Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

حضـارتنـا " بابـل "

أن علماء الغرب قد اهتمو بالبحث في تأريخنا منذ قرون مضت ووصلوا الى نتائج مذهلة التي لاتزل مجهولة لدى عالمنا العراقي بشكل خاص والعالم الشرقي بشكل عام . قد يقول البعض ان لهم اغراض استعمارية في البحث عن تأريخنا لمعرفة ودراسة مجتمعنا منذ قرون ولحد تأريخه. ولكن كان من الواجب ان تكون لابناء العراق والشرق جولات في كشف عن ما تركه اجدادنا العظام ، الذين لهم الفضل في التقدم الحضاري القديم وانعكاسه على حضارة العالم المتقدم الحديث ولكن كشفها لنا علماء الغرب وشكرا لهم . الواقع ان الجمهور في العالم الشرقي لا يعرف حقيقة التاريخ إلا من خلال الكتب المدرسية التي كتبت بما يلائم آراء الحكام واغراضهم السياسية التي شكلت انعطافا في تحجر العقل البشري في المجتمعات الشرقية . اذا اعفينا الجمهور من المعرفة والبحث عن تأريخنا لكن لا نعفي المختصين او من يعمل في حقل التأريخ والاثار . لهذا كان قلة من الواعين تمكنوا في البحث في بطون الكتب لمؤلفين غربيين عن حضارتنا وتمكنهم من الوصول الى نتائج ذات اهمية عظيمة. ان كشف عن الاثار وتأريخنا الاصيل تعتبر جهود خيرة لنقلهم لنا لما كتبه علماء الاثار الغربيين ، فمثلا الاستاذ عامر حنا فتوحي كتب كتابا عن "الكلدان منذ بدء الزمان " الذي يعتبر نتاج اكثر من عامين من العمل وخبرة ما يزيد على ربع قرن من الدراسة والبحث النظري والعملي في تناول التأريخ للامة الكلدانية . كما كشف لنا الدكتور سامي سعيد الاحمد في كتابه الموسوم " سلالة بابل الحديثة " بأن الكلدان كانوا يهيمنون على كامل الساحل الذي يشكل الامتداد الطبيعي للقطر البحري ، موطن الكلدان الاوائل بناة أريدو وكيش ، ويؤكد ان الخليج العربي كان يعرف باسم " البحر الكلدي " ، اضافة الى مؤلفين اخرين امثال الدكتور فاضل عبد الواحد والدكتور عامر سليمان وكتابهما الموسوم " عادات وتقاليد الشعوب القديمة " ، والاستاذ طه بافر وكتابه الموسوعي " بابل وبروسبا " ويذكر في صفحة2 بموقع مدينة بابل التي تقع على بعد نحو(90) كلم جنوب بغداد . ان الاسم البابلي يعني ( باب ايلو ) وترجمته باب الاله او الآلهة . ومع ان هناك امارات على وجود مستوطن في موضع بابل يرجع تأريخه الى عصور ماقبل التأريخ ( نحو 4000 ) ق.م إلا اقدم اشارة تأريخية الى المدينة قد جاءتنا من عهد السلالة الاكدية في حدود( 2350) ق.م وكذلك ذكرت المدينة في اخبار سلالة اور الثالثة . ان بابل لها شأن سياسي خطيرمنذ قيام سلالتها الاولى ( 1880- 1580) ق.م التي اشتهرت بملكها السادس حمورابي حيث اصبحت عاصمة الامبراطورية التي اسسها . ومما يدل على اهمية بابل التي ظلت عاصمة للبلاد حتى العهد السلوقي . كما يؤكد طه باقر ، نفس المصدر صفحة3 ان آخر حقبة مجيدة في تأريخ بابل تقع في العهد المعروف بالعهد البابلي الاخير (625 – 538 ) ق.م الذي اشتهربحكم الملك الشهير نبوخذنصر الثاني (604 – 562 ) ق.م . والواقع ان شكل بابل ، قصورها ومعابدها واجزائها الاخرى مما حققه المنقبون الالمان في خلال الاربعة عشر عاما في بداية القرن الماضي ، إنما هوعمل هذا الملك بالدرجة الاولى وعمل ابيه نبوبولاسر وبعض الملوك الذين خلفوا نبوخذنصر . لقد حكم نبوخذنصر الثاني اثنين واربعين عاما وتعد من العهود المجيدة في التأريخ البشري ، ومع ما قام به هذا الملك من حروب موفقة إلا ان شهرته التي خلدته انما كانت في اعماله العمرانية في بابل التي يصح ان نقول انه اعاد بنائها من جديد لا سيما قصورها ومعابدها واشتهر ايضا بالتعمير والبناء في معظم مدن العراق القديم المهمة حيث نجد آثار الآجر المختوم باسمه منتشرا في خراب المدن القديمة . كل هذه الحضارة الكلدانية العريقة اين مكانها في العراق ؟ الجواب : حضارتنا موجودة، كل من يبحث عنها في بطون الكتب الاجنبية لمؤلفين غربيين او لمؤلفين شرقيين يستطيع ان يعرف الكثير حول العلوم والتشريعات التي كانت الاساس في تكوين العلوم والتشريعات في عصرنا المتقدم ، فمثلا مسلة حمورابي كانت مرشدة للأمم القديمة والحديثة على حد سواء ، حيث قوانين الامم المتحدة والعديد من الدول العلمانية المتقدمة اقتبست نصوصا من المسلة . ورد في كتاب عنوانه " علوم البابليين " لمرغريت روتن وتعريب الاب الدكتور يوسف حبي بأن بابل ادخلت التقويم الاقدم فيبدأ في 1 نيسان ، اكيتو ، تاريخ السنة الجديدة وتقسيم السنة الى 12 شهرا ومجموعها 360 يوما ، وعدد ايام الشهر 30 يوما اضافة الى تقسيم اليوم الى 12 ساعة وعلوم بابل كانت علوم الفلك والتنجيم وابراج السماء والسنة القمرية .
السؤال : إذا كان الكلدان لهم هذه الحضارة ، لماذا تهميش الكلدان في البرلمان العراقي والحكومة وفي دستوروحكومة اقليم كردستان حيث انهم حاملوا الحضارة التي كانت هذه الحضارة مرشدة للامم الراقية؟ حضارتنا عراقية اصيلة قديمة ونطالب بان يكون لنا ممثل في برلمان وحكومة العراق وفي برلمان وحكومة اقليم كردستان ، ونبغي الوصول الى تمثيل حقيقيفي في برلمان وحكومة العراق وكذلك في برلمان وحكومة اقليم كردستان وكذلك تغيير الكوتا على اساس الدين الى كوتا قومية ليشارك فيها جميع القوميات .

Opinions