بدلا من ..
بدلا من إشغال الناس بمشاكلكم، ايها المسؤولون، انشغلوا انتم بمشاكل الناس، التي جعلتموها لا تعد ولا تحصى ..بدلا من تجميد حضورك، معالي الوزير، في جلسات مجلس الوزراء، ساهم في تفعيل المجلس واقترح نظاما داخليا له. فليس في التاريخ السياسي ما يذكـّر بمثل هذا التصرف، ومن يختلف او يعجز عن المواصلة عليه المسارعة الى تقديم استقالته.
بدلا من مقاطعتك، يا سيادة النائب، كثف حضورك في جلسات البرلمان وفعّل دورك، واسهم في تحسن الأداء، واطرح قضايا تخص الناس، وان لم تجد أذناً صاغية، فأعمل على إجراء انتخابات مبكرة.
بدلا من اللف والدوران حول الأزمة، والتفتيش عن حلول لها تستند الى أسها المبنى على المحاصصة الطائفية، ايها المتنفذ، اعرف ان الحل يكمن في بناء دولة المواطنة وليست الطوائف.
بدلا من تكرار القول بان الأزمة هي أزمة حكومة، عزيزي المحلل، وهذا احد مظاهرها، عليك الذهاب الى جوهرها فهي أعمق من ذلك بكثير، انها أزمة نظام حكم بني على المحاصصة الطائفية - الاثنية.
بدلا من الاستغراق في تحليل الأزمة ونتائجها، التي أصبحت معروفة لأمهاتنا اللواتي لا يعرفن القراءة والكتابة، عزيزي الباحث، اقترح خطوات عمل نقوم بها، وضع نفسك معنا في هذا التحرك.
بدلا من كثرة التصريحات لاسيما تلك التي تخص القضاء، حيث يعد هذا تدخلا في في شؤونه، سيادة الناطق الرسمي، اصرف جهدك في تنفيذ الخطة الأمنية للحفاظ على أرواح وأملاك العباد.
بدلا من انتقادك لجهود شيوخ التيار الديمقراطي، عزيزي المثقف، الذين لا مسعى شخصي لهم في جهدهم الحثيث من اجل عراق مدني ديمقراطي، ثمّن جهودهم، وكن معهم في مسعى جذب الشباب الى هذا التيار الواعد.
بدلا من متابعة المؤتمر الوطني، عزيزي المواطن، حيث مازال الاختلاف بين المتحاصصين المتخاصمين ليس على مداخل ومخارج المؤتمر وحسب، بل أصبح المؤتمر بحد ذاته، نقطة أخرى لخلافاتهم وما أكثرها، بدلا من كل ذلك، بادر بالمشاركة والتحضير للمؤتمر الشعبي العام، من اجل رؤية ديمقراطية بديلة لحل الأزمة.
بدلا من ان يغلب عليك مزاج السخط وعدم الرضا وعدم الاكتراث، واللاجدوى أخي المواطن، فان صوتك هو الذي يغير الصورة القاتمة التي نعيشها، اما فعلك، فهو الذي يزلزل الأرض تحت أقدام، كل من لا ينظر الى معاناتك.