بذكرى كارثة سيدة النجاة.. بماذا ابكيكِ..
بماذا ابكيكِ بذكراك يا سيدة النجاة يا كنيسة الشهداء، هل يكفي ان اناجي قلمي ليذكر ماساة وكارثة يومك الاغر؟؟ يوم صبغت جدرانك بدماء مصليك، ذلك اليوم الذي تناثرت حبات المسبحة من ايدي العجوزة الخاشعة، ام اتذكر الابوين الذين قبل ان يكملوا قراءة الانجيل لفضوا انفاسهم الاخيرة. وماذا عن ذلك الطفل الذي بكا اباه بعد استشهاده بتلك المجزرة والذي كان واقفا امام نعشه ويقبل صورته.. بماذا يذكرني ذلك اليوم المشؤوم؟؟في ذلك اليوم وبعد تطاير الغبار الملوث والممزوج برائحة دم الابرياء والبارود، راحت صلوات تتلى وترانيم تردد وهلاهل تطلق من حناجر الامهات وزوجات المنكوبين بتلك المجزرة واخذت نعوشهم الطاهرة الى مثواهم الاخير ليلتحقوا بذلك كوكبة ومسيرة شهداء الحرية وليجسدوا ما امنوا به.
واليوم وها نحن نتذكر الذكرى السنوية الاولى للمذبحة، بماذا ندعوا لمرتكبي هذه المذبحة؟ وكيف؟ هل ندعوا لهم بالموت والعذاب؟ عذرا فهذه ليست من اخلاقنا ولا من ديننا حيث اوصانا المسيح له المجد بان تغفروا لمن اخطا اليكم.. او هل نضربهم ومن يقف خلفهم بالصاع صاعين؟ ايضا اعذرونا لان المسيح اوصانا بمن ضربك على خدك ايمن اعطه الاخر.. فبماذا ندعوا عليكم؟؟!! وبماذا يطيب الضمير الانساني اليوم خاطر الامهات الثكلى بالاحزان على ابنائهم وازواجهم واخوتهم الذين سلبت روحهم في ذلك المكان وفي ذلك اليوم؟ هل يكفي ان تربتوا على اكتاف الاطفال الذين فقدوا ابائهم او امهاتهم؟ ايكفي ان تطيبوا خواطر مرجعية الديانة المسيحية بفقدانهم لكاهنين من رهبنتها؟؟ فمالذي ينفع ان بكينا دما او مزقنا قلوبنا من الالم ماذا سينفع؟؟
لقد جف حبر اقلامنا الذي كتب الكثير عن هذه المجزرة بحق ابناء شعبنا العزل وهم يؤدون صلاتهم داخل كنيسة سيدة النجاة، متطلعين لغد مشرق لعراق خالي من الارهاب، لقد نفذت الدموع من مقل الاعيُن، فهل لذلك الغد شروق؟ وهل لذلك الامل معنى؟
اليوم يا شهداء الدين والحرية نتذكر مرة اخرى الامكم باشعال شمعة بيوم ذكراكم الاغر داعين من الرب ان تصلوا لاجلنا في الفردوس وان يلهم اهلكم وذويكم الصبر والسلوان على فراقكم..
المجد والخلود لشهداء مجزرة كنيسة سيدة النجاة..
والف تحية الى ذوي واهل شهداء المجزرة ولكل دمعة حزن سالت من اعينهم..
فلا تحزنوا لاننا لم ولن ننساكم مع فقداننا لكم بالجسد ولكن ذكراكم باقيا بقلوبنا ولن تزول..