Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

بيان مجلس مطارنة نينوى حول محاضرة البابا

17/09/2006

نركال كيت/في اعقاب الضجة الاعلامية التي تلت محاضرة البابا بندكتس السادس عشر في جامعة راتيسبون في المانيا يوم 12 ايلول المنصرم نوضح ما يلي : مستندين الى نص المحاضرة وليس على التأويلات المفترضة التي لا تصب سوى في اثارة الفتنة.
1ـ موقف الكنيسة الكاثوليكية ، والبابا بالذات ، معروف وثابت في الاحترام الذي يكنانه للأسلام والمسلمين ومناصرة القضايا العربية ، وفي مقدمتها قضية فلسطين ومناوءة الحرب على العراق ولبنان .
2ـ في سياق محاضرة فلسفية طويلة حول صورة الله وصورة الانسان ، والجدلية بين العلم والايمان ، اشار البابا الى ما هو مشترك بين المسيحية والاسلام حول مبدأ سمو الله غير الخاضع للعقل البشري .
3ـ تطرق الباباعرضا الى حوارجرى بين الامبراطور البيزنطي سنة 1391 مع مثقف فارسي مسلم ليفضي الى نقطتين مهمتين في الحوار بين الاديان هما : الحرية " والعلاقة بين الدين والعنف ". وقد تكلم البابا بكل احترام عن الاسلام حين استشهد نصا بالآية القرآنية الكريمة " لا اكراه في الدين"، ليؤكد أنها ركن في الاسلام . أما عن العنف فقال: " ان العنف لا يتوافق وطبيعة الله ، ولا مع طبيعة النفس البشرية" .هكذا " فأن نشر الايمان بالعنف أمرلا يتوافق مع العقل ". وكان البابا في ذلك لا يشير الى ديانة معينة ، بل الى كل استغلال لاستخدام العنف باسم الدين ، من أي مصدر كان . وبذلك شجب لكل تشويه يصيب الاسلام والمسيحية معا بتبرير العنف بأسم الدين . ومن اقوال البابا الأخرى التي لا تتعارض البتة مع أقوال الأخوة المسلمين: " التطرف يتعارض مع النبي محمد. الأيمان لا يخيف ولكنه يجعلنا أكثر شعورا بالمسؤولية . القرآن مصدر لمواقف سلم وتسامح . التطرف يشوه القرآن ، والكراهية والتعصب يدمران صورة الله . لذا نقول: " لا للعنف بأسم الدين". مثل هذه الاقوال نصر للأسلام ، ولكنها تنبيه لمن يؤول بعض الآيات المقدسة لتبرير العنف .
4ـ قد لا يكون النموذج الذي اختاره البابا من جو الجدل والصراع السياسي والديني بين الأمبراطورية البيزنطية والأسلام، في ذلك الزمان، موفقا. ولكن البابا، وقد أكد ذلك الناطق الناطق بأسم الفاتيكان ، لم يرد الأساءة الى الاسلام أبدا، وقد تكلم عن قيمه الاساسية بكل احترام . وانما أراد شجب استخدام العنف والأرهاب اوالحرب بأسمه، أواسم غيره من الأديان. لذا أكد البابا من جديد في نهاية محاضرته على ضرورة الحوار بين الديانات والحضارات "اليوم" أكثر من أي وقت مضى. لا سيما أمام موجة الألحاد والمادية التي تعصف بالمجتمع الغربي خاصة .
5ـ ونختم بقولنا : يجب ان تبقى الأديان جسورا يعبر المؤمنون منها الى بعضهم البعض : على هذا الاحترام المتبادل يرتكز كل حوار بين الديانات لا سيما في بلادنا حيث نتقاسم التاريخ والأرض والقيم والمصير ذاته . ونجدد تضامننا التام مع اخواننا المسلمين ونرفض كل مساس بالرموز الدينية وكل تسييس للدين لأغراض غير أغراضه ، ألا وهي عبادة الخالق وبناء مجتمع الأخوة والعدالة والسلام وقيم الأنسان الحر المسؤول .

مجلس مطارنة نينوى
الموصل في 16/9/2006

Opinions