Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تذكار مار برحذبشبا الشماس الشهيد

مار برحذبشبا الشماس الشهيد: كان شماساً في أربيل عندما ألقي القبض عليه بأمر شابورطمشابور. وشرع هذا الظالم يعذبه مر العذاب ويقول له: " إن أردت أن تجو من العذاب والموت، أكرم النار والماء وكُل الدم ". أما برحذبشبا فكان يهزأ به ويقول له: " ومن أنت أيها المنافق اللئيم حتى تحملني على نبذ الحقيقة، وعلى الانحراف عن السلوك الذي أنا متكل عليه منذ نعومة أظفاري؟ فحيٌّ الله الذي اعبده بالحق، والمسيح الذي أنا متكل عليه. فلا أنت ولا ملكك الذي أنت فخور به، ولا تنكيلاتك ولا القتل الذي تهددني به. لا تستطيعون أن تفصلوني عن محبة يسوع الذي أحببته منذ صغري حتى هذه الشيخوخة التي بلغتها الآن ". فثار ثائر الحاكم عليه، وفي سورة غضبه أمر بقطع رأسه. وكان ثمة رجل من الأحرار اسمه عجي، وهو علماني من قرية تحل، وقد ألقي القبض عليه لكونه مسيحياً يأبى السجود للشمس. فأمر الحاكم بحل وثاقه، وأوعز إليه في قتل برحذبشبا، لكي يدفعه بذلك إلى جريمة أبشع من تلك التي رفض ارتكابها. فاخرجوا برحذبشبا إلى ظاهر بلدة حزة، وربطوه فوق أكمة هناك. وناولوا عجي سيفاً، فأمسك به مرتعداً وضرب عنق برحذبشبا سبع ضربات، ولم يستطيع حز رأسه لما اعتراه من الخوف والهلع. فغضب عليه المجوس المشرفون على تنفيذ الأمر وتهددوه. وإذ ذاك تناول ثانية السيف الذي كان قد رمى به أرضاً وهو مخضب بدم الطوباوي، وغرزه في جسمه إزاء موضع القلب، وعلى الفور فاضت روح الشهيد. إلا أن هذا الجاحد القاتل لم يبق بغير عقاب. فما أن قتل هذا الشهيد، حتى انزل به الرب داء أليماً. فانتفخت يده اليمنى وأضحت مثل سارية، فكان يرقد على سريره وذراعه ممتدة عللا سرير آخر، حتى نتن جسمه كله وتفسخ. وبعد أن أمضى أياماً وهو يعاني الأمّرين، مات شر ميتة، وقد تخلى عنه الجميع. وأقام المضطهدون حارسين على جثة الشهيد برحذبشبا. وحينما حل الظلام حاول راهبان كامنان هناك أن يسرقا جثمانه. إلا أن الحارسين لم يستسلما إلى النوم، ولم يقبلا رشوة قدمها الراهبان لهما. وإذ لم تبق للراهبين وسيلة أخرى، انقضا على الحارسين وأشبعاهما ضرباً وشدا وثاقهما. ثم أخذا الجثة وذهبا بها ودفناها في تلك الليلة نفسها. وكان استشهاده في العشرين من تموز سنة 356.



Opinions