يقوم به رئيس الجمهوري مام جلال بين فترة واخرى لجمع الكتل السياسية على مائدة غداء محاول اذابة المشاكل بينهم او تقليصها .

برأيي انه ليس من المهم تشخيص نوع المفاوضات ودراستها , رغم اني كتبت عليها , ولكن المهم هو الانتهاء منها بنتيجة ايجابية وتخليص الشعب العراقي وانقاذه من هذه الازمة وتشكيل حكومة باسرع وقت ممكن , فالكثير من الاشياء معلقة الى تشكيل الحكومة وفي مقدمتها ان هناك اكثر من مئة الف درجة وظيفية تنتظر من يشغلها من الشعب العراقي .

محمد حبيب غالي
Mohammed.media@yahoo.com


Opinions