Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

اياد جمال الدين : النفوذ الإيراني في العراق لا يطاق وخروج أميركا من العراق «خيانة» وهزيمة لواشنطن وانتصارا لابن لادن

12/04/2006

واشنطن: منير الماوري ألقى الباحث الاسلامي الشيعي العراقي اياد جمال الدين محاضرة في واشنطن أمام ‏جمهور من الإعلاميين والباحثين الأميركيين المهتمين بشؤون العراق، قال ‏فيها إن النفوذ الإيراني أصبح لا يطاق، «ولم يعد هناك مجال للسكوت عليه ‏أو غض الطرف عنه». واستبعد جمال الدين نجاح الحوار الأميركي ـ الإيراني بشأن العراق، قائلا إن هذا الحوار ‏كان يفترض أن تشارك فيه الحكومة العراقية وحكومات الجوار الأخرى؛ ‏وهي تركيا وسورية والسعودية بالإضافة إلى دول مهمة في المنطقة مثل ‏مصر لا أن تنفرد إيران مع أميركا بالحوار. وتابع قائلا في المحاضرة التي ألقاها في معهد أبحاث الشرق الأوسط على ‏هامش زيارته للولايات المتحدة «هناك نفوذ إيراني واضح وكاسح بأيد ‏عراقية وأحزاب عراقية لها ثقلها ولها وجودها ولها ميليشياتها، وهي مدعومة ‏بالكامل من قبل إيران. ومثل هذه الأمور لا أظن أنه يمكن التغاضي عنها أو ‏السكوت عنها. وبالتالي أنا لا أميل إلى القول ان الولايات المتحدة يمكن أن ‏تعقد صفقة مع إيران من أجل تهدئة الأوضاع، وإنما لا بد أن توضع ‏المشكلات الحقيقية على الطاولة، وعلى الجانب الإيراني أن يوضح مدى ‏تدخله في العراق، وعليه أن يسحب هذه التدخلات. ونتمني أن تنتهي الأمور ‏إلى خير؛ إما بسحب التدخل الإيراني أو مواجهة عواقب». ‏ أما الأزمة النووية مع إيران فرأى أنها لا تهم العراقيين المشغولين بأزمتهم ‏الداخلية قائلا «إن إيران دولة ذات سيادة ومن حقها أن توضح وجهة ‏نظرها فيما يخصها، وهم أصحاب قرار ولا دخل لنا في ذلك»، لكنه حذر من تحول العراق إلى ساحة مواجهة بين إيران والولايات المتحدة قائلا: «أما ‏في حالة وجود مواجهة فأظن أن ساحة العراق ستشهد تصاعدا لأعمال ‏العنف ضد الولايات المتحدة من قبل أنصار إيران في العراق، وهو أمر غير ‏بعيد».‏ ورأى العالم الشيعي العراقي أن «انسحاب القوات الأميركية من العراق ‏هزيمة حقيقية لأميركا ونصر لأسامة بن لادن وأيمن الظواهري، ولكل ‏الإرهابيين في العالم. ويعني أن يسود الإرهاب في العراق والشرق الأوسط ويطرق أبواب أوروبا ‏وأميركا مرة أخرى»، وشدد على أن التراجع وسط المعركة خيانة يعاقب ‏عليها.‏ وتابع قائلا «أمامنا خياران فقط، إما أن ننتصر ضد الإرهاب في ساحة تشمل ‏الكرة الأرضية كلها، أو أن نستسلم للإرهابيين». وخاطب الأميركيين قائلا «نحن في حرب لا زمان لها ولا مكان لها، ‏فالحرب على الإرهاب هي محاربة أشباح منتشرين في كل الأرض». ورأى أن الإرهاب قد يرتدي ثوبا دينيا أو ثوبا قوميا، قائلا إن «الفكر القومي ‏البعثي وغير البعثي هو فكر تدميري يدعو إلى كراهية الآخر والقضاء عليه»، ‏وأشار إلى أن هناك تقارب وهناك تقارب بين الفكرين. ‏ وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن مدى وجود حركات إرهابية شيعية في ‏المنطقة، قال أياد جمال الدين «عندما نتحدث عن إرهابيين مسلمين، فإننا لا ‏نعزو الإرهاب إلى السنة فإرهاب الإسلاميين يشمل إرهابيين قد يكونون ‏شيعة أو سنة»، وأضاف قائلا: «هنالك حركات تنحو منحى الإرهاب ترعاها ‏إيران، وبما أننا في جوار طوله 1300 كيلومتر، وبما أن هناك نفوذا لإيران ‏في العراق لا مزيد عليه، وبما أن عدد حمايتي قليل وبما أنني معرض ‏للخطر فلا تحرجني رجاء».‏ وتطرق الزائر في رده على سؤال إلى ما سماه بصراحة الزرقاوي وصدقه ‏فقال: «الزرقاوي صريح لا يلبس قناعا. يذبح بيده الباردة ويفخر بذلك، فهو ‏صادق مع مبادئه ومع فكره، وهناك دعوات من بعض علماء المسلمين مثل ‏الدكتور يوسف القرضاوي الذي قال إنه لا يستحسن أن تبث مشاهد الذبح. ‏هو لم ينتقد الذبح، ولكن ينتقد البث وكأنه يقول الذبح جيد ولكن لا تبثوه على ‏الملأ». وتابع «ونتيجة الانتقادات التي وجهت لصراحة الزرقاوي وصدقه ‏أرجعوه إلى الصفوف الخلفية، ولكني أعتقد أنه ما زال من قيادات الإرهاب ‏في العراق وهو ضيف عزيز على حزب البعث». وحول تمويل أعمال التمرد بالعراق، قال إن معلوماته تشير إلى أن «صدام ‏حسين أرسل بعد 1991 حوالي 11 ألف شخص إلى دول أوروبية وأميركية ‏كطالبي لجوء، وأمدهم بتمويل ضخم محولا إياهم إلى رجال أعمال، ولم يعانوا ‏مثل ما عانى الآخرون ممن اعتمدوا على المعونات الاجتماعية في الدول ‏التي وصلوا إليها.‏ هؤلاء يسمونهم في مصطلحات المخابرات العراقية السابقة بالزرع ‏الاستراتيجي، لأنهم سيكونون محميين بقوانين الدول التي يحملون جنسياتها، ‏وهذه الشبكة أسماء أعضائها رمزية يمارسون تجارة دولية مشروعة، وهم ‏حاليا مصدر من مصادر تمويل التمرد، وهناك مصادر تمويل أخرى من ‏أموال يستثمرها «عزة الدوري» في الخارج، وهناك دعم لوجستي من إيران ‏وسورية، وهناك أسباب مختلفة، ولكن العدو واحد هو الديمقراطية وأميركا ‏اجتمعت على رأي واحد هو دعم الإرهاب الموجود، وعلينا أن نكون أكثر ‏وعيا وحزما في القضاء على منابع الإرهاب الفكرية والسياسية والإعلامية».‏ وعن دور الإعلام في تأجيج أعمال العنف بالعراق قال «هناك إعلام ‏تحريضي بلا شك في العراق، والصحافة الأجنبية أكثر صدقا في تناول ‏أحداث العراق، لأن المراسلين الأجانب لا يتسلمون رواتبهم من هذا الحزب ‏أو ذاك». وأشاد العالم الشيعي العراقي بالقائمة العراقية التي ينتمي إليها ‏سياسيا ويتزعمها رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي وقال «نحن فزنا بدون ‏ميليشيات.. الآخرون فازوا بميليشياتهم، ونحن القائمة الوحيدة التي فازت ‏بدون ميليشيا»، وطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية بناء على القوائم ‏وليس الطوائف.‏ وانتقد جمال الدين تغليب المصلحة الطائفية على المصلحة الوطنية للبلاد ‏قائلا «علينا أن نؤسس للهوية الوطنية العراقية؛ المسيحيون واليزيديون ‏والصابئة مواطنون عراقيون لا أن نؤسس للهويات المختلفة ولا أن نلغيها». ‏وأشار إلى أن «الإصرار على الهوية الإثنية أو الطائفية سيؤدي إلى تقسيم ‏العراق ولن يبق عراق»، وتابع قائلا: «المسيحي عندما يشعر أنه مواطن ‏عراقي فله كل العراق من البصرة إلى الموصل وكذلك الصابئي، أما إذا ‏قسمنا العراق فإن الأكثرية الشيعية ستأخذ أكثر من نصف العراق ونصف ‏النفط ويحصل المسيحي والصابئي على جزء صغير من الكيكة بدلا من أن ‏يتساوى مع الشيعي والسني والكردي».‏ وقال إن الدستور العراقي لم يعالج المشكلة، لأن الدستور الجديد في نظره «‏دستور ولاية فقيه محسّن»، وقال «هذا ما أراده العراقيون وسوف يجربون ‏الدستور عقدا أو عقدين من الزمن ثم يغيروه، لأن هذا الدستور يؤسس لولاية ‏فقيه جديدة، ويعتقد أن الديمقراطية مجرد آلية للوصول إلى الحكم في حين ‏أن الديمقراطية ليست انتخابات فقط، بل هي اقتصاد حر، إعلام حر، واحترام ‏لحقوق الإنسان». وبخصوص دعوته الى الدولة العلمانية، ‏كرر رؤيته في هذا السياق قائلا ان «النظام العلماني هو ضمان لحرية ‏المؤسسة الدينية والمؤسسات الاخرى، وضمان لحرية الاحزاب والأفراد ‏وهو نظام غير ايديولوجي لأنه لو تحول الى الايديولوجية لصار دينا ‏مقابل بقية الأديان التي ستكفره»، مشيرا الى انه لا ينظر «للعلمانية ‏كأيديولوجية بل كأسلوب لادارة الدولة، ان تكون الحكومة غير مؤدلجة ‏وغير ذات طابع فكري او ديني او عقائدي، وانما أداة لتسيير مصالح ‏الشعب والبلد وحفظ الأمن الداخلي والخارجي. أما المهمات الأخرى ‏المنوطة بشكل تاريخي بالدولة، كالحفاظ على أخلاق المجتمع واستقرار ‏الأسرة، فيجب تحويلها الى مؤسسات المجتمع المدني». Opinions