باسكال وردا " رسالة رثاء لاتكفي أمام محبتك للعراق وللعراقيين ياشيخ المدربين"
نعزي انفسنا... وجميع العراقيين بوفاة شيخ المدربين عمو بابا...
بعد معاناة جسدية ومعنوية طويلتين اسلم شيخ المدربين الروح يوم امس 27 ايار 2009 ليتوجه الى مثواه الاخير خلال علاجه في مستفى دهوك (آزادي ) وذلك بين ايدي اطباء عراقيين وتحت مراقبة ابناء العراق الذين كفكفوا الدموع على جثمانه الموقرة حبا له. اطلب لفقيدنا فقيد العراقيين اجمع وفقيد الأمة الآشورية لانجابها رمزا سيبقى اسمه خالدا مكرما محفورا في ذاكرة ابناء وطنه لاخلاصه وتفانيه وتضحياته بالرغم من كل الصعوبات التي تكالبت حوله سواء كان على المستوى العائلي او على المستوى العام حيث قبل تغيير النظام في العراق كان نجل الطاغية صدام قد عاداه بشدة وحاول تأذيته بشتى الطرق ما ادى الى تشتيت عائلته هربا من الظلم . نعم استرح في سعادة الحياة السرمدية في محبة الله وخلاص المسيح ايها الرسول المتميز في نشر التفاؤل والاطمئنان والسلام.
اتذكر فرحتك باول اتصالي الهاتفي بك يا عظيم سنة 2004 لاسأل عن صحتك كونك فخر لي من اكثر من جانب، عمو بابا ألعراقي الاصيل الآشوري الذي لا تنكرك لكنتك العربية التي كانت تدخل الفرح الى قلوب المستمعين والتي بها كنت تشهد بخصوصية لغتك الام اي السريانية (سورث) وتعلقك الحنون بامتك ووطنك لم يكون ذلك لانك نجما تاريخيا فحسب بل لانك الانسان العجيب العظيم المتلالئ في بساطة تعبيرك واسلوب تعاملك الشفاف ونظرتك المتفائلة للامور بل لانك كنت قمة الكفاءة الرياضية الذي كان هدفه رفع العلم العراقي عاليا في الساحات لا بل في زياراتك الشعبية ايضا و الوحيد الذي لا مثيل لك.
نعم أيها العظيم كنت بين المحظوظين بزياراتك لي في الوزارة والبيت وفي المحافل المختلفة كنت تختار الجلوس عندي لتزيدني اعتزازا بك وتدردش لي عن معاناتك سواء كان بخصوص حقوقك ام بخصوص عائلتك المنتشرة في اكثر من دولة . فقد ذكرني بوضع ابنه سامي قي فرنسا اذ قال لي: " نعم كنت احلم برؤيتك لاشكرك لانني اعلم انك التي ساعدت ابني سامي حين كان في مأزق طلب اللجوء في فرنسا في بداية التسعينات" اذ أجبته وهل كنت قادرة ان افعل العكس حين كانت الشاشة العراقية منذ ان اتيت الى العالم تفرض الأسم العالي جدا لعمو بابا على عيوني وآذاني لافتخر به في كل مكان وزمان، انك لا يمكن لاحد ان يجازيك يا استاذنا العزيز.
انك نجم من النجوم الرياضية" و قبل ان يغادر بغداد هذه المرة والتي باسف شديد اصبحت الاخيرة، حدثني المرحوم ليقول كم يثقل عليه المرض وهو يرغب زيارتنا في البيت فقلت له ارجو ان تعتبر بيتي بيت ابناءك وان تسمح لي بان ارسل لك سيارة حالا لتشرفنا، أجاب بأن لي ضيوف وسانهي اللقاء ثم هنالك لقاء تلفزيوني آخر وهكذا ، اليوم لا مجال لي اما غدا ، فلي موعد مع وزارة الرياضة والشباب ولا اعلم متى ساعود ، اتصلت به في اليوم التالي وكان مضطرا للسفر الى الخليج وللاسف الشديد فارقنا وحصرة زيارتنا في قلبه
كم كنت بشوشا وقويا وقاصا صادقا لكل ما عانيت منه وبشكل خاص من تصرفات عدي الحسود والمتخلف. يا ليتك واصلت سرد تلك القصص التي كانت واقع حياة مرة لك ولعائلتك لكنها مليئة بمواقفك الجريئة وروحك الرياضية حقا. نعم انني لا اقول اكثر من انك كنت تعيش النعمة الكبيرة التي امرنا بها السيد المسيح له المجد ألا وهي " كونوا في الحق والحق يحرركم" هذه كانت شهادة حياتك حين كنت تفرح بمدرستك الكروية وتشدد على محبتك وهمك لاطفال وناشئين وشباب مدينة الصدر لتفتخر بمثلهم من البصرة وكربلاء ونجف واربيل وسليمانية . كم انت مثل اعلى لكل من له مسؤوليات في الخدمة العامة انك كنت في الوطنية المثالي الصادق الذي لا يمكن ايجاد بديل لك. واذا واصلت وصفك بكل كلمات الارض فساكون المقصرة لانك تستحق اكثر لا بل قيمتك وادائك يفوق كل التعابير. خلال زيارتي لك في فرنسا برفقة زوجي وليم وردا الذي كنت تحبه كثيرا ورفقة شقيقي ايشو والسيد يوخنا كوركيس وانت على فراش العلاج في بيت ابنتك في مرسيليا احسستني بانك مستعجل للعودة الى بغداد وشعرت بأنك لاتستطيع تنفس هواء بلد آخر غيرهواء العراق طالبا مني مرافقتك لضمان وصولك لكنك لم تنتظر ليكون لي شرف مرافقتك بل وصلت الى بغداد قبلي ... وعبر الهاتف سمعت اطمئنانك لاكون في بغداد. هكذا سنودعك غدا بعد ان تحتضنك بغداد لتقدم لجثمانك الموقر كل الأحترام والشكر حكومة وشعبا لان العراق يبكيك ليحفر ذاكرتك في اذهان الاجيا ل مقدمين لذويك اخلص عبارات التعزية بالمصاب الجلل. فلك السلوان يا سامي ولاختك العزاء ولجميع اخوتك واهلك الصبر والامل في الايمان بنعمة الرب الرحيم. وانت يا رابي عمو بابا ، ليغمدك الرب بوافر رحمته وبقيامة المسيح يفتح لك ابواب الحياة الابدية بين القديسين والابرياء المخلصين و يقبل روحك الزكية والمكبلة بالتضحيات لاجل غيرك" ما من حب اعظم من ان يبذل الانسان نفسه لاجل غيره" انجيل يوحنا .
باسكال وردا وزيرة سابقا