Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المنتخب الوطني العراقي وحّد ما فرقه السياسيون

حقق الفوز الباهر لفريق المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم في مباريات أمم آسيا النصر العظيم
والفرحة الكبيرة لشعب العراق الجريح، ووحد صفوفه بكل اطيافه القومية والدينية والمذهبية.
استطاع شباب المنتخب بيوم واحد إنجاز ما عجز عنه باربع سنين السياسيون العراقيون المخضرمون واعضاء البرلمان وزعماء الكتل السياسية التي تزايد على بعضها البعض بوطنيتها وحرصها على الشعب وايصاله الى بر الامان والرفاهية.
بل هم من زادوا مأساة الشعب، وساهموا بسفك دم ابناءه من خلال قيادتهم ودعمهم لفرق الموت وميليشيات الارهاب وعصابات الخطف والقتل على الهوية وحتى في احيان كتيرة بدون ان يعرفوا هوية ضحاياهم ، انهم يقودون الميليشيات المسلحة الحزبية والطائفية التي عاثت في الارض فساداً ،وحرقت الحرث والنسل ،الصغار والكبار ، النساء والرجال وجعلوا دماء العراقيين تسيل انهاراً.
زرعوا الرعب بين الناس،ودمروا البنية التحتية للوطن، ونهبوا البنوك واموال الدولة بمشاريع لا تنفذ وبصرف قوائم الرواتب الوهمية لحسابهم الخاص.
السياسيون العراقيون خدعوا ابناء الشعب بآيديولوجياتهم المزيفة ،وباعلانهم برامج انتخابية كاذبة لتحقيق الديمقراطية والرفاهية للشعب حتى استطاعوا جذبهم لصناديق الاقتراع لانتخابهم كممثلين عنهم ،ولم يكن بحسبانهم انهم ينتخبون قاتليهم وسارقي قوتهم.
لقد ظهروا للناس انهم حملان وديعة ولكن كان بداخلهم ارواح ذئاب مفترسة , هدفها اعتلاء المناصب القيادية، واستلام قيادة الدولة والبرلمان والقوات المسلحة وتشكيل احزاب لم نسمع بها من قبل ليتفرغوا لاطماعهم الشخصية ومحاربة بعضهم البعض، ونهب اموال الشعب ،وتهريب النفط والتستر على عصابات المافيا والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والمتاجرة بالاسلحة وتهريبها للعراق بالتنسيق مع دول الجوار .
لقد نهض العنقاء من تحت الرماد ليقول للناس ان الوحدة لشعب العراق ليست مستحيلة واعادة البسمه للعراقيين ممكنة لو توحد السياسيون وقادة البلاد لقيادة الشعب وسفينة العراق الى شاطئ الامان وبر السعادة ، لقد استطاع ثلة من الشباب اليافع ان يعيدوا الفرحة والبسمة على وجوه العراقيين المقهورين والحزانى في الداخل وفي المهجر، في الوقت الذي عجز فيه السياسيون من توحيد الشعب بل هم من زادوا من فرقته بسبب الطائفية والمذهبية والحزبية الضيقة التي يتمسكون بها .
لقد مثل الفريق العراقي التنوع العراقي لمكونات الشعب واطيافه المتوحدة ، حيث كان بين اعضائه السني والشيعي ، العربي والكردي , كانوا جميعا يعزفون سمفونية واحدة بآلات موسقية متنوعة اخرجت لحنا جميلا رائعا. وهكذا خرج الشعب بمختلف اطيافه والوانه القومية والدينية والمذهبية من الشمال الى الجنوب محتفلا بأهازيج الفرح واغاني النصرمنصهرين متكاتفين يرقصون فرحا بالشوارع دون ان ان يسأل احدهم الاخر ماهي هويتك او دينك او قوميتك .
ليكن هذا الفوز دافعا للعراقيين وقادة الاحزاب ومن بيده مقاليد البلاد والعباد ليعيدوا النظر بحساباتهم ومواقفهم ويصححوا اخطائهم ويجعلوا من الفوز الرياضي حافزا ودرسا لهم لتوحيد الشعب ويتركوا خلفهم النظرة الانانية والمصالح الشخصية وليكون هدفهم عراقا واحدا وشعباً موحدا ويتكاتفوا من اجل رفع راية العراق خفاقة بين الامم ويعيدوا المهاجرين والمهجرين الى وطنهم ويعيدوا الفرحة والبسمة الى العراقيين .

المهندس صباح يوسف Opinions