تبريرات وزير النفط .. تثير استغراب المواطن العراقي
قبل عدة ايام تابعت مقابلة مع وزير النفط العراقي في القناة الفضائية العراقية حول شحة وفقدان المنتوجات النفطية وبالتالي عدم قدرة المواطن على الحصول على حاجته من هذه السلعة الضرورية للحياة اليومية خاصة وان فصل الشتاء قد جاء باردا وحمل معه الثلوج . ان المواطن العراقي الذي يعاني كثيرا من صعوبة الحصول على المستلزمات المعيشية الضرورية للحياة اليومية وفقدان الخدماتالواجب توفيرها في جميع المجالات الخدمية والصحية وغيرها .. ان هذا الموطن ليس عليه الا الاستسلام الى تبريرات المسؤولين والوعود المستقبلية من دون ان يكون هناك ما يشير الى تخفيف معاناة المواطنين اليومية .. ولكن عندما تكون هذه التبريرات واهية وغير واقعية فتلك مصيبة كبرى والا بماذا نفسر تبريرات وزير النفط .. ساشير هنا الى ثلاث نقاط في تبريرات السيد الوزير :
اولا: يقول السيد وزير النفط ان الكثير من الشاحنات المحملة بالمنتوجات النفطية للمواطنين لم تتمكن من الوصول الى المراكز التسويقية بسسب تساقط الثلوج وغلق الطرق ... نحن نعتقد ان تساقط الثلوج هو من الامور الطبيعية وغلق الطرق ايضا
أمر طبيعي ، ولكن السؤال هو .. الا توجد جرافات وألات لفتح الطرق ، خصوصا وان المواطنين في اشد الحاجة الى هذه السلعة ..علما ان عملية ازاحة الثلوج وفتح الطرق تعتبر من ضمن الاعمال اليومية الاعتيادية للدوائر البلدية والخدمية .. لانه اذا كانت الثلوج تغلق الطرق وننتظر الى ان تذوب الثلوج فان اهل البلد سيموتون من الجوع لا سامح الله .
ثانيا : يقول السيد الوزير ان تعرض المستودعات والمنشئات النفطية الى القصف والاعمال التخريبية هي وراء اختفاء وشحة المنتوجات النفطية ... ثم يسترسل السيد الوزير في الحديث ويقول : ان الارهابيين والزمر التخريبية قد قاموا بزرع الالغام
حول احدى المنشئات النفطية الانتاجية ثم قاموا بتفجير الانابيب مما تعذر علينا القيام
بعمليات الاصلاح بسبب حقول الالغام ، واننا ( والحديث للسيد الوزير ) قد طلبنا من القوات المتعددة الجنسية ان تقوم بفتح ثغرة في حقول الالغام لنتمكن من اصلاح تلك
الانابيب ...هل من المعقول ان تترك المنشئات النفطية بدون حراسة وحماية في ظل الظروف الامنية المتردية خاصة منشئات بهذه الاهمية ..لانه هل من المعقول ان ياتي الارهابيون وزمر التخريب ويقومون بزرع الالغام حول المنشئات النفطية ويفجرونها بهذه السهولة.. هذا معناه ان المنشئات بدون حماية ، او ان افراد قوات
حماية النفط نائمون ، او هناك تواطؤ في مثل هذه العمليات .
ثالثا : يضيف سيادة الوزير الى تبريراته بان السواق المكلفين بنقل وايصال المنتوجات النفطية الى مراكز التوزيع يخافون من قيادة المركبات والشاحنات الخاصة بنقل هذه المنتوجات بسبب الاوضاع الامنية المتردية .. ونحن هنا نقول للسيد الوزير انه بالامكان الاستعانة ببعض الوحدات العسكرية للقيام بهذه المهمة ،
لان العسكرئ سوف ينفذ الاوامر وسوف لن يقول لا استطيع او انه خائف ونكرر مرة اخرى ونقول .. اليس بالامكان توفير الحماية لمثل هذه المركبات والشاحنات
الضرورية لحياة المواطنين .
وختاما نأمل ان تكون المبررات في المستقبل أكثر واقعية وان تتسع صدور المسؤولين لتقبل نقد المواطنين بغية كشف مواقع الخلل من اجل خدمة المصلحة
العامة .