تطورات مفاجئة في حادث مقتل الفتاة اليزيدية في كردستان
30/04/2007وكالة (آكي)/
نظمت 50 منظمة معنية بحقوق الإنسان، والدفاع عن حقوق المرأة الكردستانية ظهر أمس، تظاهرة نسوية أمام مبنى البرلمان الكردستاني، احتجاجا على مقتل الفتاة اليزيدية (دعاء خليل أسود)، التي قتلت رجما بالحجارة، من قبل أبناء من طائفتها قبل أسبوعين.
ودعت تلك المنظمات في كلمات تليت في التظاهرة، البرلمان الكردستاني إلى سن قانون يمنع قتل المرأة بذريعة الدفاع عن الشرف، فيما دعت حكومة الإقليم إلى اعتقال مرتكبي الحادث، وتقديمهم إلى المحاكم لينالوا جزائهم العادل. وأدانت بخشان زنكنة عضوة البرلمان الكردستاني ورئيسة لجنة شؤون المرأة فيه، تلك الجريمة البشعة بحق الفتاة اليزيدية، ودعت وزارة شؤون المرأة إلى تشكيل لجنة مختصة، للتحقيق في ملابسات الحادث"، فيما أكد الدكتور كمال كركوكي، نائب رئيس البرلمان أن "معظم المتسببين والمشاركين في الجريمة، قد تم اعتقالهم وهم رهن التحقيق حاليا، وسيقدمون إلى المحاكمة لاحقا".
ومن بين النسوة المشاركات في التظاهرة، كانت هناك السيدة مريم اليزيدية، التي أكدت لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء، أن "الفتاة لم تقتل بسبب الارتداد عن دينها، بل قتلت بسبب ارتباطها بعلاقة حب، مع شاب مسلم خارج طائفتها، وهذه جريمة بحق المرأة يفترض أن يحاكم المتسببون بها".
وفي تطور مفاجئ أعلن خسرو كوران نائب محافظ الموصل، أن "مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم (حركة الإصلاح والتقدم اليزيدية، هاجمت ليل أمس مقرا للحزب الديمقراطي الكردستاني (حزب بارزاني)، في مجمع (سيبا شيخ خدر)، التابع لقضاء القحطانية وأحرقت بعض الممتلكات فيه"، وأضاف في تصريح إلى موقع (بيامنير) الكردي، أن "عناصر هذه الحركة التي تأسست حديثا، هم من المشبوهين وأعضاء قدماء في صفوف حزب البعث المنهار، يهدفون إلى بث التفرقة والفوضى في المناطق اليزيدية". في غضون ذلك أوردت جريدة (جاودير) الكردية الأسبوعية، بعددها الصادر اليوم، عن مصادر طبية في الموصل، أنه "تم إخراج جثمان الفتاة اليزيدية (دعاء) من قبرها في مقبرة (شيخ شمس)، وأرسل إلى مديرية الطب العدلي لغرض إجراء الفحوصات الطبية، للتأكد من عفتها" وتكتمت تلك المصادر على نتائج تلك الفحوصات، التي استمرت لنصف ساعة، ثم أعيد دفن الجثمان في نفس القبر".
من جهتها أشارت مصادر في الشرطة المحلية في ناحية بعشيقة (الموصل)، إلى أن "شخصين ممن شاركوا في قتل الفتاة قد تم اعتقالهما، وأن البحث جار عن بقية المشاركين في الجريمة" مضيفة أن "أربعة آخرين من مرتكبي الجريمة، بينهم أحد أعمام الفتاة وخالها، قد لاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة، وأن السلطات تبحث عنهم في عموم المنطقة".
وعلى الصعيد ذاته أعلن يوم أمس في السليمانية، عن تشكيل تجمع يضم 13 منظمة، من منظمات حقوق الإنسان والمرأة والمجتمع المدني، لمناهضة العنف ضد المرأة وإدانة مقتل الفتاة اليزيدية. وأشار بيان صادر عن التجمع أن "انتهاك حقوق المرأة واستخدام أساليب العنف والاضطهاد ضدها، أمر مألوف في المجتمع الكردستاني، ولكن رجم المرأة كما حدث بحق الفتاة اليزيدية (دعاء)، يشكل سابقة خطيرة وظاهرة جديدة يجب احتوائها منذ البداية، وتقديم قتلة هذه الفتاة، الذين ما زالوا أحرارا، إلى المحاكمة لينالوا أقصى العقوبات جراء ارتكابهم لهذه الجريمة البشعة".
ووجه البيان انتقادات قاسية إلى حكومة الإقليم، واتهمها بالعجز في محاسبة مرتكبي مثل هذه الجرائم، وقال "لا تستطيع حكومة إقليم كردستان وضع حد لمثل هذه الجرائم التي ترتكب ضد المرأة بشكل منهجي، وهي عاجزة عن فرض القانون على مرتكبيها، ومع ذلك ندعو حكومة الإقليم إلى تقديم الجناة في مقتل دعاء إلى المحاكمة، واعتبار كل أشكال العنف ضد المرأة كجريمة ضد القانون".