Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

اياد علاوي للعرب اليوم: المجتمع الدولي خذلنا وارفض ان اكون شاهد زور

13/10/2011

شبكة أخبار نركال/NNN/
فيما يلي نص المقابلة التي اجرتها صحيفة العرب اليوم الاردنية مع الدكتور اياد علاوي زعيم القائمة العراقية، في عددها المرقم5207، بتاريخ تشرين اول 2011:

واشنطن وطهران لا تريدان انتخابات مبكرة في العراق
علاوي: المجتمع الدولي خذلنا وارفض ان اكون شاهد زور
فتح ابواب مجلس التعاون الخليجي للاردن والمغرب والعراق يقوي المنظومة العربية


* ملف حقوق الانسان في العراق مقلق وعلى اشتون ان تعين ممثلين كما فعلت مع مخيم اللاجئين الايرانيين
* العراق يتجه الى نقطة اللاعودة والعرب يخشون تكرار النموذج العراقي في بلادهم
* لا توجد في العراق ثقافة سياسية واعمل على اعادة التوازن للعملية السياسية

العرب اليوم- جهاد الرنتيسي
ترك اعلان رئيس الوزراء العراقي الاسبق، وزعيم القائمة العراقية اياد علاوي تخليه عن رئاسة مجلس السياسات الاستراتيجية، صدى واسعا في الاوساط السياسية العراقية، التي تترقب تسارعا في تطورات الاوضاع التي يمر بها العراق.
فقد ابقى الباب مفتوحا على الكثير من الاحتمالات المتفاوتة في خطورتها وجدواها.
حول هذه الاحتمالات حاورت "العرب اليوم" علاوي وحرصت خلال حوارها معه الوقوف عند بعض تشعبات الازمة العراقية وافرازات التدخلات الاقليمية في تفاصيل المشهد العراقي.
وكما هي العادة كان القيادي العراقي حريصا على توضيح القضايا العالقة دون لبس وتحديد الموقف منها:

* هل تضعون اعلانكم التخلي عن رئاسة مجلس السياسات في سياق فشل تجربة ام نهاية مرحلة وبداية اخرى؟
- لقد توافرت لي القناعة المبنية على وقائع، بان العملية السياسية في العراق تسير بطريق خاطئ وخطير، فالسكوت الامريكي عن التدخلات الايرانية في الشأن العراقي، فضلاً على هيمنة اجواء الطائفية السياسية والجهوية على العملية السياسية، والاقصاء والتهميش والترويع للاخرين، اصبح من الخطورة بمكان،خاصة وان هذا الامر رافق العملية السياسية للاسف منذ الاحتلال،عندما تم تفكيك مؤسسات الدولة، واعتماد قوانين مسيسه على نطاق واسع، ووضع العراق في طريق المحاصصة والسماح او السكوت على تدخلات الجوار أو بعضه بشكل فج ومكشوف.
لقد بلغت الاستهانه بالدستور ذروتها، عندما جاء اعلان المحكمة بان الحكومة تتشكل من الكتلة التي تتكون بعد الانتخابات، وذلك يحصل لاول مرة في تاريخ الديمقراطيات، ومن ثم تأييد ايران للامر، الذي دفعت باتجاهه اصلاً، وسكوت واشنطن، بل وتأييدها لهذا الموقف، من المعروف ان الفائز بالانتخابات يمكن ان يكون فائزاً بعدد الاصوات، كما حصل لآل غور وبوش فما بالكم ان العراقية فازت بمقعدين رغم التزوير والاقصاء والاجتثاث الذي رافق الانتخابات.
جاء كل ذلك ضربة موجعه للعملية السياسية الكسيحه اصلاً، ومع ذلك الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها اقتنعوا او هكذا بدا الامر، بان اية حكومة في العراق يجب ان تتشكل وفق الشراكة الحقيقية، وبناء على آليات واضحة، وفق طروحات القائمة العراقية وطروحاتي الشخصية -منها ان لا يكون لرئيس الوزراء حق بالترشح لاكثر من دورتين وان يؤسس مجلس وطني للسياسات العليا وان يجري سحب المؤسسات الاستخبارية والعسكرية ومكافحة الارهاب وغيرها من رئيس الوزراء وتعاد الى وزارتي الدفاع والداخلية خلال فترة ستة اشهر، وتأطير دور القائد العام للقوات المسلحة بقانون، وكذلك التوازن في الوزارات الامنية مثل وزارة الدفاع العراقية ووزارة الداخلية للتحالف الوطني- مع هذا ومع التزامات الولايات المتحدة بكل ذلك في حديث الرئيس الامريكي ونائبه معي وكذلك مختلف المسؤولين الامريكيين فضلاً عن والامم المتحدة بتنفيذ ذلك الا انهم وبعد ان وجدوا ان دولة القانون ترفض هذه الشراكة بعد تشكيل الحكومة وبعد ان اعترضت ايران على اشخاص وكتل فيما يتعلق بدورهم في الشراكة ترك المجتمع الدولي التزاماته وسار مع ما هو موجود.
التراجع والتسويف فيما يتعلق بالشراكة، والاتفاقات السياسية التي بنيت على مبادرة البارزاني -من هذا التسويف ان مجلس السياسات ومنهاجه غير دستوريين ونسوا انهم وقعوا على هذا الاتفاق السياسي وغيره بوجود نفس الدستور الخائب الذي لم يتغير حتى الان كذلك فان انهيار الاوضاع الامنية الاخيرة وتفشي الطائفية السياسية وتراجع الخدمات وتوسع دوائر الفقر والعوز والفساد المستشري في البلاد- ادى في النتيجة الى اتخاذ موقف، وفعلاً اتخذت موقف الرفض لان اكون شاهد زور على التاريخ.
قبل اشهر في مقابلة تلفزيونية، وبسبب التردي الخطير المستمر في الاوضاع، قررت اعادة طرح الموقف، في مؤتمر صحفي، وكنت قد ناقشت هذا الامر مرتين في قيادة العراقية وفي قيادة حركة الوفاق.

* الى اي حد تعتقدون ان الوضع السياسي في العراق مهيأ لحدوث نقلات نوعية في العملية السياسية؟
- الوضع السياسي العراقي في مأزق خطير، كما هو الوضع العربي، ولربما الوضع الاسلامي "الدول الاسلامية غير العربية" وبتقديري ان هذه التداعيات هي نتيجة اسباب عديدة منها الدمار الذي حصل في العراق، وغياب النموذج العراقي المفترض، الذي يمكن ان يكون قوة جذب للاخرين، لكن كما هو معلوم ان معظم العرب يخشون الان من تكرار تجارب العراق في بلدانهم، للاسف.
من هنا انا ارى ان الوقت يمضي بسرعة فيما يتعلق بوصول العراق الى نقطة اللاعودة،ولا بد ان يكون البديل الوطني الديمقراطي،والذي يؤمن بعملية سياسية متوازنه، لا تقصي او تعاقب احداً الا الارهاب، هو الحل لمشكلة العراق، والبديل الذي يعمل على تحقيق العدل والمساواه وسيادة القانون وليس تكميم الافواه كما يحدث مع المتظاهرين المسالمين.

* هل نفهم من خطوة التخلي عن هذا الموقع انها مقدمة للعودة الى مقاعد المعارضة في مجلس النواب رغم حصولكم على اغلبية مقاعده ام انها بداية للعمل على اعادة ترتيب الحكومة بعد الفشل في تنفيذ اتفاق اربيل؟
- لا توجد في العراق ثقافة ديمقراطية بمعنى حكم الاغلبية وحماية الاقلية المعارضه، لكن انا اشعر بمسوؤلية كمواطن عراقي اولاً، و كمسؤول ثانياً، حيث كنت اول ما جاء بالانتخابات النيابية في العراق بعد العهد الملكي واول من اجرى هذه الانتخابات بنزاهة وحيادية، مع العلم باني كنت امتلك صلاحيات تشريعية وتنفيذية، كما عملت على تنفيذ التداول السلمي للسلطة، وبدأت باعادة مؤسسات الدولة.
كمواطن اجد انه من اللازم ان اعمل بكل الطرق السلمية والدستورية الى اعادة التوازن لهذه العملية التي فقدت توازنها للاسف.

* هل تفكرون بالدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة لا سيما وان تقارب عدد المقاعد بينكم وبين دولة القانون كان من بين اسباب وصول الازمة السياسية الى ما وصلت اليه؟
- نعم، بالرغم من اني اعلم ان الولايات المتحدة لا ترغب بذلك، كذلك ايران، لكنني اجد ان الانتخابات المبكرة ربما تكون احد الحلول، لمشكلة العراق المركبة والمعقدة، وما يسمى بالديمقراطية في العراق الان (ديمقراطية موجهه) وبالتالي ليست بالديمقراطية.

* الى اي حد نستطيع القول ان القائمة العراقية موحدة خلف قرار تخليكم عن رئاسة مجلس السياسات؟
- معظم الاخوات والاخوة في العراقية اخذوا يدركون انه لا توجود شراكة، وانما هناك تفرد متصاعد، وكما قلت لك،لا اريد ان اكون شاهد زور، ولن ارضى بالاسلوب الذي تسير عليه العملية السياسية، هذا هو استحقاق العراقية.

* ظهرت بعض ملامح الربيع العربي في الشارع العراقي بخروج المسيرات المطالبة بتحسين الاوضاع الحياتية وتعرض نشطاء للاغتيال هل ترون في ذلك مؤشرا على تجاوز الشارع لمعادلة المحاصصة الطائفية التي تحكم مسارات العملية السياسية؟
- ذلك ليس مؤشرا وانما تعبير سياسي جماهيري عن رفض مسارات العملية السياسية في العراق والمطالبة السلمية باصلاحها، مع هذا يقمع ويقتل ويعذب من يذكر ذلك.

* فتح تعيين مستشار لكاثرين اشتون حول اوضاع مخيم اشرف هامشا جديدا للحديث عن اخفاق الحكومة العراقية في التعامل مع حقوق الانسان، باعتقادكم ما مدى انعكاس هذه التطورات على احتمالات الالتفات لمعالجة حقوق الانسان في العراق -بما في ذلك ملف اللاجئين الايرانيين- بشكل مختلف؟
- على السيدة اشتون ان تعين مراقبين للعراق، وليس مراقباً لمخيم اشرف فقط، بالرغم من الاهمية السياسية لذلك، ملف حقوق الانسان في العراق محزن، واطلب منكم مراجعة تقارير (هيومن رايتس ووتش) وللغرابة فان هذه المنظمة المهمة امريكية.

* الا ترى ان القبضة الايرانية مازالت قادرة على اعاقة اي تطور نوعي في الحياة السياسية العراقية وفي توفير بيئة مختلفة فيما يتعلق بالتعامل مع حقوق الانسان؟
- نعم لاتزال، وبسبب سكوت المجتمع الدولي عن ذلك، او موافقته بسبب فقدانه للقرار السياسي.

* كيف تنظرون الى الطريقة التبريرية التي اتبعتها حكومة المالكي في التعامل مع القصف الذي تعرضت له مناطق في الكردستان العراقي؟
- العراق مستباح من الارهاب والارهابيين ومن الخارج ومن بعض دول الجوار ومن الكيانات المسلحة غير النظامية التي يدعمونها، وحمامات الدم نتيجة التفجيرات والاغتيالات الواسعة، اصبحت ظاهرة مؤلمة يومية واجهزة السلطة عاجرة بالكامل.

* انتقلت السياسة الخارجية العراقية من التعامل المستريب مع الربيع العربي الى محاولة القيام بدور الكابح، عبر عن ذلك الموقف من الاحداث التي تشهدها سورية، هل جاءت هذه الطريقة في التعاطي مع الاحداث نتيجة لعوامل داخلية، ام انها محاولة للتساوق مع ازدواجية الموقف الايراني، الذي رحب بالثورة المصرية وساهم في قمع الثورة السورية؟
- انا لدي رأي بما يسمى الربيع العربي، ففي التسمية استهانة كبيرة بالعرب وكرامتهم ودماء ابنائهم، الفوضى الحاصلة وازهاق الارواح وزيادة معدلات البطالة والفقر ليست الربيع، نعم لاشك بان هناك استحقاقات وتطلعات شعبية محقة في الحرية والكرامة، وعلى الانظمة الحاكمة في المقابل ان تعتمد التعامل الجاد مع هذه الاستحقاقات المشروعة بفطنه وبعطف وايجابية، اما تدمير بنى المجتمعات وتقويض التوازنات الوطنية والتمييز بين حالة واخرى، والسير باتجاه المجهول ستكون لها عواقب وخيمة في المستقبل المنظور لاسمح الله.
والغريب ان هذه الحركات حصلت فجأة وفي اكثر من دولة عربية وفي اجواء تمجيد دولية في الوقت الذي اجهضت انتفاضة الشعب الايراني بعد الانتخابات في ايران وسط سكوت كامل من المجتمع الدولي.
الخوض في اسباب ونتائج الانتفاضات الشعبية فضلاً عن طريقة التعامل الانتقائي الدولي والاقليمي مع هذه الانتفاضات يجب ان يكون موضوع تمحيص من قادة الرأي في مجتمعاتنا العربية والاسلامية، لقد برزت الان ثلاث قوى اقليمية بتراجع الوضع العربي ايران واسرائيل وتركيا مما يستوجب تقوية المنظومات العربية ومنها توسيع مجلس التعاون، باضافة الاردن والمغرب والعراق.
ولا بد من ايلاء القضية الفلسطينية دوراً بالغ الاهمية لانها تبقى المسألة المركزية في الضمير العربي حيث انها مشكلة تتسبب في استمرار وتزايد التوترات.

* الى اي حد ترون ان الموقف الدولي قادر على تقبل سياسات الحكومة العراقية - الخارجية والداخلية - في ظل تعارض معظمها مع مفاهيم وقيم العصر؟
- الموقف الدولي هو في حقيقته الموقف الامريكي وهو لم يعد قادراً على امتلاك الموافقة او الرفض.

العرب اليوم الاردنية الصادرة بتاريخ 12 تشرين اول 2011 العدد 5207


Opinions