الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية – هل تمكًن التعصب من إصابة الهدف ؟!
wadeebatti@hotmail.comيقول الكتاب , ان بيلاطس قد طلب ان يغسل يداه قبل ان يستجيب لطلب تلك الجموع التي كانت تصخب قائلة ( اصلبه , اصلبه ) , واليوم اؤمن جازما ان مئات الألاف من ابناء شعبنا من الكلدان تطلب ايضا الماء براءً من تحشيد وفعل غير مسؤول يحاول استجماع كل قواه للتسديد على وحدة شعبنا وطرحها ارضا . يقينا , تابع الكثيرون مثلي ( حركات الرفع والكبس ) التي يؤديها البعض هذه الايام , حيث يحاول ولغايات وعقد في نفسه , اعادتنا الى مستنقعه المُحبب الذي يجيد السباحة والرقص فيه , ألا وهو مستنقع التسمية القومية , فتمكن هؤلاء من تجيير حدث عابرعادي مشروع هو انعقاد المؤتمر الثاني للمجلس القومي الكلداني الى سهم موجه الى وحدة شعبنا , عوضا عن ان يكون حجر تقوية في اساس هذه الوحدة , و يمضي هذا البعض قدما في استثمار غفلة الزمن ليشيع كتابات التعصب والدعوة الى الانغلاق الاعمى في حملة مبرمجة مشبوهة , الانكى فيها ان اغلب ابطالها هم من سكنة بلاد الغربة , مما يترك الانسان يتساءل بمرارة , هل اصبح ابناء الغربة عبئا على وحدة شعبنا في الداخل وفاعلا هداما فيها ؟! , ام جهدا ساندا وداعما لها ؟! , هل اصبحت مهمة البعض ان يذهب الى الوطن ليحاول واهما ان يُغري بدولاراته , او يقايض ببعض الحديث المعسًل حماسيا , وحدة ابناء الداخل ؟! وهكذا استطاع هذا البعض ان ينشر غاز التعصب في الاعلام وعلى الارض , الى الحد الذي استصرخت فيه وحدة هذا الشعب طالبة الاوكسجين وقاية من الاختناق عندما تمكنت هذه الغيمة من الغاز الخانق في الوصول بتأثيراتها , في ظرف يلفه الغموض , الى قرارات المجمع المقدس لاباء الكنيسة الكلدانية , الكلي الطوبى والجزيلي الاحترام . تمنياتي ان لايحاول احدهم الاصطياد في المياه العكرة فيتهمنا باطلا , فكل المجامع المقدسة وكل اباء واساقفة ورؤساء كنائسنا , لهم في نفوسنا كل التبجيل والاحترام , ولكن هذا الموضوع يمثل رؤية تندرج في ملف السياسة قبل غيره من الملفات .
ان الفرق والبون شاسع بين ترتيب البيت الكلداني وتوحيد خطابه , وبين الدعوة , الباطنة او الظاهرة , الى الانعزال والايحاء الى الاخرين ( باننا شعوب مستقلة تلتقي فقط في الدين , والى حد ما في اللغة ) , بل ان يصل الامر بالبعض ان يشتكي على من يقول ( انهم اخوته ) و يستنجد ببعض اصحاب القرار طمعا في مساعدتهم لرفع الحيف والظلم عنه ! فمن يعترض حقا على ترتيب البيت الكلداني على الاسس والمبادئ التي اوضحها الاستاذ الفاضل سعيد شامايا , الامين العام للمنبر الديموقراطي الكلداني , في توضيحه المنشور على موقع عنكاوة العزيز حول ظروف تأسيس الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية , ان هذا الايضاح هو الماء الذي غسل الاستاذ شامايا به يداه ,شهادة للتاريخ , وانتصارا للمبادئ التي يؤمن بها , حقا , كل اصيل في شعبنا , نقول ذلك انصافا للحقيقة دون ان ننسى اننا نختلف مع السيد سعيد شامايا في مواضيع ورؤى اخرى ومن بينها الحكم الذاتي , او دون الالتفات الى الظروف والمصالح الشخصية التي قد يرى البعض انها ربما دفعت بالسيد شامايا الى موقفه هذا . ربما يحاجج البعض في ان بيان اعلان الهيئة قد تضمن مادة تقول ان تأسيسها ليس دعوة الى الانغلاق ونكران ان الكلدان السريان الاشوريين هم شعب واحد , ولكن روح البيان ونفَسَه وظرفه وهواجس القريبين من دائرة صناعته وخلفية من يتحمس له , كل ذلك يجعل ( الفأر يلعب في عِبٍ ) كل حريص على وحدة شعبنا , ويتركه يشكًُ في ان حديث البيان عن عدم الانغلاق والتعصب والحرص على وحدة شعبنا ربما هو من باب التزويقات اللغوية والدبلوماسية عليه , ليس إلاً .
في عهد الاتحاد السوفيتي السابق انتشرت مزحة خفيفة تقول ان الامريكان قد اكتشفوا خطة جهنمية للسيطرة على الاتحاد السوفيتي دون اطلاق للصواريخ البالستية العابرة للقارات , او استعمال القنابل النووية , وغيرها من الاسلحة الثقيلة والخفيفة , والخطة تكمن في قذف مئات الالاف من اطنان ( الفودكا ) على المدن والاراضي السوفيتية , فتدخل بعد ذلك القوات الامريكية , والجميع إمًا نيام , او مشغولون ولاهون ( بحوارات البيك ) !. اما اسرائيل فقد وجدت في الراحلة ( ام كلثوم ) سلاحا نموذجيا لتخدير الشعب المصري خاصة , والعربي عامة . لقد باتت التسمية القومية حالها حال ( الفودكا ) او اغنية ( يامسهرني ) لام كلثوم , يُعيدنا البعض من المدمنين اليها كلما سنحت لهم الفرصة , فنُصاب بالتخدير, ونبدأ باعادة إجترار فضلات وبقايا المربع الاول ! , لاتوجد كلمة ( السريان ) في الدستور الاتحادي , لكنني لم اشعر يوما انني غير مُمثل في الدستور ! أليس إذن من حق الاستاذ مسعود البارزاني ان يحتار في تسميتنا ؟!. فها قد وصل الحال بنا ان البعض اليوم يكتب ينادي السريان باليقظة من غفوتهم , اسوة بالاشوريين والكلدان ! . انه تساؤل يتراقص في النفس , ويأبى ان يمنحها الراحة , يتمثل في اسباب عزوف هؤلاء النشامى ( الناشطين قوميا الذين يصدرون اليوم سلسلة من بيان البيانات ويرفعون برقيات التحايا والتأييد عبر القارات ) عن المطالبة بتثبيت تسمية ( الجبهة الكلدانية ) عوضا عن ( الجبهة الاشورية ) في برلمان الاقليم في تسعينات القرن الماضي ! هل كان الشعور القومي لديهم لازال في طور الاكتشاف ؟ ! أم ان السماء كانت لازلت , انذاك , غير صافية وأمنة , ولا احد يفتي بعدم احتمال عودة الجور والطغيان الى فتح دفاتره الرهيبة في الحساب!
عند قرائتي لخبر تشكيل الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية تعجبت لأمرين , اولهما , وجدت فيها اسم الاستاذ الفاضل ابلحد افرام ,الامين العام لحزب الاتحاد الكلداني , فالرجل , ومن خلال عمله لسنوات في البرلمان العراقي , اصبح من المؤكد , مُلمًا بقواعد اللعبة السياسية في العراق , وخيوطها , وغرفها المظلمة والمضيئة , ويُشهد له في ادائه خلال الفترة الماضية , عبر مواقف جريئة وشجاعة ,تفهمه لمصالح شعبنا , ككتلة موحدة , ينفتح فيها في افاق رحبة على الجميع , متجاوزا , بحكم المعايشة الواقعية , خطوط الدائرة الضيقة الوهمية من اجل اداء موحد ,وخطاب موحد , ومطالب بإسم الجميع , ونتاج للجميع , فاذا به اليوم يختار التخندق في الدائرة الضيقة , في موقف لاتبرره اطلاقا المصالح الحزبية او الانتخابية الضيقة . ان امل شعبنا كان ان يرى الحركة الديموقراطية الاشورية وحزب الاتحاد الديموقراطي الكلداني يشتركان في انتخابات الاقليم بقائمة موحدة . والامر الثاني , ويُمثل بحق مفاجأة مذهلة , ان نرى توقيع الدكتور حكمت حكيم في بيان اعلان الهيئة السياسية الكلدانية العليا . يوجد لدى الاخوة المسلمين مبدأ معروف هو( تعدد الزوجات ) , ويبدو ان الاستاذ الفاضل الدكتور حكمت حكيم يُجسٍد لنا , وبشكل باهر , مبدأ ( تعدد الوسادات او المخدات ) في السياسة , فهو المستشار القانوني للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري , وعرًاب تسويق الحكم الذاتي قانونيا , والذي لم ترد الاشارة اليه في بيان اعلان الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية , وهو اليوم , اي الدكتور حكيم , من المؤسسين لها , ناهيكم عن العشق والحب الاول الذي يُفصح عنه الدكتور العزيز بين اونة واخرى . لكن شرط الاخوة المسلمين في تعدد الزوجات هو ( ان تعدلوا ) , وهكذا نقترح على الاستاذ والدكتور حكيم , ان يعدل بين الثلاثة , المجلس والهيئة والحب الاول , فيمنح كل منهما يومان من ايام الاسبوع على ان يبقى السابع للراحة !. مع احتفاظه , طبعا , بحق الحصول على الرابعة !.
ايها الأحبة في شعبنا من الكلدان , باطلا يتعب مَن يحاول ان يُبعدكم , قدرنا ان نبقى , اختيارا وليس اضطرارا , مُمسكين حتى بنهايات ثيابكم , ليس استصغارا بنفوسنا , بل حبا وفخرا بكم , لأننا واحد في الماضي , وهكذا نكون في الحاضر والمستقبل . . .