
النازحون في العراق: سنوات من الانتظار بين قرارات العودة وصعوبة الحياة
المصدر: كردستان 24
تعيش هيفاء حسن، النازحة منذ 11 عامًا، في أوضاع صعبة داخل المخيمات، مثقلة بمسؤولية رعاية أطفالها الأربعة وزوجها المريض.
ورغم القرارات الحكومية المتتالية بإعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية، تجد هيفاء نفسها عاجزة عن المغادرة دون دعم حقيقي.
تقول هيفاء لموقع كوردستان24: "أناشد الحكومة العراقية، لقد نزحت منذ 11 سنة، إلى أين أذهب؟ إذا كانوا سيخرجوننا، فعليهم مساعدتي. إذا أعطوني أربعة ملايين دينار، سأبدأ عملاً وأعتني بأطفالي، لكنهم يقولون إنني غير مشمولة بالمساعدة. إذا لم يعطوني شيئًا، فلن أغادر".
وراء خيام هذا المخيم، تتكرر قصص المعاناة ذاتها. مريم، وهي نازحة منذ 11 عامًا أيضًا، تعيش ظروفًا أصعب في العامين الماضيين بعد أن تركها زوجها. اليوم، تتحمل وحدها مسؤولية رعاية أطفالها، ولا ترى أمامها خيارًا سوى البقاء في المخيم ما لم يتوفر لها مأوى مناسب.
توضح مريم لموقع كوردستان24: "بعض الناس غادروا وندموا. الآن يريدون العودة إلى المخيم. ماذا تفيدني هذه الأموال؟ إذا خرجت، سيطلبون مني دفع إيجار سنة كاملة، وأنا لا أملك حتى إيجار شهر واحد. إذا أرادوا إخراجنا، فليبنوا لنا مكانًا للإقامة. لن أترك أطفالي في الشوارع".
في 23 كانون الثاني/يناير 2024، أعلن مجلس الوزراء العراقي عددًا من القرارات لتشجيع النازحين على العودة إلى مناطقهم الأصلية، ما دفع بعض العائلات للمغادرة. ورغم ذلك، لا تزال هناك نحو 23 ألف أسرة تقيم في مخيمات أربيل ودهوك.
وبعد ما يقارب العام من صدور القرار، ما زال معظم النازحين غير مستعدين للعودة. في هذا المخيم وحده، هناك عشرات العائلات التي ترفض العودة تمامًا، بينما يربط آخرون عودتهم بتحقيق مطالب أساسية، وعلى رأسها توفير سكن يضمن لهم العيش بكرامة.
تقرير: هفرست رجب - كوردستان24 / أربيل
