Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

حصيلة حرب تحرير العراق المريرة

سواء ثبت ان تسليم السيادة كان انجازا او على الارجح فشلا فانه يتيح الفرصة لالقاء نظرة على كشف الحساب لغاية تاريخ كتابة المقالة للحرب الانغلو امريكية في العراق ان عمليةالحرية للعراق التي ادت الى تدمير متعمد لدولة العراق ومؤسساتها كافة فقد نهبت 17 وزارة من اصل 23 كما نهب المتحف الوطني والمكتبة الوطنية والمستشفيات والجامعات وكل ادارة عامة يمكن ان يصل اليها اللصوص تحت سمع القوات المحتلة وبصرها وكانت الوزارة الوحيدة التي حظيت بحماية امريكا هي وزارة النفط فهل يمكن القول بعد هذا ان الحرب كانت من اجل النفط ؟ اجل انها كانت كذلك لامن اجل نفط العراق وحده بل من اجل ضمان الهيمنة الامريكية على منابع هذه الموارد الحيوية ، فالاقتصاد الأمريكي يعتمد على استمرار تدفق النفط الرخيص من الشرق الأوسط ولذا فلا يسمح لأي حاكم محلي او نطام يتحدى هذا الواقع الذي فرضته القوات الأمريكية على ان ماسبق ليس كل الحكاية فاهداف امريكا في الهيمنة الأقتصادية الشاملة جرى تطعيمها بمجموعة اهداف اخرى خاصة باسرائيل فلقد استطاعت مجموعة من الصهاينه الأمريكيين من انصار اليكود التسلل الى الحكومة الأمريكية والوصول الى احتلال مراكز رئيسية في وزارة الدفاع وفي مكتب نائب رئيس الجمهورية ومجلس الأمن القومي واذ كانت ادارة بوش تجهد للرد على هجمات القاعدة المدمرة في 11 ستمبر اغتنم بعض اعضاء هذه المجموعة الصهيونية وعلى راسها بول ولفوفيتر نائب وزير الدفاع ليفرضوا الأجندة الخاصة بهم وكان الهدف السياسي الرئيسي في هذه الأجندة قلب نظام صدام الذي اعتبروه مصدر تهديد خطير لاسرائيل ولكي يدعموا حجتهم في الحرب على العراق عام 2003 اخترعوا نظرية مفادها ان تغير النظام وفرض الديمقراطية سيؤديان كما هي لعبة الدومينو الى انهيار انظمة الحكم في سوريا وايران والى ترويض السعودية ومصر وهكذا ينقلب ميزان القوى في المنطقة باسرها لصالح اسرائيل وامريكا ويتم الحفاظ على احتكار اسرائيل لأسلحة الدمار الشامل نهائيا ويتاح لشارون ان يدمر الفلطينين وامالهم الوطنية ويستولي على ماتبقى من الضفة الغربية الى جانب ذلك قامت مجموعة يمينية من تيار المحافظين الجدد بالسيطرة علىمجلس الأمن القومي في ادارة بوش واستطاعت من خلال الحرب المريرة ان تسكت الانتقاد في وزارة الخارجية وفي الوكالة المركزية لاستخبارات واسماء هولاء معروفة في العالم باسره بول ولفوفيتر وريتشار بيرد ودغلاس فايث ولويس ليبي ودافيد ورمزر وليام لوتي واخرون كثيرون اقل شهرة ويؤمن المنطرون من هولاء المحافظين الجدد ان مصالح امريكا واسرائيل متشابه ومتطابقة ولكي يدعموا وجهة نظرهم في ضرورة الحرب على العراق كان على المتامرين ان يثبتوا بان صدام يمتك اسلحة دمار شامل وانه على صلة بارهابيي 11 ستمبر وانه يشكل خطرا وشيكا وقد تتطلب ذلك فبركة معلومات كاذبة ونشرها على اوسع نطاق وقد عهد بالمهمة الى مكتب الخطط الخاصة الذي يراسه ابرهام شولسكي انشاه دوغلاس فبث وكيل الوزارة للسياسة الدفاعية وهو يعتمد على المعلومات الكاذبة التي يغذيها بها عراقيوا المهجر ويوردها احمد الجلبي وحزب المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه اما ثمن ذلك فقد كان باهظا جدا ما لايقل عن 100000الف عراقي قتيل من مدنيين وعسكريين و200000 الف جريح وما يقرب 1850 قتيل امريكي و50000الف جريح اما تكاليف المالية فقد بلغت لحد الان 300 بليون دولار بالاضافة الى ما ستدعو الحاجة اليه من اموال في العام القادم جانب ذلك كله تسببت الحرب في تعبئة جيش كبير من المتشددين الأسلاميين المستعدين والحريصين على ضرب امريكا وحلفائها حيث ما امكنهم وفي اي وقت كان وستستمر بلاد كثيرة من اندونيسيا الى اسبانيا ومن تركيا الى السعودية ومصر في دفع الأخطاء الأمريكية واما الامن العالمي لم يكن يوما اكثر هشاشة منه الأن. وبعد فلقد ادى تحالف بوش مع اليمين الاسرائيلي ومؤيديه الأمريكين الى اكبر كارثة حلت بالسياسة الخارجية الأمريكية في العصر الحديث وجعلت العالم عرضة للخطر الشديد. Opinions