تركيا تتوعد بمطاردة الانفصاليين الاكراد حتى داخل العراق
10/10/2007نركال كيت/بغداد/بولس تخوما/
اكدت الصحف التركية الصادرة اليوم ان بياناً صدر اثر اجتماع دام اكثر من ثلاث ساعات للمجلس الاعلى لمكافحة الارهاب برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان جاء فيه " تم اصدار الاوامر والتعليمات اللازمة للمؤسسات المعنية ليتم اتخاذ كافة الاجراءات القانونية والاقتصادية والسياسية، لعملية عبر الحدود ضد وجود المنظمة الارهابية في بلد مجاور- في اشارة الى وجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق-".
واثار مقتل 13 جنديا تركيا الاحد الماضي في كمين في منطقة جبلية قرب الحدود العراقية اضافة الى مقتل اثنين آخرين، غضبا شعبيا خصوصا انها الخسارة الافدح للجيش التركي في حربه ضد المتمردين الاكراد منذ 1995.
وتتعرض حكومة اردوغان لضغوط من المعارضة البرلمانية والصحافة والراي العام لتكثيف حربها ضد حزب العمال الكردستاني وارسال الجيش الى داخل الاراضي العراقية لضرب قواعد هذا الحزب في كردستان العراق.
ونُظمت تظاهرات تلقائية في العديد من المدن التركية في حين دعت الصحف الشعبية حكومة اردوغان الى التحرك لمواجهة هذا الوضع.
وعنونت صحيفة "وطن" اليومية "لنعمل على كفكفة الدموع" ونشرت في صفحتها الاولى صور الجنود ال 15 القتلى.
وبحسب المراقبين السياسيين فان ان الامر يتطلب موافقة من البرلمان لارسال قوات الى دولة اجنبية لتنفيذ عملية واسعة النطاق.
ويشن حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره انقرة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي منظمة ارهابية، حركة انفصالية مسلحة اوقعت منذ عام 1984 اكثر من 37 الف قتيل معظمهم من المدنيين بحسب الروايات الرسمية التركية. وقد كثف الحزب هجماته منذ بداية العام الجاري مستهدفا ثكنات الجيش التركي المنتشرة قرب الحدود العراقية.
وهاجم المتمردون بالرشاشات حافلة صغيرة في جنوب شرق الاناضول الذي يشكل الاكراد غالبية سكانه في نهاية ايلول الماضي ادى لمقتل 12 شخصا معظمهم من المدنيين.
وقد سبق ان طلبت واشنطن، حليفة انقرة في الحلف الاطلسي، من السلطات التركية عدم القيام بعمليات توغل في العراق خشية ان يزعزع ذلك استقرار شمال هذا البلد البعيد نسبيا عن اعمال العنف الطائفية.
وجددت واشنطن هذا الموقف الثلاثاء واعتبرت ان توغلا تركيا في العراق "ليس حلا" لمشكلة الارهاب، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك للصحافيين "لست واثقا بان عمليات التوغل من جانب واحد تشكل حلا لمعالجة هذه المشكلة".
ومن المقرر ان يثير اردوغان هذه المسالة مع الرئيس الاميركي جورج بوش خلال زيارته للولايات المتحدة في تشرين الثاني المقبل.
ووقعت انقرة وبغداد مؤخرا اتفاقا للتصدي لحزب العمال الكردستاني الا انه لا يسمح للقوات التركية بمطاردة المتمردين الفارين داخل الاراضي العراقية.