Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

بطاقة شكر

منذ مدة بعيدة وأنا انتظر الفرصة السانحة كي أتقدم بالشكر الكبير لبعض الأشخاص الذين كان لهم الدور البارز في إعطاء الصورة الحقيقية والواضحة والواقعية لجوهر الكثير من الأحداث التي مر بها أبناء امتنا من الكلدواشوريين السريان حيث قدم بعض من شخصياتنا البارزة السياسية منها والدينية ومن خلال أفعالهم وأعمالهم ومن دون علمهم الحقيقة الحاصلة على ارض الواقع وليس كما تنقلها فضائية عشتار فوضحوا الصالح من لطالح وعرفوا الوجه الحسن والحقيقي من الوجه الحسن الذي كان يخبئ تحته البشاعة والخداع والغش لكن مجريات الأحداث التي عشناها في ارض الواقع
كان لها الدور الكبير في ترجمة كل أعمالهم وكل مختطاتهم وبصورتها الصحيحة بعيدة كل البعد عن الأهداف التي تًرجوها من كل أفعالهم تلك والتي تقضي بخداع اكبر عدد ممكن من أبناء امتنا وسحبهم ليميلوا نحو كفة الغريب ويكونوا صوتا يضاف لجعبته لتمكنه من أن يأخذ ما ورثناه من آبائنا وأجدادنا فعوض أن نكمل واجبنا بان نورثه لأبنائنا وأحفادنا من بعدنا قمنا بتسليمه مقابل حفنة من الدولارات للغرباء من العرب والأكراد واستبدلنا الثمين بالرخيص فربحنا الزائل وخسرنا الباقي الذي لا يزول

قبل أن ادخل في هذا الموضوع والذي تحدثت عنه مطولا في كتاباتي السابقة أود أن أقول لكل من يعتبرني باني أعيد واشتر في نفس الموضوع إني سأبقى أتحدث في هذا الأمر طالما أن الأحداث تعيد نفسها في كل يوم وطالما أن السوء الحاصل مازال يجري وفق نفس المنهج دون كلل أو ملل فارجوا أن لا اُعتبر أنا وحدي من يعيد ويصقل في نفس الأمر وان لا ألام لوحدي فهناك من يعيد ويجدد كل هذه المساوئ يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة وهو أيضا يجب أن يوضع معي في نفس خانة الإعادة

قبل عدة شهور القي القبض علي من قبل قوات البيشمركة الكردية عن طريق الحزب الديمقراطي الكردستاني بالتعاون مع عدد من رجال الدين المسيحي وقد كُتب علي تعهد بان لا أتكلم عن حكومة إقليم كردستان أو عن الحزب الديمقراطي الكردستاني وان لا اذكر الأسماء والشخصيات السياسية والدينية ففعلت ما أمرت به وكانت النتيجة هو أن تلك الجهات والشخصيات التي كنت أتناولها في مواضيعي استمرت بأفعالها لخدمة الغريب وعلى حساب أبناء الأمة فازدادوا قوة ونفوذا وبسطوا سيطرتهم على الأوضاع فاخذوا يسرحون ويمرحون بحقوق المسيحيين المعنوية قبل المادية مطمأنين
ومرتاحين بأنهم محميين ومدعومين وبعيدي كل البعد عن المسائلة القانونية (في حال لو طبق القانون) أو لو حوسبوا من قبل أبناء الأمة أنفسهم وهم يفعلون كل هذا فرحين سعداء بما يعتقدون أنهم ينجزونه غير مدركين بأنهم أعطوا المثل الأسوأ لأبناء امتنا وكشفوا النوايا الحقيقية من أعمالهم التي يغطونها بكلامهم المعسول والمغلف بغطاء ديني براق ومطرز بأموالهم التي لا تحصى . كما كان قد طلب مني عندما اعتقلوني بان لا أتكلم عن المساوئ فقط بل اذكر الحسنات وهنا أنا انتهز الفرصة كي أتحدث عن الحسنات التي انعم الغرباء بها علينا بالتعاون مع المسيسين من
رجال الدين والسياسيين الذين يتبعون الأموال أولا وأخرا. و كواحد عاش هذه الأوضاع لحظة بلحظة ودخل في دواماتها التي لا تنتهي أتقدم بالشكر العميق لكل من ساهم بإيضاح الصورة الحقيقية للكثير من سياسيينا والكثير ممن يعتبرون أنفسهم من رجال الدين وهم من الدين براء ولأموال الغريب كلهم ولاء , وسأحاول قدر المستطاع أن اذكرهم وفق تسلسل الأحداث متمنيا أن أُسامح لو إني نسيت سهوا احدهم

ففي البداية يجب أن أتوجه بالشكر إلى الأسقف اسحق (أسقف دهوك) هذا الشخص الذي كان من المفاتيح الأولى لدخول الغريب إلى كنائسنا فانا اشكره لأنه أعطى الصورة الأوضح للكنيسة المسيسة مظهرا للجميع كيف أن كبار كنيستنا يحنون رؤوسهم أمام بريق الأموال بغض النظر عن مصدرها أو الثمن المطلوب عوضا عنها , فرغم كل ما كُشف عنه من مساوئ إدارية وأخلاقية , مادية ومعنوية فان كنيستنا وقفت صامتة خرساء أمامه ولا حول لها ولا قوة أمام السوء الذي ألحقه بها ولم تتجرا أن تقول كلمة حق واحدة بحقه والتي يتطلبها الضمير وفق الشريعة السماوية خشية من أن يخدشوا إحساس
ومشاعر ممولي ومساندي ومسيسي الأسقف اسحق ليبرهن أن كنيستنا هي الآن تسير وفق قرار سياسي يخرج من مقرات الأحزاب الغريبة وتحديدا الكردية منها

كما أتوجه بالشكر إلى سركيس اغاجان هذا السياسي المستحدث الذي كان له الفضل الأكبر في غربلة الناس وكشف الوجوه وإسقاط أقنعة الطهارة والبراءة عن الكثير من رجال كنائسنا أو من سياسيينا أو أبناء شعبنا الذين يدعون بحرصهم القومي والديني فبعد أن كانوا يدعون بأنهم باحثين عن الحرية والحق أظهرهم ممولهم بصورتهم الحقيقية أي إنهم باحثين عن الأموال وتعزيز مكانتهم في المجتمع كما واظهر للجميع مدى الزيف والخداع الذي كانوا يرزحون تحته وكيف أن إيمانهم وصلواتهم كانت مجرد كذبة استفاقوا منها على حقيقة الورق الأخضر والترف الفاحش متخطين بذلك حاجز
الخوف من المجتمع والناس فاخذ مسئولينا السياسيين والدينيين يتبارون فيما بينهم لإظهار مقدراتهم ومقتنياتهم وكمية ما حصلوا عليه بتملقهم وخداعهم من أموال وبيوت وسيارات ونساء محضيات وحراس وخدم فأصبحوا يعظون بألسنتهم للناس البسطاء والفقراء والمساكين ويخطئون بأعمالهم بحق نفس أولائك الناس ويتلاعبون بمصيرهم فيعملون عكس ما طلبه الكتاب المقدس منهم جاعلين من كل من يهبهم المال الاها عوض عن الله الخالق فخشيتهم من سركيس ومموليه أكثر بكثير من خوفهم من عقاب الله كما إنهم باتوا يتوجهون إليه بالشكر والصلوات في قداديسهم وبمناسبة أو من
دون مناسبة وكل هذا ليزيد من كمية تدفق الأموال إليهم جاعلين من أبناء رعاياهم أداة لتعزيز مكانتهم عنده فكل من يجلب لسركيسهم ومموليه اكبر عدد من أبناء شعبنا يكون له حصة اكبر في نعيم ومملكة واهبي الأموال

ولسركيس فضل آخر يجب أن نشكره ونحمده عليه وهو تأسيسه للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري والذي يجب أن لا ننسى فضل هذا المجلس في التشويش على أبناء امتنا وجعلهم توابع مسيرين واقعين تحت منية ما يقدمه لأبناء امتنا من أموال وبيوت وفق شروط وضوابط أهمها أن الحصة الأكبر من نعيم الغريب هي للأكثر موالاة له أو للمجلس وأسياده ومموليه كما وان هذا المجلس قام مشكورا بإعادة إحياء ذكريات النظام السابق ومآسيه وذلك بتهديد أبناء امتنا بقطع الأموال عنهم أو سحب ما قدمه لهم من مساعدات من بيوت ومناصب ودعم معنوي وذلك في كل مرة سنحت له الفرصة بذلك
ولا يزال مجلسنا الموقر يسير وفق نفس المنهج أي بالتهديد والوعيد ليصل الى غاياته التي ينفذها لمصلحة أطراف لا تريدنا إلا مقسمين مشتتين ضعفاء توابع لهم فكيف ننسى جهود مجلسنا التي بذلها مشكورا في العمل ضد أبناء شعبنا عند تطوعهم في سلك الشرطة والتي عينتهم الحكومة لحماية الكنائس وفق خطة تقضي بان يعين أبناء امتنا ليكون لهم دور حقيقي وفعال في خدمة ارض الوطن وتعزيز وجودهم في ارض إبائنا وأجدادنا , فوقف مجلسنا كالأسد الهائج أمام مخطط الحكومة في إعطائنا حق من ابسط حقوقنا ومنع كارثة ارتباطنا بالمركز مستخدما كل ما أوتي من سلطان وتهديد
ووعيد لكل من يتطوع في سلك الشرطة او من يقبل بهم من رجال الكنيسة فبخطوة جبارة قام مجلسنا بتحويل كنيستنا في تلكيف الى غرفة عمليات الطوارئ تجرى فيها المباحثات والمداولات وبحضور شخصيات سياسية رفيعة المستوى من كبار أعضاء المجلس وبعض من أعضاء الأحزاب الكردية لدرء خطر انضمام أبنائنا لسلك الشرطة كما وأمر مجلسنا (أدامه الله لخدمة الغريب) كل رجال الكنائس المرتبطين ماديا وسياسيا به او بأسياده بان لا يتعاطوا مع هذه الشرطة المشكلة وان لا يقدموا لهم حتى ابسط التسهيلات كالمكان او الماء او استعمال الحمامات معتبرين أن كل ما يأتي من الحكومة
هو شبهة تستهدف من قبل أعداء العراق وكل ما يأتي من قبل مموليهم وحامي كراسيهم هو حق مشروع يجب أن نقبله رغما عنا . لكن في النهاية فجهودهم باءت بالفشل وقبلوا بمخطط الحكومة بعد الأمر الصارم والحازم الذي صدر من قبل الحكومة المركزية في بغداد والذي يقضي بان تقبل جميع كنائسنا ( أي كهنتنا المتملقين للغريب والوصوليين والمتسلقين ) برجال الشرطة من المسيحيين وإلا فإنهم سيعتبرون من المتعاونين بشكل او بآخر مع الإرهاب ويعتبر رفضهم للشرطة دعما معنويا قويا لأعداء العراق وشعبه ووحدة أرضه . وغير بعيد عن هذا الموضوع فإننا يجب أن نخص بالشكر
والامتنان القس يوسف راعي كنيسة تلكيف ولفيف من متملقيه من رجال الدين وغيرهم لجهودهم الجبارة والتي يبذلونها لتحقيق مخطط الغريب بجعلنا توابع له شعبا وأرضا فكيف ننسى فضله الكبير بتحويل كنيستنا الى مقر من المقرات الحزبية فتعقد فيها الاجتماعات المصيرية ومنها تخرج اخطر التهديدات لأبناء شعبنا والتي تقضي بقطع الرواتب او الإعانات او البيوت الممنوحة في حال لو خالف احدهم مخطط مموليهم كما وان كاهننا المبجل يستبسل لجعل منطقة سهل نينوى تبتعد عن المركز وتنظم الى إقليم كردستان حيث قام هو والمتملقين من أعوانه من كهنة الأموال بجمع التواقيع
من اكبر عدد ممكن من أبناء رعيتنا لتأييد ضم منطقتنا الى حكومة الإقليم ملوحا باتخاذ الإجراء الصارم بحق كل من يرفض التوقيع او إعاقة مخطط أسياده مهددا بقطع الأرزاق ولو تمكن من قطع الأعناق لما تردد (أدامه لله وأمثاله أداة رخيصة في خدمة أسيادهم ومموليهم )

أما الآن ونحن مقبلين على انتخابات مجالس المحافظات وبعد اللعبة التي حاكها بعض الأطراف لحرمنا من الحقوق التي أخذناها وفق نظام الكوتة وإعطائنا مقعدا واحدا بسيطا عوض عن المقاعد الثلاث التي كانت قد خصصت لنا إلا أن الأمل مازال قائما بإضاعة ما تبقى لنا من حقوق وجعل المقعد الذي خصص لنا عربة ( عربانه بعجلة واحدة ) بيد الغريب فيحركه وفق ما تقتضي مصالحه وأهدافه, فبفضل التزاوج المبارك بين أموال سركيس وتملق أعضاء المجلس الكلداني السرياني الآشوري وشهوة بعض من كهنتنا وسياسيينا فقد ولدت اليوم لنا قائمة عشتار المباركة والمدعومة والممولة من
قبل الأحزاب الكردية والتي هي الحماية الحقيقية لمصلحة الغرباء المرجوة من خلالنا أو التي ستحمل على عاتقها بجعلنا جسرا لتحقيق مصالح الغرباء للحصول على سهل نينوى فلا يسعنا إلا أن نشكر ونبتهل لسركيس ومجلسه الشعبي وكل من ساعد وساهم في ولادة قائمة عشتار لما سيكون لهذه القائمة من فضل ومجهود لتعزيز وجودنا كتوابع مذلولين للغريب في ارض آبائنا وأجدادنا .

اعلم جيدا إنني تخطيت الخط الأحمر الذي رسمه لي رجال الدين المسيحيين بالتعاون مع قوات حكومة إقليم كردستان (البيشمركة ) وبعض الأحزاب الكردية وذلك بالتعهد الذي وقعته لهم لكن لو قسنا الأمور بالخط الأحمر فكم خطا احمر تجاوزا هم بحقنا وعلى كم خطا احمر تعدوا بحق قضايانا الدينية والقومية فإذا ما دققنا فسنرى أن حول كل واحد منا دائرة حمراء ممسوحة من احد جوانبها دلالة على أن هناك تجاوز حصل بحقنا ويمس كرامتنا وحقوقنا وحريتنا ووجودنا على الأرض التي صنعناها باسمنا ومنذ آلاف السنين . فقد أُستخدم رجال كنائسنا كممحاة لمسح الكرامات والتلاعب
بمصير الناس واستغلال الحاجة المادية لأبناء امتنا والاستفادة الى ابعد الحدود من التهجير الحاصل بحق أبناء العراق وتحديدا أبناء شعبنا من المسيحيين واستغلال ما يقدموه من إعانات لتخفيف عن البعض من ماسي الناس وهمومهم كدعاية إعلانية لهم جاعلين من مشاكلنا وهمومنا ومآسينا من قتل وتهجير وتشريد سلم لوصولهم الى غاياتهم بالسيطرة على الأرض والشعب معا لهذا فليبتعدوا هم عن خطوطنا الحمراء وسنبتعد نحن بدورنا عن خطوطهم , فكما لكم خطوطكم نحن أيضا لنا خطوطنا وكما لكم حقوقكم نحن أيضا لنا حقوقنا وكما أن لكم الحق بالدفاع عن مصالحكم نحن أيضا لنا
الحق بالدفاع عن مصالحنا ودمتم لمتملقيكم والوصوليين من أبناء امتنا الذين لا تشبع بطونهم وعيونهم وجيوبهم .

جوني خوشابا الريكاني
9 / 1 / 2009
تلكيف


Opinions