Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

بطولاتنا الوطنية في.. كأس بطولة..

بعد خشخشة فرح مؤقت.. سأرفع الكأس عاليا بيد الحقيقة واقول عذرا..
عذرا..إن رسبنا في مادة التربية الوطنية...لكننا بالمقابل نجحنا بوطنية التقطيع الطائفي والترقيع التحاصصي وابلينا بلاءا حسنا!
عذرا..إن فشلنا في مادة التاريخ ولم نحسن استقراءه او حتى قراءته..
عذرا..أن سقطنا في مادة التربية الدينية وجعلنا من الدين سلما للاستثمار والتجهيل..
عذرا والف عذر.. إن كانت معدلاتنا في مادة التدبير المنزلي لم تقترب من الصفر بعد..
عذرا..إن اخفقنا في التربية الأخلاقية فنحن مثقلون باخلاقيات الحداثة الدكتاتورية والوصاية الألهية،ولا تسع نفوسنا اية تربية مغايرة،وفي هذا قيل "لا يقدر الله نفسا إلا وسعها"..ونحن مؤمنون بوسع انفسنا كأيماننا بالله!!...
عذرا فقد اجهزنا على مادة الجغرافيا فمحونا تضاريس الأرض بجبال اوجاعنا ووديان تشرذمنا ومناخات نفوسنا المتغطرسة بالتناحرالوطني..
عذرا إن لم نفهم الكيمياء العضوية فبدأنا بالتفسخ ونحن احياء..وعذرا فجاذبية المناصب هي ما خرجنا به من علوم الفيزياء..اما التعجيل فلا ندرك فحواه الا اذا كان تعجيلا نحو الهاوية..
عذرا لكل شيء..
لأيتام العراق وهم يرمون على البلاط لتسوّد اجسادهم بعد طول صفرة، كقشرة موز.. عذرا لأرامل مابعد السقوط والسقوط الآخر! ..
عذرا لأبرياء زهقت ارواحهم في الأسواق والأزقة وبين مزابل التحريرالمفخخ..عذرا لأطفال الشوارع ومارثوناتهم اليومية..عذرا لقباب مراقدنا الخربة، وكنائسنا المستفزعة..
عذرا للمهجرين والمشردين،للأقليات المطاردة،لفسادنا السياسي والاداري والمالي،للكفاءات المهمشة او المستحقرة فنحن قوم كبيرنا صغير وصغيرنا كبير ولنا في هذا اسوة حسنة..
عذرا لكل شيء قادم!..
ولكن..
لابأس علينا...
فقد نجحنا بامتياز في مادة التربية الرياضية (او قل التربية الكروية من باب الدقة) وانتزعنا كأس البطولة.. فهنيئا لنا والف مبروك!....
كما نجحنا بامتياز في صناعة اضخم مسلسل كوميدي ساخر في تاريخنا الحديث .. مسلسل الخطط الخائبة وخرق القانون..فهنيئا لنا والف لا بأس!
....
فارغ انت ايها الكأس مالم يرفعك المتناطحون في حلبة العواء السياسي بضمادات دافئة لجراحاتنا المدورة..
ايها السياسيون العائمون في مستنقعات ذواتكم النهمة .. هل ادركتم قيمة ركلة جماعية موجهة صوب هدف مرئي
هل تعلمتم قيمة إلا يكون الفريق خصما لنفسه ومتفرجا مع المتفرجين..
هلا تعرفتم على كرة الجرح العراقي المفتوح ابدا بافلاسكم وطمعكم بالمزيد من الإفلاس....
والله لقد فتحتم فتحا مبينا كل الأنوف حتى المزكوم منها فقد نزلتم الى ملاعبنا برؤوس مدثرة بقمامة نظيفة!
ابها اللاعبون الظرفاء.. من منكم حامي المرمى ..ومن منكم الهداف .. واي حكم ذاك الذي اليه تحتكمون!
من سيسدد رمية حرة في المرمى الغائب..
....هلا تحسستم رؤوسكم ..اولا ترون انها مدببة تفقأ الجرح لينتفخ من جديد بلزوجة ما تستفرغون ..
..اية رمية ستسددون برؤوس شائكة كتلك لا تقترب من الصواب إلا لتخجله....
....
لا تبتأس ايها الكأس..
فأولئك المتخمون العاطلون عن العمل، المترفهون بلعبة الأستغماية السياسية وهي لعبتهم المفضلة،
اولئك الأستغمائيون المتمرسون بالإنسحاب والعودة..
وبالإختفاء ثم الظهور بيافطات الجشع السلطوي والأحقية بالإستلاب الديمقراطي الحر، اجادوا شق كل شيء..
برعوا بتفتيت كل شيء حتى اتسخت ياقات رجولتهم ،
لا تبتأس وارفق بنا إن تسارعنا اليك بعشرين الف حماقة فشلنا في رفعها بيد واحدة..
ولم تك خزانة بيت الحماقات العراقي لطائفتين او قوميتين او حتى لأسمين متآلفين في صناعة الحماقات!
و...هنيئا..فقد اثلجت صدورنا
.. وما زلنا وأياك بانتظار كأس الثمالة..
كأس التصفية النهائية لبطولاتنا الوطنية!.. Opinions