Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تحليل عن تأثير التضاريس على الخلافات بين الكلدان والآشوريين

معنى القومية
ممكن تعريف القومية على أنها انتماء قوم معين لبقعة جغرافية محددة تربطهم مجموعة مقومات تراثية مشتركة واهم هذه المقومات هي 1- البقعة الجغرافية (الأرض) المشتركة 2- التاريخ المشترك 3- المصير المشترك 4- اللغة المشتركة 5- الإنتاجات الأدبية والفنية كالموسيقى المشتركة 6- الدين أو المعتقدات المشتركة 7- الطقوس والتقاليد والقيم المشتركة. وبناءا على هذا المفهوم للقومية يتفق الجميع بأن التراث مشترك بين الكلدان والآشوريين وبأنهم قومية واحدة. لكنه يبدو بأن هناك اختلافا متعلقا بالطبيعة التضاريسية للأرض السهلة التي سكنها معظم الكلدان والأرض الجبلية التي سكنها معظم ألآشوريين.

معلومات جغرافية
تمتد معظم القرى الكلدانية على أراضي سهلة ونسميهم بالسريانية "ناشد دشتا" أي أهل السهول، في حين تقع أغلبية القرى الآشورية في المناطق الجبلية الوعرة ونسميهم بالسريانية "ناشد طورا" أي أهل الجبل. ومدينة الموصل قريبة من خمس من أكبر القرى الكلدانية وهي قرية تلكيف التي هي الآن قضاء وقرية باطناي وقرية تلسقف وقرية باقوفة وقرية القوش. واكبر هذه القرى الخمس وأقربها إلى مدينة الموصل هي قرية تلكيف (قضاء تلكيف).

أدى قرب قضاء تلكيف من الموصل إلى كثرة احتكاك سكانها مع عرب الموصل والاكتساب من التراث العربي بشكل شبه مباشر. وبمرور الزمن هاجرت نسبة عالية من سكان قرية ثم قضاء تلكيف للموصل وأيضا لبغداد والبصرة فاكتسبوا أكثر فأكثر من التراث القومي العربي.

اختلاف التضاريس
من البديهي أن الجبال وفرت حماية للآشوريين "أهل الجبل" أكثر مما وفرته السهول من حماية للكلدان "أهل السهول". فبينما كان الكلدان من "أهل السهول" معرضين لهجمات دون أي حماية من الطبيعة، كان الآشوريون من "أهل الجبل" أكثر قدرة على الاختباء في الجبال. لذلك تمكن الآشوريون "أهل الجبل" تاريخيا من الحفاظ على تراثهم القومي أكثر مما تمكن الكلدان "أهل السهول" من حماية التراث نفسه. وأيضا سببت الجبال صعوبة في المواصلات اليومية مما أدى إلى شبة عزلة الآشوريين "أهل الجبل" في جبالهم وابتعادهم المستمر عن تراث القومية العربية.

عزلة أهل الجبل في قراهم
على الرغم من ايجابية حماية الآشوريون لتراثهم القومي، أنتجت هذه العزلة القاسية نتائج سلبية ما تزال آثارها جلية اليوم–السلبية هي في تخلف "أهل الجبل" عن مواكبة حضارة المدن الكبيرة المجاورة كمدينة الموصل ثم بغداد والمدن الأخرى. لقد تأخر الآشوريين اقتصاديا ولم تصلهم تجارة وثقافة وعلوم العالم الجديد بسهولة ولم يشرعوا بالخروج من جبالهم للنزوح إلى المدن إلا بعد منتصف القرن العشرين.

هجرة أهل السهول للمدن
تدريجيا اختفى اهتمام "أهل السهول" بجذورهم القومية وبات همهم الأكبر هو الهجرة للمدن الكبرى لأجل جني لقمة العيش. ثم تعلموا اللغة العربية وأجادوها وتطبعوا بالتراث العربي لأجل الحصول على أعمال أفضل في دولة العراق العربية. وأيضا تعلموا على إدارة أنواع معينة من الأعمال التجارية في المدن. وحتى كنائسهم تبعتهم إلى المدن الكبرى، وأقتصر اهتمام ساسة الكنائس الكلدانية الكاثوليكية–في بغداد مثلا–على نشر العامل الديني وأهملوا نشر الوعي القومي. وطبيعة الكنائس الكاثوليكية العالمية هي أصلا أممية وليست قومية. وبمرور الزمن نسى هؤلاء بأنهم قد نزحوا من القرى وصار الكثير منهم يفتخر بكونه من ولادة بغداد ويفتخر بكونه لا يعرف شيئا عن قرية أجداده وبكونه لم يرى القرية يوما ولم تطأها قدماه، ثم ونسى البعض الآخر اللغة السريانية تماما واعتنق معظم التراث العربي فيما عدا الدين الإسلامي. واعتقد البعض بأن قوميته هي عربية وهناك منهم من ناضل من أجل القومية العربية. كل هذا يجري ولم يُدرِس ساسة الكنائس الكدانية سوى طقوس الصلوات والعبادة.
تأخرت هجرة أهل الجبل للمدن
في البداية كان لا يهاجر إلى المدن إلا القليل من "أهل الجبل" وحال وصولهم للمدينة كانوا يتوجهون لأهل تلكيف للعمل عندهم في أعمال ذات طبيعة خدماتية. وهنا برز التباين الطبقي بين "أهل السهول" و "أهل الجبل"–فبينما كان أهل تلكيف مالكي الفنادق والمطاعم ومحلات المشروبات الروحية والملاهي الليلية، كان أهل الجبل مستخدمين كعمال عندهم. وكنتيجة طبيعية لهذا التباين الاقتصادي، هبطت القيمة الاجتماعية لأهل الجبل. وأيضا هبطت قيمة كونهم هم من حافظ على تراثهم القومي وأبقوه على قيد الحياة. تحول "أهل السهول" إلى رواد في فنون حياة المدن وبات "أهل الجبل" أتباعا لهم. وأصبحت مسألة القومية مصدرا للسخرية لأن بعض المتخلفين من الزبائن العرب سخروا من أسماء "أهل الجبل" الآشورية لكونها أسماء غريبة عليهم وسخروا أيضا من ضعف اللغة العربية عند "أهل الجبل" واعتبروا ضعفهم في اللغة العربية جهلا، وكل من كان لا يجيد لغة الدولة الرسمية كان مصدر للسخرية وموضوع لطرح النكات عليه. والقديمين في بغداد من الكلدان لن يدافعوا عن "أهل الجبل" ولم يهتموا للتفرقة العنصرية ضدهم وأحيانا هم نفسهم انضموا للعرب ساخرين ليس فقط من "أهل الجبل" فحسب بل من أي مهاجر جديد نازح من القرية إلى المدينة. والعراق معروف بمشكلة سخرية أهل المدن من أهل القرى.

لنحلل معا
1- لاحظ أن أسماء أغلبية أبناء وبنات الكلدان–وخاصة الجيل الجديد منهم–هي أسماء عربية مثل فارس، جميل، عادل، سميرة، ليلى الخ. في حين أن أسماء أكثرية الآشوريين استمرت بكونها ما تزال أسماء قومية مثل آشور، سركون، صليوو، شميران، الخ.

2- تغلب مفردات عربية تكاد تكون أكثر من 50% على اللهجة الكلدانية‘ في حين أن اللهجة الآشورية قلما تحتوي على مفردات عربية.

3- تطغي الموسيقى الآشورية في الوسط الآشوري أينما كان في حين أن الموسيقى العربية هي المفضلة عند الأكثرية الساحقة من الكلدان.

4- بدأت هجرة الكلدان للمدن الكبيرة كهجرة سكان قرية ثم قضاء تلكيف إلى الموصل وبغداد والبصرة مبكرا–منذ بدايات القرن العشرين. أما أغلبية الآشوريين فبقوا معزولين في جبالهم عزلة شبة بعيدة كل البعد عن التراث العربي ولم يضطر أكثرية سكان القرى الآشورية للهجرة إلى لمدن إلا بعد أحداث الستينيات من القرن العشرين.

5- درس معظم الكلدان في المدن التاريخ العربي والإسلامي في المدارس وتأثروا به أكثر مما تأثروا بتاريخ قوميتهم–ولا يُدرس تاريخ قوميتهم بالمدارس ولا بالكنائس ولا بالبيوت. وأن الشخص العادي منهم يجهل تأريخه ولا يفهم جذوره القومية وحين يُسأل بعضهم–وخاصة ممن يسكن منهم ببغداد–يجيب بأنه مسيحي عربي وقد يجهل بأنه ليس عربي. في حين أن أغلبية الآشوريين ما زالوا واعيين وعي قومي حاد وهم متحمسين لتاريخهم ولم يتخلوا عنه يوما مهما كلفهم الأمر من ثمن.

6- تنتشر تقاليد عربية وإسلامية عديدة بين عدد لا يستهان به من الكلدان كتقاليد القتل غسلا للعار وتقاليد المغالاة في فرض التقاليد العربية والإسلامية المتعصبة إزاء سلوك الإناث عندهم. في حين أن هذه التقاليد المستوردة من تقاليد العروبة والإسلام هي شبه معدومة عند الآشوريين–فهناك بعض من الكلدان ممن يسخر ويصف الآشوريين بكونهم "منفتحين زيادة" مع بناتهم. وهم أي الكلدان يسخرون بالطريقة نفسها التي يسخر بها العرب المسلمون من تقاليدهم.

استنتاج عن تأثيرات التضاريس على الخلافات بين الكلدان الآشوريين اليوم
لو قارنا "أهل الجبل" في المدن اليوم مع "أهل السهول" في المدن سابقا لوجدناهم يمرون بمراحل تشبه المراحل التي مر بها "أهل السهول" قبل حوالي 50 سنة.

توارث "أهل السهول" نظرة التعالي على "أهل الجبل" وتعودوا الاستخفاف بهم وبموضوع قوميتهم الذي لم يعد يعني شيئا بالنسبة لهم إلا بعد عام 2003، هذا العام الذي برزت فيه أحزاب وأفراد قومية مثلوا قوميتهم بالحكومة العراقية الجديدة. أثبتت مظاهر عديدة بدأت تطفوا على سطح الأمور بأن أهم خلاف معاصر بين الكلدان والآشوريين هو خلاف تعالي الكلدان على الآشوريين. وحين حاول وما يزال يحاول الآشوريون التحاور مع الكلدان للنقاش معهم بأهمية الأمور القومية، يرفض الكلدان الإصغاء لهؤلاء الذين تخلفوا 60 عاما عنهم وما زالوا يستهينون بهؤلاء الذين كانوا معزولين في جبالهم ومتعصبون لقومية لا يرى الكلدان جدوى منها.

ويستمر "أهل السهول" برفضهم للنظر إلى "أهل الجبل" بالنظرة الجدية التي يستحقونها–نعم يستحق "أهل الجبل" النظرة الجدية والإصغاء بأدب وشفافية لما يحاولون أن يقولوه لأنهم هم وهم وحدهم الذين أصروا على الحفاظ على التراث القومي لما يسمى اليوم بقومية شعب ما بين النهرين من الكلدان والآشوريين والسريان.


بقلم ميسون
E-mail: maysoon.iraqia@yahoo.com Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
الحكماء الجدد ومظاهرات الشعب العراقي حين تقرأ بعض الكتاب التي تنصح الشعب العراقي بالابتعاد عن المطالبة بحقوقه والدفاع عن مصالحه الحيوية التي تداس اليوم بالإقدام شكراً للأستاذ المالكي لكن نطلب اعتذار الحكومة لشعبنا المسيحي سوف لا نحاول في هذا المقال إثبات تأثيل وعراقة المسيحيين العراقيين من القوميات المتآخية الكلدانية والأرمنية والسريانية والآشورية ، وامتداد جذورهم الى سحيق الأزمنة التاريخية في تربة الوطن العراقي لأن ذلك مثل من يحاول إثبات حقيقة ان الشمس تبزغ من الشرق وت الاكراد يستغنون عن شعبنا في الاقليم ..!؟ المعروف بان البرلمان او مجلس النواب او الجمعية الوطنية او مجلس الشعب او اي من هذه التسميات او غيرها تعبر عن الصابئة المندائيون في البصرة يحتفلون بعيدهم شبكة اخبار نركال/ NNN/البصرة/ احتفل الصابئة المندائيون في البصرة هذا العام بعيد الخليقة في احد البساتين البعيدة المطلة على نهر شط العرب،وقال
Side Adv2 Side Adv1