Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

بعد تأسيس مرصد عسس، المركز السيمو-عراقي يتغلغل في أعماق الشخصية العراقية

18/10/2010

شبكة أخبار نركال/NNN/
انطلق البيت العراقي الدولي، كعنقاء في سموات المجد المتعالي، ليؤسس ثقافة جديدة ترسم أصالتها على جسد التاريخ العريق لشعب ارتشف الحضارات ليكون رسولا يجسد الإبداع السومري الذي توضأ بضفاف دجلة والفرات وتيمم بالجبال والنخيل صعيدا طيبا.
من هنا ينطلق اليوم العقل المحلل والخبير العارف بمكنونات الشخصية العراقية ولأول مرة المركز السيمو-عراقي I.I.H…SIMO CENTER في العراق والعالم والإقليم العربي ليشكل خطوة نحو تجديد الوعي الذي كان نتيجة تفاعل تاريخي بين الذات العراقية و صور الوجع والألم لواقع مؤلم كان توأم العراق منذ ميلاده مرورا بمخاضه أبان وبعد سقوط نظام بغداد السابق، الذي افرز جملة من التداعيات والانكسارات في الشخصية العراقية وظهور نماذج من القيم الغير مألوفة على مجتمع يعد منذ فجر السلالات السومرية، اصل جميع الشرائع والقوانين والعادات والقيم.
لذلك كان لابد من مشروع نقدي موضوعي، يحمل في طياته جميع الرؤى الشاملة والعلاجية في الوقت ذاته للنهوض بواقع تاريخي جديد يواكب العصر بلغة الانفتاح والحوار الحضاري، فجاء الوليد المارد العملاق للبيت العراقي الدولي، الا وهو المركز السيمو-عراقي، استكمالا للأذرع التي تأسست من اجل ترسيخ وإعادة صياغة الوجه المشرق لعراق الحضارات والتي تمثلت بالمرصد التاريخي عين على السلطة السابعة “عسس” الذي يعتبر الذراع والمجس لتحسس ورصد الإشاعة باعتبارها سلطة سابعة وتحليلها و بيان آليات معالجتها، والذراع الثانية تتمثل بمراقبة الأداء السياسي والإعلامي من خلال جماعات الدعم والضغط المتمثلة بجماعات “عضد” المنظم والضابط الأساسي لمعالجة الفساد، هذا الوباء الذي سرى كمرض مخيف في الجسد العراقي.
من هنا يأتي هذا المشروع (المركز السيمو-عراقي لتحليل الخطاب اليومي للسلطة والفرد في العراق)، من اجل أن يحلل طبيعة عمل الكاريزمات السياسية والدينية التي لها دور كبير في صناعة القرار السياسي والاجتماعي في العراق، وذلك من خلال نقد وتحليل أشكال وصور الخطاب اللغوي والجسدي في آن واحد، وتفسير مجمل الإيحاءات والإيماءات الصادرة عن المسؤولين بوصفهم المنتجين للخطاب الشمولي على مختلف المستويات السياسية والثقافية والاجتماعية، لمعرفة القصد الذي يقف وراء هكذا خطابات وما هي الغاية منه وبطريقة علمية يقودها كوكبة من الأساتذة والمختصين بمناهج السيمياء الحديثة وفلسفات اللغة إلى جانب علم (Neuro-Linguistic Programming) و المختصين بعلم البرمجة اللغوية العصبية وعلم النفس السلوكي وبأدوات علمية لا تقبل التخمين وقراءة الطوالع الحدسية حيث يكون الجميع تحت المجهر النفسي والسلوكي والسيميائي. حينها ستنجلي الغشاوة الجاثمة على أعين العراقيين وستكون المؤسسات الإعلامية والمثقفين العراقيين المنهج الذي سيعمل على تعرية ومسالة كل خطاب سياسي يحاول أن يوهم العقل العراقي وذلك من خلال دراسة عميقة للشخصية التي اندمج فيها كل الموروث العراقي القديم والحديث، ناهيك عن الشخصية التي تزاوجت بالثقافات الغربية من الساسة الذين نهلوا من السياق الاجتماعي الغربي أو العربي خلال فترة تواجدهم خارج العراق، وستكون كل إشارة صادرة منهم على مستوى الكلمات أو من جسد المتحدث اعتراف لا يقبل الشك لان الجسد لا يكذب وفقا لعلم البرمجة اللغوية العصبية الذي سيكون جزاءا لا يتجزأ من هذا المشروع التاريخي الذي سيتوغل في أعماق الشخصية العراقية سواء كانت سياسية أو دينيه أو ثقافية، ليشرح مكنوناتها ويحلل الإشارات الصادرة منها بمنهج علمي ووفق أعظم التقنيات السيكولوجية والمعرفية في قراءة السلوك والوقوف على قصديه الخطاب الصادر من المسؤولين في الساحة العراقية سواء كانوا رجال سياسية أو دين أو إعلاميين تأدلجوا وفقا لمصالح ضيقه وليسقط القناع عن كل الخطابات المفبركة والتي تحاول إيهام المواطن وتوحي له بأساليب ملتوية لتمرير مخططات نفسيه يراد منها زرع قناعات معينة في العقل العراقي وهذا نوع من أنواع غسيل للدماغ بصورة غير مباشرة، فلابد له من الاقتناع بها من خلال التكثيف الإعلامي المبرمج والمؤدلج بعد دراستهم لطبيعة الشخصية العراقية.
وهذا المركز الكبير والضخم بأدواته وكفاءته من المختصين بهذا العلم وهذا الاختصاص، والذي جاء مكملاً لعمل مرصد عسس المختص بمراقبة ورصد الإشاعة، سيكون الرقيب المباشر لكل الأداء السلوكي واللفظي والإعلامي وعلى جميع المستويات من اجل قراءة وتحليل الشخصية المصدرة للخطاب بكافة أنواعه، بالتالي سيتم الكشف عن النوايا المبيتة من قبل الجميع وحتى لا يمر مشروع استغفال العقل العراقي بسلام بعدما يكون هذا المركز السيمو-عراقي و مرصد عسس و جماعة عضد، بمثابة العيون الواعية والعقل المحلل والرقيب الحازم لكل هذه الفذلكة التي عصفت بتاريخ العراق ولكي تكون هذه العيون التي ترى و تتفحص بأشعة العلم والضمير بمثابة عيون جديدة للعراق.
لابد لكل المثقفين الأوفياء لثقافتهم وانتمائهم الذين يشعرون بالانتماء للوطن فقط و فوق الميول والاتجاهات الضيقة أن يكونوا بعقولهم وثقافتهم عقلا جمعيا وفكرا عراقيا عاما ينتشل العراق من محنة الظلام التي يمر فيها، وبالتالي تشرق شمس سومر وآشور وبابل لتغطي المشرقين والمغربين علما وفنا وأدباً وسمواً ورفعه، فلابد أن تكون الثقافة العراقية حاضرة في هذا الصرح الذي يمثلها أولاً كحركة للوعي والفكر وبالتالي تهندس وتؤسس لشخصية حركية فاعلة في الداخل والخارج العراقي سيجني ثمارها جميع أبناء شعبنا المغلوب على أمره وان هذا الانجاز ستمتد قطوفه للأجيال اللاحقة بمنتهى الاعتزاز والفخر التاريخي وسيكون رصيدا مضافا لحضارة العراق وأبنائه الذين امتازوا عبر العصور بتعليم الإنسانية والحضارات أبجدية النهوض والارتقاء لذلك يجب علينا جميعا ومن موقع المسؤولية التاريخية أن نكون روحا واحده تسري في هذا الكيان والجسد الثقافي والإعلامي والجماهيري والمدني المتمثل بالبيت العراقي الدولي وأذرعه المتمثلة بجماعة عضد و مرصد عسس و المركز السيمو-عراقي، لإعادة تشكيل الوعي العراقي من جديد وبصورة حداثوية بعيدة عن الأساطير والخرافات والنصوص التي تلقيناها ونجترها كل يوم.

*فراس الوائلي / نيويورك


Opinions