Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الموجة الكلدانية الثالثة/2 اسبابها ودلالاتها.

تعريف:المعني بلفظة "كنيسة"هو عموم الشعب المؤمن بالعقيدة المسيحية وليس البابوات والبطاركة والاساقفة والكهنة وغيرهم من رجال الاكليروس فقط.
ملاحظات مهمة:
1- حاججني العديد من القراء في كوني اتخذت من العهد القديم(التوراة حصرا) المرجع الوحيد الذي اعتمدته في القسم الاول من هذه الموضوعة،ولكل اولئك الاحبة اقول:نعم هذا صحيح جدا،وقد فعلت ذلك متعمدا،لان الكثير من الناطقين بالسريانية ما زالت عندهم الفكرة القومية رهينة الانتماء الديني المذهبي،اي انهم يخلطون بين الانتماء القومي والانتماء الديني المذهبي،هذا من ناحية،اما الناحية الاخرى والتي اعدها اهم واخطر فهي كون رجال الدين اليوم وعلى غير العادة، هم من يتبنى الطرح القومي الكلداني رغم شيوع هذا المذهب كعقيدة دينية من قرون عديدة،والعهد القديم بحسب عرف مدبري الكنيسة المسيحية بكل فروعها وتشعباتها هو كتاب الهي مقدس واجب التقديس الاحترام كون كل ما ورد فيه موحى من الله،هذا ناهيك عن كونه الكتاب الاقدم بين كل الكتب التي وردتنا والتي تتناول بعض تاريخ منطقة ما بين النهرين بشكل يمكن التعويل عليه،فالحقائق تقول:انه يتوفر بين ايدينا اليوم جل محتويات النسخة السبعينية التي اتفق عليها عام 250 قبل الميلاد.
2- لقد تشكى الكثير من القراء من طول الموضوعة،ونزولا عند رغبة كل هؤلاء الاحبة سوف احاول قدر الامكان ان اوجز الموضوع،وهذا يعني اني سأضطر الى تأجيل مناقشة اراء المطران سرهد جمو الى الجزء القادم.
3- قبل ان اشرع في تكملة حديثي السابق الذي اتيت عليه في الجزء الاول من هذه الموضوعة،اتمنى على كل الذين يشتموني ويسبوني ويهددوني ويتوعدوني ان يفهموا:انا لا اناقش المسيحية كعقيدة دينية مطلقا، فهذا شأن لست معنيا بالبحث فيه لا من قريب ولا من بعيد(على الاقل في الوقت الحاضر)، وهذا الاسلوب من الوقاحة في التعامل يتناقض وما يتبجحون به،وليكن في علم هؤلاء،ان هذا السلوك غير المقبول سوف لن يثنيني قط عن ما انا عازم على القيام به،وردي بالحب على كل الكلمات الوضيعة التي وردتني كان يفترض ان يقابل بالمثل كما يقول منطق المسيحية التي يدعونها،الا انه مع كل الحزن والاسى والاسف اقول:الذي حصل كان العكس تماما،ولكل هؤلاء اقول: أنا رجل ارفض الوصايا على ضمير الانسان وارفض بالمطلق فرض هذه العقيدة او تلك عليه بالاكراه،وكل من يدعي ان الله الذي خلقني بالحب، امر ان يكون هذا الدين او ذاك هو دينه الذي اختاره اعده كاذبا،فعدد الالهة هو بعدد الاديان،والاله الذي افهمه انا واقبله هو فقط اله الانسانية جمعاء،لان عدد اتباع كل الهة الديانات المسماة بالسماوية هو اقل من عدد اولئك الذين يتبعون الهة اخرى،وهذا يعني :ان لي الحق المطلق ان اناقش سلوكيات رجال الدين،ليس من حيث كلامهم فحسب، انما من حيث افعالهم ايضا.
4- انا ادعو وبملأ صوتي الى انعتاق الكنيسة الكاثوليكية العراقية من قبضة روما،فروما وكما ذكرت في الكثير مما اكتب قد اثرت سلبا على الكنيسة العراقية في مناسبات كثيرة،كما اطالب وبقوة ان يكون لكل مؤمن حق قول كلمته في اختيار مدبري الكنيسة(اي انتخاب الاساقفة) كما كان عليه العرف في يوم من الايام،لكي يتسنى للجميع المساهمة الحقيقية في تدبير شؤون الكنيسة بما يتناسب وكل مرحلة، ولكي نحدد لكل واحد الحدود التي يسمح موقعه،دينيا كان ام علمانيا، له التحرك ضمنها،كما ارفض رفضا قاطعا ان يتكلم رجل الدين واي كانت رتبته الكهنوتية بألنيابة عني في اي محفل لا يخص العقيدة الدينية،فقد آن الاوان ان يقتنع السادة رجال الدين الاجلاء انه ما عاد مسموح لهم ان يمثلوا الكنيسة دينيا ودنيويا كما كان عليه الحال الذي ادى الى تشرذم الكنيسة،وتوطين الخنوع بدعاوى مفتعلة في نفوس ابنائها على مدى اجيال طويلة،وإن كان بينهم مِمن تستهويه الاعيب الدنيا،عليه اذن نزع ردائه الكهنوتي والنزول الى الساحة لكي نتعاطى معه بصفته انسانا عاديا لا يفرض علينا تبجيله سلفا من خلال استغلاله لصفته الكهنوتية وتسخيره لمنبر الكنيسة خدمة لاغراض شخصية دون وجه حق (ولعل ما حصل خلال انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة خير دليل على ما اقول،فقد اثبتت الوقائع والشواهد، ان رجال الدين سخروا منابر الكنائس وخدعوا البسطاء من اجل الترويج لقائمة عشتار في محافظة نينوى لاسباب واهداف نعرفها جميعا)ويا ليت ذلك الاستخدام كان يليق بالمسيحية التى لا تعلمنا سوى سمو الخلق ورفعة النفس عن مغريات الدنيا،الا يقول المسيح:ان مملكتي ليست من هذا العالم؟(يوحنا 36:18)، وان كان السادة رجال الدين الاجلاء يعتقدون بأنهم هم المعنيون بقول المسيح:من غفرتهم له خطاياه تغفر له،ومن امسكتم خطاياه امسكت كما يقول يوحنا
23:20،فأن معنى ذلك ان السيد المسيح يحصر اختصاصاتهم وواجباتهم في الامور الروحية المتعلقة بخلاص نفوس المؤمنين فقط،الا يقول المسيح:اعطي لقيصر ما لقيصر وما لله لله؟وهذا يعني ان تعاطي السياسة وامور الدنيا والدعوة الى مملكة ارضية لا يليق بالكاهن مطلقا،لابل يخالف صريح العقيدة المسيحية،وعليه،لا ارى اني اتجاوز على شخص الكاهن حين اصفه بما لا يليق بالكهنوت حين تفرض سلوكياته عليَ ان لا اعامله سوى بما ينسجم وما يأتيه من افعال واقوال منافية لصحيح المسيحية،ولا اظن ان هناك من له حق تكميمي ومنعي من قول ما يجب ان يقال بحق هذا الكاهن واي كان موقعه ورتبته،خاصة يوم تقف دعاوى هذا الكاهن عائقا في طريق تحقيق الخير الذي يتفق عليه الجميع،لقد آن الاوان لكي يتحرر اهلنا من نير الوهم الذي ارهق كواهلهم لقرون وقرون طويلة،وآن للسادة رجال الدين الاجلاء ان يتعاطوا معنا بوجه واحد،فقد سئمنا لعبة الراعي والرعية وعليهم ان يقنعونا بوجوب طاعتهم من خلال سلوكهم المنسجم كليا وما تقول به المسيحية وليس كما تشتهي نفوسهم هم.
قلت في الجزء الاول من هذه الموضوعة:ان اشد الداعين الى القومية الكلدانية اليوم هم السادة الاجلاء:البطريرك عمانوئيل دلي والمطران سرهد جمو مطران كاليفورنيا،فيما يخص البطريرك دلي،ليس لدي ما اقوله له سوى:ارجع سيدي الى اطروحتك التي قدمتها لنيل درجة الدكتوراه والتي يدور موضوعها حول كنيسة المشرق،واتمنى عليك سيدي ان تدلني ان كان هناك فعلا في يوم من الايام كنيسة في ارض ما بين النهرين دعيت بالكلدانية قبل قرار روما بتسمية من استمالتهم الى مذهبها بالكلدان،ترى سيدي هل تغير نهج البحث الذي اعتمدته في بحثك منذ ذلك اليوم الى هذا اليوم،ام ان هناك ما استجد من امور تفرض عليك تبني هذه العقيدة القومية دون ان نعلم؟انا لا اريد سيدي ان اذكرك بأن سلطتك الدينية كان يفترض ان تمتد الى ابرشيات الهند الكاثوليكية لولا ان روما سلبتك حق ممارسة هذه السلطة،فسيادتك كما انا واثق، اعرف واعلم مني بذلك،ترى هل كنا سنسمى اولئك الهنود الملباريون كلدانا ونقول ان لغتهم القومية هي الكلدانية لو كانوا ما زالوا ضمن رقعتكم الرعوية سيدي؟ونحن اتباع المذاهب الدينية المتعددة والناطقون بالسريانية اليوم في ارض ما بين النهرين،هل حقا العلاقة بيننا كما هي عليه بين العرب والاكراد؟اي علاقة الدين ليس الا؟فأذا كان الامر كذلك،اذن لا بد ان يعاد النظر في تعريف مفهوم القومية ووجوب تبديل الشروط الازمة لتحققها،لان ما تقولونه سيدي يتنافر وكل التعريفات التي اعطيت لمفهوم القومية ويخل بكل الشروط الواجبة لتحققها بشكل مطلق،هل حقا ان ما يجمع سيادتكم وانتم ابن تلكيف بأبن ديانا او صيبا او الشرفية على سبيل المثال هو مجرد كونكم تنتمون الى المسيحية؟اشك سيدي ان يقبل انسان عاقل واحد بهذا المنطق.
لقد كان من ضمن الامور التي طرحها منشور سينودس الكنيسة الكلدانية الذي اجتمع مؤخرا في عينكاوة فقرة تدعوا الى المطالبة بأدراج القومية الكلدانية منفردة في الدستور العراقي ودستور اقليم شمال العراق،وهذا ووفق ما اؤمن انا شخصيا ولا اظن ان هناك انسانا سويا واحدا يخالفني هذا الايمان، تجاوز سافرعلى حقوق المؤمنين واستهانة فاضحة بحرية التعبير عن ارادتهم وما يعتمل في ضميرهم،فأعضاء هذا السينودس كما نعرف جميعا لم ينتخبهم المؤمنون ليكونوا مخولين اصلا لاتخاذ مثل هذه الخطوة التي لا ارى فيها انا والاف الاف مثلي حتما، سوى فرض الوصاية غير المشروعة دينيا او دنيويا على ضمير المؤمنين،ان السادة اعضاء السينودس وبضمنهم سيادتكم ،لا حق لكم سوى في تمثيل كل واحد منكم لنفسه فيما يخص مثل هكذا مسألة شخصية بحتة،فهناك من ينتمي الى القومية العربية ولكنه من اتباع مذهب الكنيسة الكلدانية،وهذا يعني انكم تسلبون حرية المؤمنين في اختيار القومية التي يشعرون وجدانيا انهم ينتمون اليها،لا بل ان هناك من المؤشرات الصريحة جدا على ان دعوة السينودس هذه ليست بدافع مخلص وبريء خاصة في هذا الظرف الحرج جدا من تاريخ اهلنا وعلو صدى صوت الداعين الى وحدة الامة وكثرة عددهم،في حين وجدنا جميع اعضاء السينودس صامتين الا ما ندر امام كثرة استخدام تعبير"المسيحيون الاكراد"في الكثير من المناسبات وفي اشارة صريحة الى اتباع الكنيسة الكلدانية بالذات،ولكن مع ذلك لم نسمع ان اسقفا كلدانيا قد اعترض على ذلك او قدم احتجاجه على استخدام هذا التعبير،هل اذكر السادة الذين وقعوا على المنشور بما قاله السيد ملا بختبار يوم وصف قومهم بمجرد مواطنين في اقليم كردستان ولا حق تاريخي لهم في ارض الاقليم؟ام اذكرهم بما وصف به السيد نجيرفان البارزاني رئيس وزراء اقليم الشمال قومهم؟(اتمنى ان يسترجع السيد الوزير في حكومة اقليم الشمال الاستاذ جورج منصور شجاعته ليشرح حقيقة الذي عناه السيد البرزاني وليس كما حاول ان يبرره بشكل يستحق الرثاء)ومع ذلك لم نسمع لاي من السادة اعضاء السينودس الذين وقعوا على طلب ادراج الكلدانية كقومية في الدستور الوطني ودستور اقليم الشمال صوتا يعترض على ما قاله وصرح به هؤلاء السادة،هذا اولا،اما ثانيا،فقد اشيع منذ امد ليس بالطويل،ان بين السادة اعضاء السينودس من يرفض ان يكون كلدانيا،انما الرجل يعتز بكرديته،ترى كيف تمت تسوية الامر مع مثل هذا العضو السينودسي ايها السادة الاجلاء،خاصة والاخبار تقول انه كان هناك اجماع تام على كل مقررات المجمع؟هل قدرتم ان تثنوه عن زعمه ذاك بالاقناع يا ترى ام ان هناك ما يحرص المجمع على عدم الاعلان عنه لاسباب تضر بمصالح البعض في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ وطننا العراقي؟والى اللقاء في الجزء القادم.
الوطن العراقي من وراء القصد.

yakoballo@yahoo.co.uk

لمن يرغب بالاطلاع على الجزء الاول اورد ادناه الرابط التالي:

http://www.telskuf.com/articles.asp?article_id=22946

Opinions