Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المواطن العراقي بين مطرقة الزمن وسندانة تشكيل الحكومة

من خلال تتبعنا لمحاولات تشكيل الحكومة العراقية خلال الاشهر المنصرمة ، تعلمنا درسا مستقبليا وعبرة نذكرها للاجيال القادمة وهي .. ان الديمقراطية في العراق الجديد قد اتخذت بعدا لا باس به من حيث تراكم الخبرة الغير المبررة والتي قد تؤدي بالمواطن البسيط الى هاوية المظالم لكونه لا يعلم من اين يبدا والى اين ينتهي.. وهذا طبعا ما فرزته الانتخابات الماضية ، حيث فازت القوائم المعلنة رسميا ، ومن المفروض ان تشكل احدى تلك القوائم او عدد منها حكومة فدرالية ديمقراطية .. ولكن هيهات من ذلك.. فها هي الشهور الاربعة قد انقضت .. وها هي الحكومة في طريقها الى التشكيل ( هذا ان تم تشكيلها فعلا ) ، وما يدعو الى الاستغراب ان نجد تلك التصريحات التي يدلي بها السادة السياسيون الكبار ويعلنون فيها كل مرة عن قرب تشكيل الحكومة وانهم قد اوجدوا الحلول الناجحة للمشاكل المتعلقة ..ولكن يظهر في الاخير ان تلك التصريحات قد ذهبت ادراج الرياح وليس هناك اي صواب لما تم التصريح بهم من قبل هؤلاء الساسة .. وهنا يبقى المواطن العراقي اسير انتظار الفرج لأن جميع مشاريعه الخدمية والصحية قد توقفت او في طريقها الى التوقف نتيجة عدم تشكيل الحكومة ، ولنذكر مثلا واحدا فقط وهو شريحة المعلمين ، فلا زالت لحد اليوم تنتظر الحلول المناسبة لمشاكلها العويصة والتي وضعتها في خانة افقر موظفي الدولة لعدم شمول المعليمن والمدرسين من حملة شهادة البكالوريوس والدبلوم باية تخصيصات اسوة باقرانهم ممن يحملون نفس الشهادات في الجامعة باستثناء الدكتوراه والماجستير ، وهم الان ينتظرون بفارغ الصبر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة لعلها تنصفهم وتجد حلولا لمشاكلهم .. ربما..!!؟؟ هذا نموذج واحد .. فكيف بالقطاعات الاخرى من التي تعتمد عليها حياة الالاف او ربما الملايين من ابناء العراق ..؟ ناهيك عن ان حديث الشارع اصبح نوعا من الفكاهة والتعليقات الخفيفة الساخرة ، وكذلك لو لاحظنا العديد من الرسوم الكاريكاتيرية على صفحات المجلات والجرائد تنقد بسخرية لاذعة ذلك التماطل والتسويف والاطالة الغير مبررة في ايجاد حلول لتشكيل الحكومة .اذن اين يكمن الخطأ.. هل هو في الشعب .. لا ابدا ، لأن الشعب ادى دوره بنجاح منقطع النظير حين ذهب الى صناديق الاقتراع وادلى بصوته رغم التهديدات ورغم الضروف الامنية القاسية .. اذن الخطأ كل الخطأ يرتكبه الكرسي العزيز والانيق ، لأن الكرسي هو اصدق وانبل صفة لدى بعضنا ولأسباب عدة منها .. كون هذا الكرسي وثيرا ويحمل بين جنباته العديد من الامتيازات .. الخ من الامور التي قد لا تخطر ببالنا نحن الطبقة الدنيا في المجتمع ، والغريب والعجيب ان يصرح احدهم ويقول وبكل وضوح.. ان كانت العملية كلها تخص الكرسي فنحن نتنازل عنه ...!! عجيبة والله.. تنازلوا يا اخوان اذن واتركوا الجمل للجمال والحمل للحمال..! فان كنتم لا ترغبون بالكرسي ، لماذا اذن تتمسكون بقرنيه وكانكم متمسكين بقرن جاموس البراري..؟ فان كانت الكراسي لا تعنيكم ، فما الذي يعنيكم منها اذن.. مخصصاتها ام رواتبها .. ام المواطن..!!؟ لو قلتم المواطن ، فوالله لن يصدقكم احد، لأنه ( المواطن) قد مل من تصريحاتكم واصبح لا يهمه ان تشكلت الحكومة ام لا .. لأنه اولا واخير لن يستفيد من تشكيلها شيئا ، والسبب معروف ، فما الذي قدمته له الحكومة السابقة .. الامان.. العيش الرغيد.. الكهرباء .. الماء الصافي ..الخ .. هل استطاعت الحكومة السابقة ان تقدم شيئا لهذا المواطن..؟ فما الذي سوف تقدمه الحكومة الجديدة ان تشكلت .. الامان مثلا... ام ستصلح الطاقة الكهربائية التي تعتبر من ابسط مقومات وحقوق المواطن .. ام ستوفر له الماء الصالح للشرب بدلا من انتظاره التناكر الجوالة التي لا يرحم سائقيها ليبيعوا المياه للمواطنين ..؟ ام انها ستوفر للمواطن مفردات البطاقة التموينية التي اصبحت ترشق شهر بعد اخر الى ان اصبحت مفرداتها لا تشمل الا الطحين والارز والزيت .. كثيرة كثيرة هي الامور التي تعني المواطن.. ولكن هل تعني تلك الامور الحكومة المنتظر تشكيلها ايضا ..؟ السؤال مطروح للكل.. واعتقد ان الجواب واضح جدا وصريح من خلال المثل الشعبي القائل ( ثمي اقرب من امي ) .. واللبيب بالاشارة يفهم
Opinions