Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تصريحات نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن عقب اجتماعه مع الرئيس طالباني في ديوان رئاسة الجمهورية ببغداد

24/01/2010

شبكة أخبار نركال/NNN/
فيما يلي النص الكامل لتصريح لنائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن ، عقب اجتماعه مع الرئيس طالباني في ديوان رئاسة الجمهورية ببغداد.

السيد الرئيس، إنه لمن دواعي سروري أن أعود إلى بغداد. وهذه هي زيارتي الرابعة منذ انتخابي نائباً للرئيس، وهي الثالثة منذ تأديتي اليمين الدستورية. وفي واقع الأمر، كثيراً ما أحضر إلى هنا، وربما أصبح مصدراً للإزعاج.
وإنه ليسرني دائماً أن أكون معكم. كما التقيت صباح اليوم مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد ميلكيرت، ومع رئيس الوزراء المالكي، ومع رئيس مجلس النواب السامرائي، ،كما تناولت الطعام على مأدبة غداء مع مجموعة من المسؤولين العراقيين المنتخبين. والهدف من زيارتي هذه هو توضيح أن العراق لا يزال يشكل أولوية رئيسية بالنسبة للرئيس أوباما. فإدارتنا ملتزمة تماماً بإرساء دعائم عراق ناجح ومستقر ومُمثل لأبناء الشعب ويقوم على مبدأ العدل، كما أننا ملتزمون بترسيخ مبدأ الشراكة الدائمة بين العراق والولايات المتحدة.
لهذا السبب أتيت إلى هنا. ولهذا فإن إحدى القضايا الرئيسية التي نوقشت اليوم مع جميع الأطراف هي كيف يمكن للولايات المتحدة تسريع وتيرة جهودها، والجهود التي نبذلها جميعاً، في سبيل تنفيذ بنود إتفاقية الإطار الاستراتيجي، بما في ذلك تطوير علاقات وثيقة في مجالات التجارة والاستثمار والتعليم والثقافة.
وكما أوضح الرئيس أوباما العام الماضي، فإننا سوف ننهي المهمة القتالية لقواتنا خلال هذا الصيف وتخفيضها وفقاً للاتفاقية الأمنية الموقعة بين الولايات المتحدة والعراق. ولكن حتى عندما تنسحب قواتنا العسكرية، فإننا سوف نضاعف من مشاركتنا السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع العراق.
كثيرًا ما يقال أن الانتخابات الأولى ليست اختباراً حقيقياً للديمقراطية، بل الانتخابات الثانية. لقد أقَّر القادة العراقيون قانون الانتخابات التاريخي في الشهر الماضي، وهو القانون الذي أعتمد ولأول مرة القائمة المفتوحة للانتخابات الوطنية، وها أنتم الآن تعملون سوياً من أجل ضمان شمولية وشفافية ونزاهة الانتخابات الوطنية المقرر عقدها في السابع من شهر آذار/ مارس القادم.
وخلال مباحثاتي التي أجريتها مع القادة العراقيين اليوم، ومن بين الموضوعات التي ناقشتها هي الجدل الدائر مؤخرًا حول الإقصاء المقترح لبعض المرشحين للانتخابات. وأود أن أوضح أنني لست هنا من أجل تسوية هذه المسألة. إن هذا الأمر متروك للعراقيين تولى القيام به، وليس لي. وبعد مباحثات اليوم، فأنا على يقين بأن قادة العراق منكبون على التعامل مع هذه المسألة وهم يعملون على إيجاد حل نهائي وعادل لها.
المسألة هي ليست في محاسبة الأفراد وتحميلهم مسؤولية أفعالهم في الماضي، بل في طبيعة عملية الإقصاء ذاتها. ويدرك الزعماء العراقيون أنه إذا رأى الشعب العراق والمجتمع الدولي أن هذه العملية نزيهة وشفافة، فإنها حينئذ سوف تعزز من مصداقية الانتخابات.
اسمحوا لي أن اوضح أيضاً أن الولايات المتحدة تدين الجرائم التي ارتكبها النظام السابق، ونحن نؤيد تأييدًا تامًا حظر الدستور العراق عودة حزب البعث الصدامي إلى السلطة.
وبناء على طلب من الحكومة العراقية، سوف نساعد العراقيين المقيمين في الولايات المتحدة على المشاركة في الانتخابات عن طريق تمكينهم من الإدلاء بأصواتهم من خارج البلاد. كما أننا مستعدون أيضاً لدعم طلب مراقبين للانتخابات من الولايات المتحدة. وليس هذا الدعم سوى مثال واحد بسيط يدل على التزامنا تجاه الديمقراطية في العراق.
هناك نقطة أخرى، اسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن أسفي الشخصي لأعمال العنف التي وقعت في ساحة النسور التي تسبب فيها موظفي شركة بلاك ووتر في عام 2007. والولايات المتحدة عاقدة العزم، عاقدة العزم على محاسبة أي شخص يرتكب جرائم ضد الشعب العراقي.
ونحن إذ نكن الاحترام التام لاستقلالية ونزاهة النظام القضائي الأميركي، نشعر بخيبة الأمل إزاء قرار القاضي بإسقاط لائحة الاتهام التي استندت على الطريقة التي تم من خلالها الحصول على بعض الأدلة. وأود أن اوضح هنا أن إسقاط التهم لا يعني الحكم بالبراءة.
وها أنا ذا أعلن اليوم أن حكومة الولايات المتحدة سوف تتقدم بطلب الاستئناف ضد هذا القرار، حيث سوف تقوم وزارة العدل بتقديم عريضة الاستئناف ضد قرار القاضي في غضون الأسبوع القادم.
وخلال رحلتي بالطائرة من مطار بغداد الليلة الماضية، رأيت مدينة تعج بالحياة وبالإمكانات الهائلة. وإحدى هذه الأشياء التي تغيرت بشكل جذري عما كانت عليه منذ رحلة طيراني الأولى فوق المدينة في عام 2003، هي مشاهدتي للأضواء الساطعة في جميع أرجاء المدينة إذ كان الظلام الدامس يلفها منذ عهد ليس ببعيد. كما شاهدت هناك حركة ونشاطاً مرورياً مزدحماً مختلفاً عما كنت قد رأيته ذات مرة من شوارع خالية.
ولذلك، فإنني على قناعة بأن أفضل أيام العراق هي التي سوف تأتي، وأن تلك الأيام لا تزال أمامنا وسوف نشهدها، وأن الشراكة بين بلدينا سوف تنمو بصورة أقوى. أشكركم سيدي الرئيس لحسن ضيافتكم.

صادر عن سفارة الولايات المتحدة
بغداد، العراق
24 كانون الثاني/ يناير 2010

Opinions