Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تذكار الملافنة المشرقيين الكلدان والملافنة الرومان

القراءات الطقسية: القراءة الأولى: أعمال الرسل 12 / 25 _ وأما برنابا وشاول فلما قاما . . . + أعمال الرسل 13 / 1 _ 12 وكان في الكنيسة التي في . . .

القراءة الثانية: العبرانيين 13 / 1 _ 8 لتبق المحبة الأخوية ثابتة لا تنسوا . . . + العبرانيين 13 / 16 _ 21 لا تنسوا الإحسان والمشاركة . .

القراءة الثالثة: متى 16 / 24 _ 28 ثم قال يسوع لتلاميذه: من أراد أن يتبعني + متى 17 / 1 _ 9 وبعد ستة أيام مضى يسوع ببطرس . . .



تفتخر كنيسة المشرق بعدد كبير من ملافنتها القديسين الذين زينوا كنيستهم المقدسة بتصانيفهم الثمينة. وفي هذا اليوم تحيي الكنيسة ذكراهم العطرة على مذابحها في كل مكان. وسنتحدث عن بعض هؤلاء الملافنة. نذكر منهم:



1_ مار أفرام النصيبيني ( القرن الرابع ): ولد في نصيبين في عهد الملك قسطنطين سنة 306 من أب رهاوي اسمه " مشق " كان كاهناً لصنم يدعى أبيزال، وأم مسيحية من آمد " ديار بكر " حسب ما ورد في إحدى خطبه باروسا دنرىيا ايصظدي اكغ ىبوريص ظا وجىي " إني ولدت في طريق الحقيقة ولو أن صباي لم يحسّ بذلك ".

وجاء في أحد ميامره أن والده اعتنق المسيحية في شيخوخته، ونال مع زوجته إكليل الشهادة في عهد شابور الثاني ملك الفرس، خلال الاضطهاد الأربعيني.[1]

ومنذ طفولته ظهرت فيه النعمة الإلهية، فرأى وهو رضيع غصناً قد نبت في فمه ونما حتى بلغ السماء، وصار فيه ربوات من العناقيد، وربوات الربوات من العنب، إشارة إلى كثرة مصنفاته.[2] ويقال أن أباه حينما علم بميله إلى المسيحية واحتقاره للديانة المجوسية، غضب عليه وطرده من البيت، فالتجأ إلى أسقف المدينة مار يعقوب النصيبيني.

تتلمذ مار أفرام لأسقف نصيبين مار يعقوب الذائع صيته طهراً وقداسة، وقبل منه العماد المقدس وهو في الثامنة عشرة من عمره، وأحله في دار الأسقفية وعلمه الديانة المسيحية، وأرشده في جادة الكمال الإنجيلي حتى بلغ في مدة وجيزة درجة سامية. فمكث لديه تلميذاً حبيباً عزيزاً نشيطاً تقياً نقياً لطيفاً وديعاً، وكان كلما ازداد سناً ازداد بالفضيلة شغفاً. وكان قد انضم إلى مدرسة نصيبين الشهيرة، ومنها تخرج في علم الكتاب المقدس، وقد فاق علماً جميع رفاقه في المدرسة، فنصبه فيها مار يعقوب معلماً. ومنذ ذلك الحين أخذ يصنف القصائد البديعة الباهرة، فضم إلى حياته الطاهرة توقد الذهن وحذاقة البصيرة، فأضحى رجلاً عظيماً قلما قدمت الأرض مثله للسماء. ويقال إن مار أفرام رافق القديس يعقوب إلى المجمع المسكوني النيقاوي المنعقد سنة 325، وبقوة صلواته رُفع الحصار عن مدينة نصيبين من قبل شابور الثاني ملك الفرس وذلك سنة 338. وبقي عاكفاً على التعليم في مدرسة نصيبين أكثر من 38 سنة، حتى سلمت نصيبين للفرس سنة 363.

وقد عاصر مار أفرام خلال حياته في نصيبين أربعة من أساقفتها هم: مار يعقوب النصيبيني، ومار بابو[3]، ومار ولغاش[4]، ومار إبراهيم[5]. وأنشد أفرام مناقبهم الجليلة في ميامر عديدة وضعها في نصيبين، عرفت هذه الميامر بـ النصيبينية. فيصف مار يعقوب بالغيرة والحزم، ومار بابو بالتواضع ومحبة الفقراء، ومار ولغاش بالعلوم والأدب، ومار إبراهيم بالوداعة ومحبة الفقر.

ويتحدث مار أفرام عن المطارنة الثلاثة الأوائل لنصيبين قائلاً: " يعقوب يداعب الكنيسة الطفلة بحنان. وبابو استعمل الصرامة مع البنت الصغيرة. وأولغاش الحلم مع البالغة. وكل راع منهم فتح باباً مختلفاً كل بمفتاحه. فبينما غرس يعقوب الكرمة، سيجها بابو، وبنى أولغاش الأهراء للثمار. يعقوب أرضع أولاده بكلمات بسيطة، واستخدم بابو التعابير السهلة، بينما عبر أولغاش عن ذاته بكلمات البالغين ".

ويخاطب مطرانها الرابع أبراهام قائلاً: " أيها العريس البتولي، إنني أود أن أثير غيرتك بشأن عروس شبابك. فأقطع الإلفة التي كان لها في صباها مع الكثيرين، واردعها وتشجع ثانية لكي تعرف ما هي، فتحب المسيح فيك لأنه عريسها الحقيقي ". [6]

بعد سقوط نصيبين ترك مار أفرام المدينة متوجهاً إلى آمد عند أخواله، وهناك مكث مدة يسيرة. ثم رحل إلى مدينة أورهاي[7] " أورفا "، ورافقه إليها جميع معلمي نصيبين ومعظم أشرافها. وهناك وجه عنايته إلى فتح مدرسة لبني جلدته عوض مدرسة نصيبين المنحلة، وعرفت هذه المدرسة بـ مدرسة الفرس، لأنها أسست خصيصاً للمشارقة القادمين من البلاد الفارسية. وقد أدار هذه المدرسة هيئة تعليمية أغلبية أعضائها من نصيبين.

وقضى مار أفرام السنين العشر الباقية من حياته هناك وهو يهتم بالمدرسة والمطالعة والتأليف، وكان يعكف كثيراً على العزلة والاختلاء والصلاة في جبل أورهاي المدعو بـ الجبل المقدس، لكثرة المغاور التي فيه، والتي اتخذها النساك صوامع لهم.

وفي هذه المدينة بذل أفرام جهوداً كبيرة لدحض آراء برديصان المنحرفة عن الإيمان القويم، والتي كانت منتشرة هناك. فألف أغاني دينية كثيرة ولحنها وضمنها الآراء الدينية القويمة، قدمها للمؤمنين علاجاً طيباً شافياً.

توفي مار أفرام في أورهاي سنة 373 وقد ناهز السبعين من عمره. وجاء في وصيته " يا أيها الرهاويون إني أنا أفرام مائت لا محالة، الويل لي إن حياتي قد دنت إلى الزوال، قد دنا النسيج إلى القطع، ونفذ الزيت من السراج. الويل لك يا أفرام إذا وقفت قدام منبر ابن الله. فاستحلفكم بكل احترام أن لا تدفنوني في بيت الله تعالى ولا تحت المذبح، إذ لا يليق بجسد يرعاه الدود أن يرقد في هيكل مقدس. قد عاهدت إلهي أن لا أُدفن إلا في مقبرة الغرباء فإني غريب نظيرهم، ادفنوني في ثوبي وقبعتي لأني مملو خطايا وآثام، شيعوني بصلواتكم وترانيمكم وتقريب الذبيحة المقدسة مراراً جمة تكفيراً عن شقائي. ويل لي لأني منذ حبلت بي أمي لم أقبل علة تقديم الخير، وأني في تذكّري ما ارتكبت من السيئات فزع قلبي وتحرك من مكانه، ولصق لساني بحنكي وتفككت كل عظامي، يا أخوتي وأعزائي وآبائي ما نذرتموه لي ليقسم على الفقراء والبائسين والسقماء والمحتاجين فيكون لكم الأجر عند الله. إن أفرام لم يقتنِ دراهم ولا عصاً ولا كيساً، ولم يملك ذهباً ولا فضة. ارسخوا في تعليمي وكملوا وصاياي بأمانة، واثبتوا دائماً في الإيمان الكاثوليكي. احذروا الهراطقة الملحدين خصوم إيماننا القويم، احذروا فعلة الإثم الذين يأتونكم بكلمات معسولة فاسدة. يا مدينة الرها أم الحكماء عليك تلك البركة التي أتتك من المسيح بيد تلميذه ".[8]

وقد بُني فوق ضريحه دير عرف بـ الدير السفلي. وبعد استيلاء زنكي على أورهاي سنة 1144، نقل الصليبيون ما تيسر نقله من تلك الذخائر الثمينة إلى روما، وغيرها من المدن الأوربية.

عاش مار أفرام زاهداً متنسكاً ذا وقار وحلم ورصانة، وقد امتاز بالطهر والتواضع والرحمة، فلشدة تواضعه أبى إلا أن يبقى شماساً حتى نهاية حياته. ومنذ أن انخرط في سلك الرهبانية إلى أن وافته المنية لم يكن طعامه إلا خبز الشعير والملح وبعض البقول، ولم يكن شرابه إلا الماء القراح.

لذا فقد هزل والتصق جلده بعظامه. أما ثيابه فكانت جملة رقع ضمها إلى بعضها، وهي تشير إلى التواضع والتوبة بلونها الرمادي. وكان قصير القامة صارم الوجه، لا يميل إلى الضحك الصاخب أبداً، وكان أصلع واسع الجبهة وكث اللحية قصيرها. أما محبته لله وللقريب فحدث عنها ولا حرج أظهرها في مواقف عديدة، لا سيما في مجاعة حدثت في أورهاي. وقد كُتب عن حياته الغنية بشتى لغات العالم.

وفي هذا التذكار ترتل كنيسة المشرق تسبحة من تأليفه، تبدأ بمقدمة، ثم بيتين من كل حرف من أحرف الأبجدية، وتبدأ الكلمة الأولى من كل بيت بالحرف المعنون له من أحرف الأبجدية، وتنتهي التسبحة بخاتمة: " * اسمعوا وتعجبوا أيها العقلاء. ولا تنسوا كلمات الروح. التي فاه بها ربنا في بشارته. لأحبائه الذين صانوا كلامه. وتمموا أعماله بالإيمان. ا_ اللهم هب العلم. لمن يحب العلم. وللعظماء الذين علموا جيداً. أجعلهم يا رب عظماء بملكوتك. ا_ الذي يحب العلم. يكون ناجحاً في كل وقت. والذي يحب الكسل. لا يستطيع أن يكون ناجحاً. ب_ أقتني أيها الإنسان الاجتهاد. لأنه الكنز الكبير للعلم. وابتعد عن الكسل. لأنه مخزن الخسارة. ب_ أقرأ الكتب بهمة. منها تجني السعادة. ولا تحب شهوة البطن. لئلا تخسر ما اقتنيت. ث_ أختر مخافة الله. ووقر والديك. بصلواتهم تنجو. من كل المصاعب والأقدار. ث_ الرجال الذين يحبون الله. ليكونوا لك أصدقاء. أما محبي السكر. فلا ترافقهم في الطريق. د_ إذا اقتنيت ذهب وثروة. فلا تتكبر وتتعجرف. لكن في كل طرقك. كن متواضعا بتصرفك. د_ أقتني المال بحدود. والعلم بلا حدود. فالمال يكثر الشدائد. والعلم يوفر الراحة والمسرات. ذ_ كن متواضعاً بصباك. لتتوقر في شيخوختك. وتعلم الخصال الحسنة. لتحيا حياة المسرة. ذ_ هذا ما يتعلمه التلاميذ. ويطبقونه في تصرفاتهم. أنت وآبائك ومعلميك. تكونوا فرحين ومسرورين. ر_ وإذا جلست بين أصدقائك. لا تكن سريع الكلام. لكن ساكتاً حتى تُسأل. وأنذاك أجب بهدوء. ر_ زن كلامك بالحكمة. ليمتدحك سامعيك. ويتفوهوا خيراً بوالديك. ويصلوا من أجل معلميك. ز_ زود نفسك بالصالحات. كل ما استطعت أن تزيد. فمتى رحلت من الدنيا. لا تكن هناك خاسراً. ز_ الزمن لك في كل أمر. فكن منتظماً في حياتك. في مأكلك ومشربك. وللعلم والمطالعة. س_ أيها الفتى أشفق على صباك. كي لا تكن طعمة للنار. وتذكر الآلام والأمراض. والشيخوخة التي تلاحقك. س_ طهر فمك من الآثام. ومن الشتائم والتجاديف. وليتغنى لسانك. بالترانيم المفعمة بالتسابيح. ش_ الحكمة أفضل من السلاح. والعلم خير من المال. والفتى الصغير والحكيم. أفضل من الشيخ الجاهل. ش_ أيها الفتى أقتني العلم. وكن منتظماً في تصرفاتك. ففي هذه الحياة تكون سعيداً. وفي الآتية تكون متنعماً. ص_ وقر الشيوخ. وسامر الكبار. وأجلس عند أقدامهم كل حين. وتعلم واسمع كلامهم. ص_ اسمع عن يوم الدينونة. وارتعد من مسمع جهنم. وارتجف من العذابات. ومن الدود والنار الأبدية. ض_ العلم يجدل إكليلاً. ويكلل به أحبائه. ويصعدهم من المزابل إلى المنابر. ويجلسهم على عرش الملك. ض_ أجعل من الكتب مائدتك. منها تشبع هنيئاً. واجعل منها سريرك. لتنام نوم المسرة. ظ_ لا تكن صديقاً للمسيئين. ولا تتبع الكذابين. ولا تتشبه بالمستهزئين. ولا ترافق الوقحين. ظ_ لا تفرط في الكآبة. لئلا يحتقرك معاشريك. ولا تضطرب كثير. لئلا تقع بأيدي مبغضيك. ع_ إذا أصبحت صديقاً للناس. لا تطمع في مالهم. وعامل قريبك كنفسك. ليباركوك على تصرفاتك. ع_ أقبل مشورة الحكماء. وصن وصايا والديك. ولا تضمر السوء قط. على إنسان أساء إليك. غ_ لتكن تصرفاتك نوراً. ولتكن في كلامك صادقاً. ولا تكن متعجلاً وسريع القسم. ليصدقك كل الناس.غ_ ليكن كلامك صادقاً. لتكن محبوباً عند الناس. وعند القريبين والبعيدين. ليصلوا من أجل حياتك. ف_ أفعل الخيرات ما استطعت. لأهل بيتك والغرباء. وتكلم كلاماً جميلاً. مع الصالحين والطالحين. ف_ تأمل بالرب وأقتدي به. وسر حسب وصاياه. ولا تتكل على رجاء البشر. لأنه يذبل فجأة كالعشب. ق_ اتكل على الله فقط. عليه اتكل كل حين. فالذين اتكلوا عليه دائماً. نالوا الطوبى في العالمين. ق_ العالم زائل كما كتب. والدينونة ستقام كما رسم. تذكر أيها الفتى ولا تخطأ. وإن خطئت أسرع وتب. ك_ كافئ الله بالشكر. على نعمه التي وهبك. ولوالديك ومعلميك. وقرهم بكل قوتك. ك_ ليتعود فمك على التمجيد. ولسانك على قول الحق. ولا تحلف وتكذب. لا بالرب ولا بنفسك. لا _ صلي في اليوم سبع مرات. كما قال بر إيشيْ ( النبي داود ). وكما فرض الرسل القديسين. في القوانين الكنسية. لا _ صوم الصوم الأربعيني. وقدم خبزك للجائع. وأقتني الإرادة الصالحة. أكثر من كل المقتنيات. ن_ الترانيم التي فاهت بها شفتيك. أصغي إليها بإحتراس. وتصرف كالحكماء. بكل أفعال نفسك. ن_ أقرأ هكذا أيها التلميذ. وتفهم ما ينطقه فمك. وكن محباً للخيرات. لتشبع نفسك بالبركات. و_ تأمل كثيراُ بالذين قبلك. من الملوك والوضعاء والجبابرة. وأنظر كيف رحلوا من العالم. وأنت مثلهم سوف ترحل. و_ تأمل في خروجك من العالم. وذهابك إلى الأبدية. وآمن بالقيامة في قلبك. ومن الدينونة خف وارتعد. ى_ استمع إلى كلمات النصح. حتى وإن كنت خاطئ. وإن كنت باراً. احترس ألا تقع ثانية. ى_ اسمع القضاء أيها الفتى. وكن بعيداً عن الأثم. لتسود النعمة في قلبك. فلا تخجل أمام الديان. ي_ اشكر اسم خالقك. في كل وقت ليل نهار. وإذا أقنيت العالم كله. لا تنسى أن الموت قادم. ي_ شكراً لك أيها الرب الصالح. لأنك هذبتنا مثل إرادتك. والقائلين والسامعين. صنهم في العالمين. * نصرخ كلنا معاً. سبحانك أيها الرب الصالح. فقد أغدقت نعمك علينا. كما رأيته حسناً. المجد لك والمجد لابنك. ولروحك المعزي ".[9]



2_ مار نرساي الملفان ( القرن الخامس ): ولد في قرية عين دلبي القريبة من معلثايا المجاورة لمدينة دهوك سنة 399. تلقى العلم في مدرسة القرية، وبعد وفاة والديه ذهب إلى دير كفر ماري في بازبدي " جزيرة أبن عمر " عند عمه عمانوئيل الذي كان رئيساً للدير، وبعد سنة أرسله عمه إلى الرها حيث تلقى العلوم مدة عشر سنين، ثم رجع إلى دير كفر ماري ليمارس مهنة التعليم. وبعد فترة وجيزة عاوده الحنين إلى الرها لارتشاف المزيد من العلوم. وبعد وفاة عمه أقيم نرساي رئيساً للدير خلفاً له. لكنه ترك الدير والرئاسة سنة 435 ليعود إلى الرها.

وفي سنة 437 انتخب مديراً لمدرسة الرها، فقام بأعباء وظيفته عشرين سنة. وكان مذهب الطبيعة الواحدة قد وجد له مناصرين كثيرين في مدرسة الرها، فلاحت بوادر الخلاف بين المعلمين والطلاب بسبب الآراء المتباينة.

وعندما تسلم المطران نونا[10] كرسي الرها سنة 457، وهو من القائلين بالطبيعة الواحدة اضطهد نرساي وناصبه العداء، وأراد القضاء عليه وإحراقه حياً لرفضه الطاعة والرضوخ لمذهبه. فغادر نرساي الرها هارباً إلى نصيبين، وهناك استوقفه برصوما صديقه الذي كان مطران نصيبين آنذاك، وطلب منه أن يؤسس فيها مدرسة تواصل مهمة مدرسة الرها وتعيد أمجاد مدرسة نصيبين الأولى. فرضي نرساي بهذا العرض وقام بإدارتها أربعين سنة حسب قول برحذبشبا عربايا[11] والتاريخ السعردي، أما ماري صاحب كتاب المجدل وأبن العبري[12] فيقولان أن إدارته دامت خمسين سنة.

توفي في نصيبين سنة 502 ودفن في إحدى كنائسها التي كانت تحمل اسمه حتى القرن السابع. أطلق على نرساي العديد من الألقاب حسب قول ماري بن سليمان في كتابه " المجدل ": " لسان المشرق و شاعر المسيحية و باب الديانة المسيحية و قيثارة الروح القدس و ملفان الملافنة ".[13]

الملفان نرساي ومدرستي الرها ونصيبين الثانية: من المعلوم أن مدرسة الرها والمعروفة بمدرسة الفرس أسسها مار أفرام النصيبيني سنة 363 بعد سقوط نصيبين وهجرته إلى الرها، واستمر في رئاستها حتى وفاته سنة 373. وخلفه في رئاستها قيورا[14] المعروف بتقواه وغزارة علمه، وبعد أن توفي قيورا سنة 437 انتخب نرساي رئيساً لها، فدبرها بحكمة ودراية مدة عشرين سنة، حتى اختلف مع نونا أسقف الرها بسبب منهجية المدرسة التي تتبع فكر تيودوروس المصيصي وتيودر الطرسوسي، بينما كان الأسقف نونا يميل إلى فكر كيرلس الإسكندري.

وقد تعرض نرساي إلى تهديدات شتى ليتراجع عن أفكاره وقناعاته، لكنه لم يستسلم فهيج أعداءه العوام من الناس ضده بهدف تصفيته وإحراقه. وفي سنة 457 غادر نرساي الرها ليلاً بناءً على نصيحة الأصدقاء حفاظاً على حياته حاملاً معه ما استطاع من كتبه ومؤلفاته. وبعد هجرة نرساي أخذت مدرسة الفرس بالتراجع، حتى أغلقت سنة 498 من قبل أسقف الرها قورا[15] الذي نال أذناً من الإمبراطور زينون[16] بإغلاقها، ودمرت أبنيتها وشيد على أرضها كنيسة على اسم " والدة الله ".

بعد أن غادر نرساي الرها توجه نحو المشرق، وعندما بلغ نصيبين لم يدخل المدينة وإنما توقف في دير الفرس الذي يقع شرقي المدينة، وهناك اجتمع معه مطران نصيبين برصوما الذي اقترح عليه دخول المدينة، ويؤسس مدرسة فيها من شأنها تنوير بلاد ما بين النهرين بأجمعها. وكان في نصيبين مدرسة صغيرة يترأسها المفسر شمعون الجرمقاني[17]، وبغية القيام بتوسعها اشترى المطران برصوما خان قوافل ضمه إلى المدرسة، وبسبب شهرة نرساي تقاطر إليها خلال مدة قصيرة أعداداً كبيرة من الأخوة من كل حدب وصوب. وقد قال عنه برحدبشبا عربايا: " إن المزايا والخصال التي يتمتع بها نرساي من أفكار مهمة، وقدرة على التصرف بكرامة ورجولة، ومظهر خارجي جذاب، ولطافة وتهذيب وطيبة وجمال تعليمه وبهائه، جذبت إليه هذا الاهتمام الكبير والتعاطف الشعبي، ولقب بالمعلم لأنه كان معلماً بارعاً لا منازع له في الرها ونصيبين ".[18]

وقد وضع نرساي قوانين وضوابط لهذه المدرسة حدد فيها مهام السلك التعليمي والإداري، ووضع منهاج التدريس فيها، ومن خلال ما وضعه من تنظيم دقيق نستطيع أن نطلق على هذه المدرسة تسمية جامعة، فمن حيث عدد الطلاب والاختصاصات وتنوع المعارف والضبط العلمي والنظام التدريسي والمناهج والتحصيل، تتمتع بكل السمات التي تؤهلها لحمل هذا اللقب. وبقي نرساي يدير هذه المدرسة الشهيرة مدة 46 سنة. أما عن مؤلفاته فيستطيع المهتم بها الإطلاع عليها بالعودة إلى ص 85 _ 94 من هذا الكتاب.



3_ إسحق النينوي ( القرن السابع ): ولد في مقاطعة بيث قطرايي[19] " قطر ". دخل بيث عابي وعكف هناك على الدرس والمطالعة الكتب النسكية. رسمه الجاثليق كيوركيس الأول أسقفاً على نينوى[20] وذلك سنة 663. لكنه استقال بعد خمسة أشهر وانقطع للعبادة في جبل ماتون الذي يحيط ببلاد بيث هوزايي " الأهواز "، وعاش في العزلة مع النساك هناك. ثم رجع إلى دير الربان شابور.

كان إسحق مطلعاً على علم الأسرار الإلهية ومنكباً على دراسة الكتب المقدسة حتى أنه فقد بصره، ووضع كتباً في الحياة الرهبانية والسيرة النسكية. ويقول عبد يشوع الصوباوي إن تآليفه كثيرة ومشهورة، وهي سبعة مجلدات ضخمة. وقد نقلت إلى العربية والحبشية واليونانية واللاتينية والفرنسية والألمانية والإيطالية. وافته المنية وقد بلغ شيخوخة جليلة ودفن في دير الربان شابور.[21]



4_ يوحنا دلياثا ( القرن السابع ): ولد في مقاطعة بيث نوهدرا " دهوك ". درس الكتب المقدسة ولبس الزي الرهباني في دير مار يوزاداق، ولزم الطوباوي اسطيفانوس تلميذ مار يعقوب حزايا[22]. ثم غادر الدير وتوجه إلى جبل بيث دلياثا وسكن هناك. وكان يقتات بالعنب عوضاً عن الخبز. وضع كتباً عديدة في الحياة النسكية. ويقول عبد يشوع الصوباوي إنه وضع كتابين ورسائل في الطريقة الرهبانية. ومجموع ما وضعه بلغ 25 مقالة و 51 رسالة تتطرق إلى مواضيع المواهب الإلهية والتعزيات الروحية وعلم الأسرار والصراع ضد الشيطان وممارسة الفضائل.[23]



5_ يوسف حزايا ( القرن الثامن ): ولد في مدينة بيرس نمرود[24]. أسرته الجيوش التي سيرها عمر بن الخطاب[25] لافتتاح مدينة بيرس نمرود. ثم بيع عبداً لعربي في سنجار. ثم اشتراه فيما بعد أحد المسيحيين ويدعى قرياقس.

وبعد اهتدائه إلى المسيحية أعتقه قرياقس، فدخل الحياة الرهبانية، وأضحى بعد ذلك رئيساً لدير مار بسيما في بلاد قردو، ثم رئيساً لدير الربان بختيشوع في ضواحي بلدة زيناي[26]. أما عن كتاباته يقول عبديشوع الصوباوي إن يوسف حزايا كتب ألفاً وتسعمائة كتاب منها: ثبات الصائمين. الحوادث والمصائب. الكنز في أحكام الله. وقد بلغ نشاطه الأدبي ذروته في الحقبة الأخيرة من حياته.[27]



6_ إيليا برشينايا أو النصيبيني ( القرن الحادي عشر ): ولد في السن. ترهب في دير مار ميخائيل بالقرب من الموصل. رسمه نثنائيل أسقف السن كاهناً، ثم رئيساً للكهنة في دير الأنبا شمعون. أقامه الجاثليق يوانيس[28] أسقفاً على بيث نوهدرا سنة 1002، ثم مطراناً على نصيبين سنة 1008. توفي سنة 1056. من أشهر مؤلفاته كتاب تاريخ معروف باسمه " تاريخ إيليا برشينايا " وهو كتاب قيم لأنه يكشف النقاب عن مؤلفات كثيرة وردت عناوينها فيه وهي اليوم مفقودة. وله غرامطيق كلداني، وقاموس عربي كلداني، وأناشيد ومواعظ شعرية، وله أربعة كتب تتضمن الأحكام البيعية، وكتاب المعونة على دفع الهم، وكتاب البرهان في تصحيح الإيمان، وله مجموعة قوانين في عالم الشرع.[29]

وتصلي كنيسة المشرق في فرض ليل تذكارهم هذه الصلاة: " بصلوات الكهنة والملافنة. يعقوب وأفرام ورفاقهم. صن يا رب الكنيسة وأبنائها. وثبت الكهنة والملوك ".[30]

وأيضاً: " نرنم المجد في تذكار الملافنة. أفرام وتوما وغريغوريوس الذين علموا حسناً. بصلواتهم تصان الكنيسة مع أبنائها ".[31]

وفي قداس هذا التذكار ترتل الكنيسة هذه الترتيلة: " في يوم تذكارهم. ملافنة الإيمان. تعالوا نتلذذ بالأسرار المحيية. بجسد ودم ابن الله. ليؤهلنا جميعاً لنرنم المجد. لأسمه الكبير في تذكار الكهنة هللويا. ".[32]

وفي هذا التذكار تحتفل كنيسة المشرق أيضاً بتذكار الملافنة الرومان، نذكر منهم:

1_ القديس أمبروسيوس: أمبروسيوس تعني " عطر إلهي ". ولد نحو سنة 339 في تريفي. كان والده في عهد الملك قسطنطين حاكماً لولاية الغوليّين. ولم ينل المعمودية إلا عند بلوغه سن الرشد جرياً على عادة أبناء ذلك العهد. وبعد وفاة أبيه عادت به وبأخويه أمه إلى رومة حيث واصل الدروس، وراح يتعمق في الفلسفة، والبلاغة، والأدب. وقد هيئته ثقافته المميزة لمركزٍ عالٍ في القضاء. وقد تعلم اليونانية التي كان يتحدث بها بطلاقة. وكان لأمبرسيوس من نبل أسرته ومستوى ثقافته ما يؤهله لأرفع المناصب في الدولة، فكان أولاً محامياً في محكمة ولاية سيرميوم، ثم مستشاراً للحاكم بروبس، ومنذ سنة 370 حاكماً لولاية أميليا _ ليغوري في ميلانو.

وحدث أن توفي سنة 374 أسقف ميلانو أوكسنسيوس الأريوسي، فنشب خلاف شديد بين التيقويين والأريوسيين في من يكون خليفة الأسقف المتوفى. فاستدعى ذلك تدخل الحاكم، الذي طلب من الفريقين المتخاصمين أن ينتظروا قرار الأساقفة المجتمعين في القسم الأعلى من الكاتدرائية. وفيما كان يخاطبهم ارتفع في الجمع صوت صبي يقول: " أمبروسيوس أسقف! ". فاهتز الشعب بفريقيه يصيح: " أمبروسيوس أسقف! ". فلم يجد الأساقفة بُدّاً من النزول عند رغبة الشعب، كما لم يجد الإمبراطور أفضل من أمبروسيوس لتحمل المسؤولية. فوافق على انتخابه. وتكررت الأصوات وأمبروسيوس في شبه ذهول مما يسمع. ولم يكن بعد معمداً ولا موعوظاً، ولا مؤهلاً لمثل هذا المنصب. وفي أقل من عشرة أيام عُمد وترقى في الدرجات الإكليريكية إلى أن رسم أسقفاً في 7 كانون الأول سنة 374، وذلك بعد تمنع شديد منه، وعدة محاولات تهرب، ختمت بالانصياع للإرادة الإلهية الناطقة بلسان الشعب. أكب الأسقف الجديد على عمله بكل ما لديه من قوة، وأخضع حياته لنظام شديد من التقشف والزهد، ووزع ماله على الفقراء. وإذ لم يكن على شيء من علم اللاهوت، ومن السياسة الكنسية والراعوية، لجأ إلى كاهن عالم سوف يخلفه على الكرسي سنة 397، وكان هذا الكاهن يدعى سمبلسيانس. فلجأ ينهل من علمه. واستقى من فلسفة أوريجانس[33] وفيلون[34] وأفلوطين[35]، ما مكنه من معالجة القضايا اللاهوتية والكتابية معالجة المعلم القدير. وهكذا استطاع أن يكون لشعبه الراعي الأمين، والهادي والمشير، وأن يجمع القلوب على كلمة الله، ويحل الوفاق والوئام في مكان الخلاف والخصام. توفي في 4 نيسان 397 بعد حياة حافلة بالرعاية الساهرة، والتجرد المثالي، والجرأة في مواقف الحق والحقيقة.

لقد كان من مصف الرجال العظام الذين استطاعوا، بعملهم وتفكيرهم أن يقدموا العناصر الجوهرية لثقافة العصر الوسيط المسيحية. ويعجب الباحث عندما يقف أمام أعماله، لغزارة إنتاجه، واتساع آفاق معارفه وتنوعها. وكان يفسر يومياً كلمة الله للشعب، في عظات دبّجها ثم نقحها ونشرها. ووضع كتاب الأيام الستة. وله أعمال نسكية تتحدث عن واجبات الإكليريكيين والعذارى والبتولية وتحريض على البتولية والأرامل. وفي الأعمال العقائدية كتب عن الإيمان والأسرار والتوبة. ووضع الكثير من الأناشيد حتى اعتبر أبا الترنيم الكنسي اللاتيني.[36]



2_ القديس إيرونيمس: إيرونيمس تعني " ذو الاسم المقدس ". ولد سنة 347 أو 348 في ستريدون الواقعة على الحدود ما بين المجر ودلماسية، ومع ذلك كان روماني بثقافته، نشأ في أسرة مسيحية ذات يسرٍ ومكانة. وقد لخص بول أنتين تشأنه وحياته بقوله: " كان طالباً لامعاً في رومة، ومارّاً غافلاً في غالية، وطالب نسكٍ في أكيلايا، وتوحداً مبتدئاً في سورية، ودارساً كنسياً في القسطنطينية لدى غريغوريوس النزيتري، وأمين سر للبابا داماسيوس في رومة، حيث عني بحركة النساء القديسات، وفي سنة 385 انتقل إلى الشرق نهائياً وأقام في بيت لحم ". ففي سنة 360 انتقل إلى رومة طلباً للعلم، فدرس قواعد اللغة وأساليب البلاغة على يد الأستاذ الشهير آليوس دوناتس. وما هي إلا سنوات حتى كان من أئمة اللغة اللاتينية ومن أشد الناس إطلاعاً على آدابها وتذوقاً لها.

ويقول إيرونيمس عن حياته في رومة: " عندما كنت أقيم في رومة وأنا حدَث، وأتابع دراسة الفنون الأدبية، كنت في أيام الآحاد، أتردد مع جماعة من زملائي وأندادي إلى مدافن الرسل والشهداء، وأزور الدياميس المحفورة في أعماق الأرض، وما في جانبي جدرانها من رفات الأجساد ".

وفي سنة 367 نال سر المعمودية في رومة، ودخل سلك الحياة الرسمية موظفاً في الدولة، يعمل في تريفي عاصمة الإمبراطورية في غالية. ويبدو أنه في تلك الأثناء وقع على حياة للقديس أنطونيوس أبي الحياة الرهبانية في مصر، فراعه ما قرأ، واستقال من وظيفته وراح يطلب الحياة النسكية في أكيلاية.

وبعد أن انحلت جمعية أكيلاية توجه هيرونيموس إلى القسطنطينية ومنها إلى أنطاكية. وبعد أن قضى فترة وجيزة متنسكاً في الصحراء عاد إلى أنطاكية، وهناك أكب على اللغة اليونانية يواصل التعمق فيها، وعلى اللغة العبرية يعبّ منها ما سيساعده في ترجمته للكتاب المقدس. وإذ كان يطمح إلى المطلق اختار سنة 374 أن ينفرد في صحراء خلقيس، إلى الجنوب الشرقي من أنطاكية، فاختلى نحو سنتين ونصف. ثم عاد إلى أنطاكية وقَبل أن يرسمه الأسقف بولينس كاهناً، على أن لا يتخلى عن الحياة الرهبانية، وعلى أن لا ينصرف إلى الخدمة الرعوية.

سنة 379 أو 380 توجه إلى القسطنطينية ومكث هناك نحو ثلاث سنين، وهناك احتك بالكبادوكيين غريغوريوس النزينزي وغريغوريوس النيصي وأمفيلوخيوس أسقف إيقونيوم[37]، وقد حفزه هذا الاحتكاك على النهوض بمهمة لها شأنها في تاريخ الأدب الكتابي والمسيحي. ثم استدعاه البابا داماسيوس الأول ليكون سكرتيره الخاص، ومستشاره، وأمين خزانة وثائقية، وأوعز إليه أن يعيد النظر في الترجمة اللاتينية للأناجيل والمزامير التي كانت مستعملة في رومة.

وفي سنة 385 وبعد وفاة البابا داماسيوس توجه إيرونيمس إلى الشرق، فتوقف في أنطاكية، ثم سافر إلى الإسكندرية وبقي فيها ثلاثين يوماً، حيث تردد إلى المدرسة اللاهوتية التي كان أوريجانس فخرها. ثم انتقل إلى بيت لحم[38] حيث استقر هناك 34 سنة حتى وفاته سنة 420. وقد عدته الكنيسة الغربية أحد ملافنتها الأربعة الكبار: أمبروسيوس وأغوسطينوس وغريغوريوس الكبير وإيرونيمس.

ترك إيرونيمس العديد من الأعمال الكتابية منها تنقيح الترجمة اللاتينية للأناجيل، وترجمة المزامير السبعينية. والنص اللاتيني للكتاب المقدس المعروف بـ " الفولغاتا "، والذي لا يزال مستعملاً. ووضع تفسيرات كتابية وترجمات لأوريجانس ولذيذيمس الأعمى ولباخوميس وتلاميذه ولأسابيوس القيصري. وله أعمال دفاعية وعقائدية في الحوار بين اللوسيفيري والأرثوذكسي، وضد هلفيديوس، وضد جوفينيانس، وضد فيجيليانسيوس. وله أعمال تاريخية عن مشاهير الرجال. وله رسائل قيمة تاريخية واجتماعية ودينية.[39]



3_ البابا لاون الكبير: لاون تعني " أسد ". من المرجح أنه ولد في توسكانة[40] في أواخر القرن الرابع، وأنه انتقل مع إلى رومة مع أسرته في أوائل القرن الخامس هرباً من الاضطرابات السياسية التي عصفت بالبلاد إذ ذاك.

وقد ورث شخصية فريدة، امتازت بالغنى والنبل، والقدرة على الطموح إلى أسمى المثل في صلابة المبدأ ولين التعامل. والأحداث التي سبقت أسقفيته عملت على تنمية تلك الشخصية، إذ اشترك في قضايا الكنيسة السياسية، والعقائدية، والتنظيمية، وكثيراً ما دعي إلى حل النزاعات، وتلين المواقف الصعبة. وفي تلك الفترة استفحلت بدعة المانوية[41] في رومة إلى جانب الأريوسية[42] المتداعية، واشتدت الخصومة بين كيرلس الإسكندري[43] ونسطوريوس[44]، فرفع الأمر إلى رومة بإيعاز من لاون الذي كان إذ ذاك في خدمة البابا شلستينس[45]. وتبع ذلك انعقاد مجمع أفسس الذي حرم البدعة. ولم تقف الأمور عند هذا الحد فقد أخذت تعاليم بيلاجيوس[46] تشيع في رومة، وتشتد وطأتها في أفريقية الشمالية فتحرم سنة 416. وفي تلك الفترة أيضاً احتدمت الاضطرابات السياسية والتقلبات الاجتماعية. فقد اجتاح البرابرة غالية وإيطالية، ثم اجتاحوا أفريقية سنة 429، فكاد يتهاوى العرش الإمبراطوري في الغرب، فيما كان سلطان البابا يشتد قوة ونفوذاً. وفيما كان لاون في غالية يقوم بمهمة صلح انتخب على كرسي رومة أسقفاً يخلف سيكستس الثالث[47] وذلك سنة 440. سنة 443 أعلن حربه على المانوية، والتفت إلى الشرق يريد الإسهام الفعال في إنقاذه من تيارات الضلال التي كانت تعصف به.

وفي سنة 451 انعقد مجمع خلقيدونية[48] الذي كان له فيه اليد الطولى، فوحدت آراؤه آراء المجتمعين. وفي سنة 452 جابه بموكبه أتيلا الذي لقب بـ " آفة الله " وأنقذ رومة. ولكنه لم يتمكن بعد ثلاث سنين من فك الحصار عنها، ومقاومة جنسريك ملك الفندال الذي فتك بالإمبراطور، ودمر المدينة وظل لاون صاحب الأمر والنهي لا يشاركه أحد في الحفاظ على الأمن.

قضى لاون أيامه الأخيرة في معالجة النزاع الذي أخذ يشتد بين الشرق والغرب، وقد توفي في 10 تشرين الثاني 461.

كان لاون أباً للفقراء الذين حطمت آمالهم الاضطرابات السياسية، وكان ساعداً للسلطة الرومانية المتداعية، يقوم مقامها كلما دعت الحال محاولاً أن يجعل على أنقاضها رومة المسيحية الناهضة، وكان يشمل بنظره واهتمامه الكنيسة الجامعة، فتمتد سلطته الروحية إلى ما وراء حدود إيطالية إلى غالية، وأفريقية، وإسبانية، وحتى الشرق الذي كان يرفع إليه قضاياه.

ترك لنا لاون 173 رسالة تناول فيها بدعة أوطيخا[49]، ومجمع خلقيدونية وقضايا مختلفة لكنائس خاصة. ولهذه الرسائل أهمية كبرى في تاريخ الكنيسة وتاريخ العقيدة، وهي في امتداد آفاقها واتساع نطاقها، تدل على ما كان لأسقف رومة في حقلي الإيمان والنظام. وبقي له 96 موعظة طقسية ترافق الاحتفالات وتفسر المواقف، وتقطف منها الدروس الروحية والسلوكية. وإليه يرجع الدفع الروحاني في جمع الصلاة والصوم والإحسان في كل عمل تتمثل فيه الروح المسيحية الحقيقية. والليتورجيا الرومانية تحمل إلى اليوم الصبغة اللاونية العميقة.[50]



4_ البابا غريغوريوس الكبير: ولد في رومة نحو سنة 540، في أسر مسيحية ذات نبل وعراقة. وكان أحد أجداده لأبيه بابا باسم فليكس[51]، وأبوه غورديانس أحد أعضاء مجلس الشيوخ أما أمه سيلفيا فقد أعلنت قديسة، وعماته تارسيلا وأميليانا وغورديانا فكرسن حياتهن لله في منزل الأسر، وقد أعلنت تارسيلا وأميليانا قديستين، فيما اختارت غورديانا الحياة الزوجية. وقيل إن لغريغوريوس أخاً نجهل اسمه.

وقد واجهت حداثة غريغوريوس حادثين تاريخيين مظلمين: ففي سنة 540 نشبت حرب تحرير إيطالية من سيطرة الأوستروغوط، وفي سنة 543 انتشر وباء الطاعون الأسود. وفي سنة 572 أصبح غريغوريوس حاكماً لرومة، ورئيساً لمجلس الشيوخ فيها. وبعد تردد طويل هجر غريغوريوس العالم وكان في نحو الخامسة والثلاثين من العمر، فوزع ما يملك وترهب، وأسس في بيته الأبوي " شاليوس " ديراً باسم دير القديس أندراوس، وأنشأ في أملاك الأسرة بصقلية ستة ديورة، وكان الراهب فالنتينس على رأس الدير بشاليوس، أما غريغوريوس فظل إلى جانبه راهباً بسيطاً نحو خمس سنوات. وفي سنة 579 رسم غريغوريوس شماساً إنجيلياً، وأرسله البابا بيلاجيوس الثاني[52] إلى القسطنطينية سفيراً بابوياً لدى الإمبراطور تيباريوس الثاني الذي خلفه الإمبراطور موريسيوس. ولم يكن غريغوريوس على شيء من اليونانية، وقد لبث ست سنوات في القسطنطينية. وفي هذه الأثناء وضع القسم الأكبر من كتابه " أخلاقيات " بطلب من إخوانه الرهبان ومن صديقه لايندرس. ورجع غريغوريوس إلى دير شاليوس وقضى فيه خمس سنوات، وفي سنة 590 توفي البابا بيلاجيوس الثاني بمرض الطاعون، فاختير غريغوريوس لخلافته. وما أن تسلم مسؤوليته حتى بادر إلى مساعدة المصابين بالطاعون، وإلى تنظيم زياحات ضخمة، ثم إلى تأمين الطعام للجياع بعدما ذهب فيضان التيبر بأهراء القمح التي كانت قائمة على ضفتيه. وقد قال قوله المشهور: " إن إرث الكنيسة هو ملك الفقراء ". وكان لحبريته ثلاث أهداف هي: الدفاع عن إيطالية، ومقاومة سيمونية[53] الإكليروس وفساده، ورد الأنجلوسكسونيين إلى الكنيسة. وكانت حياته سلسلة من الآلام والأوجاع أضيفت إليها مشاهد الفواجع التي حلت بالبلاد والعباد، فكان شهيد الصليب في عالم من الاضطراب والقلق. وقد حل به مرض عضال في الثلاث أو الأربع سنوات الأخيرة من حياته، وتوفي سنة 604.

ترك غريغوريوس العديد من المؤلفات نذكر منها: كتاب " الأخلاقيات في سفر أيوب "، وكتاب " قانون الرعاية "، وكتاب " الحوارات " بأربعة أجزاء. وله 40 عظة إنجيلية، و22 عظة كتابية تدور حول النبي حزقيال. وترك 868 رسالة. وقد جدد طقس القداس الروماني، وأعطى للقانون صيغته الحالية، كما وضع سلسلة طقوس للقداس البابوي على مدار السنة الليتورجية.

كان غريغوريوس لا يهمه من أمور الفلسفة واللاهوت إلا ما يعينه على نشر العقيدة الصافية، بعيدة عن كل خروج من طريق الأرثوذكسية القويمة. إنه شاهد أسرار الله، ونجيّ الروح القدس، ومعلم المسكونة بإيمانه وقداسته.[54]

وفي هذا التذكار ترنم كنيسة المشرق هذه الصلاة: " في تذكار الكهنة والملافنة. نرتل بالمجد للمسيح. ليثري عبيده بالأسرار الروحية. ويملئهم بحكمته. أمبروسيوس الذي أضحى نبعاً. يجري صافياً في كل المعمورة. ومعه عمل الممتلئ صدقاً. أوغسطينوس الذي علم جيداً. وأيضاً مار توما وارث أعمالهم. أحل يا رب بصلواتهم. السلام في الكنيسة المقدسة. وأغفر لنا ".[55]

وتحتفل كنيسة المشرق بتذكار الملافنة المشرقيين الكلدان والملافنة الرومان في الجمعة السادسة من سابوع الدنح.





--------------------------------------------------------------------------------


1_ أدب اللغة الآرامية الأب ألبير أبونا ص 71_ 72.

2_ سيرة أشهر شهداء المشرق القديسين المطران أدي شير ج 2 ص 44.

3_ مار بابو: تؤكد الأحداث التي جرت خلال فترة ترأسه أبرشية نصيبين، أنه المطران الثاني في هذه السلسلة. ومن هذه الأحداث مجيء كونستانس إلى نصيبين سنة 345م، أما الحدث الثاني هو حصار الفرس لمدينة نصيبين للمرة الثانية، والذي استمر ستة أشهر، وفي هذه الفترة العصبية يتحدث مار أفرام عن غيرة المطران بابو، وعن عطفه ورعايته للأسرى. توفي سنة 350م وذلك بعد الحصار الثالث لنصيبين من قبل الفرس. أما إيليا برشينايا فيقول في تاريخه عن سلسلة مطارنة نصيبين أن بابو كان أول مطران لنصيبين. نصيبين في تاريخ كنيسة المشرق قديماً وحديثاً الشماس نوري إيشوع مندو ص 144.

4_ مار ولغاش: هو المطران الثالث لنصيبين. يدعوه مار أفرام " كنز الصفات " بسبب ما تحلى من صفات نبيلة، كالحكمة والاعتدال والعذوبة والهدوء. شيد هيكلاً للعماد سنة 359. وفي عهده شهدت نصيبين دماراً كبيراً. توفي سنة 362. نصيبين في تاريخ كنيسة المشرق قديماً وحديثاً الشماس نوري إيشوع مندو ص 144.

5_ مار إبراهيم: هو المطران الرابع لنصيبين. خلال مطرنته كانت نصيبين مضطربة وغير مستقرة. وعانى أهلها الكثير من الصعوبات بسبب التلوث الهرطوقي في المدينة. وعليه نجد مار أفرام يشجعه بالقول: " اقتلع أيها المزارع الزؤان المختلط بالقمح ". وفي عهده عقدت معاهدة الصلح بين المملكتين الفارسية والبيزنطية، وذلك سنة 363م، وبموجب هذه المعاهدة أضحت نصيبين تحت السيادة الفارسية. وقد غار الكثير من السكان مدينتهم إلى آمد خوفاً من بطش الفرس.، حاملين معهم جزءاً من ذخائر القديس يعقوب النصيبيني. نصيبين في تاريخ كنيسة المشرق قديماً وحديثاً الشماس نوري إيشوع مندو ص 145.

6_ مهرجان أفرام وحنين مجموعة من المحاضرين ص 141.

7_ أورهاي: أورهاي من المدن العريقة في القدم التي حازت في بعض أدوار التاريخ الأهمية العظمى. فأزدهرت فيها العلوم والفنون، وطبق المعمور ذكر مدرستها الطائرة الشهرة. وكانت حافلة بسكانها، مزدانة بقصورها البديعة، زاهية برياضها الجميلة، وقد جرى في وسطها حوادث جليلة، وأمور خطيرة تضيق دونها صحف التاريخ " حكمها الملوك الأباجرة في الفترة مابين سنتي 132 ق.م وحتى 244 م تاريخ سقوط هذه المملكة. وأطلق علة مملكتهم اسم أسروين أو أوسرهوني أو أسروانة. تعددت أسماء أورهاي، وتقلبت كنيتها بتقلب التاريخ، فقد اتخذت بحسب المؤلفين الآراميين اسم (أرِخ) أو (أرك) وينسب تأسيسها إلى نمرود الجبار. واسمها عند سكان ما بين النهرين (أرهوى) أو (أورهي) أو (أورهاي) وتعني كثيرة المياه. أما اليونان فقد دعوها (إديسا) وأيضاً (كاليروهي) أي الحسنة المياه. واسمها عند الأرمن (ارهائي). وأطلق عليها العرب اسم (الروها) أو (الرها). وسماها الأتراك العثمانيون (أورفة) أو (أورفا). تقع أورهاي في جنوب شرقي تركيا الحالية، وهي في منطقة ما بين النهرين التاريخية (ميسوبوتاميا).

8_ سيرة أشهر شهداء المشرق القديسين المطران أدي شير الجزء 2 ص 56.

9_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الأول ص يلاس _ ينا.

10_ المطران نونا: منوفيزي المذهب حل محل مطران الرها هيبا الذي طرد بأمر من المجمع الذي عقد سنة 449. إلا أن نونا أقصي عن كرسي الرها بحسب قرار مجمع خلقيدونية سنة 451. لكنه عاد فأحتل هذا الكرسي من جديد سنة 457. تاريخ الكنيسة الشرقية الأب ألبير أبونا ج1 ص 76.

11_ برحذبشبا عربايا: هناك كاتبين بهذا الاسم: الأول هو برحذبشبا عربايا الكاهن ورئيس الأساتذة في مدرسة نصيبين. وقد وضع كتاب " تاريخ الآباء القديسين الذين اضطهدوا في سبيل الحقيقة ". ويمتد تاريخه إلى سنة 569. أما الثاني فهو برحذبشبا عربايا أسقف حلوان الذي كان أسقفاً سنة 605، وقد وضع كتاب " سبب تأسيس المدارس ". أدب اللغة الآرامية الأب ألبير أبونا ص 174 _ 175.

12_ أبن العبري: هو أبو الفرج غريغوريوس ولد في ملطية سنة 1226 وتوفي في مراغة سنة 1286. من ألمع رجالات الأدب والعلم لدى السريان. هاجرت عائلته إلى أنطاكية بعد الغزو المغولي سنة 1243. درس الطب والفلسفة في طرابلس لبنان على يد طبيب نسطوري. رسم أسقف على اليعاقبة في حلب سنة 1246. ثم مفريان للمشرق سنة 1264. كتب في النحو والشعر والفلسفة واللاهوت. له مؤلفات قليلة بالعربية. ومؤلفات عديدة بالسريانية. المنجد في الأعلام ص 11.

13_ أدب اللغة الآرامية الأب ألبير أبونا ص 127.

14_ قيورا: هو تلميذ مار أفرام الكبير، وقد خلف أستاذه في إدارة مدرسة الرها سنة 373. ويقول عنه برخذبشبا عربايا أنه كان ممتازاً بتقواه وغزارة علمه، وقد أحسن تدبير المدرسة فأزدهرت في عهده وتوافد عليها التلاميذ من كل صوب، وكان من بينهم نرساي وبرصوما ومعنا. توفي قيورا 437.

15_ المطران قورا: عين مطراناً للرها سنة 387، وفي أيامه أي في سنة 394 نقلت ذخائر مار توما الرسول إلى الكنيسة التي بنيت على اسمه. وفي آخر حياته أي في سنة 396 أغار الهونيون على أورهاي ونهبوا جميع الأديرة والقرى التي حواليها. توفي في 22 تموز سنة 396. تاريخ كلدو وآثور المطران أدي شير ج 2 ص 160.

16_ الإمبراطور زينون: إمبراطور بيزنطي حكم من سنة 474 وحتى سنة 491. لم ينل حكمه رضى الشعب. حاول التوفيق بين المونوفيزية والرأي الكاثوليكي فأصدر سنة 482 قرار التوحيد المعروف بـــ هينوتيكون الذي أدى إلى خلاف مع روما دام 35 سنة. المنجد في الأعلام ص 342.

17_ شمعون الجرمقاني: أو الجرمقي لا نعلم متى عاش ولعله من القرن الرابع _ الخامس. وقد نقل من اليونانية إلى الكلدانية التاريخ الكنسي الشهير لأوسابيوس القيصري. وقد نشر الأب بولس بيجان الترجمة الكلدانية في باريس سنة 1890. فهرس المؤلفين لعبد يشوع الصوباوي عربه الأب يوسف حبي ص 197.

18_ ثقافة السريان في القرون الوسطى نينا بيفوليسفسكايا ص 99.

19_ بيث قطرايي: هي شبه جزيرة قطر الواقعة على الساحل الشرقي من شبه الجزيرة العربية بجانب جزيرة البحرين. وفي تاريخ كنيسة المشرق كان كرسي بيث قطرايي الميطرابوليطي يضم معظم الساحل الغربي للخليج العربي، ابتداءً من الكويت مروراً بقطر والبحرين وحتى جنوب عُمان، وجميع الجزائر التي في خليج العجم، وجميع النواحي الشمالية الشرقية من شبه جزيرة العرب. ويتبع كرسيها الأسقفيات التالية: ديرين. مشمهيغ. هجر. مازون. حطا. نجران. اليمامة. سوقطرى. وقد عقد الجاثليق كيوركيس الأول مجمعاًَ لكنيسة المشرق في دارين وذلك سنة 676، وقد سن المجمع 19 قانوناً. القطر البحري بنيامين حداد ص 66 _ 67.

20_ نينوى: عاصمة الإمبراطورية الآشورية. وقد شيدت على الضفة الشرقية من نهر دجلة، على رافد صغير فيه المعروف برافد الخسر، على بعد 25 ميل من إلتقاء دجلة مع الزاب قبالة الموصل. بنى نينوى شعب بابلي الأصل كانوا يعبدون الآلهة عشتار. ومن قاعدة عشتار في نينوى نقل الحوريون والحثيون عبادتها إلى جنوب غرب آسيا ومصر وآسيا الصغرى. وكانت نينوى تدين بالولاء لأشور التي كانت تبعد عنها حوالي 60 ميلاً، إلى أن بنى شلمناصر قصراً له في نينوى حوالي سنة 1270 ق . م، واعتبرها قاعدة ملكه. وبنى فيها أشور بانيبال حوالي سنة 650 ق . م مكتبة عظيمة ضم إليها جميع الوثائق الحكومية والإدارية والأوامر الملكية ونسخاً من المعاملات والوثائق والمراسلات التي عثر عليها في بابل. سنة 612 ق . م دمر نينوى حاكم بابل نابوبلاسر، وتحولت المدينة العظيمة إلى مجرد أسطورة. قاموس الكتاب المقدس ص 990 _ 991.

21_ تاريخ الأدب السرياني روبنس دوفال ص 246.

22_ مار يعقوب حزايا: أصله من ريشا الواقعة في إقليم بيث كرماي " كركوك ". تلقى العلوم في مدارس " خربة جلال ". دخل دير بيث عابي في عهد رئاسة ربان قاميشوع. اعتزل في صومعة بعد أن أنهى الأبتداء. وبعد وفاة رئيس الدير تسلم رئاسة الدير. الرؤساء الأب ألبير أبونا ص 64 _ 65.

23_ أدب اللغة الآرامية الأب ألبير أبونا ص 282 _ 283.

24_ بيرس نمرود: قرية في العراق مركز عبادة الإله نابو إله الكتبة. اعتبرها بنيامين التطيلي سنة 1173 برج بابل. تضم كتابات مسمارية ترقى إلى نبوخذنصر الثاني. المنجد في الأعلام ص 158.

25_ عمر الخطاب: ثاني الخلفاء الراشدين، وأول من لقب بأمير المؤمنين. ولد في مكة. عرف بشدة ولاته للنبي. يضرب بعدله المثل. في أيامه فتحت الجيوش الإسلامية الإمبراطوريتين الساسانية والبيزنطية. أنشأ الديون لتحديد رواتب الجيش، والامصار لتحديد قاعدات الجند والمدن. اغتاله مولى فارسي. المنجد في الأعلام ص 476 _ 477.

26_ زيناي: سلسلة جبل تتألف من جبلين تبتدئ من جنوب الكوبر وتتوجه من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، بين الزاب الكبير والزاب الصغير. وأمام النقطة الفاصلة بين الجبلين تقع مدينة مخمور التي كانت قديماً تدعى قرية زيناي، ويسمى الجبل حالياً قره جوغ الشمالي والجنوبي.

27_ أدب اللغة الآرامية الأب ألبير أبونا ص 294 _ 295.

28_ الجاثليق يوانيس بن عيسى: أصله من كرخ جدان. مات والده وهو طفل فقام خال أمه بتربيته. ترهب في دير الكرسي في كشكر. رسمه البطريرك ماري بن طوبى أسقفاً للسن، ثم نقله إلى كرسي فارس. وصل إلى البطريركية بطريقة غير شرعية حيث أمر الأمير بهاء الدولة بتعيينه بعد وفاة البطريرك ماري. توفي سنة 1012 ودفن في بيعة الكرسي. تاريخ الكنيسة الشرقية الأب ألبير أبونا ج 2 ص 219 _ 220.

29_ فرائد الآداب السريانية المونسنيور بولس السمعاني ج 3 ص 84.

30_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الأول ص يلاس.

31_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الأول ص ينث.

32_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الأول ص ينر.

33_ أوريجانس: ولد في مصر في حوالي سنة 185. وضع على رأس مدرسة الموعوظين في الإسكندرية في حوالي سنة 203. فانصرف إذ ذاك إلى البحث العلمي في الكتاب المقدس والتعليم العالي المسيحي. مارس نشاطه في الإسكندرية حتى حوالي سنة 230. ثم واصله في قيصرية فلسطين. توفي حوالي سنة 253. يعتبر Opinions