تزايد آمال الأكراد بالاستقلال في الذكرى الثالثة لسقوط صدام
10/04/2006جيران:أربيل والسليمانية - وكالة (آكي) الايطالية للأنباء - بدا الشارع الكردي أكثر ارتياحا من بقية مدن العراق في الذكرى السنوية الثالثة لسقوط النظام العراقي، ففيما تزداد وتيرة عمليات العنف في معظم المدن العراقية ويسقط أعداد كبيرة من الضحايا كل يوم، يعيش الأكراد في مناطقهم في ظل استقرار أمني كبير يدفعهم الى الاغترار بأنفسهم وإطلاق العنان لمطامحهم القومية بالدعوة الى الاستقلال عن العراق، فالشارع الكردي يتابع بجدية الأوضاع السياسية والأمنية في العراق خصوصا لجهة احتمال وقوع حرب طائفية بين السنة والشيعة التي باتت أقرب الى الحقيقة مع تصاعد حدة الاتهامات بين الطرفين واشتداد الأزمة السياسية الراهنة. فالمواطن بشدار كاكةرش وهو شاب في العشرينات من عمره يرى "أن الصراع الحالي على السلطة بين السنة والشيعة يخدم مصالح الأكراد و (يهيئ) الأرضية المناسبة لاستقلال كردستان". ويعتقد هذا المواطن "أن حدوث حرب طائفية في العراق سيبرر للقيادة الكردية أن تعلن استقلال كردستان، ونحن نسمع تصريحات متكررة من السيد مسعود بارزاني بأن الظروف الدولية الحالية لا تسمح لاعلان الاستقلال، مع تأكيده على حق الشعب الكردي بتشكيل دولته المستقلة في نهاية المطاف، واذا وقعت الحرب الطائفية في العراق فإن أمريكا سوف تخسر العراق، عندها سوف تؤيد قيام دولة كردية حليفة لها في المنطقة، فهي لا يمكن أن تخرج من المنطقة صفر اليدين بعد أن قدمت الكثير من التضحيات لاسقاط صدام حسين". ويؤيده القول أزي عمر من السليمانية وهو طالب في معهد الفنون الجميلة قائلا "لا يمكن قياس الوضع الأمني المستقر في كردستان مع بقية مدن العراق، وطبعا أمريكا وصلت الى حالة من اليأس مع الزعماء العراقيين العرب سنة وشيعة، وأثبتت السنوات الثلاث الماضية أن الشعب الكردي هو الصديق الوحيد لأمريكا في العراق، لذلك أعتقد أن الحاجز النفسي بين الأكراد وأمريكا قد زال وأصبحت هناك ثقة متبادلة بيمن الطرفين يمكن للقيادة الكردية أن تستغلها لإعلان مشروعها المؤجل، وطبعا الأكراد لا يكفرون عندما يعلنون دولتهم المستقلة فهذا حق طبيعي لكل شعوب وأمم الأرض". ويرى بلند محمد (36 سنة) "أن من مصلحة الأكراد البقاء ضمن العراق وأن الأوان لم يحن بعد لاعلان الدولة المستقلة"، ويضيف "لنكن واقعيين، إن أمريكا تعاني من كراهية شديدة من العرب ومن الشعوب الإسلامية، وإقدامها على تشكيل دولة كردية سيقيم الدنيا عليها، ولا أعتقد أن أمريكا مستعدة لفتح جبهة واسعة مع العرب في المنطقة لخاطر عيون الأكراد، وانظر الى الخارطة فستجد أن الأكراد يقعون بين ثلاث قوميات هي متفقة على معاداتهم، الأتراك والفرس والعرب، فكيف تقبل هذه الدول أن تتشكل الدولة الكردية هكذا لمجرد تهديد من أمريكا، ثم أن دولتين هما سوريا وايران تعاديان أصلا أمريكا فكيف سيرضين بخطة أمريكا بتشكيل الدولة الكردية". ويحتج ريكةوت عبد الله من حركة الاستفتاء الكردية، وهي حركة جماهيرية تدعو الى اجراء استفتاء شعبي في كردستان لتقرير المصير والاختيار بين العيش ضمن العراق أو الاستقلال، يحتج على نتائج استفتاء غير رسمي جرى بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية الأولى، قائلا "هناك أكثر من 98% من الشعب الكردي صوتوا لصالح الاستقلال في الاستفتاء الذي جرى مع الانتخابات البرلمانية، ونحن جمعنا أكثر من مليوني توقيع من مختلف مناطق كردستان تطالب باجراء استفتاء شعبي عام لتقرير المصير، فأين المشكلة؟. أعتقد أن القيادة الكردية وتمسكها بالعملية السياسية في بغداد لمصالح حزبية ضيقة هي التي تعرقل اعلان الدولة الكردية المستقلة، فالشعب يريد ذلك، اذن لماذا التأخير؟. ويقف عبد الرحمن شكر ( تاجر أجهزة كهربائية) في سوق أربيل بين الفريقين قائلا "أنا أؤيد القيادة الكردية وخاصة الزعيم بارزاني في طروحاته بعدم وجود فرصة حالية لاعلان الدولة الكردية، وأعتقد بأن هذه الدولة ستتشكل ان عاجلا أو آجلا، ولكن الظروف السياسية والإقليمية لم تنضج بعد، ولكن هناك اشارات مطمئنة من أهمها نهوض الشعب الكردي في بقية أجزاء كردستان (سوريا وتركيا وايران) ثم احتمالات نشوب حرب أهلية في العراق، فعند نضوج هذين العاملين لا أعتقد أن القيادة الكردية ستتردد في اعلان دولتنا المستقلة، اليوم هم محكومون بالمضي في تنفيذ السياسية الأمريكية في العراق والمنطقة، واذا انقلبت الأوضاع فلا بد أن تكافئنا أمريكا بدولتنا المستقلة التي ستكون من اصدق حلفائها في هذه المنطقة، وفي النهاية أعتقد أن أمريكا بحاجة الى حليف قوي في المنطقة".