Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تباركت أمة الكلدان بكم " كلمة بمناسبة أختتام مجمع أساقفة الكنيسة الكلدانية "

لقد تفجّرت ينابيع الكلدان عن ماء زلال نقية طاهرة ، وهي تجري لتصب جميعها في مجمع واحد يستقي منه كل الكلدان الأصلاء الشرفاء المخلصين لقوميتهم والمؤمنين بهويتهم الكلدانية ولا يرتضون بغيرها بديلا .

توالت الأعراس الكلدانية هذه الأيام وتوالت معها الأنتصارات ، والأحداث تجري بسرعة .

ولا زلنا نحن نعيش الفرحة الكبرى ، ونحن في غمرة النشوة التي أحدثتها لنا قرارات جريئة أتخذها المؤتمر الثاني للمجلس القومي الكلداني والتي تمخضت عن ولادة أو تفعيل دور أتحاد القِوى الكلدانية ، سمعنا زغاريد عرس آخر أكبر من الذي كان ، هلاهل العيد ، نعم إنه عيد الكنيسة الكلدانية ، الفرحة الكبرى ، العرس الذي ما بعده عرس ، التأمت كنيستنا الكلدانية ، وعادت المياه إلى مجاريها وها هو رأس الكنيسة الكلدانية محاطاً بالسادة أصحاب النيافة والقداسة المطارنة المبجّلون .

إنه عرس الكلدان ، وها أن شمس الكلدان قد سطعت من جديد ، وقد ولّى الظلم والظلام إلى غير رجعة ، وكيف لا ، اليس السيد المسيح له المجد وبطبيعته البشرية أنحدر من هذه السلالة ؟ أليس هو من نسل أبراهيم الكلداني أبو الأنبياء ؟ الذي عاش وترعرع في أور الكلدانيين ، ومن اور الكلدانيين سمع نداء الرب وأنتقل إلى حاران ، هذه هي سلالة الكلدان يا أخوان ، فلماذا التجني والنكران ؟؟؟.

البارحة كتبنا عن مقررات أتحاد القِوى الكلدانية وما أن أنتهينا من الكتابة ، حتى جاءنا الخبر المفرح الكبير وهو مقررات مجمع آباء الكنيسة الكلدانية والتي جاءت متطابقة مع روح مقررات المؤتمر الثاني للمجلس القومي الكلداني وكذلك مع مقررات اتحاد القِوى الكلدانية .

"من هذا المنطلق اعلن الاساقفة تمسكهم الراسخ بقوميتهم الكلدانية وحقوقهم المشروعة، بموجب الدستور العراقي الاتحادي المادة 125: (( يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة مثل التركمان، والكلدان والاشوريين، وجميع المكونات الاخرى، وينظّم ذلك بقانون )). فيطالب الاساقفة ادراج هذه المادة في دستور اقليم كردستان. هكذا يتمكن الكلدان من مواصلة رسالتهم ودورهم في المجال السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي في سبيل بناء عراق ديمقراطي تعددي مزدهر."

ها هم قادتنا الدينيين الأفذاذ يعلنون عن معدنهم الأصيل ، وقد أزاحوا غبار الزمن المتراكم منذ عدة سنوات وطبّقوا قول المسيح فعلاً وحقيقةً ،

ها هم قادة الكلدان الروحيين وقد أثبتوا على مر الزمان بأنهم فعلاً قادة روحيين يصلحون في كل زمان ومكان .

لقد ألتأم المجمع المقدس لقادتنا ليظهروا بأجمل حلّة يتقدمهم غبطة الكردينال الكلداني بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم بملابسه الحمراء وباقة الورد تلتف حوله المتكونة من السادة المطارنة الأجلاّء ، وقرروا ما كان يجول في القلب والفكر ، وما كان يتمناه كل كلداني غيور على أمته وشعبه ، كان حلمنا جميعا ، وها قد حققه قادتنا الدينيويين وقادة كنيستنا الروحانيين .

لقد أرسى قادة الكنيسة الكلدانية دعائم أمتنا الكلدانية وأثبتوا اصالة الهوية وصدق الأنتماء للمبادئ التي آمنوا بها وساروا على هديها وأهتدوا بنورها .

لقد حفظت الكنيسة الكلدانية على مر الزمان وطيلة العهود المنصرمة هوية الكلدان وحافظت على تراث الكلدان ولغة الكلدان وما زالت هي المحافظ على هذا التقليد والتراث واللغة ، لذلك لا يمكن لأمة أنحدر من سلالتها يسوع المسيح رب المجد أن تموت .ولا يمكن لهذه الأمة ان تُفنى ، ولا يمكن لأمة لها قادة مثل قادتنا الروحانيين أن تندرس ، فهل يجرؤ مخلوق على ألغاء أسم أمة الكلدان ؟ وهل له أن يتجاهل أو يحاول أن يتجاهل هذا الأسم اللامع " الكلدان " ......

لقد أعاد قادة كنيستنا الثقة إلى قلوبنا من خلال ثباتهم على تمسكهم بهويتنا القومية ، فما الكنيسة الكلدانية إلا أنها كنيسة للشعب الكلداني ، فلو لم يكن هناك شعب كلداني لما كانت هناك كنيسة كلدانية ، لذلك كنا واثقين من قادتنا الروحانيين تمسكهم بهويتهم القومية ، وبماضي آبائهم وأجدادهم الكلدان الأصلاء ويتخذوه نبراساً لهم في حاضرهم الحالي ويعتمدوه منهجاً لهم لصياغة طريق المستقبل لأبناء شعبهم وأمتهم الكلدانية .

وإن بدرت في فترة ما خلافات أو تلبد الجو بالغيوم لفترة ما ، فما هي إلا غمامة صيف قد أنقشعت ، وما هي إلا من بسائط الأمور تحدث بين الأب وابنائه أو بين الإخوة جميعا ، وقد استنار الجميع بهدي ونور الروح القدس الذي ألهمهم ونوّر مسيرتهم فكانت نتائج مجمع الأساقفة الكلدانيون صفعة قوية بوجه كل من ينكر حقوق الكلدان أو يتنكر لأمة الكلدان .

أيها الأفذاذ

غبطة البطريرك الجليل ، ايها الشيخ الكلداني ، يا أسد بابل ، ويا أصحاب القداسة والنيافة السادة المطارنة الأجلاء ، اليوم يعيد تاريخ الكنيسة الكلدانية صفحات مشرقة منه على اياديكم المقدسة ، اليوم من حقنا نحن الكلدان ان نفتخر جميعا في مشارق الأرض ومغاربها بقادتنا الدينيين . نحن نستنير بهدى تعاليمكم الكاثوليكية الرسولية ، ونسير وفق مسيرتكم ، فأنتم القدوة وأنتم النبراس ن وانتم التاج الذي نضعه فوق الراس ، يا من حملتم مشعل الكنيسة وتوارثتموه من الأجداد إلى الأحفاد

كيف لا ؟ وهل يُعقل لأحفاد ابونا أبراهيم الكلداني أن يكونوا إلا كذلك ؟

لقد أختار الله نسل ابراهيم الكلداني ليتجسد منه ابنه الحبيب ، ومن هذا النسل أخذ سيدنا يسوع المسيح جسداً كلدانياً ، وجرت في عروقه دماءً كلداتنية صرفة ، وسُفكت تلك الدماء الكلدانية على الصليب لمغفرة خطايا البشر أجمعين .

لقد أفشلتم مراهنات الأعداء ، وهل يمكن المراهنة على الفرسان .

يافرسان الكنيسة الكلدانية الأشداء ،

يا من قاومتم الريح العاتية الصفراء ،

يا من هاماتكم تطاول عنان السماء

يا من أضأتم قناديل الحياة شموعا للكلدان الأصلاء

إننا نفتخر بكم اشد الأفتخار يا جبال أمتنا الشمّاء .

يا ابناء أور الكلدانية : ـ من حقكم أن ترفعوا معالم الزينة في كل مناطقكم وشوارع مدينتكم الكلدانية ، فاليوم فرحة كبيرة جداً .

اليوم عادت شمس الكلدان للسطوع مرة ثانية بعد أن غطتها سحب كثيفة صفراء .

اليوم عادت راية الكلدان خفاقة في الأعالي

اليوم نهض اسد بابل وبزئيره ترتعد الفرائص وتهتز أرجاء الكون

زئير اسد بابل سيتردد صداه في كل أرجاء المعمورة ليعلن ميلاد فجر الكلدان .

لقد دبّت الروح فيه ، وعادت الحياة إلى شوارع بابل تعلوها راية الكلدان خفاقة يرفعها غبطة الكردينال الكلداني البطريرك ما رعمانوئيل الثال دلي يعاونه بها السادة المطارنة المحترمون .

هنيئاً لكم قادتنا الدينيين ، لا بل هنيئاً لنا جميعاً

ومن نصر إلى نصر والكلدان يرفلون بالعز والمجد

عشتم وعاشت أمتنا الكلدانية بكل خير .



نزار ملاخا / ناشط قومي كلداني

‏07‏/05‏/2009



Opinions