جائزة أوسكار وظلم لجنة الحكام لحكامنا
بينما السينما الأميريكية والعالمية في أوج بهجتها وفناني العالم في سباق نظيف لنيل جوائز أوسكار ، نلاحظ في الجانب الآخر من العالم تهميش وأهمال متعمد لأعظم فناني الشرق الأوسط ، لابل أعظم فناني العالم قاطبة . والملاحظ بأن اللعبة السياسة التي يقودها أعداء الأمة حاضرة وبقوة في مثل هذه المناسبات .إذ بين من رشح وخسر ورشح وفاز نرى جلياً الغبن الذي حصل لحكامنا وسياسينا واللذين لم يرد إسم أي منهم للفوز بجائزة أوسكار أقلها جائزة شرفية .
فمن هو الممثل جورج كلوني كي يرشح لجائزة أحسن ممثل للمرة الأولى طوال مشواره الفني ، وهذا الذي يدعى دانيال داي لويس والذي رشح للمرة الرابعة أو جوني ديب ( ثلاثة مرات ) وغيرهم .
صحيح بأن رجال السياسة في شرقنا الحبيب ليس لهم دراسة أكادمية في مجال الفن إلا إنني أتحدى العالم أجمع بما فيهم متنفذي هوليود أن يخرجوا للشاشات المرئية ممثلين محترفين يؤدوا أدوارهم بدقة حكامنا . حتى إن أهم ممثل في العالم لايشاهد في شاشات التلفزيون بقدر ما يشاهد في هذه الشاشة الصغيرة فنانينا السياسيين العظام . فمتى تنتهي هذه العنصرية ؟ ومتى لاتتدخل السياسة في كل تفاصيل الحياة حتى في مجال الفن ؟ لدينا ممثلين على الساحة السياسية لاحدود لقابلياتهم ، إذ بإستطاعة أصغرهم واحدثهم على ساحة الزعامة أن يخرج للناس بمئة وجه وبمئات الصفات الإنسانية وحتى الحيوانية ، ومع ذلك قد أهملتهم عمداً أوسكار . 80 سنة وجائزة أوسكار تمنح لمن شاءوا من الممثلين الذين وإن كانو محترفين إلا إن إحترافهم لايعد سوى نقطة في بحر من فنانينا المحترفين العاملين في حقل السياسية . فهم موسوعة تمثيلية بحد ذاتهم ، كوميديين وتراجيديين وأبطال سيرك ، كلامهم أساطير وتهديداتهم خيال علمي وشخصيتهم ميثولوجيا ، تارة نراهم فرسان وفي أخرى ساسة أسطبلات ، مرة يجسدوا دور الأسكندر ذو القرنين وعندما تتطلب الظروف نراهم سماسرة بقرن واحد ، يضحكون الجمهور دقائق ويضحكون عليهم دهور . ومع كل هذا الإحتراف الفني ومع كل تعدد الوجوه والأدوار ، لايقدّر فنهم منظمي أوسكار . تباً لكم من منظمين ، ألا تستطيعوا أن تمنحونا فرحة ترشيح لأحد رؤسائنا كي يكون حديث الساعة ؟ وأفلام الكارتون وحدها قصة ، فقد فاز فلم راتاتوي بجائزة أفضل فلم كارتون ، وراتاتوي ليس سوى جرذ يحب الطبخ ويصبح شيف في أفضل مطعم ، قصة لاتعقل وبطلها حيوان ليس إلا ، بينما رجال السياسة في الشرق هم أفضل من رتاتوي ، اقلها لهم زي بشري ، فإذا كان راتاتوي يطبخ في الخيال ولا أحد في الواقع يأكل ، فإن رجال السياسة لدينا يأكل الشعب طبخاتهم كل يوم ( دون الدخول إلى نوع طبخهم وتأثيراته على الصحة النفسية للشعب ) ، تباً لكم منظمي أوسكار مرة أخرى ، حتى في أفلام الكارتون لم ينصفونا . فمن أفضل ، راتاتوي أم الأخ الزعيم الذي يضحكنا من خيمته ؟
ولنسلِّم جدلاً بأن الوسط الفني في العالم الغربي يغار من الأداء المميز لحكامنا ، فلماذا الغبن يصيب الكثير من ابناء الشعب ؟ لدينا ممثلين بارعين أيضاً متوفرين بين الشعب ، مثلاً المصفقين والمتملقين ورجال المخابرات والأمن ، ومن دعاة الوحدة والإنفتاح على الآخر ، ولدينا ممثلين مبدعين في مجال الإيمان ، وهؤلاء قد إستحدثوا طرق في التمثيل لايعرفها كل فناني العالم ، إذ لديهم ممارسات في الإيمان ووعظات يخال لمن يراهم ويسمعهم بأنهم يعرفون الله . كل هؤلاء لم ينصفهم منظموا أوسكار 2008 فتباً لهم مرة ثالثة . ولاتأبهوا حكامنا الكرام كعادتكم ، فسيأتي من ينصفكم . ستحصلوا على جوائز أوسكار وجوائز مهرجان كان ، وسيكون لكم نصيب أيضاً بعد تنحي فيديل كاسترو عن السلطة بحصولكم على جائزة أطول مسلسل قصته حزينة وفيه ملايين الكومبارس من الشعوب لاتعرف سوى دور واحد فقط وهو دور المظلوم ، إلا إنه ليس تمثيل للأسف الشديد بل واقع مرير ، ومع ذلك لايوجد أي جائزة من لجنة أوسكار لحكامنا على تنفيذ دورهم بأدق التفاصيل .