انتمائنا الوطني فوق كل شيء
بلاد الرافدين ارض ما بين النهرين او العراق شهدت اولى الحضارات البشرية يشهد على ذلك الكم الهائل من الاثار المكتشفة والاثار الشاخصة الى يومنا هذا ، فلازال اسد بابل يزأر ممسكا" بفريسته ، والثيران المجنحة تواصل حراسة مدنها ولم تتعب او تتكاسل في مهمتها ، ومعابد اور والزقورات والجنائن المعلقة وغيرها الكثير تواصل حكاية قصة الحضارة للاجيال البشرية جمعاء ، حيث توضع الكنوز العراقية في واجهات ارقى المتاحف العالمية وليس بخاف ما حدث للمتحف العراقي بعد احداث 2003 من سلب ونهب الا دلالة على القيمة النفيسة لتلك الاثار .انب بناة تلك الحظارة كانوا حتما من ابناء وادي الرافدين ولم يأت ذلك الا من تفانيهم وحبهم لوطنهم وكانوا السباقين لاعطاء الدروس في البناء والتشييد حيث ظهرت المدن الكبيرة بكل ما تحمل من اسباب التقدم الاخرى على كافة الاصعدة ، وسنت القوانين التي نظمت تلك المجتمعات واخترعت العجلة التي ساهمت في بناء جيوش منظمة لتلك الدويلات التي سرعان ما اصبحت دولا قوية ، وامتد نفوذ البعض منها الى مناطق شاسعة شرقا وغربا وهكذا ظهرت الدولة السومرية جنوب العراق ثم البابلية بمراحلها المختلفة وسط العراق والدولة الاشورية في شمال العراق وما امتد لها من نفوذ كبير ، وكان لكل منها مرحلة زمنية مختلفة وهذه الحضارات التي سادت يوما ما الا انها ضعفت واضمحلت رويدا رويدا بتأثير عوامل كثيرة وانحسلات في حدود ضيقة وبقى منها حضارتها الشاخصة وما تركته من اثار تدل على مكانتها السابقة ، ان احفاد اولئك البناة الاوائل لازالوا يعيشون في هذا الوطن الغالي بنفس تلك الهمة والاخلاص لهذه التربة العزيزة وقد زاد على ذلك بعد تذوقهم الايمان المسيحي في القرون الاولى ومنذ ذلك التاريخ وهم يساهمون بجد وفاعلية واخلاص في خدمة هذه البلاد ، وكان دائما يشار اليهم بالبنان في مواقع عملهم او ممارسة مهنهم او الخدمات التي يقدمونها عن طيب خاطر وبكفأءة ممتازة .
وهكذا كسب هذا المكون الذي اتفق على تسميته بالمكون المسيحي ( الكلداني السرياني الاشوري ) ثقة الجميع وعوملوا بالحسان والود وحفظت حقوقهم كاملة في ظل الدولة الاسلامية في عهد الخلفاء الراشدين وكذلك الدول التي اتت بعد ذلك وساهم هذا المكون على مر العصور برفد الدولة بالامكانيات والقابليات في شتى الميادين ، وكانوا موضع ثقة الجميع دائما ، فبرز منهم المترجمون الثقات والاطباء واصحاب العقول النيرة والاساتذة الكبار والتجار واصحاب المهن ، وكان همهم الوحيد هو خدمة وطنهم بالصورة المثلى ، وهكذا اصبح بامكاننا ان نفخر بأن انتمائنا الوطني هو فوق كل الانتماءات الاخرى وليس لدينا غير خيار خيار الوطن والمواطنة مهما تعرضنا للمصاعب والمحن ، واننا نراهن على ابناء الوطن جميعا الخيرين الذين تعايش اجدادنا مع اجدادهم بود ومحبة ، واننا سنواصل العمل لخدمة وطننا ونحافظ على انتمائنا الوطني دائما وابدا فوق كل شي .