الهاشمي يقول إن المقاومة حق مشروع ويطالب امريكا وبريطانيا بإعادة دراسة الوضع العراقي
25/05/2006
بغداد-(أصوات العراق)
قال الدكتور طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقي اليوم الاربعاء إن المقاومة في العراق "حق وعمل مشروع"، وانه يؤيد فكرة دعوة المسلحين الى طاولة الحوار، مطالبا الادارة الامريكية والبريطانية بإعادة دراسة الوضع العراقي الحالي في ضوء المستجدات الاخيرة على الساحة العراقية.
وانتخب الهاشمي وهو الامين العام للحزب الاسلامي العراقي، نائبا لرئيس الجمهورية ممثلا للعرب السنة نهاية الشهر الماضي بعد ان قام بسحب ترشيحه لمنصب رئيس مجلس النواب اثر رفض قوى من الائتلاف العراقي الموحد تسميته مرشحا لهذا المنصب.
ويؤكد الهاشمي باستمرار على موقفه المؤيد للمجاميع المسلحة التي تمثل "فصائل المقاومة العراقية"، وهو من أشد الداعين الى ضرورة فتح حوار مباشر مع مسلحي هذه الفصائل من أجل اقناعهم بضرورة التخلي عن فكرة السلاح مقابل الاستجابة لمطالبهم والتي تنتهي "بسقف سحب القوات الاجنبية من البلاد."
وقال الهاشمي لوكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة إن موقفه من "المقاومة لم يتغير... هذا موقف مبدئي بالنسبة لي."
وأضاف "المقاومة العراقية عمل مشروع بكل المقاييس .. وانا اجد أن المقاومة عندما تصر على هذا المطلب (تحرير العراق) فهذه وجهة نظر معقولة... ليس هناك شعب في العالم لا يريد ان يعيش حرا على أرضه والشعب العراقي ليس استثناء عن البشرية."
وقال الهاشمي إنه يجب التفريق بين أعمال المقاومة والارهاب، وانه يتفق تماما مع الوصف الذي يقول ان "الارهاب هو عنف سياسي موجه ضد المدنيين، وهو التعريف التي تحاول الامم المتحدة تبنيه."
وتابع "انا اتبنى هذا التعريف.. ومع ذلك فان الاعمال التي تجري لتحرير العراق هي مقاومة مشروعة بشرط انها لا تضر المدنيين ايا كانت جنسيتهم سواء كانوا أجانب او عراقيين...ولا تعمل على زيادة معاناة العراقيين ولا تريد ان تقطع الجسور بين العراق وبين دول العالم."
وبين الهاشمي أن مايجري على أرض العراق هو صراع اجندات سياسية لقوى خارجية "معروفة بالنسبة لنا تريد ان تترك العراق ارضا محروقة ايا كان الثمن الذي سيدفعه العراقيون ثم تبني نماذجها في ادارة الدولة بالطريقة التي تشاء وهذا العمل نعتبره ارهابا بكل المقاييس."
وقال الهاشمي إن جزءا مهما مما يجري في العراق هو أن هناك جهات لدول اجنبية تعمل "على إجهاض المشروع الامريكي في العراق وفي الشرق الاوسط كما اعلنته الادارة الامريكية .. هذه الاجندات سعت الى تجنيد عراقيين تحت لافتات معينة للاضرار بالامريكان وهي لا علاقة لها بالعراقيين."
وأوضح الهاشمي أن موقفه من دعوة المسلحين المنخرطين في الاعمال المسلحة التي تستهدف تحرير العراق "هو موقف مبدئي اخر نتمسك به باستمرار...لاني لا اعتقد أن مشروع تحرير العراق ينتهي عند البندقية والمدفع لكنه يجب أن يستند الى فقه ونظرة وايديولوجية سياسية."
وبين الهاشمي أنه ومهما طال أمر الصراع "فان المكان الذي سيحسم الأيام الاخيرة من الصراع وادارة الازمة في نهاية المطاف هي طاولة المفاوضات.. وعلى هذا الاساس يجب الجلوس مع الخصم على طاولة المفاوضات للكلام عن وقف اطلاق النار ومرحلة مابعد التحرير."
ومضى الهاشمي يقول انه على استعداد للعب دور مباشر كان ام غير مباشر في هذه المفاوضات "متى ماخولت بذلك... انا لم اخول لحد الان وبالتالي لا ينبغي ان اتكلم باسم المقاومة حتى يصدر تكليف رسمي مكتوب بهذا الامر.. عندها ساكون جاهزا للحديث باسم المقاومة."
وأشار الى أن الحقائق التي طرأت على الساحة العراقية عام 2006 تختلف كليا عما كان عليه الحال في العامين الاخيرين "وان قواعد اللعبة قد تغيرت وبالتالي فان ادارة الازمة يجب ان تتغير لان الادوات والظروف قد تغيرت اضافة الى وجود عامل جديد هو نية الادارة الامريكية بالانسحاب من العراق... وهي حقائق جديرة بالدراسة من قبل الادارة الامريكية والبريطانية."
وعن رأيه بالمجاميع المسلحة التي يجب دعوتها لطاولة الحوار، قال الهاشمي "انهم تحديدا فصائل المقاومة العراقية والتي تنتهي سقف مطاليبها برحيل اخر جندي امريكي او بريطاني او اجنبي من العراق.. انا لا اتكلم عن قوى اجنبية لديها اجندة عالمية في ادراة الصراع مع هذا الطرف او ذاك."
وذكر أن هذه المجاميع يستثنى منها عناصر تنظيم القاعدة في العراق "لاني لا اعتقد ان القاعدة او التوحيد والجهاد لديهم رغبة على الاطلاق في الجلوس على طاولة المفاوضات (مع الامريكان)... مشروعهم يتعدى حدود العراق وبالتالي هو خارج امكانياتنا..وليس هناك مجال لاحتواء هذه المجموعات."
وطالب الهاشمي من الادارتين الامريكية والبريطانية أن تتفهم مطالب المسلحين العراقيين واستعدادهم الجلوس الى مائدة المفاوضات مطالبا هاتين الادارتين بارسال "رسائل اطمئنان لفصائل المقاومة" لتعزيز الثقة وبما يؤدي الى تحقيق فكرة اجراء المفاوضات.
وقال انه على الرغم من أن رد فصائل المقاومة لم يكن موحدا حول اجراء الحوار مع الامريكان "الا أن المبدا أو الفكرة تبدو مقبولة (عندهم) وهي فكرة الجلوس مع الامريكان على طاولة المفاوضات."
وتابع "كل المطلوب الان من الادارة الامريكية أن تعلن أنها جادة في الانسحاب من خلال إعلان جدول الانسحاب.. وان تقوم بارسال رسائل اطمئنان لفصائل المقاومة تعزز هذه الثقة والتي قيل انها غير موجودة في الوقت الحاضر."
وقال الهاشمي إنه حاول اقناع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بوجهة نظرة فيما يتعلق باعلان جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية في العراق يكون منسجما مع الظرف الزمني لتأهيل القوات العراقية "وان من حق العراقيين أن يعلموا اليوم الذي سيغادر فيه اخر جندي بريطاني وامريكي العراق."
وذكر الهاشمي ان رئيس الوزراء البريطاني "اقتنع بالمقترح الذي قدمناه له والذي يمزج بين الحاجة الى جدول زمني للانسحاب والشرط الظرفي لتأهيل القوات المسلحة العراقية.. عندها سيكون هناك التزام امريكي وبريطاني بتاهيل القوات العراقية ضمن جدول زمني متفق عليه."
وأضاف ان الادارتين الامريكية والبريطانية ستتعهدان وبموجب هذا المقترح "باعادة هيكلية وتاهيل القوات العراقية لتكون قادرة على سد الفراغ الامني والفترة الزمنية المحددة لانسحاب القوات الاجنبية."
ومضى الهاشمي يقول إن "بلير وعدني أن يدرس هذه المسأله في لقائه القادم مع (جورج) بوش (الرئيس الامريكى) وكما ذكر خلال أسبوع من الان."
ويصر الهاشمي على رأيه بضرورة حل المليشيات العراقية لكنه يعتقد ان حل المليشيات العراقية عن طريق الحاقها بقوات الجيش او الامن الداخلي هو خطأ "سيضر أمنيا ومهنيا بالجيش وبوحدات وزارة الداخلية."
وقال الهاشمي إن أطراف الحكومة العراقية متفقة الان على الغاء المليشيات "ملتزمة كانت او غير ملتزمة وعلى نزع سلاحها."
واضاف "المشكلة هي هل ينبغي دمج المليشيات بالقوات المسلحة العراقية او الوزارت او المؤسسات المدنية... نقول ان التجربة السابقة كانت سيئة واضرت امنيا ومهنيا بالجيش الوليد وبالوحدات المسؤولة عن حفظ النظام والامن التابعة لوزارة الداخلية."
ومضى يقول "نحن لا نقول فقط لا ينبغي دمج المليشيات بوحدات الجيش بل يجب غربلة القوات المسلحة للدفاع والداخلية من المليشيات التي تغلغلت داخل صفوفها.. وينبغي ايضا توفير فرص عمل مدنية كافية لعناصر هذه المليشيات تحفظ كرامة العيش لهم ولعوائلهم."
وا- ش ع