تذكار مار آحا ومار يوحنا ومار شاهين
القراءات الطقسية:القراءة الأولى: أعمال الرسل 19 / 8 _ 20 ثم دخل المجمع وكان مدة . . .
القراءة الثانية: 2 قورنتس10 / 4 _ 18 فليس سلاح جهادنا بشرياً ولكنه . . .
القراءة الثالثة: متى 24 / 45 _ 47 فمن تراه الخادم الأمين العاقل الذي . . .
+ متى 25 / 14 _ 23 فمثل ذلك كمثل رجل أراد السفر . . .
1_ مار آحا: " كان هذا القديس تلميذاً لمار أوجين، ومن بعد وفاة معلمه ذهب إلى بلاد بيث زبداي[1] وسكن في جبل قردو وشيد ديراً هناك عرف بدير زرنوقا. وقد دعي بهذا الاسم بسبب ما كان يعانيه الأخوة من ضيق بسبب شح المياه. وقد جلبت النعمة القديس إيشوعسبران الراهب[2] من تلاميذ مار أوجين من جبل إيزلا[3] وقدم إلى هذا الدير، ولما عاين أن الأخوة في ضيقة بسبب الماء صلى، وبصلاته برز ينبوع من تحت جدران بنيان الهيكل. ".[4]
وجاء في كتاب مختصر الأخبار البيعية، وهو القسم المفقود من التاريخ السعردي[5] عن سيرة مار آحا ما يلي: " كان للقديس مار أوجين تلميذ يقال له آحا، فمضى إلى أرض زبدي وتلمذ خلقاً كثيراً، وبنى هناك ديراً كبيراً اجتمع إليه الرهبان. وكانوا يستقون الماء بالزرنوق[6] ويتأذون بذلك، فأظهر الله نعمته بقدس عظام هذا القديس، وصلوة إيشوعبرنن الراهب، بأن ظهرت له عين من ماء تحت المذبح، ماءً عذباً فاستغنوا عن التعب، وسمي عمر[7] الزرنوق بهذا السبب. ".[8] ويقع الدير شمال شرق الجزيرة العمرية مسافة ساعة سير على الأقدام. والدير يقع على قمة الجبل. بينما يقع دير مار يوحنا في سفح الجبل. وتعرف القرية التي تضم الديرين مار آحا ومار يوحنا بـ أومرا دمار آحا ويوحنا. ويطلق عليها الأكراد " ديرا ".
2_ مار يوحنا: " تتلمذ للقديس مار أوجين، وأقتبل منه الأسكيم الرهباني وذهب وسكن بجوار قصر الزبديين. وصنع آيات عديدة. وبعد أن أكمل سعيه انتقل عند ربنا ودفن جسده في دير قسطرا الذي ابتناه ويسمى دحلحلح. وجاء الربان جبرائيل من دير زرنوقا، ونقله إلى الدير الذي عند زرنوقا. ".[9]
وجاء في كتاب مختصر الأخبار البيعة عن سيرة مار يوحنا ما يلي: " هذا القديس أحد تلاميذ مار أوجين، ومضى إلى أرض بزبدى وأقام في جبل هناك، وكان يدع كرحه ويطوف القرى المجاورة له فينصر أهلها، وبنى بيعة. ولما استناح دفن في الدير المعروف بقسطرا، وكان قد بنى عمراً كان قديماً بيت الأصنام ومسكناً للشياطين، فكان الرهبان يتأذون إذ نزلوا لأخذ الماء من العين رجم الشياطين لهم بالحجارة. وزاد الأمر عليهم فقلعوا تابوت القديس وجعلوه على العين ثلثة أيام فزال ما كان يلحقهم من الرجم، فردوه إلى العمر ودفنوه في بيت الشهداء. صلواته تحفظ سائر المؤمنين. ".[10]
3_ مار شاهين: كان من عائلة شريفة وغنية جداً، وله ألف عبد. خلال اضطهاد ملك الفرس بهرام الخامس ( 420 _ 438 ) للمسيحيين أمره أن ينبذ الديانة المسيحية، فلم يطعه شاهين. فوهب الملك كل أمواله لأحد عبيده حتى امرأته، ومع كل ذلك لم يرتخ عزمه، واستمر متمسكاً بإيمانه، حتى نال إكليل الشهادة.[11]
--------------------------------------------------------------------------------
1_ بيث زبداي: أو بازبداي ورد اسمها قبل الميلاد في جغرافية بطليموس، فدعاها " صفا "، وجاء اسمها أيضاً " صفتا " و " أسفايا " وجزيرة الصخرة. وموقعها في وادي دجلة، على بعد 3 كم جنوب شرق المدينة الحالية. أما جزيرة ابن عمر فقد بناها المسلمون سنة 961م، على بعد 3 كم شرق بازبداي. عرفت بازبداي المسيحية منذ العصور الأولى، وعرفت أبرشيتها باسم بيث زبداي، وكان مركز الأبرشية في فنك، ويقال لها قسطر دبيث زبداي، وهي على الدجلة في الجهة اليسرى في شمال غربي الجزيرة، على مسافة خمس ساعات منها.
2_ إيشوعسبران: إيشوعسبران جملة بالكلدانية تعني " يسوع أملنا ". أصله من نوهدرا " دهوك ". دخل دير إيزلا الكبير وتتلمذ لمار أبراهام الكشكري. ولما تدرب في الكتب أقبل إلى مار يوزاداق الذي شيد ديراً في جبل قردو، وخدم الأبتداء سبع سنين كما رسم الربان يوزاداق في قانون ديره. ثم عاش مختلياً. ثم أصبح رئيساً للدير. ورحل إلى ربنا ودفن في دير معلمه. الديورة في مملكتي الفرس والعرب مقال للأب ( البطريرك ) بولس شيخو مجلة النجم السنة العاشرة 1938 العدد 8 ص 300.
3_ إيزلا: هي الجبال الممتدة من شمال شرق نصيبين باتجاه الجزيرة العمرية، وإيزلا بالكلدانية تعني الشبكة. تعتبر هذه الجبال مهد الحياة الرهبانية في المشرق، وكانت مزروعة بعشرات الأديار.
4_ مجلة النجم السنة التاسعة 1937 العدد 9 الديورة في مملكتي الفرس والعرب مقال للأب ( البطريرك ) بولس شيخو ص 335.
5_التاريخ السعردي: لا يعرف بالتأكيد مؤلف هذا التاريخ. فقد يكون سليمان البصري أو إيشوعياب بر ملكون أو سبريشوع بن بولس، وهناك احتمال أقوى أن يكون الراهب النسطوري آبا الذي عاش في منصف القرن الحادي عشر. ويقول الكردينال تيسران إن هذا التاريخ قد وضع بعد سنة 1036، ويرى أنه أحد المصادر الرئيسية لماري واضع كتاب " المجدل ". بينما يرى المطران أدي شير أن هذا التاريخ هو أحد المصادر لصليبا وعمرو. وقد عثر المطران شير على القسم الأول من هذا التاريخ في المكتبة البطريركية في الموصل. وعلى القسم الثاني في مكتبة مطرانية سعرد. وقد نشر المطران شير هذا التاريخ مع ترجمته الفرنسية في مجموعة الباترولوجيا الشرقية، وجاء في جزئين كبيرين. وقد أهدى المطران شير المخطوطة السعردية إلى مكتبة باريس الوطنية. ويبدو أن الأب بطرس حداد أثناء وضعه فهرس مخطوطات مكتبة الرهبان الكلدان عثر على الجزء الآخر من هذا الكتاب. وقد نشره سنة 2000 تحت عنوان " مختصر الأخبار البيعية ". أدب اللغة الآرامية الأب ألبير أبونا ص 374 _ 376.
6_ الزرنوق: من الكلمة الكلدانية زوغرنا " زرنوقا " وتعني دلو. وقيل المنارتان على جانبي البئر كما جاء في القاموس المحيط.
7_ عمر: من الكلمة الكلدانية قرعوا عومرا وتعني دير.
8_ مختصر الأخبار البيعية حققه ونشره الأب بطرس حداد ص 216 _ 217.
9_ مجلة النجم السنة التاسعة 1937 العدد 9 الديورة في مملكتي الفرس والعرب
مقال للأب ( البطريرك ) بولس شيخو ص 334.
10_ مختصر الأخبار البيعية حققه ونشره الأب بطرس حداد ص 216.
11_ تاريخ كلدو وآثور المطران أدي شير ج2 ص 141 _ 142.