Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

النقطة الأولى التي سأعرضها على مؤتمر النهضة الكلدانية هي ..

habeebtomi@yahoo.no

صحوة الشعوب العربية خلقت عاصفة لا تقلع الأشجار والخيام والأعمدة فحسب بل عصفت بعروش كانت تعتقد بخلودها وبرسوخ قواعدها كالجبال التي لا تهزها الرياح ، لكن ظهر ان هذه العروش سقطت وانهارت من البداية وكأنها نمور من ورق وسيكون مكانها مزبلة التاريخ لا اكثر ، واليوم الأخ العقيد معمر القذافي يقاوم وسط العاصفة التي هبت عليه من كل الجوانب ، ويبدو ان الرياح كنست خيمته فهرب منها الى القلاع الحصينة محاطاً بمؤيديه ومقربيه الذين يتناقص عددهم طردياً مع مرور الأيام والساعات ، واليوم وبعد مرور 42 عاماً تنهار تماثيله وكتابه الأخضر وامبراطوريته الوهمية ليجد نفسه وحيداً مع افراد عائلته في مواجهة الجماهير الغاضبة عليه وعلى ثورته وعلى نظريته (التعبانة) وليجد الواقع امامه ويشفي من داء العظمة وتتبخر اوهامه على انه ليس ملك الملوك .

هكذا على الشعوب ان تتحرك وتتكلم لكي توصل صوتها الى اصحاب القرار ، وإلا ستبقى حقوقهم مهضومة ومسلوبة من قبل الطغاة ، وبهذه المناسبة على شعبنا الكلداني ان يقرأ الأحداث بشكل صحيح ويتحرك لكي يضمن حقوقه في الوطن العراقي بعد ان سلبت بطرق ملتوية بعد نيسان 2003 وحتى اللحظة .

في مجال حقوق الأنسان ثمة ثلاثة مبادئ اساسية تعتمد عليها التفرعات والتفاصيل الأخرى لهذه الحقوق ، وهي حق الحياة والحرية والملكية ، وما نريد اريد التطرق اليه هو حق الأنسان في الحرية ، والحرية كلمة واسعة يراد بها شتى نواحي الحياة ، منها حرية المعتقد في مجال الدين والمذهب والأنتماء السياسي وغيره ، وثمة حرية الفكر التي يحق للانسان ان يفكر كما يشاء بمنأى عن الضغوط الجسدية او النفسية بما يطلق عليه الأرهاب الفكري .

نحن الكلدانيون يطالنا نوع من الأرهاب الفكري ، فإضافة الى سلب حقوق شعبنا الكلداني في التمثيل السياسي والقومي في الدولة العراقية وفي اقليم كوردستان ، فهنالك تعتيم وحجب فكري لكل ما نكتبه من مقالات وآراء ، إن هذا النوع من الأضطهاد الفكري يصلنا من القنوات الأعلامية لشعبنا المسيحي ، فالفضائيات التي تدعي انها مسيحية كفضائتي آشور وعشتار تمارسان تمييز عنصري بحق كتابنا الكلدانيين الذين ينطقون بالكفر بقولهم ( القومية الكلدانية ) ، وأيمانهم هذا يجلب عليهم تهم التآمر والتخوين وإطلاق نعوت الأنقساميين ومخربي الأمة وغير ذلك من المثالب والهدف هو ارغامهم على العدول عن افكارهم التي يؤمنون بها ، وهذا اسلوب لا يطابق وحقوق الأنسان في حريته في التعبير عن آرائه ، إذ ان لوائح حقوق الأنسان لا تقر بالمساس بحريته وإجباره بتبديل أيمانه وآرائه وما يعتقد به عن طريق القوة او الضغوط النفسية اي بالأرهاب الفكري .

إن هذا ينطبق على مواقعنا الألكترونية التي يفترض انها تعود لشعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين ، وحتى المنظمات والأحزاب التي تضع هذه المكونات في اسمها كالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ، والحركة الديمقراطية الآشورية التي تتاجر بلفظة كلدوآشوري .. فإن هذين التنظيمين ، يعملان بتنسيق منظم لدفن كل ما اسمه كلداني او قومية كلدانية فلا تترك مواقعها الألكترونية ووسائلها الاعلامية حيزاً مهما كان صغيراً لأي مقال يكتبه كاتب يحترم او يفتخر بقوميته الكلدانية ، علماً ان التنظيمين ( المجلس الشعبي والزوعا اللذان يتقاسمان مقاعد الكوتا المسيحية يفترض بهما ان يقفا على مسافة واحدة من كل المكونات المسيحية دون تفرقة او تفضيل احد المكونات على الآخرين .

بل حتى المواقع التي كنا نعول عليها خارج نطاق هذين الحزبين في السياسة العامة فإنها باتت ، مع الأسف ، تمارس نوع من الاقصاء الفكري والكلمة الحرة لأي كاتب كلداني حريص على احترام قوميته الكلدانية .

هذا هو الواقع بصريح العبارة فأصبحت الوصاية على شعبنا الكلداني مسألة مشروعة وعليه يتم إقصاء اي فكر كلداني يتجرأ ويكتب كلمة تفتخر بالتاريخ الكلداني او بالأسم الكلداني عموماً تترجم على انها تعني التقسيم والشرذمة ولهذا يساهم الأعلام الذي يعود لشعبنا المسيحي بإخماد انفاس الكتاب الكلدانيين دون رحمة ، ولكي لا تقوم لهم قائمة، هذا هو الواقع، وأسجله كعملية ممارسة حق الأنتقاد .

إن التدجين العقائدي الذي يحاول الأخوة بفرضه علينا بجعل الأبيض اسوداً والأسود ابيضاً ، والأعتزاز بالأنتماء القومي بأنه تقسيم وتخريب الأمة .. فتجري ممارسة سيكولوجية بحقنا لكي نؤمن بما لا نؤمن به ونقول ما لا نريد قوله ، إنه ببساطة ترويض وتدجين لفكرنا واحتوائه ليس إلا . وهذا ما يطفئ جذوة التقدم وتعمل على إحباط القدرة الأبداعية للانسان ، إنها حالة لا انسانية فرضت على شعبنا الكلداني في وطنه العراقي من ناحية ما تطاله من العمليات الأرهابية ومن ثم محاولات طمس اسمه وحضارته لكي لا تقوم له قائمة ولا يكون له وجود على خارطة القوميات العراقية .

الى رباط الفرس كما يقال لأصل الى النقطة التي اريدها وهي :

( إتاحة الحرية للكلدانيين للتعبير عن انتماءهم القومي الكلداني )

وهذا العبارة ليست من بنات افكاري إنما اقتبسها من مقال للزميل سيروان شابي بهنان فيقول ان الشعب الكلداني يشكل قومية عراقية صغيرة في العراق لذا يجب مراعاة الخصوصية الأثنية لهذا الشعب بمنح حقوقه كاملة وفسح المجال له للمجاهرة بقوميته الكلدانية دون ضغوط وإرهاب نفسي وفكري .

حينما اقطع الآف الأميال عبر البحار ساطلب من مؤتمر النهضة الكلدانية المنعقد في سانتياكو في اواخر آذار القادم بأن يحث الجهات المعنية في العراق الفيدرالي وفي اقليم كوردستان ، والأتصال بالأحزاب الأشورية المتنفذة ومع وسائل الأعلام والى مواقع شعبنا جميعها دون استثناء بأن يكون لنا الحرية الكاملة بالتصريح والمجاهرة لنقول للعالم : نحن كلدانيين ونفتخر بقوميتنا . فهذا ليس كفراً إنه انتماء الأنسان وهذا الأنتماء هو جزء اساسي من حرية الفرد في المجتمع وتضمنها لوائح حقوق الأنسان ، ونحن جزء من المجتمع العراقي الذي يتكون من قوميات وأديان مختلفة ولجميعهم حرية التصريح باسمائهم باستثناء الكلدانيين الذين تلصق بهم تهمة التآمر والخيانة وتمزيق الأمة إن هم صرحوا باسمهم القومي ، فأين لوائح حقوق الأنسان من هذا القانون الجائر ؟

وعلى الشعب الكلداني ان يعرف حقيقة واحدة ، وهي ان الحقوق تؤخذ ولا تعطى وعليه ان يقتدي بالشعوب العربية التي تصحو من سباتها .

حبيب تومي / اوسلو في 26 / 02 / 2011

Opinions