تيه...ما بعده تيه
بين خفايا النفس الحزينةوخيوط الواقع المّر...
والحقيقة المريرة
تكتنز وتختزن...
الاسرار الدفينة
لشعب وأمّة أصيلة
فتتراىء الاحلام الاليمة
محبوسة في أيقونات
و صور مبهمة خفيّة
(يئِّن صدى الحنين بحرقة...)
لإيّام ماضيّة ...بهيّة
لحمامات السلام التي لوّعها
خوف دائم من المجهول
وأسْرِ في أقفاص وأسوار
لم تألفه...أبداً من قبل
تنشد الحريّة ...
كمثيلاتها الطليقات
الآمانات ...السابحات في الفضاء
بكل أمن...سلام وحريّة
.........................
ولكن تبقى هي ...
هكذا بين هذا وذلك
تائهة ...ضائعة وشاردة
حبيسة ...ومقيّدة
تتقاذفها الأقدار والظروف
بين الأ.... و الـ ....
وتبقى الجروح عميقة
...لا بل غائرة
ويبقى النزيف مستّمر
فالكلمات تبقى ملجمة
...واللسان عاجز
عن قول الحقّ والحقيقة المرّة
في دائرة الصمت الرهيب
...والمريب
(الساكت عن الحقّ شيطان أخرس)
الأفكار مشتتة...والعناوين كثيرة
وضائعة في زحمة...
ألفتها في أيامها العصيبة
وظروفها الكئيبة
فالأمال قد أفسدتها وخربتها
تربة الفساد والعنف و...
فالكلّ جامد يلفّه
ويطغى عليه الغموض
وكل فجر جديد آتِ محكوم
عليه بظلمة ليل حالك السواد
وترى الشمس وقد غيبّتها أو كادت
الغيوم الحالكة السواد
فترى طيور الكناري
قد أُجبرت على هجر أعشاشها
بعد أن طاردتها
خفافيش الظلام
وجيوش الغربان
................
كم انتِ أيتها الدّنيا غريبة
تعسة...و رذيلة
بكل صوركِ... وأُطركِ
شرائعكِ... وأحكامكِ
الجائرة ...والتعيسة
التي سنّها لكِ ذو
النفسِ الأمّارة بالسوء
فيبقى الشّر متأصلاً فيكِ
ممثلاً بقابيلكِ
الذي يقتل أخيه هابيل
وما اكثرهم في زماننا
هذا هو ديدن الانسان
الذي ضاع في...
مطبّات وهموم الدنيا
فأضحى أعمى البصر والبصيرة
مكموم الفم ملجوم اللسان
مبسوط اليد
دائماً هكذا كأنه
في غابة موحشة
ضائع في وادي النسيان
وهذا هو الخراب والطغيان
الذي لا بعده ولا قبله
تيه... ما بعده تيه
ماجد إبراهيم بطرس ككي
7\3\2010