Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الموصل.. من حرب المفخخات الى مكافحة زراعة المخدرات

05/12/2006

أصوات العراق/
نبتة خضراء اللون بملمس اعتيادي بطول يتراوح بين 10 – 15 سم اوراقها تشبه الى حد كبير اوراق نبات (الكرفس).هذا مايبحث عنه الرائد مروان سرحان خلف في مزرعة متاخمة للحدود العراقية- السورية شمال غرب محافظة نينوى ، عرفت بزراعة الحنطة لكنها اليوم تزرع المخدرات!.
ففي احد الصباحات التشرينية وبينما كانت الشمس تحاول ان تغطي باشعتها مساحات خضراء لمزارع زرعت بالحنطة والشعير في قضاء سنجار والواقع شمال غرب محافظة نينوى والقريب من ناحية ربيعة الحدودية المتاخمة للجمهورية العربية السورية وقف الرائد مروان سرحان خلف يبحث عن شيء مجهول وهو يتطلع الى مزرعة المواطن (خضير ابراهيم جاسم) والواقعة في منطقة خازوكة الزراعية احدى مناطق القضاء.
لم تكن ارض مزرعة جاسم والتي تبلغ مساحتها خمسة دونمات مزروعة بالحنطة كماهي في الاعوام الماضية , وانما بنبات يشاهده الضابط لاول مره في سنجار . ربما تذكر انه شاهده في فيلم سينمائي ولكنه لم يره في سنجار قبل هذا اليوم.
تلعثم خضير صاحب المزرعة وهو يجيب عن سؤال الرائد مروان حول عدم زراعتة لمحصول الحنطة لهذا الموسم والذي يدر عليه اموالا لابأس بها.
لم يجب خضير على سؤال الضابط. وهذا يعني ان شك مروان تحول الى يقين .فمنذ فتره وهو يسمع عن احتمال وجود نشاط في زراعة المخدرات في قضاء سنجار.
العقيد بشير محمد علي من مكافحة المخدرات قال لوكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة "لقد بقي الرائد مروان بلا نوم لعدة ايام ليبر بقسم قطعه على نفسه ،وهو لن يغمض له جفن قبل ان يعثر على هذه المزرعة والتي همس البعض عنها . وهاهو اليوم يغط في نوم عميق بعد ان بر بقسمه."
الرائد مروان سرحان خلف احد ضباط مكافحة المخدرات قال ل (أصوات العراق) "انها لمفاجئة, فقد عقدت الدهشة لساني فمحافظتنا نظيفه خالية من المخدرات الا من بعض متعاطي حبوب الكبسلة (الهلوسة) وهم قلة, اما ان يزرع احد نباتات المخدرات في سنجار فهذ امر صعب تصديقه من قبل الجميع."
اللواء واثق محمد عبد القادر الحمداني قائد شرطة محافظة نينوى قال ل (أصوات العراق) "للارهارب عدة وجوه ,وزراعة المخدرات أحد وجوهه،هذا ايضا ارهاب يهلك البلد لان تأثيراته على المواطن كبيرة . لقد تمكن رجالنا من كشف المزرعة وسنتخذ بحق صاحبها اجراءات رادعة ,والقانون سيأخذ مجراه."
ثم أضاف الحمداني مازحا "لقد تفحصنا العينة التي ارسلوها من سنجار الى القيادة وشعرنا بدوار عندما حاولنا تقريبها من انوفنا لاستنشاق رائحتها."
وتابع حديثه منزعجا" لم تنته حربنا ضد المفخخات لتظهر لدينا حرب جديده هي حرب ضد المخدرات.فنحن بحاجة لشعب واعي ليبني ويعمر لا لشعب مدمن مخدرات."
العميد عبد الكريم محمد خلف الجبوري مدير عمليات شرطة المحافظة قال ل (أصوات العراق) "حدث ترويج لتهريب انواع من المخدرات في بعض المحافظات الجنوبية الحدوية في الفترة الماضية والتي ضبطت من قبل الاجهزة الامنية الا ان زراعتها وفي محافظة نينوى تحديدا تعتبر حديثة العهد , فلم يسبق ان ضبطت شرطة المحافظة أي نوع من المخدرات كالحشيشة اوالترياق او الكوكاكين اوالاقراص المخدرة اواقراص الهلوسة,الا عند بعض الشباب العاطل او المراهقين ممن تناولوا حبوب الكبسلة فقط ونسبتهم قليلة تكاد لاتذكر."
الدكتور سرمد سعد من كلية العلوم قال ل (أصوات العراق ) المستقلة" اول من اكتشف المخدرات هم السومريون قبل اربعة الاف سنه قبل الميلاد، عندما وصفوه للطفل الكثير البكاء القليل النوم وعليه فالمخدرات قديمة قدم الانسان ولكنها اختفت وقل استعمالها لسنين طويلة حتى ظهر استعمالها بعد الحرب العالمية الأولى بشكل ضيق وذلك عندما وصلت الحشيشة من اليونان بعدها ظهر القات فالافيون , بعدها دخل الكوكايين ثم الهيروين."
ويضيف سعد"تقسم المخدرات الى نوعين احدهما يطلق عليه المخدرات السود وهو الافيون والحشيشة .اما القسم الاخر فهو المخدرات البيض كالكوكائين والهيرويين , وفي نفس الوقت تصنف المخدرات على اساس اخر هو صناعية وزراعية.وهناك مخدرات تخضع لسلطة الرقابة الدولية منها الطبيعية كالخشخاش ومنها الصناعية كالافيون وغيرها وذلك لاستخدامها في الصناعات الدوائية."
الدكتور ناطق عبد المولى من كلية التربية قال ل (أصوات العراق) "لقد تم التكتم على وجود بعض حالات الادمان في تسعينيات القرن المنصرم لكنها غير منتشرة على نطاق واسع بسبب التربية الاسرية والدينية وارتفاع اسعار المخدرات ، إلا انها تفشت بعد احداث نيسان 2003 بعد ان اشتدت قسوة الحياة على العراقيين وبدأ تأثير الظرف الاقتصادي والنفسي يفرض نفسه على من انحرفوا عن جادة الطريق ومع ظهور ضعاف النفوس من مهربي ومروجي المخدرات وبوجود حدود سائبة بدأ ظهور المخدرات في العراق يأخذ طابع اخر ولكن ضمن الانواع البسيطة."
وتابع المولى" الان في محافظة نينوى دق ناقوس الخطر، فعندما تكتشف الاجهزة الامنية وجود ارض مزروعة باحد انواع المخدرات هنا ستطرح عدة اسئلة اولها ان المخدرات بحاجة الى تربة معينة , وهذا يعني اكتشافا جديدا ظهر على الساحة وهو ملائمة تربة سنجار لزراعتها فليس بالهين زراعة خمسة دونمات."
وأضاف "السؤال الاخر هل صاحب المزرعة وسيطا اجر ارضه ام هو متعهد زراعة ام يجرب حظه بزراعتها لاول مرة؟، وهل الانتاج سيباع داخل العراق ام خارجه ؟، ومهما كانت الاجوبة فستكون هناك تداعيات لهذه الظاهرة الجديدة في محافظة نينوى. ولكني على يقين اننا نمتلك جهاز شرطة غاية في الكفاءة والتميز ولابد ان يقضى على هذه الظاهرة وهي في مهدهها."
ام سلوان ام لاربعة شباب فقالت "عندما كنا نشاهد الافلام المصرية والتي تعكس حالات ادمان المخدرات كنا نحمد الله ونشكره لخلو العراق منها.اما الان فلازلنا في مرحلة عدم التصديق بأن هناك مزارع في سنجار تزرع فيها المخدرات.والله يستر "
اما ابو خالد وهو موظف فقال "لم اتعجب فمحافظة نينوى لها باع طويل في التهريب بسبب طبيعتها الحدودية. فاذا كانت المفخخات تهرب فلماذا لاتهرب المخدرات. بل وتزرع ايضا نحن في زمن ضاعت فيه المبادىء وحل فيه الخراب فلماذا العجب من زراعة المخدرات في نينوى؟."
وقال عمر سعد مهندس تربة " تعتبر تربة محافظة نينوى من اخصب الترب لزراعة انواع كثيرة من المخدرات,وهذا ما نلاحظة منتشرا في فصل الربيع في سهل نينوى وخصوصا نبات الخشخاش ذات اللون الاحمر وفي مساحات شاسعة من الاراضي المحيطة بالمدينة وهو مايؤخذ منه الافيون."
ويضيف سعد"وللنبات رأس بحجم الجوزة ويحتوي على بذور تنضج اواخر الصيف حيث تسقط اوراقها ويؤخذ عصيرها والذي يتخثر بمجرد ملامسته الهواء وهو مايسمى بالافيون بعد ان يجف ويدكن لونه."
وتابع " واعرف سلفا انني لوقلت مصدر زراعته فلن يظهر في صحافة او اعلام ولكني سأذكره . فنينوى لم تكن تعرف المخدرات من قبل ولكنها وصلت الينا من طريقين اولها من المحافظات الشمالية ولها فيها باع طويل وهناك اثرياء لهذه التجارة ،وثانيهما عن طريق اشقائنا المصريين والذين كانوا يعيشون في العراق في ثمانينات القرن المنصرم. اما ممن يدعي من المسؤولين بعدم معرفته بالحقيقة وان المخدرات تزرع لاول مره فانا اقول لهم لاداعي للانكار لان الاعلام لابد يوما ان يكشف الحقائق." Opinions