Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

بوش يحاول تبديد المخاوف من حرب اهلية في العراق

21/03/2006

كليفلاند (رويترز) - تعهد الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الاثنين ان الولايات المتحدة لن تتخلى عن العراق في حين بدأت مراسم احياء أربعينية الحسين وسط اجراءات امنية مشددة في مدينة كربلاء العراقية والتي توافق ذكرى مرور ثلاث سنوات على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.

وفي سلسلة من الخطب حاول بوش اقناع المواطنين الامريكيين المتشككين ان لديه استراتيجية فائزة للعراق لمواجهة المخاوف من ان تتطور حلقة العنف الطائفي الذي لا يلين الى حرب أهلية طاحنة. وفي كلمته في كليفلاند قدم بوش تقييم كئيبا للحرب قائلا ان العراق مازال معركة شاقة. وقال بوش "في مواجهة التقارير المتواصلة عن حوادث القتل والاعمال الانتقامية أفهم كيف أن بعض الامريكيين وجدوا ان ثقتهم قد اهتزت. وهم يتساءلون ما الذي أراه ولا يرونه." وأصر على أن تقدما يتحقق واستشهد ببلدة تلعفر مثالا على ذلك. وقال ان قوات امريكية وعراقية حررت المدينة من قبضة مقاتلي القاعدة والمسلحين وانها الان "مدينة حرة الامر الذي يبعث الامل في عراق حر." وقالت القوات الامريكية والعراقية ان تلعفر كانت تستخدم ممرا لتهريب العتاد والمقاتلين الاجانب من سوريا في طريقهم الى المدن في أنحاء وسط العراق. وعمل نحو عشرة الاف جندي وشرطي على حراسة مئات الالاف من الشيعة الذين احتشدوا لاحياء اربعينية الحسين وهي مناسبة استهدفها مفجرون انتحاريون من العرب السنة من قبل. وأبرزت المخاوف من حدوث أعمال عنف وفشل زعماء الشيعة والاكراد والسنة في تشكيل حكومة وفاق وطني قد تبعد شبح الحرب الاهلية عن البلاد حالة عدم الاستقرار التي يعيشها العراق بعد ثلاثة أعوام من الاطاحة بالرئيس السابق صدام حسين. وقال مسؤولون انه على الرغم من نداءات واشنطن التي تحث على سرعة التوصل الى اتفاق بشأن تشكيل حكومة فان كبار القادة لن يعقدوا الان اي اجتماعات حتى نهاية الاسبوع. وبدلا من ان تحتفل واشنطن وحلفاؤها بنجاح مشروعهم في العراق اصبحوا في موقف المدافعين حيث يصرون على ان عملية حرية العراق التي بدأت منذ ثلاث سنوات ستنتهي بالنصر مع انهم اصبحوا اقل يقينا من ذي قبل. وقال رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد احد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في الحرب ان "الانتقال من الاستبداد الى الديمقراطية لم يكن قط سلسا او سهلا." وقال رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري "لقد عانينا خلال العام الماضي والطريق سيكون شاقا". لكنه اضاف في مقال نشره في صحيفة واشنطن بوست قائلا "يجب على المجتمع الدولي الا يتردد في مثل هذه المرحلة الحاسمة من التاريخ." وفي لندن قال وزير الدفاع جون ريد "الوضع في العراق خطير لكنه ليس مميتا ... لا شيء يحتم الانزلاق الى حرب أهلية." واضاف قوله "من الضروري الان عليهم (الزعماء السياسيين والدينيين) مواجهة الارهابيين لتفرقتهم عن طريق الاتحاد وسرعة تشكيل حكومة وحدة طنية قوية وتمثل الشعب." وتهدد العمليات المسلحة ضد الحكومة المؤقتة التي تدعمها الولايات المتحدة بالتوسع لتتحول الى صراع طائفي دموي بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية. وقتل مئات الاشخاص غالبيتهم تعرض للتعذيب واطلاق النار والقيت جثثهم في شوارع بغداد منذ تفجير ضريح شيعي كبير يوم 22 من فبراير شباط. وقالت الشرطة انها عثرت على 12 جثة جديدة يوم الاثنين. واضافت ان انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق في العاصمة اسفر عن مقتل ثلاثة من الشرطة وثلاثة من السجناء الذين كانوا في حراستهم. واعترف وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بان "الوضع الامني في العراق خطير.. وعدد الذين يفقدون ارواحهم يفوق بكل اسف ما كنا نتوقعه قبل ثلاث سنوات." وعبر العراقيون الذين استطلعت رويترز اراءهم عن نظرة تشاؤمية تجاه المستقبل وتشككوا في ان تتمكن حكومة وفاق وطني من وقف التصدع المتزايد بين الشيعة والسنة والذي ارغم بالفعل البعض على الفرار الى احياء ذات خليط ديني. وقال تاجر من البصرة يدعى جاسم حمود اثناء انضمامه الى مئات الالاف من الشيعة للاحتفال باربعينية الحسين "توقعنا امورا ايجابية بعد 35 عاما من الدكتاتورية لكن الامور سارت في الاتجاه المعاكس. سادت عمليات القتل والدمار." وحث زعماء اجانب يشعرون بالقلق خشية ان يتسبب المأزق السياسي في حدوث فراغ خطير في السلطة القادة العراقيين على التحرك بسرعة لتشكيل حكومة وفاق وطني. ولايزال قادة العراق في حالة جمود بشأن من يتولى اول حكومة بفترة ولاية كاملة بعد الحرب وذلك بعد ثلاثة اشهر من اجراء انتخابات ديمقراطية كانت تهدف الى تحقيق هدف رئيسي للغزو. وفي حادث يصور الفوضى التي تعصف بالعراق أغلق أطباء مضربون أحد أكثر مستشفيات بغداد ازدحاما يوم الاثنين وقالوا ان الحكومة تواجه احتمال هجرة الاطباء بشكل جماعي اذا لم تقم بحمايتهم من العنف على ايدي الشرطة. وقال مسؤول أمني بمستشفى اليرموك الذي استقبل الاف الضحايا منذ الغزو الامريكي قبل ثلاث سنوات ان الاطباء والممرضين غادروا وأغلق المستشفى ابوابه بعد أن ضربت قوات الامن أحد العاملين بالمستشفى. وساهمت حالة السخط المتزايدة بشأن حرب العراق التي تراجع شعبية بوش الى ادنى مستوياتها خلال رئاسته. ولقي اكثر من 2300 جندي امريكي حتفهم في الحرب. وباستثناء 140 جنديا فقد قتلوا جميعا بعد ان اعلن بوش في مايو ايار 2003 انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية في العراق. واظهر استطلاع للرأي نشرته مجلة نيوزويك في الاونة الاخيرة ان 65 في المئة من الامريكيين مستاءون من نهج بوش في ادارة حرب العراق. وقال السناتور جوزيف بايدن عن ديلاوير واكبر الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ "تخلصنا من دكتاتور وحشي وهذا أمر طيب لكننا قد نكون على حافة مبادلته بالفوضى وملاذ جديد للارهاب في الشرق الاوسط." ودعا بايدن بوش الى ان يبذل جهدا أكبر لاقناع زعماء العالم الاخرين بالضغط على الفصائل العراقية لتتوحد. وانعشت المحادثات المنتظرة هذا الاسبوع بين ايران والولايات المتحدة بشأن استقرار العراق الامال في الخروج من مأزق محادثات تشكيل الحكومة العراقية. واتفق زعماء سياسيون عراقيون على تشكيل مجلس امن قومي يمثل جميع الكتل السياسية في البرلمان رغم ان صلاحياته لم تتضح بعد. وقالت مصادر سياسية ان الاتفاق يجسد الجهود الرامية الى الحد من سلطة الاسلاميين الشيعة وايجاد مخرج من المأزق الذي تواجهه محادثات تشكيل حكومة الوفاق الوطني. ويثير الاتفاق امكانية وجود حكومة ظل قوية تسيطر بشكل كامل على الامن والاقتصاد. Opinions