Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الملفات: أي منها يثير اهتمامك؟

اختيار العنوان المناسب للمقالة، يأخذ وقته من تفكير الكاتب، وابلغ عنوان هو الذي يختزل الفكرة الأساسية. قال لي احد الكتاب: أصرفُ من التفكير في اختيار العنوان في بعض الأحيان، أكثر مما أصرفهُ في كتابة المقالة، وقال آخر، اختيار العنوان المناسب هو كما تختار ربطة العنق المناسبة، يبدو ان قوة العنوان يعادل أناقة ربطة العنق المتناسقة مع البدلة العصرية. بطبيعة الحال لا يمكن ان تكتب العنوان قبل ان تكتب مقالتك، كما لا يمكن لك ان تشد ربطة العنق قبل ارتداء البدلة. ومع ذلك هي ليست قاعدة، فهناك استثناء.

وكي لا استطرد في هذا المجال التقني في الكتابة، أقول وأنا اكتب هذه المرة، جالت في خاطري عدة عناوين مترادفة تصلح لمقالة تتناول "الملفات". هذه الكلمة التي لكثرة ما تم تداولها، غدت مفردة يومية في الخطاب السياسي. فالملفات المفتوحة التي تبحث عن حل لا حصر لها، منها ملف تعديل الدستور، ملف الأقاليم، ملف المصالحة، ملف دول الجوار، ملف الحسابات الختامية، ملف الهيئات المستقلة. وهناك ملفات تضخمت كثيرا، وبلغت من الحجم حدا حتى انشطرت انشطار الاميبيا، فملف الفساد غدا مؤسسة، تدور في داخلها ملفات كثيرة وكبيرة، منها ملف أجهزة كشف المتفجرات، ملف التلاعب بالبطاقة التموينية، ملف الكهرباء، ملف تهريب النفط، ولك عزيزي القارئ أن تضيف ملفات أخرى. وهناك ملفات رغم أهميتها القصوى على حياة المواطن ومعيشته، لكنها لم تحظَ بالاهتمام المناسب، منها ملف الخدمات، ملف الضمان الاجتماعي، ملف التعليم، ملف الصحة، ملف الأرامل، وغيرها من الملفات.

لكن اغرب الملفات تلك التي يتكرر ذكرها على مسامعنا كلما بلغت أزمة صراع المتنفذين أشدها، واقصد بذلك التهديد المتبادل بفتح الملفات! ويبدو ان كل واحد منهم قد بذل من الجهد، فضلا عن أمور أخرى، من اجل تكوين ملف"دسم" يحمل أدلة موثقة ومثبته تدين الآخر، وتصح هنا نظرية حالة الطبيعة عند "هوبس" المعروفة بـ"حرب الجميع ضد الجميع" حيث الصراع والعنف والفوضى. ويبدو ان الطبيعة الذئبية الشريرة في فطرتها، لازالت تكمن في نفوس المتصارعين على السلطة والمال والنفوذ، فيما يحترق العراق بسعير المتفجرات والإعمال الدنيئة للإرهابيين، وحيث يعبث الفاسدون بالأموال العامة دون حسيب أو رقيب. وفي المقابل، في الوقت الذي يتصاعد خوف المواطنين وقلقهم من المستقبل المجهول، وخشيتهم من انزلاق البلد الى الهاوية، يستمر الجبابرة، كما نعتهم بذلك احد المراجع الدينية، بتهديد بعضهم البعض بفتح الملفات، طبعا ملفات الإرهاب والفساد، ولكن ليس من بينها ملفات التلكؤ في خدمة الشعب العراقي، ومعيشة وحرية وامن المواطن وسلامته، وحفظ حقوق العراق.

أمامي الآن خيارات عديدة تصلح ان تكون عنواناً للمقالة منها "حرائق الملفات"، "إخفاء الملفات"، "ملفات مفتوحة"، "ملف الملفات"، "لا تتكلم... ملفك جاهز!!"، "إستراتيجية الملفات"، "ملفات الإدانة" "كلمن ملفه في يمينه"، "قادسية الملفات"، "ملفات ساخنة"، "صولة الملفات". ولك عزيزي القاريء وضع العنوان المناسب!
ألم اقل لك: ان بإمكانك اقتراح عنوان الملف الذي يثير اهتمامك!



Opinions