Skip to main content
بوش: مستقبل الشرق الأوسط يعتمد بصورة كبيرة على نتيجة الحرب في العراق Facebook Twitter YouTube Telegram

بوش: مستقبل الشرق الأوسط يعتمد بصورة كبيرة على نتيجة الحرب في العراق

30/08/2007

نركال كيت/
مقتطفات من خطاب الرئيس بوش أمام رابطة قدامى المحاربين الأميركيين، 28/8/2007،رينو، نيفادا، 28 آب/أغسطس، 2007 .
أكد الرئيس بوش أن مستقبل الشرق الأوسط سيعتمد بصورة كبيرة على النتيجة التي ستنتهي إليها المعارك التي تخوضها قوات التحالف في العراق. كما أوضح الرئيس الأميركي الأخطار البعيدة الأمد التي ستواجهها الولايات المتحدة وقوى الحرية عموما في العالم إذا ما اضطرت القوات الأميركية إلى الانسحاب من العراق قبل الأوان وقبل إنهاء مهمتها المتمثلة في إقامة عراق موحد، ديمقراطي ومستقل. وقال الرئيس بوش الذي كان يتحدث في خطاب مطول أمام مؤتمر لرابطة قدامى المحاربين الأميركيين، عقد في مدينة رينو بولاية نيفادا اليوم، "أريد من مواطنينا أن يفكروا في ما سيحدث إذا سمح لقوى الراديكالية والتطرف هذه بأن تخرجنا من الشرق الأوسط. إن المنطقة ستتحول عندئذ دراماتيكيا بصورة يمكن أن تعرض العالم المتحضر للخطر. وسيتشجع المتطرفون من جميع السلالات لمعرفتهم بأنهم أجبروا أميركا على التقهقر." وأضاف قائلا: "وسيكون للإرهابيين مزيد من الملاذات الآمنة لشن هجمات على الأميركيين وعلى أصدقائنا وحلفائنا. ويمكن لإيران أن تستنتج بأننا كنا ضعفاء – ولم نستطع أن نمنعهم من الحصول على أسلحة نووية. وحالما تمتلك إيران أسلحة نووية، فإنها ستطلق شرارة سباق أسلحة نووية في المنطقة."

وفي المقابل، أكد بوش على الأهداف التي تحاول الولايات المتحدة تحقيقها في العراق وسائر منطقة الشرق الأوسط. وقال إن الولايات المتحدة "تسعى إلى الدفع قدما بحل يقوم على أساس دولتين لإسرائيل والفلسطينيين لكي يعيشوا جنبا إلى جنب في سلام وأمن. ونحن ننشد العدالة والكرامة وحقوق الإنسان لجميع شعوب الشرق الأوسط."

ولخص بوش التحديات التي تواجهها بلاده في العراق بقوله: "إما أن تنتصر قوات التطرف، أو أن تنتصر قوات الحرية. إما أن يدفع أعداؤنا بمصالحهم في العراق إلى الأمام، أو ندفع نحن بمصالحنا إلى الأمام. إن أهم وأسرع طريقة للتصدي لمطامع القاعدة وإيران وقوى عدم الاستقرار والإرهاب الأخرى هي أن نكسب الحرب في العراق."

وفي ما يلي مقتطفات موسعة من خطاب الرئيس بوش:
بداية المقتطفات:

إننا نلتقي في وقت حرج بالنسبة لتاريخ بلادنا. فأميركا تخوض كفاحا عقائديا عظيما -- إذ هي تخوض حربا ضد متطرّفين إسلاميين عبر المعمورة. واليوم أوّد أن اتحدث اليكم والى الشعب الأميركي عن جانب أساسي من هذا الكفاح وهو الكفاح من أجل مستقبل الشرق الأوسط. وسأشرح لكم لماذا يعتبر إلحاق الهزيمة بالمتطرفين في هذه المنطقة المضطربة ضروريا لأمن بلدنا، ولماذا يعتبر النجاح في العراق حيويا لكسب المعركة العقائدية الأوسع نطاقا.

... الكثير من الناس في هذه البلاد يتساءلون ما إذا كان القتال الجاري حاليا ذا جدوى. وهذه ليست المرة الأولى التي يطرح الأميركيون فيها هذا السؤال. فنحن دائما نخوض الحروب على مضض – لكننا قاتلنا كلّما تأتّت الأخطار. فقد حاربنا حينما كان الشغب والاضطراب في أوروبا يهدد بإضفاء الظلام على العالم. وقد أرسلت أميركا قواتها العسكرية لخوض حربين مريرتين ودمويتين. وقمنا بما كان علينا أن نقوم به لإنجاز المهمة. وحاربنا حينما هاجمت قوى في آسيا بلادنا وحلفاءنا. فأوفدنا أميركيين لاستعادة السلام -- وقمنا بما كان لزاما علينا أن نقوم به لانجاز المهمة. ورددنا حينما اعتدى راديكاليون ومتطرفون على وطننا في أول حرب عقائدية في القرن الحادي والعشرين. فأطحنا نظامي حكم في أفغانستان والعراق كانا يؤويان إرهابيين ويتحديان المجتمع الدولي ويهدّدان أمن أمتنا. ونحن نعمل الآن للمساعدة في تأسيس مجتمعين حرّين وآمنين في مكانيهما. وكما في السابق سنفعل ما يتعين أن نفعله لإتمام المهمة.

الا أن الأمل والرخاء اللذين أحدثا تحوّلا في أجزاء أخرى من العالم في القرن العشرين فاتا كثيرين في الشرق الأوسط. ولزمن طويل جدا كان العالم راضيا عن التغاضي عن أشكال الحكم في هذه المنطقة – وذلك تحت مبرر الاستقرار. وكانت النتيجة أن جيلا من الأحداث نشأ يحدوه القليل من الأمل بتحسين مستوى معيشته وكثيرون منهم سقطوا تحت سطوة التطرف الإسلامي. وقد تضاعفت قوة الحركة الإرهابية كما أن المرارة التي كانت تستعر طوال سنوات انفجرت عنفا عبر العالم. وأصبح مهد الحضارة ملجأ المفجّر الانتحاري. وبات الامتعاض الذي بدأ يتكشّف في شوارع الشرق الأوسط يفتك بأناس أبرياء في محطات القطارات والطائرات والمكاتب حول العالم.

القتلة وقاطعو الرؤوس ليسوا الوجه الحقيقي للإسلام؛ إنهم وجه الشر. إنهم يسعون إلى استغلال الدين كطريق إلى السلطة ووسيلة للسيطرة على الشرق الأوسط. إن الراديكالية الإسلامية العنيفة التي تلهمهم تتصل بسلالتين رئيسيتين. إحداهما هي التطرف الإسلامي، الذي يتمثل بالقاعدة وحلفائها الإرهابيين. ومنظمتهم هذه تدعو إلى نظرة ترفض التسامح، وتسحق كل معارضة، وتبرر قتل رجال، ونساء وأطفال أبرياء سعيا وراء سلطة سياسية. وقد رأينا هذه النظرة في حكم طالبان القاسي في أفغانستان، حيث كان يتم جلد النساء علنا وضرب الرجال بالعصي لتخلفهم عن الصلاة، فضلا عن أن البنات كن يمنعن من الذهاب إلى المدرسة.

ويأمل هؤلاء المتطرفون من فرض نفس تلك النظرة المظلمة عبر الشرق الأوسط بتنصيب خلافة عنيفة وراديكالية تمتد من إسبانيا إلى إندونيسيا. وهكذا هم يقتلون رفاقا مسلمين في أماكن أمثال الجزائر والأردن ومصر، والسعودية في محاولة لنسف حكوماتهم. وهم يقتلون الأميركيين لأنهم يعلمون أننا نقف في طريقهم. وذلك هو السبب في أنهم هاجموا سفارات أميركية في أفريقيا عام 1998، وقتلوا بحارة على متن المدمرة كول عام 2000. وذلك هو السبب في أنهم قتلوا قرابة 3,000 شخص في 9 أيلول/سبتمبر 2001. وذلك هو السبب في أنهم يتآمرون لمهاجمتنا مرة أخرى. وذلك هو السبب في أنه ينبغي علينا أن نستمر في الكفاح إلى أن ننتصر.

سلسلة الراديكالية الأخرى في الشرق الأوسط هي التطرف الشيعي، مدعوما ومتجسدا بالنظام القابع في طهران. لقد كانت طهران منذ زمن بعيد مصدرا للاضطراب في المنطقة. إنها الدولة الرئيسية في العالم الراعية للإرهاب. إيران تدعم حزب الله الذي يحاول أن يقوض حكومة لبنان الديمقراطية. وإيران تمول جماعات إرهابية أمثال حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، التي تقتل الأبرياء، وتستهدف إسرائيل، وتزعزع استقرار الأراضي الفلسطينية. وإيران ترسل أسلحة إلى طالبان في أفغانستان وهي أسلحة يمكن أن تستخدم لمهاجمة قوات أميركية وقوات تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو). وإيران اعتقلت باحثين أميركيين لم يرتكبوا أية جريمة ولا يشكلون تهديدا لنظامها. وسعي إيران الناشط للحصول على التكنولوجيا التي يمكن أن تؤدي إلى أسلحة نووية يهدد بوضع منطقة معروفة أصلا بعدم الاستقرار والعنف تحت ظل إبادة نووية.

إن تصرفات إيران تهدد أمن الدول في كل مكان. وذلك هو السبب في أن الولايات المتحدة تحشد أصدقاء وحلفاء حول العالم لعزل النظام، وفرض عقوبات اقتصادية عليه. إننا سنواجه هذا الخطر قبل أن يصبح الوقت متأخرا.

إنني أريد من مواطنينا أن يفكروا في ما سيحدث إذا سمح لقوى الراديكالية والتطرف هذه بأن تخرجنا من الشرق الأوسط. إن المنطقة ستتحول عندئذ دراماتيكيا بصورة يمكن أن تعرض العالم المتحضر للخطر. وسيتشجع المتطرفون من جميع السلالات لمعرفتهم بأنهم أجبروا أميركا على التقهقر. وسيكون للإرهابيين مزيد من الملاذات الآمنة لشن هجمات على الأميركيين وعلى أصدقائنا وحلفائنا. ويمكن لإيران أن تستنتج بأننا كنا ضعفاء – ولم نستطع أن نمنعهم من الحصول على أسلحة نووية. وحالما تمتلك إيران أسلحة نووية، فإنها ستطلق شرارة سباق أسلحة نووية في المنطقة.

إن المتطرفين سيسيطرون على جزء رئيسي من إمدادات الطاقة العالمية، ويمكنهم أن يبتزوا ويخربوا الاقتصاد العالمي. إنهم يستطيعون أن يستعملوا بلايين الدولارات من مداخيل النفط لشراء أسلحة والسعي وراء مطامعهم المميتة. وسيكون حلفاؤنا في المنطقة موضع حصار أكبر من قبل أعداء الحرية. وسينعكس بصورة عنيفة اتجاه تحركات مبكرة نحو الديمقراطية في المنطقة. وهذا السيناريو سيكون كارثة لشعوب الشرق الأوسط، وخطرا على أصدقائنا وحلفائنا، وتهديدا مباشرا للسلام والأمن الأميركيين. هذا ما يخطط له المتطرفون. فمن أجل أمننا سنلاحق أعداءنا، وسنثابر وسننتصر.

في المدى القصير، نحن نستعمل جميع عناصر القوة الأميركية لحماية الشعب الأميركي بنقل الكفاح إلى جبهة العدو. فقواتنا تقوم بعمليات يوما بعد يوم لجلب الإرهابيين إلى العدالة. ونحن نبقي الضغط عليهم. كما أننا نجبرهم على مواصلة الهرب بحثا عن مأوى جديد. ويعمل أخصائيونا في مجال تنفيذ القانون والاستخبارات على قطع شرايين تمويل الإرهابيين وتخريب شبكاتهم. ودبلوماسيونا يحشدون أصدقاءنا وحلفاءنا في جميع أنحاء المنطقة لاقتسام المعلومات الاستخبارية وتشديد الأمن والقضاء على المتطرفين المختبئين في وسطهم. وفي كل يوم نحن نعمل لحماية الشعب الأميركي. واستراتيجيتنا هي هذه: سنحاربهم هناك لكي لا يكون علينا أن نواجههم في الولايات المتحدة الأميركية.

وفي المدى الطويل، نحن ندفع قدما بالتحرر والحرية باعتبارهما البديل عن ايديولوجيا الكراهية والقمع. إننا نسعى لأن يكون هناك شرق أوسط من الدول الديمقراطية الآمنة التي هي في سلام مع بعضها البعض، وتشترك في الأسواق العالمية، وشريكة في هذا الكفاح ضد التطرف والراديكالية. ونحن نسعى إلى تجفيف مجرى التطوع للقاعدة والمتطرفين الآخرين بمساعدتنا الدول على أن تقدم لشعوبها سبيلا نحو مستقبل أكثر مدعاة للأمل. ونحن نسعى لأن تكون هناك إيران تحاسب حكومتها من قبل شعبها بدلا من أن تحاسب من قبل قادة يروجون الإرهاب ويسعون وراء تكنولوجيا يمكن أن تستعمل لتطوير أسلحة نووية. ونسعى إلى الدفع قدما بحل يقوم على أساس دولتين لإسرائيل والفلسطينيين لكي يعيشوا جنبا إلى جنب في سلام وأمن. ونحن ننشد العدالة والكرامة وحقوق الإنسان لجميع شعوب الشرق الأوسط.

لكل أولئك الذين يسألون عما إذا كان الكفاح في العراق يستحق ذلك نقول، تصوروا عراقا تسيطر فيه مليشيات تدعمها إيران على أجزاء كبيرة من البلاد. تصوروا عراقا حيث تكون القاعدة قد أنشأت فيه لنفسها ملاذات لكي تخطط في أمن لهجمات مقبلة على أهداف في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أميركا. لقد رأينا ماذا سيفعل هؤلاء الأعداء عندما تكون القوات الأميركية منغمسة بنشاط في العراق. ويمكننا أن نتصور ماذا ستفعل إذا تشجعت نتيجة تقهقر القوات الأميركية.

خلاصة التحديات في العراق هي كما يلي: إما أن تنتصر قوات التطرف، أو أن تنتصر قوات الحرية. إما أن يدفع أعداؤنا بمصالحهم في العراق إلى الأمام، أو ندفع نحن بمصالحنا إلى الأمام. إن أهم وأسرع طريقة للتصدي لمطامع القاعدة وإيران وقوى عدم الاستقرار والإرهاب الأخرى هي أن نكسب الحرب في العراق.

وكثير من العراقيين الذين شعروا مرة أنهم مهمشون في عراق حر عادوا الآن ليندمجوا في العملية السياسية، وعدو العراق الحر هو الذي بقي على الهامش. ففي الشهر الماضي أعاد المسؤولون في محافظة الأنبار فتح أجزاء من المركز الحكومي الذي أعطبته الحرب بمساعدة من إحدى فرقنا لإعادة إعمار المحافظات. وتتكرر المشاهد المماثلة في جميع أنحاء الأنبار، المحافظة التي كان الاعتقاد السائد في وقت من الأوقات أنها ضاعت. والواقع أن كل مدينة وبلدة في المحافظة لها الآن رئيس بلدية ومجلس بلدي. ويعكف المسؤولون المحليون على إقامة علاقات مع الحكومة المركزية في بغداد لأن هؤلاء الزعماء السنّة بدأوا يرون الآن دورا لشعبهم في العراق الجديد. وبدأت الحكومة، في بادرة مشجعة، بالاستجابة عن طريق اعتماد المخصصات المالية للخدمات الحيوية وإعادة البناء وبزيادة قوات الأمن.

وقد بحثتُ في مشاوراتي الأسبوعية مع السفير كروكر هذه التحديات. كما بحثنا بوادر الأمل. وقد لمسنا ما يشجع في الاتفاق الذي تم التوصل إليه مساء الأحد بين كبار القادة في الحكومة العراقية. فقد اتفقوا على عدد من مشاريع القوانين التي تقع في صميم المصالحة والتوافق الوطني، وهي من ضمن الخطوات التي حددها الكونغرس الأميركي. فمن قبيل المثال، هناك مشروع قانون الإصلاح وإقصاء البعثيين الذي يحدد الكيفية التي يعالج بها العراقيون ماضيهم. ويتعامل مشروع القانون الخاص بصلاحيات المحافظات كيفية رسم العراقيين طريق مستقبلهم. وما زالت هذه التدابير بحاجة إلى موافقة البرلمان العراقي. ومع ذلك فإن الاتفاق يدل على أن القادة العراقيين قادرون على أن ينحوا خلافاتهم جانبا وأنهم يستطيعون الجلوس معا ويقدرون على معالجة القضايا الصعبة المركزية بالنسبة لمصير بلادهم.

وتكتسب الاتفاقية التي توصل إليها القادة العراقيون أهمية خاصة لسبب آخر. فهي تشكر الائتلاف لما قدمنا من تضحيات، وتعترف بأهمية الاحتفاظ بوجود للائتلاف في العراق. ويدعو الاتفاق أيضا إلى قيام علاقة على المدى الطويل مع الولايات المتحدة، وأنا أرحب بهذه الدعوة. وقد ألزمت حكومتنا بالتفاوض على هذه الشراكة حالا. وعلاقة المدى الطويل هذه لا تتطلب مستوى المشاركة التي لنا اليوم في العراق. لكنها يمكن أن تخدم المصالح المشتركة لكل من العراق والولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب والمساعدة في تحقيق الاستقرار لبلد له أهمية في المنطقة.

ما زال أمام الحكومة العراقية عمل كثير كي تفي بالعديد من التزاماتها التشريعية. ويبقى من المهم أيضا أن كثيرا من الأهداف التي تنطوي عليها تلك الالتزامات تتحقق فعلا بدون تشريعات. وهذا مثال على ذلك: لقد اعتقدنا أن مشاركة منصفة في عائدات النفط ستحتاج إلى قانون للمشاركة في الحصص بموافقة من البرلمان العراقي. وفي الحقيقة، هاهي الحكومة العراقية تشترك في عائدات النفط مع المحافظات على الرغم من عدم وجود قانون رسمي موافق عليه. كما تحقق الحكومة العراقية مكاسب في مجالات أخرى هامة، فتوليد الطاقة الكهربائية في ازدياد. ووافق البرلمان العراقي على نحو 60 تشريعا بما فيها قانون ميزانية من 41 بليون دولار. وعلى الرغم من بطء البرلمان العراقي، فهذا الدليل على أن العراق كله سائر على طريق التقدم.

كذلك فإن استراتيجيتنا تظهر نتائج على الصعيد الدولي. فقد عملت الولايات المتحدة والعراق بدعم من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ودول حول العالم على وضع النص النهائي لتعهد للعراق من شأنه أن يجلب مساعدات اقتصادية جديدة للعراق ويخفف ديونه، مقابل إجراء إصلاحات اقتصادية جذرية. وقد حقق العراقيون حتى الآن تقدما ملحوظا في تلبية الشروط والتعهدات الاقتصادية لصندوق النقد الدولي. فقد عقد العراقيون مؤتمرا لدول الجوار جمع بين دول المنطقة. والهدف هو مساعدة العراقيين عن طريق التعاون في مجالات أمنية واقتصادية ودبلوماسية محددة.

وكجزء من هذه المبادرات الدبلوماسية اجتمع رئيس الوزراء نوري المالكي بنظرائه في تركيا وسورية وإيران لحثهم على دعم بلاده. والسعودية تتطلع إلى افتتاح سفارة لها في بغداد. وقرر مجلس الأمن الدولي توسيع بعثته في العراق ويسعى حاليا للمساعدة في تنظيم الانتخابات المحلية والمصالحة. وستقوم الولايات المتحدة قريبا بالإعلان عن تعيين مبعوث على مستوى عال إلى العراق كي يقوم بتنسيق جهود الأمم المتحدة الموسعة في ذلك البلد. وإليكم ما أود قوله لكم، وهو أن المجتمع الدولي يتفهم بشكل متزايد أهمية وجود عراق حر. فهو يدرك أن عراقا حرا مهم لسلام العالم. ولذا سنواصل نحن حشد العالم في سبيل هذا الهدف النبيل الضروري.

كل هذه التطورات مدعاة للتفاؤل، فهو تفاؤل بالنسبة للعراق وللشرق الأوسط، وهي تفاؤل بالسلام. فخلال أسبوعين سيعود الجنرال بترايوس والسفير كروكر إلى واشنطن كي يقدما تقييمهما المرحلي للوضع على أرض الواقع في العراق واحتمالات المستقبل. وسيأتي هذا التقرير الوضعي بعد أقل من ثلاثة أشهر منذ أصبحت الطفرة العسكرية كاملة فاعلة. ويرجح أن يقيّم (التقرير) ما هو ناجح في العراق، وما ينبغي تحسينه، والتغييرات التي ينبغي إجراؤها في استراتيجيتنا، وتطور القوات في الشهور القادمة. فقد طلب الكونغرس هذا التقييم. ولذا يجب على الكونغرس أن يستمع إلى التقييم بكامله. وأنا أطلب من أعضاء الكونغرس أن يمسكوا عن استخلاص أي نتائج حتى يستمعوا إلى الرجلين.
(نهاية المقتطفات) Opinions