Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تذكار مار أشعيا الحلبي

مار أشعيا الحلبي: كان والده سوماخوس مقرباً من الملك قسطنطين، فجعله والياً على حلب. وكان رجلاً فاضلاً ذو ثروة وفيرة، يعطف على الفقراء والمحتاجين. وكانت زوجته مريم على شاكلته مزدانة بأجمل المناقب.

وقد اختبر الله صبراهما، ولم يرزقاهما ولداً إلى السنة العاشرة من زواجاهما، حتى رزقاهما ولداً فسماه أشعيا. وبعد أن تعلم القراءة فكر في دراسة علوم الأدب، لأن الفصاحة كانت أقرب مرقاة إلى ذرى المناصب العالية. لكن الله اصطفاه لنفسه ليشرق في سماء كنيسته كوكباً منيراً يقود الضالين إلى طريق الحياة.

ولما ناهز الثانية والعشرين من عمره أكره والده على الزواج رغماً عنه، فاختار له فتاة بارعة الجمال تدعى حنة. وما كان من أشعيا إلا الاستغاثة بربه لينقذه من هذا الفخ. ولما دخل الخدر تراءى له ملاك الرب فقال له: " يا أشعيا تقوَّ بالرب ولا تخف، فإن الله قد خلقك لتدخل الخدر السماوي الذي لا يزول ".

فتقوى أشعيا ونهض من سريره، فدعا عروسه حنة وقال لها: " تعالي ننتحب ما يجدينا نفعاً، فنقايض الشقاوة بالهناء. لأن لذات الدنيا تزول، أما اللذات السماوية فلا انتهاء لها أبداً ". وكانت حنة قد سمعت صوت الملاك، فقالت لأشعيا: " افعل ما تشاء، فإني منقادة لك. فقد عزمت العيش في الطهارة كل أيام حياتي ". فأعد أشعيا سريرين واحداً له، والأخر لحنة. وبقيا ثلاث سنوات يعيشا حياة ملائكية لا عيب فيها.

وما أن سمع أشعيا أن مار أوجين اجتاز بالقرب من حلب قاصداً بلاد المشرق، مضى إليه للتبرك، ولما وصل رحب به مار أوجين. فقص عليه أشعيا قصته. فقال له مار أوجين: " حسناً بدأت يا ابني، والأفضل لك أن تحمل صليبك، فتتقفى آثار ربك ".

وما أن سمع حتى اضطرمت فيه نار المحبة الإلهية، فرجع إلى منزله ودعا قرينته حنة وقال لها: " تعرفين أننا في هذه المدة كلها حفظنا طهارتنا، والآن الرب قد دعاني لأنظم إلى النساك. وعليَّ أن أترككِ وشأنكِ، فاختاري لنفسك ما تريدين. وقد وهبت لكِ هذه الدار وكل ما فيها ".

فردت عليه حنة بالقول: " إذا كنت تريد أن تصير راهباً، فأنا أيضاً سأنظم إلى الراهبات وأحافظ على بتوليتي. فانتظرني ريثما اذهب إلى الدير، ومن ثم أذهب أنت حيث تدعوك النعمة الإلهية ".

فألقت عنها كل ما كان عليها من الحلي والذهب والجواهر الثمينة والثياب النفيسة، ولبست زياً بسيطاً. فرافقها أشعيا إلى باب الدير، فودعها وعاد إلى بيته. ثم دعا خمسين من عبيده الذين كانوا يحترمونه ويكتمون سره، وقص عليهم ما جرى معه، وطلب منهم أن يعدوا الخيل لينطلقوا ليلحقوا بمار أوجين، فامتثلوا لأمره.

وأراد أشعيا أن يحذو حذو قرينته بإلقائه عنه ثيابه الثمينة، لكن عبيده ناشدوه ألا يفعل ذلك طالما هو موجود فيما بينهم، فانقاد لطلبهم. وما أن ابتعدوا عن المدينة صادفوا ثلاثة رجال مصابين بأوجاع مختلفة فقالوا لهم: " إلى أين أنتم ذاهبون ". فقالوا: " إننا قصدنا مار أوجين بغية أن ننال منه الشفاء، وها أنه قد رحل ".

فساروا الليل كله والنهار وصحبهم المرضى، إلى أن وصلوا إلى النهر، فلم يجدوا زورقاً يعبرون به، فوقفوا منتظرين لعل أحداً يأتي فيعبرهم. أما أشعيا فنزع عنه ثوبه الثمين وقدمه لأحد أولئك السقماء، وأخذ بدلها ثيابه البالية. ثم رسم على وجهه إشارة الصليب، وألقى نفسه في الماء. فأخذه روح الرب على أجنحة الريح، ولما شاهده السقماء ماشياً على الماء صاحوا قائلين: " يا عبد الله صلي لأجلنا واطلب من ربك أن يشفينا من أمراضنا ". فرسم عليهم إشارة الصليب فشفوا حالاً.

وكان عبيده ينظرون إليه منذهلين. ثم غاب عنهم فظنوا أنه غرق في النهر، فتصدعت قلوبهم أسفاً، وأخذوا يبكون وهم لا يدرون كيف يعلمون والده عن موت وحيده.

وعندما عادوا إلى حلب وجدوا سوماخوس وجميع أهل بيته يبكون بكاءً مراً على فقدان أشعيا وقرينته حنة. فدنوا منه وطرحوا أنفسهم على قدميه وهم يبكون قائلين: " اعف يا مولانا عن المذنبين، وترحم على الخاطئين لنخبرك بما جرى ".

وكان سوماخوس رحيماً، فأقسم لهم بالله بأنه لا يضر بهم. فقصوا عليه ما جرى. فأدهشه خبر غرق ابنه في النهر. ثم دعا حنة من الدير وقال لها: " لماذا لم تخبراني بعزائمكما، فكنت أسعفكما بحاجتكما ". فأخبرته حنة بكل ما جرى، فتعجب كل من سمع. ولما علمن حنة خبر فرق أشعيا ذاب قلبها أسفاً، وتفتت كبدها حزناً، وأخذت وتنتحب على حبيبها، ثم رجعت إلى الدير.

أما أشعيا فكان روح الرب قد أخذه وانطلق إلى مار أوجين، ففرح به فرحاً عظيماً. وبعد أن مكث عنده يومين أوحي لمار أوجين ما كان يقاسي والدا أشعيا من الأحزان. فانطلق هو وتلاميذه إلى النهر فعبروه.

وكان سوماخوس قد انطلق ومعه حاشيته إلى النهر، لعله يجد جثته فيأتي ويدفنها بكل ما يستحقه من العز والإكرام. وعندما التقى بمار أوجين نزل عن حصانه، وأتى للتبرك منه وأخذ يبكي. فقال له مار أوجين: " لا تبكي فإن ابنك لم يغرق، لكن الرب قاده إلى الحياة التي أختارها ". فطلب منه أن يريه ابنه. فدعاه مار أوجين فمثل أشعيا بين يدي والده. فنظر إليه وإذ به تغير عما كان في بيت والديه. فعوض الثياب المذهبة كان مرتدياً ثياباً بالية، فأخذه العجب وقال له: " إن أمرك عجيب يا بني، فلست أعرف كيف تغيرت أحوالك في هذه المدة الوجيزة ". فقال أشعيا: " إني أتلذذ بهذه الحالة أكثر مما في المملكة الرومانية من اللذة والنعم ".

وعندما أيقن سوماخوس أن ابنه من الصعب أن يرجع، طفق يحدث مار أوجين قائلاً: " هذا وحيدي وعليه علقت آمالاً كبيرة، فلا تسلية لي بعده ". فقال له مار أوجين: " اسمع يا سوماخوس المؤمن، إن الله اختار ابنك لخدمته، وسوف يرزقك الله ابنين توأمين، فتقر بهما عيناك، ويسكب الله عليك سوابغ النعم والبركات، فتعاين أولاد أولادك، ويمتلئ قلبك فرحاً وسروراً ".

فجثا سوماخوس أمام مار أوجين وقال له: " اطلب إليك يا عبد يسوع أن تصلي من أجلي، وحيث أن الرب قد اختار ابني، فهو لك من الآن فصاعداً ". ثم قبل سوماخوس ابنه أشعيا ورجع إلى داره.

وعاد مار أوجين وتلاميذه إلى المشرق. وعندما ذهب مار أوجين وتلاميذه إلى بلاد قردو لينيروها بتعاليم الإنجيل، بقي أشعيا مع مار حبيب في جزيرة بازبدي، ولم يعود مع معلمه مار أوجين إلى جبل إيزلا.

وخلال وجوده هناك صادف ميتاً، فدنا أشعيا من الجموع التي كانت تشيعه إلى المقبرة، وطلب منهم أن يقفوا لأن الميت مزمع أن يحيا. ثم قال لهم: " لما لا تتركون ما لكم من الأصنام الميتة ". فقالوا له: " ليس لنا أصنام، لأن مار أوجين استأصلها كلها ".

وكان مار أوجين قد طرد من نصيبين الكهنة المرقيونيين. فأتى واحد منهم إلى الجزيرة، وحل في دار رجل يدعى قسطنطين وهو أبو المتوفى. وقد أفسد قلبه وأبعده عن جادة الحق. فقال أشعيا لقسطنطين: " إذا قررت بالإيمان الصحيح، ونبذت ضلالة مرقيون، وطردت كاهنه من دارك، فأسأل ربي فيحيي ابنك هذا ".

فقال قسطنطين: " آمنت ونبذت ضلالة مرقيون ". فدنا أشعيا من الميت وصلى وقال له ثلاث مرات: " باسم يسوع قم امشِ أيها الشاب ". فانذهل الحضور وأخذوا يمجدون الرب. وطلبوا من الحاكم أن يطرد المرقيوني ظل متمسكاً بضلالته، فلعنه مار أشعيا، وللحال ضربه ملاك الرب ومات.

ثم عاد مار أشعيا إلى دير معلمه مار أوجين في جبل إيزلا، ومنه انتقل ومعه حبيب إلى بقعة تقع على مسافة خمسة فراسخ شرقاً منه. وكان في تلك البقعة روابي كثيرة، فاتخذ كل منهما رابية مسكناً له، وحفر آبار ليسقي منها عابري الطريق. وكان بالقرب من سكن مار أشعيا قرية اسمها وردانشا بناها أحد عظماء شابور الملك ويدعى كوشن.

وكان رعاة كوشن مسيحيين من منطقة أرزن، وذات يوم كان يرعون الغنم حول بئر مار أشعيا، فرأوه يسقي عابري الطريق. وكانت غنمهم قد أصابها مرض الجرب فطلبوا منه أن يشفيها. فأخذ قليل من ماء بئره وأعطاه لهم قائلاً: " ألقوا هذا الماء في بئركم، وإني لواثق بربنا يسوع المسيح أنه يبرئ غنمكم ". فامتثلوا لأمره وشفيت الغنم.

ثم اخبروا كوشن بما حدث. فاستدعى مار أشعيا، ورحب به وأحسن مثواه وقال له: " يا رجل من أي ديانة أنت ". فقال له أشعيا: " إني أعبد الله الحق، ولا إله إلا هو وحده. وأقر بابنه الذي صلبه اليهود في أورشليم ". وأراد كوشن أن يقدم له الهدايا، لكنه رفض وعاد إلى مسكنه.

وبعد ستة أشهر توفي ابن أخت كوشن، فحزن عليه حزناً شديداً، لأن كوشن لم يكن له ابن وقد اتخذ ابن أخته ابناً له. فعرض رعاة كوشن المسيحيين أن يطلب مار أشعيا، لأنه يستطيع أن يحييه. فدعاه كوشن وقال له: " لقد بلغني أنك قادر على إحياء الأموات ". فقال له أشعيا: " إن آمنت أنت فسوف تنال ما تريد ". فقال كوشن: " وبمن أومن ". فقال أشعيا: " بيسوع المسيح القائم من بين الأموات ". فقال كوشن: " إن أحييت هذا الشاب آمنتُ ".

فدنا أشعيا إلى الجثة وصرخ بصوت عال ثلاث مرات: " أيها الشاب الميت قم باسم يسوع الناصري ". وللحال استفاق وجلس. فدنا منه كوشن وقال له: " أين كنت يا ابني وماذا رأيت ". فقال الشاب: " رأيت المجوس في هاوية مظلمة، وهم يتقلبون من شدة ما يقاسون من العذابات. وأما المسيحيين فكانوا مقيمين بجنان لا مثيل لها على الأرض. وأنا أيضاً كنت في الهاوية المظلمة، وقد رأيت هذا الشيخ الجليل قرب ملك المسيحيين، ساجداً أمامه ومتضرعاً أن يهبه روحي، فاستجاب طلبته. ومنذ اليوم أنا مسيحي، وللرب أسجد وإياه وحده أعبد ". فعمد ما أشعيا كوشن وجميع أهل قريته، وكان عددهم ثلاثة آلاف وستمائة نسمة. وبنى كوشن بيعة، وأقام فيها مار أشعيا كهنة وشمامسة، ثم رجع إلى مسكنه.

ثم انتقل إلى شمال نصيبين عند ينبوع نهر ماشاخ، ولبث هناك تسعة أشهر. ثم انتقل إلى قمة الجبل وبنى له هناك كوخاً. وكان على شمال كوخه قرية اسمها بانحلي ( أنحل ). وذات يوم مر أمام كوخه مجنوناً من تلك القرية، وكان عطشان، فأراد أصحابه أن يسقوه ماء من بئر أشعيا فأبى. ثم استطاعوا أن يسقوه، وما أن شرب حتى سمعوا الشيطان يصرخ ويقول: " آه منك يا أشعيا الحلبي ". فشفي المجنون من ساعته. فدخل إلى كوخ مار أشعيا وطرح نفسه عند قدميه، وطلب منه أن يقبله كتلميذ عنده، فوافق مار أشعيا وأخذ يرشده في جادة الكمال.

ثم فكر في الذهاب إلى الأراضي المقدسة. وعندما وصل إلى نهر الفرات أراد أن يعبره ماشياً، لكنه رأى أناساً يركبون زورقاً ليعبروا به، فجلس معهم. وما أن وصل الزورق وسط النهر، حتى شرع صاحبه يأخذ الأجرة من الركاب. وعندما وصل عند أشعيا قال له: " ليس عندي شيء أعطيك ". فتمزق صاحب الزورق غيظاً، فطرح أشعيا في النهر. إلا أن قوة الرب أوصلته إلى الطرف الآخر سالماً.

وللحال هبت رياح شديدة فألقت الزورق بما فيه في النهر، وكاد يغرق من فيه. فصرخ الركاب: " يا رجل الله أرحمنا ". فتحنن أشعيا عليهم، وفي لحظة عين أنقذهم. فوصلوا إلى الطرف الأخر سالمين.

وعندما اقترب من حلب فكر ألا يدخلها خوف أن يراه أبوه. إلا أن الله أوحى إليه أنه قد قرب أجل قرينته حنة البتول الطاهرة. فذهب إلى الدير والتقى بها وهي طريحة الفراش. وما أن رأته حتى قالت: " هلم بالسلام أيها الختن الجديد. هلم بالسلام أيها البتول النقي. هلم بالسلام يا أخي القديس. إن الله استجاب طلبتي فأحضرك هنا لكي أراك قبل أن أموت. والآن أطلب منك أن تدنو فتغمض عيني. فإنما لأجل هذا سألت ربي أن يحضرك هنا. والآن صلي لأبلغ الفردوس السماوي ". وللحال أسلمت روحها، ففاضت للوقت رائحة ذكية من جسدها المبارك. أما رئيسة الدير فلما عرفت أنه مار أشعيا، طرحت نفسها على قدميه وطلبت منه أن يصلي عليها. أما هو فطلب منها ألا تخبر أحداً بأمره حتى يخرج من المدينة.

وشاع خبر وفاة حنة في كل المدينة، فأخذ الناس يتقاطرون إلى الدير للبركة من جسدها الطاهر، وحضر أيضاً سوماخوس وابنيه التوأمين أوجين وموريقي.

وعندما انطلق موكب التشييع كان أشعيا يمشي مع الفقراء وراء الجنازة وهو يبكي، ولم يعرفه أبوه ولا عبيده. وبعد الدفنة جمع ساموخوس جميع الفقراء والمساكين في الدير، وصنع لهم عشاء. وكان أشعيا مع المدعوين، وبات ليلته في الدير. وليلاً قام وتوجه إلى أورشليم.

وفي الصباح أعد سوماخوس كمية وافرة من المال، وذهب ليوزعها على الفقراء عند قبر حنة كجاري العادة. وكان قد لاحظ خلال الدفنة أشعيا وهو يبكي بكاءً مراً، فنوى أن يعطيه أكثر من الآخرين. ولم وزع المال فتش عنه فلم يجده. فسأل رئيسة الدير عنه، فبكت وقالت له: " إن الغريب الذي تسأل عنه هو ابنك أشعيا. وإنما الله أرسله هنا ليشاهد قرينته حنة قبل وفاتها ". فلما سمع وقع على الأرض مغشياً عليه. ولما أفاق أخذ يبكي، وطلب من رئيسة الدير أن تخبره أين ذهب. فقالت له: " أظن أنه توجه إلى أورشليم ".

فخرج سوماخوس بخيله ورجاله في طلب ابنه، ولما قطعوا مسافة حل عليهم الليل، فنزلوا طلباً للراحة وناموا. فتراءى أشعيا في الحلم لأبيه وهو لابساً الزي الذي كان عليه يوم عرسه، وقال له: " يا أبتاه لا تبحث عني، فإنك لن تراني في هذا العالم. وإني أبشرك أننا بعد سنتين سوف نشاهد بعضنا في الملكوت، فأرجع بسلام ". وفي الصباح قص سوماخوس ما رآه في حلمه، وعاد ومن معه إلى حلب.

وبعد أن زار مار أشعيا الأراضي المقدسة، عاد إلى صومعته فوجد تلميذه الذي شفاه مواظباً على الصوم والصلاة. فبنى له صومعة بجانب صومعته. وتتلمذ له الكثير من سكان قرية بانحلي، واجتمع إليه زهاء ستين رجلاً، وبنوا لهم قلالي بجانب قلايته.

وكان تلاميذ مار أوجين قد قضوا نحبهم، ولم يبق منهم سوى أشعيا. وفي إحدى الليالي رأى نفسه في السماء بين الملائكة والأنبياء والرسل والشهداء. ثم رأى الرهبان ومعم مار أنطونيوس ومار أوجين والأنوار تنبعث منهمم وعلى رؤسهم أكاليل المجد.

ورأى بيد مار أوجين إكليلاً، فسأله أحدهم: " لمن هذا الإكليل ". فرد عليه أحدهم: " هذا الإكليل هو لأشعيا الحلبي، الذي هو آخر تلاميذ مار أوجين ".

فأخذ أشعيا يستعد للانتقال إلى دار البقاء، وكانت صومعته قد امتلأت نوراً سماوياً. وفي اليوم المحدد نزل الملائكة فطاروا بروحه إلى السماوات. ولما دخل عليه تلاميذه ظنوا أنه حي، ولما اقتربوا منه علموا أنه قد مات. فبكوا بكاءً مراً. ثم دفنوه في ديره. وأصبح قبره ينبوع للخيرات لجميع الذين يقصدونه. وكانت وفاته في منتصف تشرين الأول، وله من العمر أحدى وتسعون سنة.

ويحتفل بتذكار مار أشعيا الحلبي في 15 تشرين الأول. [1]

-------------------------------------

سيرة أشهر شهداء المشرق القديسين المطران أدي شير ج 2 ص 192 _ 209.

Opinions