Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

بشارة العالم بمولد يوحنا المعمدان الأحد الثالث من سابوع البشارة

الفكرة الطقسية: تدعونا صلوات الأحد الثالث من البشارة إلى التأمل في شخصية يوحنا المعمدان ورسالته، فهو الذي يعد سبيل الخلاص أمام الشعب، ويهيئ قلوبهم لاستقبال المسيح. يوحنا يرمز إلى كل مؤمن يقوم بتهيئة طريق الرب إلى قلوب إخوته، وبإشاعة حنان الله وغفرانه. وفي هذا الأحد نستمع إلى كلمة الله تعلن لنا من خلال ثلاث قراءات هي:

الأولى من سفر التكوين ( 1 / 1 _ 19 ) تروي البشارة إلى إبراهيم بمولد إسحق.

والثانية من رسالة بولس إلى أهل أفسس ( 3 / 1 _ 21 ) تحكي كيف حمل بولس إنجيل المسيح إلى الوثنيين.

والثالثة من إنجيل لوقا ( 1 / 57 _ 80 ) تخبر عن ميلاد يوحنا وما يحمله من بلاغ. ميلاده يعطينا الرجاء في قلب الأزمة، العقرُ يتحول بحنان الله إلى خصوبة.[1] اليوم يتحقق وعد الله لزكريا ويظهر رحمته تجاه إليشباع العاقر، فيكون حضوره رحمة وحناناً لشعبه. الإنسان الذي صار عاجزاً عن فعل شيء، يتفجر حياة من خلال فعل الله. وابتعادنا عن الله لا يعني أن الله قد ابتعد عنا، بل ما زال موجوداً بيننا، ووجوده حنان ورحمة.[2]



مولد يوحنا المعمدان: يوحنان اسم عبري معناه " يهوه حنون ". يحدثنا الكتاب المقدس عن ولادة يوحنا " أما إليشباع فلما تم زمان وضعها ولدت ابناً ". فعلم بذلك أقاربها وجيرانها وأقبلوا يهنئونها. وبعد ثمانية أيام جاءوا ليختنوا الصبي بحسب شريعة موسى، ودعوه زكريا باسم أبيه لكي يخلفه في الاسم والبيت والكهنوت. لكن إليشباع اعترضت وقالت يدعى يوحنا. فقالوا لها ليس أحد في عشيرتك يدعى بهذا الاسم، فاومأوا إلى أبيه ماذا يريد أن يسمى، فطلب لوحاً وكتب فيه اسمه يوحنا. فتعجب جميع الحاضرين. وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم مباركاً الله ومرنماً: " مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداءً لشعبه . . وأنت أيها الصبي نبي العلي تدعى، لأنك تسبق أمام وجه الرب لتعد طرقه ". وتمت هذه النبوءة بحذافيرها، لأن الله أرسل يوحنا ليهيئ طريق الرب يسوع. فهو الذي سبق أشعيا وتنبأ عنه: " هاأنذا مرسل ملاكي أمام وجهك يهيىء طريقك قدامك. صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب واجعلوا سبله قويمة ". وكان يوحنا ينمو ويتقوى بالروح، وعندما أستطاع أن يستقل بنفسه وبمعيشته، حتى ترك بيت أبيه وذهب فتنسك في البراري على مثال إيليا. وبقي هناك مثابراً على الصلاة والصوم إلى أن بلغ الثلاثين من عمره. وكان لباسه من وبر الإبل وعلى حقويه منطقة من جلد. وكان طعامه الجراد وعسل البرية. ولبث في البراري إلى يوم ظهوره لإسرائيل. وكانت كلمة الله على يوحنا في البرية. فجاء إلى بقعة الأردن كلها يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. وقد شهد يسوع ليوحنا المعمدان بالقول: " الحق أقول لكم أنه لكم إنه لم في مواليد النساء أعظم من يوحنا المعمدان. وإن أردتم أن تقبلوا فهو إيليا المزمع أن يأتي ".[3]

وخلال قداس هذا الأحد ترتل ترتيلة الدخول نذكر منها: " البشرى التي قبلتها مريم مليئة بالخلاص. بدون زرع أو مجامعة حبلت بالمسيح. عليها فقط نزل الروح القدس، وعليها حلت قوة العلي، وهي المباركة في النساء المليئة رجاءً. مسجود الخالق الذي تحنن على طبيعتنا. ".[4]
--------------------------------------------------------------------------------

1_ حياتنا الليترجية الورقة الطقسية للقداس الكلداني لمدار السنة الأب ( المطران ) لويس ساكو ص 18.

2_ مواعظ حسب السنة الطقسية الكلدانية الأب بشار متي وردة ص 15.

3_ السنكسار المشتمل على سير القديسين المطران ميخائيل عساف ج 2 ص 81 _ 85.

4_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الأول ص قش.



Opinions