ثلاثية لا بد منها...شاكيرا والموسيقى الهادئة ودولمة فكتوريا الحادة
ربما لكل دقيقة نبي ولكل ساعة دين ولكن لكل الايام رب واحد . فاحيانا قد يكون من يضحكنا هو ملاكنا الحارس وأكثر الناس أستحقاقا لتقديرنا وذلك من منطلق منحنا تمارين رياضية مجانية تحرك جميع عضلات الجسم تقريبا وتدخل البهجة على قلوبنا وهذا ما لا يستطيع تقديمه الجميع . وفي لحظات أخرى لا ينفع معنا سوى تلاوة أيات من كتبنا السماوية تهدأ من روعنا قليلا وتساعدنا على التقدم نحو الامام . وفي لحظات أخرى لا ينفع مع الكأبة والتعب سوى ملأ البطن بكل ما لذ وطاب للعين . وعليه فأذا كنت ممن دفعهم الزمن ألى خوض تجارب قاسية ومريرة لم تعهدها من قبل وأجبرتك الظروف على القيام بمهام وأعمال تعتقد بانك لم تخلق من أجل أنجازها . أو أذا تألمت من خيانة صديق أو حبيب أو حتى لو سرق منك مبلغ من المال تحت عنوان أجور غير مدفوعة أو ديون لا يمكن أستردادها ذهبت مع الريح . حينها أعلم بأنك تعيش في القرن الواحد والعشرين وحاول قدر أستطاعتك أن تسير بحسب ما تقذفك الأمواج ولا تسمح لليأس بأن يسحبك للعمق وقبل أن يكمل مطربنا العراقي المشهور جملته المعروفة (( معلم على الصدمات كلبي )) أطفأ الجهاز أو حوله إلى أقرب قناة تلفزيونية أو إذاعية تعرض أغاني مطربك المفضل وأنصحك هنا بشاكيرا وبالتاكيد لست ممن يجهلون عرافة هزة البطن (( البيري دانس )) الطرزانية العربية الاسبانية الامريكية التي يتمنى كل من يشاهدها وهي ترقص بأن يتكلم الاسبانية كما يقول لها مرافقها في الغناء . أترك نفسك مع شاكيرا قليلا وتخيل الحياة وهي تدور وتنقلب تارة بين المقدمة والمؤخرة بين البطن والظهر ، فلا يوجد في العالم شيء يستحق ان يأخذك من الاندماج مع كل عمل جميل وكل مجهود رائع ولا يشترط في ذلك أن تفهم الكلمات ولكن تكفي دندنة الألحان وتحريك بعض الاطراف مع تموجات الشعوب الملونة التي تسكن هذه الأرض . واذا لم يجدي ذلك نفعا وكانت اللحظة التي تمر بها صعبة جدا على شاكيرا . ربما ينفعك نوع من الهدوء والأسترخاء ، حاول قدر الامكان أن تحتفظ لنفسك ببعض مقاطع الموسيقى الهادئة في الحاسوب أو الجوال ولا تأبه لكلام أحدهم وأبدأ في سماعها أينما كنت في السيارة أو وأنت تتناول الطعام أو في طريقك للغوص في الاحلام والنوم . لا تستعمل السماعات لأنك تحرم محيطك من لذة تلك الموسيقى وربما تضر بأذنيك . ربما قد تكون هذه التصرفات خيالية عند البعض ولكن ما الذي يمنعنا من العيش في الخيال ولو للحظات حتى لو قيل عنا .. سذج ومجانين .. حتى لو قيل لك تلك الموسيقى تنفع لمحمود ياسين وهو يقبل فاتن حمامة بشراهة أو لجاك وهو في المقصورة عريان مع روز . لا تصدقهم ففي النهاية سيطلبها منك عشرة وسيبحث عنها عشرون وحينها لا تبخل عليهم بما أغدقه عليك خيرة عازفوا العالم . وإذا وجدت بان الموسيقى الهادئة حالها حال شاكيرا عاجزة عن أخراجك عـن القرن العـشرين فلا يوجد حل أخـر سوى ان تبحـث عن خـالة كـتلك التي أقـطن معها(( فكتوريا )) المجنونة بالتوابل وأن تلتهم كل ما تقدمه لك من دولمتها الحادة واللذيذة ولا تأبه في ذلك لكل نصائح الاطباء (( فقط في هذه اللحظة )) وأملأ الكرش حتى الاخير . وانا كلي ثقة بانك ستنسى كل مشاكلك لأنك ستفكر حينها فقط بما أقدمت عليه بدون تفكير وسيكون همك الاخير هو شرب الماء لأطفاء النار التي تشعل أمعائك أو التحرك بسرعة للمساعدة في الهضم . المهم بانك ستنسى وإذا وجدت كل شيء مما سبق ذكره لم يجدي نفعا حاول الأستسلام للحزن وكن ضحيته قليلا أما بالبكاء او اللطم رغم كوني أرفض هذه الثقافة وأفضل فرش الحليب المكثف وقطع الخيار الصغيرة على البشرة بدل أشباعها بالصفع والضرب كما يفعل البعض بدعوى الحزن . ولكن نزولا عند الحكمة التي تنصح بذرف الدموع من أجل أراحة القلوب فلا ضير في ذلك ولكن أجعلهم دمعتين او ثلاث وليس أكثر فلا تستحق الساعة الكئيبة من يومنا العظيم المليء بالطاقة أكثر من ذلك .
عصام سليمان – تلكيف .
Assyrian_publisher@yahoo.com