Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الى الأستاذ مسعود النوفلي.. نعم طريق الحقيقة موحش ٌ !! لكنه يـٌمتـِع سالكيه ..الحلقه الأولى

ما من شك أن العنوان يخبر القارئ مقدما عن فكرة المقاله والهدف من كتابتها, وكوننا نعيش اليوم في عصر ورثنا فيه قرون من المتغيرات والتشويهات التي طالت الحقيقه , فلا هي تتحملّ القسر في محاولة فرضها ولا شعبنا في وضع نفسي يمــّكنه من عجالة قبول هذه الحقيقه , إذن الذكي فينا الآن هو من يدرك ويعمل منطلقا من حقيقةاننا في وضع تحتم علينا غريزة حب البقاء التعويل على المشتركات التي هي أكثر بكثير من المفرّقات كالتسمية مثلا,وهذا ما تمنيناه دائما من مثقفينا ومن أحزابنا ورجال ديننا الذين يدركون جيدا خطورة انتصار شخص او حزب او مذهب على حساب مصير شعب ومستقبله, لذلك نقول لابأس من معرفة تصورات الآخر أن كانت تشكل مدخلا ً الى بلورة ماده فكريه معتدله بحيث يتقبلـّها عقلنا الجمعي في حال ثبتت صلاحيتها, أما إن كان في الطرح من السطحية والإنعزاليه بما يربك الأجواء و يتعارض مع رؤى الأكثريه وليس مع الحقيقه , فليس أسهل من إنزال الستارعلى الصفحه بظغطة ماوس والبحث عما هو أفضل .

يـُروى أن حكما بالإعدام صدر بحق ثلاثة رجال( رجل دين ومحامي وفيلسوف), وحين حلت ساعة تنفيذ الحكم سئل رجل الدين عما يريد قوله قبل أن يُقطع رأسه , فقال : ليس عندي ما أقوله سوى الاستعانة بشفاعة الرب فهي خير منقذ , وحين أنزلت المقصله وقفت عند حافة رقبته ولم تقطعها,فأمر المسؤول بإخلاء سبيله على إعتبار أن مشيئة الرب إنتصرت.

ثم جيئ بالمحامي, وطلب منه أيضا قول ما يريد قبل قطع رأسه , فقال: انا لست عالما دينيا كي يشفعني الرب لكني واثق من ان العدالة ستنقذني, ثمّ أنزلت المقصله ووقفت عند حافة رقبته ولم تقطعها فأمر المسؤول بإخلاء سبيله, لأن العداله تحققت.

و جيئ بالاخير وهو الفيلسوف وطلب منه ايضا قول ما يريد قبل قطع رأسه , قال: انا لا اعرف الرب مثلما يعرفه رجل الدين ولم أختص بالعدالة كما المحامي, لكن فلسفتي تقول بأن في الحبل عقدة تحول دون وصول المقصله للرقبة كي تقطعها عليكم فكـّها , فأمر المسؤول بفحص الحبل والتأكد من ذلك , وحين وجدوا عقدة ً في الحبل , أمر المسؤول بإزالتها ثم تم إنزال المقصله دون أي توقف وقطعت راسه فمات الفيلسوف وعاش رجل الدين والمحامي.

بعد أن شهدنا ما فعلته مقصلة الحاكم ,لنعد الى مربط الفرس حيث حديثنا حول المقصلات (الاقلام)التي تتحكم فيها مقابض قسم من كتابّنا , وإن كان الحديث عنها بأمانه وتجرد , فحدث عن عقدها وإلتواءاتها ولا حرج,بحيث يحار الانسان من اين يبدأ ويتيه بين أن يعاتب هذا او أن ينبه عن زلة ذاك , لكن دعونا نذكــّر أنفسنا بالعربي السعودي والهزاري الباكستاني والفارسي والكوسوفي والمراكشي والاردني , هؤلاء كلهم هبــّوا الى نصرة البشتوني في افغانستان , لماذا ؟ أليس لأنه مسلم مثلهم؟.

بينما قصتنا نحن الكلدواشور السريان (المسيحيون ) محزنة وذات شجون , فينا من النمونات التي ما زالت تنفخ بأبدانها داخل شرنقتها المنكمشه,لكنها لا تستأنس بأقلامها ولاينطرب مزاجها إلا في ترديد أهزوجة الغريب داخل باحات بيوتنا صبحا ومساء, ولو فاضت تجاوزات هذا الغريب بحق أهله او أحرجه نشاز أصوات المغردين في سربه , يسرع الجهبذ الى وضع أكثر من عقدة ٍ في سلاية قلمه ليخرسه , او ربما يكسره لهنيهةٍ خوفا على مزاج السيــّد أن يتعكر , والكارثه الأعظم هي لو أريد َ منه قول كلمة ترطّب جراح أهله او تنصف قليلا أولئك الذين يتحدون الصعاب على الأرض, فالأشورة والزوعاوية والتخوين والتسقيط والإتهامات والشتائم ونكران الأصل والأراذل تصبح مفردات مسموح تسويقها و بالجمله ما دامت تنــّكل بالمسكين الذي لاحول له ولا قوة كتنكيل المقصله برقبة ناطق الحقيقة .
من المؤلم ان يصل قيئ اقلام البعض منا حد إستذكارخلاعة المثل (عرب وين وطنبوره وين ) و التباهي في تنسيب المسميات نكاية ً بمحاورجدير أثبت تفوقه اشواطا في كياسته ومعرفته ,هل بحشر هذه التفاهات سنرتقي الى ما يفترض ان يكون نقاشا سياسيا او تاريخيا حضاريا ,والعجب كل العجب هو من انسان يدعي الثقافة والدفاع عن بني قومه لكنه مبهورٌ بسلوك الترويج لمثل هذه التعابيروغيرها من الشخابيط والترهات الغير المألوفه.

وهل ينتهي المشهد عند هذا الفاصل؟ مع الاسف لا لم ينته, فقلم مثقف آخر بلغ الكرم في سيل قلمه حد نعت أهلنا بالأراذل(حاشاهم) , لماذا يا ايها الشهم ؟ هل لأنهم إمتثلوا لصوت العقل في لم الشمل المبعثر وسط اوضاع ملتهبه؟ وليسمح لي القارئ برد ّالصفة هذه عن أهلنا وأعيدها الى عقرها وأتساءل أليس الأرذل هو من نتحداه أن يخرج من شرنقته و ينزل للساحه أوعلى الأقل يتكلم عن مآسي أهلنا من شدة كارثيتها؟ , ثم يعود بنا الجهبذ في مكان آخرويصدر أوامره وبكل صلافة بمعاقبة كتاب اقل ما يقال عنه ان فيه صلوات وتراتيل وأسماء معروفه يلزم إحترامها, لكنه يأمرنا بإلقائه في سلة المهملات لأن فيه ترجمة كلمة كلداني بالوثني (حنپي) وكأن الشعوب التي سبقت وعايشت او تلت الكلدانيين كانت كلها مؤمنه كي تثير حميته عند وصف الكلداني بالوثني وكانه هو لوحده الكلداني في الساحه , يا للعجب من هكذا ثقافة مرتبكه وهكذا إنتماء أفلج !! أخشى أن يكون اسلوبه هذا سببا ليحظى هو الاخر بشارة الإبداع ليصبح نبراسا منيرا , لكن لمن وكيف واين وعلى اي أساس؟ لست أدري... لكني ادري يقينا بأن الرقعه صغيره والشق كبير ويا ناس الابره ما تحفر بير.

لو إحتكم الإنسان في أخذه ورده الى الحقائق الفلسفيه وإملاءات العقل , فهي تؤكد أن فيض الاحاسيس التي تلملمها شهوة الداعيه وعواطفه يستحيل عليها البتة استخلاص جمله مفيده تنافس الحقيقه اوتجاري نصاعتها ,فكيف بالواهم الذي يعوّل على زركشة مظاهر كتابته وضبط مخارجها ظانــّا ً ان حــُلـّتها ستطغى على بريق الحقيقة وتغرقها في متاهات ظلام أوهامه ,و ربما سائل يتساءل, هل أنّ الأخ من شدة جهله يسوّق مقولاته المرتبكه أو انه يستغفلنا في شفاعة ضبط أواخرالكلمه أو في تكحيل جُمله ِ بمفردات مبتذله وجارحه لتوصله الى مبتغاه , أنا اجزم بأنه يدرك جيدا أن هذا الإبتذال المتعمد كان وسيبقى ضرب من السفسطه والعبثيه , لكن لأنه لم يعد أمامه خيار لتصريف بضاعته لذا تظطره كبريائه الفاهيه الى ألصاق التهم وإطلاق الشتائم بحق المساكين والإستخفاف بالذين يدافعون عن حقه وحق أهله .

الوطن والشعب من وراء القصد

____________________________________يتبع في الحلقه القادمه

Opinions