الملوك في العصور الاشــوريه
المقدمةفي عام 1975م ، تم اكتشاف نص كبير في موقع (ايبلا) (تل مارديخ حاليا) الواقعة مسافة 70 كلم جنوبي (حلب) جاء في هذا النص أقدم ذكر للآشوريين وهو يحتوي على معاهدة معقودة بين ( أشور وايبلا ) تنص على تعهد الدولتين على تقديم المساعدة المادية أحدهما إلى الآخر في حالة حدوث أي اعتداء وان هذه المعاهدة عكست أيضا العلاقات الودية بين الدولتين ويعود وقت هذه المعاهدة إلى 2500 ق.م تقريبا ، إن هذه المعاهدة المهمة قد ذكرت اسم ( الملك طوريا ) الذي أعدته النصوص المسمارية أول ملوك الدولة الآشورية أي مؤسسها ، وكذلك تؤكد المعاهدة على الاستقلالية التي تتمتع بها بلاد أشور لدرجة إن ( الملك طوريا ) قد تمكن من تأسيس دولته ومن عقد معاهدة مع مملكة ( ايبلا ) ضد أي اعتداء على الدولتين .
العصر الآشوري القديم
وهي الفترة المحصورة ما بين استقلال الآشوريين التام في أوائل الألف الثاني ق.م وبين 1500 ق.م وهذه العصور ضمنت ملوكاً كثيرين بارزين إضافة إلى ( إيلو ـ شاما ) و ( ايرشوم ) ومنهم ( شمشي ـ أدد ) فتره حكمه من 1813ـ1781 ق.م الذي كان معاصر إلى الملك الأشهر ( حمورابي ) و ( شمشي ـ أدد ) وسع حدود الدولة الآشورية ليضمن بذلك المصادر التي تزود منطقة أشور بالغذاء في حالات شحة المطر ( فترة الجفاف ) التي كانت تهددها باستمرار .
العصور الآشورية الوسطى
وهي الفترة المحصورة ما بين 1500 ـ 950 ق.م وفي هذا العصر تعرض الآشوريون إلى الكثير من الضغوط من الدول المجاورة ونتيجة لتلك الضغوط أصبحت لديهم خبرة عسكرية واسعة بحيث جعلت من أجدادنا شعبا محاربا قويا شجاعا . ومن أبرز ملوك هذا العصر ( أشور ـ أوبلط الأول ) فترة حكمه من 1365 ـ 1330 ق.م ويعتبر هذا الملك أول من وضع أسس الدولة الآشورية القوية ، ونجح هذا الملك في خلق علاقات طيبة مع الدول المجاورة .
ومن أقوياء ملوك هذا العصر أيضا الملك ( شيلمنصر الأول ) فترة حكمه 1274 ـ 1245 ق.م وقد قام ببناء عاصمة جديدة لأشور سماها ( كالخ ) وبقاياها نسميها الآن ( نمرود ) وبعده جاء عدد من الملوك الذين كانوا في صراع دائم مع الطامعين بدولة أشور ولكن مجيء الملك ( تجلاتبليزر الأول ) فترة حكمه 1115 ـ 1077 ق.م إلى الحكم قد بدد أحلام الطامعين واسترجع الأراضي المستلبة وبعد وفاته تهدد الدولة الآشورية بالكثير من الأخطار بحيث بقيت في وضع قلق لمدة 160 سنه حتى تولى( ادد ـ نيراري الثاني )الحكم 911ـ891 ق.م وقام هذا الملك القوي بازاله جميع الأخطار لذلك عدت بداية حكمه بداية العصر الآشوري الحديث .
العصر الآشوري الحديث
وينتهي هذا العصر بنهاية الدولة الآشورية واما بنسبه إلى (ادد ـ نيراري الثاني ) لم يكتفي بتخليص بلاده من الأخطار فقط بل كون امبراطوريه واسعه الارجاء جدا ذات إمكانيات عسكرية كبيره ساعدهم في هذا الانتشار استعمال الحديد فلقد استثمر الآشوريين هذا المعدن في تكوين اضغم جهاز حربي عرفه العالم القديم.
ان التاريخ يثبت لنا ان الآشوريين العظام كونوا إمبراطوريتهم ليس بسبب حبهم للسيطرة بل لتامين مصادر التجار التي تفي بتامين الغذاء كما قلنا سابقا ان الآشوريين كان يعانون من شحه الأمطار في بعض الأوقات . ويعتبر الملك (اشورناصربال الثاني )883 ـ 859 ق.م له الدور البارز في توطيد أركان الامبراطوريه . وكان ذو شخصيه قويه فذه في أداره شوؤن إمبراطوريته وكان مولع بجمع النباتات والحيوانات الغريبة في أثناء قيامه بحملات إلى الأقطار البعيدة وجلبها إلى عاصمته بذلك يكون أول من فكر في حدائق الحيوان و النبات وكذلك أعاد بناء مدينة (كالخ) وجعل منها قاعدة تنطلق منها الحملات العسكرية بعد أن زودت بوابات أسوارها وقصورها بالثيران المجنحة . وبعده جاء الملك ( شيلمنصر الثالث ) فترة حكمه 858 ـ 824 ق.م وقد ترك هذا الملك أخبار حربية مدونة على مسلة تعرف بـ ( المسلة السوداء ) وقد تضمنت بعض المشاهد المصورة الخاصة بالأخبار المدونة عليها ومن بينها مشهد لصورة ملك إسرائيل المدعو ( يهوا ) وهو يسجد تحت أقدام الملك ( شيلمنصر الثالث ) في هذه المسلة وقد ورد ذكر العرب أيضا لأول مرة على شكل ( أريبو ) وقد توفي هذا الملك الآشوري بسبب تآمر بعض الطامعين على العرش وظلت المنافسة على العرش من بعده أربعة سنوات حتى استطاع الملك ( شمسي ـ أدو الخامس ) الإمساك بزمام الأمور وإعادة الاستقرار إلى بلاد أشور وكانت فترة حكمه 824 ـ 811 ق.م .
وبالنسبة للملكة ( شمي ـ رام ) كانت زوجة الملك ( شمشي ـ أدد الخامس ) الذي توفى وتولت شميرام إدارة المملكة بكونها الوصية على أبن الملك ( أدد ـ نيراري الثالث ) وكان ما يزال صغيرا واستمرت المدة خمس سنوات وطيلة هذه الفترة أثبتت بصورة قاطعة قوة شخصية هذه الملكة الآشورية العظيمة وكتب الإغريق عنها العديد من الأساطير وفي فترة حكمها قامت بعمل مسلة لتخليد ذكراها وأمرت بإقامتها في ساحة المسلات في معبد أشور وقد جاءت في المسلة هذه العبارات ( مسلة شميرام ) سيدة قصر ( شمشي ـ أدد ) ملك العالم ملك بلاد أشور ، ( أم أدد ـ نيراري ) ملك العالم ملك بلاد أشور زوجة أبن الملك ( شيلمنصر الثالث ) ملك الجهات الأربعة .
أربعة ملوك جاءوا بعد الملكة شميرام وأبنها وفي أثناء حكم أولئك الملوك وهو الملك ( أشور ـ دان ) فترة حكمه 771 ـ 754 ق.م حدث كسوف الشمس أشارت إليها تواريخ هذا الملك ووفق حسابات علم الفلك الحديث استطاع الفلكيين تحديد زمن ذلك الكسوف وكان في شهر حزيران من عام 763 ق.م وبعد انتهاء حكم الملوك الأربعة تولى عرش الإمبراطورية الآشورية الملك ( تجلا تبليزر الثالث ) فترة حكمه 744 ـ 727 ق.م وقد قام هذا الملك بإدخال الكثير من الإصلاحات فشملت الجيش ونظام الحكم وإدارة الأقاليم التابعة للامبراطوريه.وقد اعتبرت بدايه حكم (تجلا تبليزر الثالث)بالمرحلة جديده في حياه الامبراطوريه الآشــــــــــــــــــــــــــــــــــــوريه