بشيء مــن البصيــرة
ان عصر الاضطهاد والكراهية على اشده الان في الشرق ، وبدأ يأخذ صورة جارفة في الغرب سواء في امريكا او في اوربا تحت تأثيرات الاباحية ، وايضا الجمعيات السرية التي تعمل في تعتيم خطير لا يحسه العالم لتخريب العالم . وطفحت الاظطهادات بصورة مقاومة التعليم المسيحي في المدارس والجامعات . وفي العراق بسبب عنف البغضة من فئة معينة لا يقوى من كان انتهازيا وايمانه ضعيفا وتمسكه صوريا بقوميته ان يحتمل التضحية والمقاومة . وهكذا ينتهي الاضطراب الظاهري والمقاومات الخارجية الى ضربة في عمق القومية بسبب الارتداد ، فنبدأ نفقد اولادنا بسبب الانتهازية الموجودة بمــن غيروا قوميتهم نتيجة دخول عناصر كاذبــة منتفعة ، ليست لهم حرارة الايمان بقوميتهم ، فلم يكونوا اكثر من صور ذات قناعات كاذبة ، وهكذا يسهل وقوع الاشخاص .ضعف قومياتنا بسبب وجود انتهازيين ينشيء في الحال شخصيات قوية تدعي الانقاذ والريادة ، وتتبوأ مراكز ، وينشؤون مراكز سلطة قيادية مستغلين ضعف سلطان الشعب المسيحي وغياب كلمة الحق والامانة بين الرؤساء الرسميين . ويبتدىء الانقسام ومنه التحديات والبغضة . ولغياب الايمان الحقيقي بقوميته يستشري الإثم وتبرد المحبة كمحصلة حتمية لفعل الشيطان . وبشيء من البصيرة ندرك ان وجود اشخاص دكتاتوريين على مستوى عال في مراكز قيادية هي المصيبة المركزية التي أنشأت وتنشىء هذا التدهور السريع في قوام القوميات . ومن خلال الاعوام الماضية وتحديدا من عام 2003 م ان المراكز القيادية انحصرت في فئة معينة ، ويقودها شخص ، وانه يعمل تحت ادعاء اعمال ترضي الكل ، ولكنه يستخدم دكتاتوريته فيها وهي تـُحسب انها اعلى مستوى من مستويات الباطل ، وهو يعمل في الاتجاه السلبي الهادم ازاء قوميتنا الكلدانية . يقولون ان ااسم الكلدان موجود في بداية التسمية ، ولماذا الرفض ؟ الجواب : انكم محبين لأنفسكم ، متعظمين ، مستكبرين ، محبي للذات دون محبة الاخر ، متعالين بقوميتكم ، مستصغيرين الباقين بالطائفية او المذهبية ، خلقتم الفرقة والخلاف . والأسئلة تفرض نفسها : هل تطرقنا الى القوميات قبل عام 2003 رغم ان كل واحد منا ينتمي الى قومية معينة ؟ ولماذا نتطرق الى هذا الموضوع بعد عام 2003 ؟ ما هو السبب ولماذا ؟ لماذا لم نسعى الى تثبيت قومياتنا كما هي ؟ لماذا نختار تسمية بديلة تغير جذورنا ؟ ألا ترى ان هناك لعبة سياسية في اختيار التسمية ؟ لماذا العرب والاكراد لم يجدا تسمية مشتركة تجمعهما ؟ لهذا اود ان ابين بان مشكلة التسمية برزت منذ انعقاد مؤتمر عينكاوة . لماذا هذا المؤتمر وما غاياته ؟ انا واثق ان الغاية الوحيدة هي من يريد الغاء هويتنا وتثبيت الاشورية من خلال التسميات الغريبة .
انا لا اقبل التسمية المصطنعة الدخيلة التي لا وجود لها اصلا عند السريان والكلدان لان القومية التي يحملها الانسان تدل على هويته وانتمائه الاجتماعي والاسري منذ نعومة اضافره بل موجودة قبل ولادة الانسان إن صح التعبير . ومن الصعب تغييرها الى تسمية دخيلة التي لا تمت بصلة الى الواقع الاجتماعي للانسان إلا في حالة واحدة ، حب السلطة والشهرة والمنفعة الذاتية . فالقومية عند تغييرها الى تسمية تصبح مقننة حسب اهواء دفينة ، و بعد جيل ستكون القومية في خبر كان لا وجود لها بفضل السياسيين المنتفعين .
كان فرعون في زمانه يدعونه ( صاحب الباب العالي ) وهي الترجمـة الحرفية لكلمـة فارعون فهـي اصلا : ( فا ) يعنـي صاحب ، ( را ) يعني باب و (أو ) يعني عال . فاختزلوها الان وصارت صاحب المعالي ، وسيظل داء التعالي لاصقا بالانسان منذ أن تعالى على وصية الله . وهكذا تبرد المحبة حيث الحرارة القلبية تكون قد اكلها الإثم ! والغريب في الامر ان الفئة الاولى الاشورية تدعى الريادة والباقون طوائف ، والفئة الثانية تدعى بالارامية والبقية مندمجة فيها ، اما الفئة المخلصة الكلدانية فأنها تعترف بوجود اخوة لها بقوميات مختلفة ، نشكل شعبا عراقيا واحدا ضمن الحدود العراقية وعمودا فقريا للمسيحية في العراق ، التسمية المركبة لا تشكل شعبا واحدا بل هو خيال منسوج لتحقيق اغراض هادفة مرسومة . سنواصل من خلال حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني والمنبر الديمقراطي الكلداني والاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان وجميع المؤسسات والمنظمات الكلدانية بث روح الاخوة والمحبة في جسد المسيحية دون انكار وجود اي انسان مهما صغرت او كبرت قوميته . وادعو المخلصين من المثقفين الكلدان عقد ندوات ومحاضرات بخصوص القوميات لكي نرفع الغشاوة من عيون الذين يؤمنون بالتسمية المخترعة التي فرقتنا وخلقت روح العداء لدى المنادين بها ، ليروا حقيقة الوجود الكلداني والاشوري والسرياني والارمني في ارض العراق الحبيب وفي العالم كافة .
ان برهان الرجاء الحي قائم في قلوبنا ، ولسنا بحاجة ان نسأل كيف نحصل عليه او كيف نطمئن الى عمله فينا مستقبلا ، لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا . محبة الله عطية ، محبة الله توثق ما بيننا وبين اخواننا من القوميات الاخرى كالعرب والاكراد والتركمان والسريان والارمن والاشوريين لتجعل صلتنا الكلدانية معهم صلة محبة وتقدير ، لتكون معهم الشركة الحية والارتباط في الحياة والحركة والوجود . فالمحبة تظهر فينا كقوة مندفقة دخلت كنهر داخل قلوبنا لتملأها ، لتملأ كل ركن فيها وتفيض. حياتنا لم تعد عُرضة لتيارات الانتهازية والنفعية لكي تهبط تحت ثقله وترتفع بناء على رحمته الكاذبة ، بل هي دائما منتصرة واعظم من منتصرة في الضيق كما في السعة ، وهكذا عند انتصار المحبة على اللذات الكارهة ، تتصافح الايادي المـُحبة وتزول الخلافات ، نقبر اختراعات التسمية المركبة الى الابد ، وجودنا القومي باق لا يتزعزع . كذلك لا علو المجد الكاذب يغرينا للترك والتخلي ، ولا عمق التجاهل والردع لإلغاء اسمنا ووجودنا بين الناس يرهبنا للاستسلام والتراجع ، ولا نقبل احد يعبث بمصائرنا ، بل نحن نرسم مصائرنا ووجودنا . لانقبل ان يتكلم لأي كان باسمنا ، بل مؤسساتنا الكلدانية هي المخولة ان تتكلم باسمنا .
الكلدانيون ينادون بالسلام والمحبة ، على ان صناعة السلام تحتاج الى رصيد عال ٍ جدا من المحبة والصبر والبذل لتطويع القلوب القاسية للخضوع الى بساطة سلام الله الذي يفوق العقل ، وكأن الذي يُطلب منه ان يقول لأخيه الاشوري او السرياني نمد يدنا لكم بسلام ومحبة عليه ان يصير رجل سلام . وصانعوا السلام يطفئون الحرائق بالمناداة بالحق ، ولهيب النار يُـخمد . مهما كان تهميشنا والظلم الذي اصابنا من اخوتنا فإننا ندعوهم الى السلام ، وندعوهم الى تغيير استراتيجيتهم التي لم تعد تجدِ نفعا ، والاستفادة من التجربة المريرة التي سببت الفرقة والبغضة . ادعوهم الى الاستراتيجية الجديدة للعقل ، لا للعاطفة ، لنكران اللذات ، لاحب اللذات ، والامتثال الى الواقع القائم في وجودنا . بشيء من البصيرة يحقق السلام والمحبة وتصافح الايادي .