Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

بعض الاحزاب...غرائب واعاجيب...وجهة نظر

لن احدثكم عن الحكاية التي تقدم للاطفال والموسومة (اليس في بلاد العجائب) انما احدثكم عن احزاب غريب أمرها عجيب حالها..... واخص من سمات الغرابة ان حزبا شيعيا يدعي الوطنية، ويريد حكم العراق كله وليس بين صفوفه واحد من أهل السنة.....
وان حزبا آخر سني يدعي الوطنية كذلك ويريد حكم البلاد وليس بين صفوفه شيعي واحد. وغير هؤلاء هناك احزاب تدعي الوطنية وتريد كل منها حكم البلاد من الشمال الى الجنوب وليس بين صفوفه كردي واحد، واحزاب اخرى (وتنية) ليس بين صفوفها عربي واحد...
فهل ان القضية محض مصادفة؟
نعم انا اعلم ان (المصادفة) مقبولة حتى في علم الفيزياء...
ولكن ان تكون على هذا المستوى من الشمولية فهي اذن (قانون) وليست مصادفة....
وفحوى ذلك، رعاكم الله، ان هذه الاحزاب ولدت طائفية، وتصر على البقاء طائفية، ولا ترتضي غير الطائفيه بديلاً.
واخرى على ذات الهوى، لكنها متمترسة في عنصريتها، وتخشى على نفسها من الضياع فيما لو خرجت من قوقعة العنصرية...
وانا اعلم، كما تعلمون، ان في العراق طوائف كما في سائر بلدان الله، المسلمة منها والمسيحية، والناس في بلادنا يتفقون على التمسك بكتاب الله وسنة نبيه ويختلفون في التفاصيل وما افرزته وتفرزه الحياة من مستجدات كل ومذهبة...
لكن اي بدوي في صحارى العراق وأي مزارع في الريف، واي عامل أو كاسب في المدن لا يحبس نفسه بعيداً عن اخيه على اساس الخلاف المذهبي فالكل يشعرون انهم اخوة من ارومة واحدة ومن وطن واحد وان لهم هماً واحدا واملاً في العيش الكريم مشتركا....
وما ينطبق على الشيعي والسني ينطبق على الكردي والعربي....
لكن (احزابنا) لها مذهب آخر، فهي تبحث عن الجمهور فلا تجده الا اذا كان لها عقيدة ومنهج، وحيث انها لا تملك ايا من هذين لذلك فهي تنافق لهذا الطائفة أو تلك، انها تقتات على الطائفية مثل طفيلي النبات.... وتنصب نفسها وكيلة عن الطائفة دون ان تدري الطائفة المسكينة ولا حتى بموجب وكالة مصدقة من كاتب عدل.
والعجب العجاب ان يريد حزب حكم العراق كله وهو يكبل لسانه ويده بقيود الطائفة والعنصر...
والامر العجيب والمريب الآخر، ان هناك احزابا تسمى باسم مؤسسها أما جماهيرها فهي ابن المؤسس وصهره والمحاسب وهو يعين عادة امينا للسر بحكم الوظيفة وعدد من الاصدقاء الذين يلقون على قائد الحزب التحية في المناسبات والاعياد، أو كلما دعت (الحاجة)....
والاكثر مدعاة للعجب ان صوت هؤلاء أعلى من سائر الاصوات ولذلك فانا اقترح على القنوات الفضائية ان تلزم كل رئيس حزب بذكر عدد المنتسبين ومسموح له بزيادة مقدارها 50% كمنحة لعله يصل الى عدد مساو لفريق كرة القدم ويشمل ذلك بالطبع أي حزب اسم (صاحبه) على وزن (مفعل) و(فعلان).
والمصيبة ان مطالب هؤلاء في السلطة اشد عنتا من مطالب غيرهم...
كل ما في الامر ان (تأسيس) الحزب صار مثل (تأسيس) قناة فضائية ليس له من غاية سوى المنفعة او المنصب وما يدره المنصب من منفعة..
لذلك ليس عجيبا ان يكون الناس في واد والاحزاب في واد...
وليس عجيبا ان تختلف الاحزاب فيما ينبغي الاتفاق عليه، وتتفق على ما يوجب الخلاف...
وليس عجيبا ان يكون في بلادنا هذا العدد من الاحزاب وهذه الشحة في الرأي المخلص، السديد.... والفعل الجاد، النافع المفيد....

الدكتور
يوسف السعيدي
العراق
Opinions