Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تأسف ونداء /الأب فارس توما

18/08/2006

تأسف ونداء /

الأب فارس توما / كاهن إرسالية مار ماري / الدنمارك

تالمنا جداً لدى سماعنا نبأ خطف الأب سعد سيروب من قِبَل جماعة مجهولة ومن دون أي سبب يُذكر, لا لشئ بل لأنه كاهن ورجل دين من رجال الله , لقد كرّس هذا الكاهن ووهب ونذر نفسه لخدمة الجماعة المسيحية خدمة دينية في سبيل الله لا يبغي منها جزاءاً ولا شكورا وإنما مرضاةً لله عزَّ وجلّ . إننا في الوقت الذي نصلّي من أجله ليكون الله في عونه في هذه المحنة ولينقذه منها لأنه يُعاقب على ذنب لم يرتكبه ويؤخذ بجريرة غيره فإننا في الوقت نفسه نناشد أصحاب الضمائر الحيّة , وأصحاب المروءة والشهامة , أصحاب الذمّة , نناشد جميع الناس الذين ما تزال قلوبهم عامرة بحب الله وذِكْره , على مختلف أديانهم وقومياتهم وأجناسهم نناشد فيهم الروح الإنسانية , نناشد كل الجمعيات والأحزاب السياسية والدينية الأسلامية قبل المسيحية والعربية قبل العالمية وفي البداية نناشد الحكومة العراقية للتدخل من أجل إطلاق سراح الكاهن العراقي المسيحي المختطف الأب سعد سيروب راعي كنيسة القديس يعقوب في الدورة حي الميكانيك – آسيا – ونأسف أشد الأسف لقيام هذه الجهة أو تلك بالأعتداء على رجال الدين فمرة يخطفون كاهناً ميحرقون يديه وأخرى يخطفون كاهناً ومصيره مجهول , إننا نأمل من الحكومة العراقية والقِوى والأحزاب السياسية والمنظمات الشعبية والجماهيرية بالتدخل الجاد من أجل إطلاق سراح الكاهن المختطف . فبأسمي شخصياً وبأسم رعية مار ماري في الدنمارك نناشدكم بأن تطلقوا سراح هذا الذي كرّس نفسه لخدمة الله , فلم يكن منتمياً إلى أي حزب ديني أو سياسي , كما لم يكن لديه أي نشاط ضد أية فئة .ولم يؤذي أحداً قط .
نداء

نداء إلى الخاطفين
أيها الإخوة : إنني أُناشدكم وأُناديكم نداء الأخوة , فقبل أن تكونوا مسلمين ونكون نحن مسيحيين , فإننا عراقيين . وقبل أن تنزل الرسالات السماوية كُنّا كلنا بشر وقد خلقنا الله على صورته وكمثاله , ثم يجب أن لا تستغربون من نداء الأخوة هذا لأنني أعني ما أقول فعندما أُناديكم يا إخوتي فإنني أعنيها , ألسنا من أبوين أثنين !!! ألسنا كلنا أولاد آدم وحواء أبوينا الأولين !!! فكيف لا نكون إخوة ؟
إذن أسمحوا لي أن أناشدكم بأسم هذه الأخوّة أن تطلقوا سراح الأب سعد سيروب ...جربّوا مرة واحدة أن تسامحوا وأنظروا كم سوف تشعرون بالزهو والفخر من عمل الخير !!! سوف تنتشي نفوسكم من هذا العمل , لأن فعل الشر بكل سهولة يمكن إتيانه أما عمل الخير فهو من فعل الرجال الأشداء وليس من فعل الجبناء ... فهل أنتم رجال ؟ إذن أسعوا لفعل الخير ... سوف ترتاح ضمائركم ولن تشعرون بوخزة الضمير أو عقدة الذنب , ولن تخافوا من أحد مطلقاً : لا تخشى من خوفٍ باغتٍ ولا من خراب الأشرار إذا جاء , لأن الرب يكون معتمدك ويصون رجلك من أن تؤخذ . أمثال 3 : 25و26
أيها الخاطفون : لقد كان المسيحيون الأوائل في كل زمان ومكان السند الأول للإسلام فمنذ بداية رسالة الإسلام كان المسيحيون يعضدونهم , ألم يكن أحد القادة المسيحين من بين المقاتلين مع الإمام علي أبن أبي طالب ... أين أنتم من ذلك هل نسيتم بأن جميع الأطباء الذين عالجوا حلفاء المسلمين كانوا مسيحيين ؟ فلماذا لم يخطفوهم أو يقتلوهم ؟
أيها الإخوة إن كان الزمن قد قسى عليكم قليلاً فلا يعني هذا بانه يجب أن تنتقموا من كل البشر , لا تيأسوا : يا مَن تعبرون البرية لا تتشكون من أشواكها , لأن فيها شجرة تفاح بظلّها تستريحون, ومن ثمرها تشبعون وبرائحتها تنتعشون .
ايها الخاطفون : نعم نحن نعلم بأن – سَورة الغضب تطفئ سراج العقل – فإن كنتم في لحظة غضبكم فعلتم هذا فيمكنكم تصحيحها , وإن كنتم من أجل النقود فعلتم هذا , فالمال زائل والدنيا فانية وقتل نفسٍ بريئة حرّمها الله في كتابكم , وإن فعلتم هذا لكونه مسيحي , فأنتم على خطأ مبين , لأن الدين لله والوطن للجميع, فلا يمكن أن تمحى المسيحية وتزول بمقتل كاهن هنا أو مواطن هناك , فالرسالة أكبر من أن تنتهي بمقتل ثلاثة أو عشرة أو مئة لأن الله قادرٌ أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم .ولأن المسيحية رسالة السماء وليست من صنع البشر .
أيها الأحبة : قال السيد المسيح له المجد : أحبّوأ أعداؤكم وأحسنوا إلى مبغضيكم :
جربّوا أن تعملوا بها ولو مرة واحدة , وأنظروا كم تجلب لكم من الراحة والسعادة وطول العمر .
أيها الإخوة لماذا تهينوا خدم المسيح بهذه الصيغة , فلأجل أسم المسيح أُناشدكم بأن تطلقوا سراحه, ألم يمتدح القرآن السيد المسيح : ألم يقل عنه بأنه الوحيد المولود من عذراء – مريم 20و21
ألم يقل عنه كتابكم بأنه كلمة الله – النساء 171 و آل عمران 45
ألم يقل عنه كتابكم بأنه الوحيد من دون كل الرسل تكلم وهو ما زال في المهد – مريم 23 – 33
ألم يقل عنه نبيّكم محمد : كل أبن آدم يطعنه الشيطان في جنبه حين يولد غير عيسى أبن مريم ذهب ليطعنه فطعن الحجاب .
ألم يكن وجيهاً في الدنيا والآخرة آل عمران 45
ألم يحيي الموتى – ىل عمران 49
ألم يكن آية للناس ورحمة من الله – مريم 20
ألم يقل نبيكم : لا تقوم الساعة حتى ينزل أبن مريم حكماً مقسطاً ...
فماذا سوف تقولون له يوم ذاك !!!!!
وكيف يمكنكم أن تهينوا كهنته !!!!!!! إن كنتم تؤمنون بكتابكم ونبيّكم ؟
رجائي أكرره وبإلحاح شديد بأسم الله وبأسم الدين وبأسم الإنسانية أن تطلقوا سراح الأب سعد سيروب ولكم الأجر والثواب

أخوكم في الأنسانية
الأب فارس توما / كاهن إرسالية مار ماري / الدنمارك
Opinions